الجزائر تتحدى عقدة ألمانيا مع العرب فى دور ال 16 بكأس العالم نجح منتخب الجزائر فى أن يكون المنتخب العربى الثالث الذى يمر إلى دورال 16 فى تاريخ بطولات كأس العالم بعدما قدم أداءً مميزًا فى الجولة الأولى وحصد 4 نقاط بالفوز على كوريا الجنوبية بأربعة أهداف مقابل هدفين، والتعادل مع روسيا بهدف لمثله وسبق ذلك الخسارة بشرف أمام منتخب بلجيكا الحصان الأسود للبطولة ليضرب موعدًا فى الدور الثانى مع مواجهة منتخب الماكينات الألمانية، وهى مواجهة ثأرية بعدما لعب المنتخبان مباراة قوية فى مونديال 1982 انتهت بفوز ممثل الكرة العربية بهدفين لهدف سجلهما نجوم الجيل الذهبى رابح ماجر والأخضر بلومى على حساب المانشافت الذى كان يملك جيلًا ذهبيًا على رأسه شوماخر وكارل هاينتس ورومينيجه وبرايت مار وأولوفيستى وستليكا فيما كان منتخب الجزائر يضم كوكبة من النجوم أبرزهم شعبان مرزقان ومهدى سرداح وماجر وبلومى وصلاح عصاد «الأسد» ومحمود قندوز، وفى هذه البطولة تعرضت الجزائر لمؤامرة بين ألمانيا وجارتها النمسا لإقصاء فرسان الصحراء من البطولة، وهو ما حدث بالفعل. وبعد مرور 32 عامًا على هذه الواقعة عاد منتخب الجزائر بقائمة تضم النجوم إسلام سليمانى وسفيان فيجولى وعبدالمؤمن جابو ورايس امبولحى ومجيد بوقرة وحسان يبدة وعبدالقادر جيلاس ورفيق حليش وياسين براهيمى ليقدموا مسيرة قوية، خاصة أنه منتخب متكامل بخلاف الجيل الذى شارك فى نسخة 2010 فى كأس العالم، ويضاهى الجيل الحالى قدرات جيل 1982 الذهبى. وتحمل المباراة تحديًا كبيرًا لنجوم الجزائر فى مواجهة منتخب ألمانيا الذى بات المرشح الأوفر حظًا فى التتويج باللقب بعد خروج إسبانيا وإنجلتراوإيطاليا من البطولة، وهو ما جعل المدير الفنى الصربى وحيد خاليلوزيتش يحفز اللاعبين لتكرار نفس الإنجاز السابق، فيما يواجه ذلك رغبة قوية من يواكيم لوف المدير الفنى للماكينات الألمانية لتعويض الإخفاق فى النهائيات بعدما اكتفى طوال الفترة الماضية بالمراكز المتقدمة فقط. ويعتبر تأهل المنتخب الجزائرى إلى الدور الثانى هو الإنجاز الثالث للكرة العربية فى هذه المرحلة بعدما نجح منتخب المغرب فى نسخة عام 1986 وخروجه منها أيضًا على يد المنتخب الألمانى بصعوبة وبهدف سجله لوثر ماتيوس، ونجاح منتخب السعودية فى بلوغ نفس الدور فى مونديال أمريكا 1994.
فيا وتشافى وبوفون وجيرارد ودروجبا.. أبطال ميلودراما الوداع «ميلودراما الوداع».. شعار يبدو منطبقًا على عدد كبير من نجوم الكرة فى العالم والذين ذهبوا للبرازيل بأحلام وطموحات كبيرة، وعادوا منها بعد أن سطروا حروف كلمة الوداع ليسدلوا الستار على مسيرة مليئة بالعطاء والإنجازات الكبيرة.. نجوم من الصف الأول كانت كلمة النهاية بالنسبة لهم على أرض البرازيل. ديفيد فيا.. الهداف التاريخى للمنتخب الإسبانى ذهب للمونديال وهو يحلم بوضع المزيد من السطور فى كتاب نجاحه الذى توجه باللقب العالمى فى 2010 مع الماتادور. «فيا» صاحب ثمانية أهداف من قبل فى كأس العالم (ثلاثة فى 2006 وخمسة فى 2010) كان يعرف أن خبراته الكبيرة ونجاحاته السابقة فى كأس العالم ستساعده فى تحقيق المزيد، مقارنة بقلة خبرة دييجو كوستا الدولية وتراجع مستوى فرناندو توريس. لكن مدرب إسبانيا فيسنتى ديل بوسكى كان له رأى آخر حين فضل الدفع بكوستا ثم الاعتماد على توريس بديلًا وترك فيا على مقاعد البدلاء، لتخسر إسبانيا من هولندا ثم تشيلى وتودع البطولة مبكرًا جدًا. وقتها فقط دفع ديل بوسكى بفيا فى المباراة الأخيرة أمام أستراليا، ورد النجم الكبير بهدف رائع بالكعب أثبت به خطأ استبعاده من مباراتى هولندا وتشيلى. الهدف كان رقم 59 فى مسيرة فيا الدولية، والأخير أيضًا بعد أن قرر اعتزال اللعب الدولى، وخرج من الملعب باكيًا وسط تأثر كبير من رفاقه وجماهيره.
