بعد تكراره لها سنويًا بمعدل عمرة كل شهر، أثارت رحلات العمرة التى يؤديها الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، الجدل حول أسباب تكرار ذلك، خاصة أنها من النوافل، فيما فسرها البعض بأنها وسيلة للتهرب من مواجهة الأزمات الحادة التى تواجهها الجماعة ومنها أزمة «الاعتكاف» وشروطها الجديدة التى أقرتها وزارة الأوقاف. «الصباح» حاولت الوصول إلى حقيقة الأمر، خاصة فى ظل تجاهل برهامى التعليق على أزمة غزة المشتعلة حاليًا، فيما فسره البعض بتخوف من القيادى السلفى من إعلان موقفه مما يحدث فى غزة، حتى لا يظن البعض أنه يناصر حماس أحد أجنحة جماعة الإخوان. برهامى الذى سافر لأداء العمرة، تاركًا أزمات ارتفاع الأسعار ومشكلات الجماعة السلفية مع وزارة الأوقاف فيما يخص الاعتكاف فى المساجد، قرر أن يقضى ما تبقى من شهر رمضان فى المملكة العربية السعودية، وبحسب مصادر مقربة من برهامى فإنه لا يريد أن يدخل مع وزارة الأوقاف فى خلافات لانشغاله بالتحضير للانتخابات البرلمانية. وقالت مصادر بالدعوة السلفية ل «الصباح» إن برهامى يعقد لقاءات مستمرة فى السعودية مع أعضاء ما يسمى ب «التنظيم الدولى للسلفيين»، خاصة بعد مقاطعة برهامى لتركيا والتى شهدت مولد التنظيم، نظرا لدعم أنقرة الكامل لتجاوزات جماعة الإخوان. من ناحية أخرى، أصيب أنصار برهامى بصدمة كبيرة عندما أفتى فتوى خاطئة مؤخرا، وجاء نص الفتوى بحسب ما نشر على موقع «أنا السلفى» كالتالى: السؤال: يوجد مصنع يتعامل مع تاجر جملة يعطيه بضاعة، فهل يجوز أن أطلب من صاحب المصنع أن يورد لى نفس البضاعة أم هذا بيع على بيعه، لأنى قد علمتُ بوجود اتفاق على عدم إعطاء البضاعة إلا لهذا التاجر؟ وجاء رد برهامى: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فيجوز لكَ طلب هذه البضاعة وكسر الاحتكار طالما أنك لم تمنع التعامل مع التاجر الآخر، ولا يلزم الوفاء بشرط الاحتكار. انتهى. وكان رد الشيخ محمود عباس أمين حزب النور بالإسكندرية على هذه الفتوى، بأنها خاطئة، وأن السائل لم يقل إن هذا التاجر محتكر، لأن الاحتكار يتضمن احتكاره لكل هذا النوع من البضاعة على مستوى الجمهورية. وأن الفتوى تهدر قيمة الوفاء بالعهود مع التاجر والذى يرتب طلبيات وعقودا على البضاعة التى خصصها المصنع له. وأضاف عباس، السؤال الذى يطرح نفسه، لماذا يحاول الشخص التحايل فى المعاملة وإفسادها بين التاجر والمصنع، ولماذا لا يلجأ إلى مصنع منافس ويحصل على نفس البضاعة بل ربما بسعر أقل، أم أنه يريد إفساد السوق على التاجر، كما أن السؤال لم يتضمن نوع البضاعة، ومن المعلوم أن العلماء نهوا عن الاحتكار فيما فيه ضرر للمسلمين .