دجال إسرائيلى يقنع المسئولين فى تل أبيب بقدرته على التحكم فى الجن.. والدولة العبرية تهتم بأمره حتى صار مستشارًا غير رسمى لرئيس الوزراء تل أبيب قاومت «الموتى الأحياء» وحدها فى فيلم براد بيت «حرب الزومبى العالمية».. والآن تريد للواقع أن يقهر الخيال رجل دين إيرانى يؤكد فى حوار مع التليفزيون الحكومى أن إسرائيل تأمر الشياطين بالتجسس على بلاده.. ويعتبرها فرقة استطلاع قبل الهجوم العسكرى فى فيلم «حرب الزومبى العالمية» الذى عرض العام الماضى وقام ببطولته «براد بيت»، يذهب البطل إلى تل أبيب من أجل أن تساعده السلطات الإسرائيلية على مواجهة الفيروس الغامض الذى حول أغلب سكان كوكب الأرض إلى زومبى أو «موتى أحياء» يهيمون فى الأرض بحثًا عن ضحايًا.. وعندما يسأل البطل المسئول الإسرائيلى عن السبب الذى جعل إسرائيل فقط تملك طريقة التصدى لمثل هذه الظاهرة الغريبة إجابة المسئول الإسرائيلى: «لأننا نحتاط لأى شىء مهما بدا ضئيل الاحتمال» هذا هو ما يقوله صوت الخيال فى سينما هوليوود، لكن يبدو أن صوت الواقع لا يبتعد كثيرا عن صوت الخيال، ويبدو أيضا أن «ولاد عمنا» يتشابهون معنا أكثر مما كنا نظن، ويبدو ثالثًا أيضا أن هذا التشابه من حسن حظنا، فدولة إسرائيل التى عادة ما يرتبط اسمها بالأبحاث العلمية والاهتمام الشديد بالتكنولوجيا، ظهرت مؤخرًا معلومات جديدة تؤكد أن الدولة العبرية تهتم- مثلنا بالضبط- بالحواديت الخرافية والقناعات الدجلية. وطبقًا للمعلومات التى حصلت عليها «الصباح»؛ فإن الكيان الصهيونى لم يكتف بما وصل إليه من درجات علمية فى فترة زمنية قياسية مقارنة بدول الجوار، ولكنها فى الوقت نفسه تبحث عن كل ما هو جديد لتؤمن به نفسها من أخطر الأعداء، حتى لو وصل الأمر إلى الاستعانة بالجن! دولة إسرائيل التى كانت تفتح أبوابها للعلماء والباحثين يبدو أنه سيسيطر عليها الآن الدجالون والعرافون، الذين يؤكدون للمسئولين قدرتهم على تسخير الجن فى عمليات التجسس الدقيقة على الدول المعادية، فأساليب التجسس لم تقف عند التنصت على الاتصالات الهاتفية أو تجنيد العملاء والجواسيس، بل تبحث إسرائيل الآن عن آلية خوارقية تمكنها من جمع المعلومات دون تدخل بشرى، حتى لو كان هذا اعتمادًا على ما دُوِّن فى كتب سحر «الكابالا الصفراء»، وما يروى فى الأساطير. الصدفة وحدها قادتنا إلى هذا الاكتشاف، وذلك بفضل متابعتنا المستمرة لعدد من المواقع المهتمة بالشأن الإسرائيلى الداخلى؛ حيث التقطت «الصباح» طرف الخيط من خلال هذه المواقع التى تحدثت عن «ظاهرة» جديدة هى استخدام الجن فى جمع المعلومات والتجسس، وما أن بدأت رحلة البحث للتأكد من صحة المعلومات - التى نعلم يقيناً أنها خزعبلات- وإذا بالمفاجأة أن المسئولين الإسرائيليين يأخذون الموضوع بجدية، مثلما أخذ المسئول الإسرائيلى وجود زومبى أو «موتى أحياء» بجدية فى فيلم «براد بيت».
يروى لنا إسلام الرضوى، الناشط الشيعى والمتحدث باسم حركة «شباب الشيعة فى مصر»، أنه منذ فترة وجيزة تم إلقاء القبض على عدد من عناصر حزب الله عقب وصولهم غزة قادمين من إيران، وعلى الرغم من سرية مهمتهم وتأمينهم على أعلى مستوى من قبل الجهتين الإيرانية والفلسطينية، إلا أن عملية اكتشافهم تمت بسهولة شديدة رغم التأكد من عدم وجود جواسيس بينهم، ومن هنا بدأت تتسرب تكهنات بأن الموساد بات يعتمد على الجن فى التجسس على تلك المجموعات، مما دعا طهران، على حد قول الرضوى، إلى تأجيل إرسال مزيد من رجالها إلى غزة لأنها لا تضمن مصيرهم. بعدها خرجت تصريحات أو تلميحات إن صح القول من جانب سلطات دينية إيران تتحدث عن نشاط الدجال الإسرائيلى «يعقوب بن كيرى» الذى ظل يعمل منذ ثلاثة أعوام فى الاستخبارات الإسرائيلية «الموساد»، مدعين أنه كان متخصصًا فى تسخير الجن للتجسس على البلاد التى تريد إسرائيل أن تتجسس عليها.
الراقصة والدجال رغم أن حجم المعلومات حول الدجال الإسرائيلى قليلة للغاية، إلا أننا استطعنا التوصل إلى أن يعقوب بن كيرى يهودى إسرائيلى الجنسية يعيش فى تل أبيب، يبلغ من العمر أربعون عاماً، وهو يدعى أن له طرقًا معينة فى تسخير الجن للعمل لصالح إسرائيل، الغريب أن بعض المواقع العبرية قالت إن السلطات الإسرائيلية صدقت هذه المزاعم الخزعبلية، ومنحت بن كيرى كل الموارد التى يحتاجها من أجل تطوير هذا القطاع المثير فى عالم التجسس، وصار حسب المواقع الإسرائيلية من المقربين إلى رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو، وأصبح بمثابة مستشاره غير الرسمى، فعلى الرغم من حجم العلم والتكنولوجيا التى وصلوا إليها، إلا أن «الخزعبلات» باتت تسيطر على التفكير الإسرائيلى مثلنا، ولا غرابة فى هذا لأن لديهم حاخامات أكثر أصولية وتطرفًا مما نتخيل. أنواع جن يعقوب الجن- حسب الدجال الإسرائيلى- أنواع مختلفة، فمنهم الجن الطائر، الذى يملك أجنحة تساعده على الطيران فى الهواء، وهذا ما سخره للتجسس على مصر وإيران، ومن المفترض أنه يقرأ الأفكار ويوصلها إلى سيده فى تل أبيب، كما تقتضى أصول الدروشة! والصنف الثانى أقرب للحيوانات، والغالب على هذا الجنى المسخر لخدمة الموساد أنه يأخذ شكل الكلاب أو القطط، لكنه سيكون كلبا ذكيا وعاقلا ولديه إدراك عالٍ، لهذا إذا كان هناك اجتماع على مستوى عال من السرية فيجب على أفراده ألا يسمحوا بدخول القطط أو الكلاب إلى الاجتماع إن كانوا يريدون لأسرارهم أن تظل بينهم. النوع الثالث لا يحب الاستعراض، فلا يطير ولا يتخذ الشكل الحيوانى، بل هو يظهر للناس فى هيئة بشرية، يسير على الأرض ويمشى فى الأسواق بين الناس، وقد أقنع بن كيرى المسئولين الإسرائيليين أنه يملك خلية تجسس كاملة من هذا النوع تعمل فى مصر، وعن طريقهم سيتجسس على السلطات ويجلب المعلومات التى تريدها إسرائيل. وحسب كتب الكابالا والسحر اليهودى القديم؛ فإن يعقوب يقسم أنواع الجن إلى جن مؤمن بالله ويخشى المعصية، وجن كافر يتفاخر بأنه من جنود إبليس، وهذا النوع يعيش فى إسرائيل منذ قديم الزمان. من جانبه قال رجل الدين الإيرانى حجة الإسلام نقى بورفر، أنه لا يشك مطلقًا فى أن إسرائيل تستعمل الجن فى التجسس على بلده، وقال فى حوار مع القناة الثالثة للتليفزيون الحكومى الإيرانى إن الكيان الصهيونى له خبرة طويلة فى التحكم فى الجن بفضل حاخاماته الذين يجيدون سحر الكابالا منذ آلاف السنين، محذرا الشعب الإيرانى من أن إسرائيل تحاول استخدام كل الطرق الممكنة لوقف نهضة إيران، وأنهم يجمعون هذه المعلومات استعدادًا لتوجيه ضربة عسكرية إلى طهران- على حد تعبيره. وَهْم وخزعبلات تواصلنا مع الدكتور محمود عاشور، وكيل الأزهر السابق، والذى علق بأن تسخير الجن للتجسس على البلاد مجرد وهم وخزعبلات وليس لها أساس من الصحة، وهى مجرد دعاية إسرائيلية لإيهام العالم بقدرتهم على فعل كل شىء، موضحًا: لو كان بيد الجن أن يفعل شيئًا لمنعوا هزيمتهم فى 73، أو لقضوا على كل الدول العربية بدلا من أن تشغل تفكيرها بالتجسس فقط. هذا المدعى سواء كان عالما أو باحثا هو فى النهاية مجرد دجال ولا يجوز تصديق كلامه، لأن عالم الجن عالم غيبى لا نعرف عنه شيئًا، ومن يدعى القدرة على السيطرة عليه هم الدجالون الذين يريدون خداع العقول لجلب الأموال، ولا يوجد فارق بين دجال إسرائيلى أو مصرى، فكلهم فى النهاية نصابون». من جانبه قال اللواء فؤاد علام الخبير الأمنى، إن الحديث عن تسخير الجن وما شابه ذلك يثير الضحك أكثر مما يثير القلق، وهو ببساطة يدل على جهل صاحبه، معتبرا أن إسرائيل إذا سخرت كل إمكاناتها من أجل السيطرة على الجن للتجسس على البلاد المجاورة؛ فهذا يدل أن ذلك البلد فقد عقله، وكل ما يبحث عنه هو الشهرة الإعلامية فقط.
وفى نفس السياق صرح الدكتور محمد عادل، عالم فلكى، بأن تسخير الجن يتم فى أعمال خاصة ليس منها التجسس على البلاد، وقال إن هناك أنواعًا من الجن تطير من بلاد إلى أخرى، ولكن بغرض فك الأعمال والسحر وليس التجسس- على حد تعبيره، موضحًا أنه رغم إيمانه بوجود الجن بين الأنس، إلا أن كل ما أثير حول استعمال الموساد لقدرات شيطانية يدخل ضمن نطاق الشعوذة، ولهذا فهو ينصح الناس بألا يقلقوا من هذا الشائعات التى يبثها الإعلام الإسرائيلى للتخويف ليس أكثر.