تشافى.. مايسترو إسبانيا وبرشلونة وضع كلمة النهاية لمشواره الطويل سواء مع المنتخب الأحمر أو مع العملاق الكتالونى فى أيام قليلة. تشافى الذى كان ضحية الخسارة الكبيرة أمام هولندا ليفقد مكانه فى مباراة تشيلى أعلن اعتزاله اللعب دوليًا عقب الخروج من المونديال، بعد أيام من إعلانه الرحيل عن البارسا، عندما أيقن أنه لن يكون له دور فى خطة المدرب الجديد لويس انريكى، ليسدل تشافى الستار على مشوار طويل وملئ بالعبقرية. ومع فيا وتشافى كان تشابى ألونسو.،لاعب وسط ريال مدريد والذى حمله الكثيرون مسئولية خسارة الإسبان فى المونديال، وأعلن «ألونسو» اعتزاله اللعب الدولى مكتفيًا بما حققه من ألقاب مع المنتخب الإسبانى، رغم مطالبة الكثيرين له بالاستمرار، ولو حتى يورو 2016 إلا أنه فضل الاكتفاء بما قدمه. جيانلويجى بوفون.. العملاق الايطالى غاب عن مباراة إنجلترا للإصابة، وعاد أمام كوستاريكا ثم أوروجواى ليشاهد خسارة الأزورى ووداعه للبطولة، وعلى الرغم من المستوى المميز الذى قدمه بوفون كالمعتاد إلا أنه لم يتمكن وحده من إيقاف الانهيار الايطالى ليودع أجواء المونديال للمرة الأخيرة بطريقة حزينة لا تليق بأحد أفضل الحراس فى تاريخ كرة القدم. ومع بوفون كان أندريا بيرلو. عبقرى وسط الملعب قدم مستوى رائعًا فى مباريات إيطاليا لكن رفاقه لم يساعدوه على ترجمة إبداعاته، ليودع بيرلو المونديال الذى حققه فى 2006 للمرة الأخيرة من الدور الأول. ستيفن جيرارد قائد إنجلترا كان ضحية فريق مهلهل ومدرب متواضع، وأثر ذلك على مستوى جيرارد نفسه الذى يبدو أنه لن يكون موجودًا من جديد مع المنتخب الإنجليزى بعد أن رفض الرد على سؤال يتعلق بمستقبله الدولى، وبدخوله بديلًا فى مباراة إنجلترا الأخيرة أمام كوستاريكا وتقلده شارة القيادة بدا وكأن جيرارد يودع الأسود الثلاثة لآخر مرة، على الأقل فى كأس العالم. وهو الأمر الذى ينطبق أيضًا على فرانك لامبارد الذى غاب عن مباراتى إنجلترا أمام إيطاليا وأوروجواى ثم ظهر فى مباراة الوداع كضيف شرف أمام كوستاريكا ربما للمرة الأخيرة.
وبالمثل ودع الفيل الإيفوارى ديدييه دروجبا كأس العالم بطريقة قاسية.. كوت ديفوار كانت متأهلة للدور الثانى لأول مرة فى تاريخها حتى الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع فى مباراتها أمام اليونان، لكن أخطاء ساذجة أطاحت بالأفيال وتركت دروجبا حزينًا ومحطمًا بعد أن فشل فى تحقيق حلمه الأخير فى كأس العالم. أحمد موسى أول لاعب نيجيرى مسلم يسجد لله فى البرازيل كان هدف التعادل النيجيرى الأول فى مرمى الأرجنتين سببًا فى جذب أنظار العالم كله لنجم سسكا موسكو الروسى أحمد موسى، لكن انبهار وسائل الإعلام العالمية باللاعب الموهوب، لم يكن نابعًا من هدف رائع سجله باقتدار وحرفية عالية فى أقصى الزاوية اليمنى للحارس الأرجنتينى سيرجيو روميرو، عقب ثوان قليلة من هدف ميسى فى مرمى إنياما، ولكن لأن موسى سجد لله شكرًا على طريقة نجوم منتخب مصر فى 2006، و2008، و2010، ليصبح أول لاعب نيجيرى يسجد لله عقب إحراز هدف فى مونديال 2014. وبهدفين رائعين فى مرمى المنتخب الأرجنتينى لفت مهاجم نيجيريا أحمد موسى أنظار العالم أجمع، خاصة بعد المستوى المميز الذى ظهر به فى هذه المباراة التى ناطح فيها أفضل لاعبى العالم ليونيل ميسى. ويعد موسى واحدًا من ثمانية لاعبين مسلمين فى تشكيلة النسور السوبر، أبرزهم إيجيكى أوزونى ورامون عزيز وشيجبوزى أجبيم. ولد أحمد موسى فى مدينة جوس النيجيرية يوم 14 أكتوبر 1992، وبدأ ممارسة الكرة وهو فى سن 15 سنة بأكاديمية أمينتشى لكرة القدم. فى عام 2008 بدأ مسيرته الاحترافية لأول مرة بالانضمام لفريق جوث حيث خاض معه 18 مباراة سجل خلالها أربعة أهداف، لينتقل فى الموسم التالى إلى فريق كانو بيلارز الذى سجل معه فى موسم 2009-2010 وهو أول مواسمه 18 هدفًا فى 25 مباراة، وكان هذا رقمًا قياسيًا فى تاريخ الدورى النيجيرى استمر حتى كسره جود أنيكى عام 2011 بتسجيل 20 هدفًا. مدرب المنتخب النيجيرى لارس لاجرباك ضم موسى للتشكيلة الأولية للنسور قبيل مونديال جنوب إفريقيا 2010 على الرغم من سنه الصغير، لكن إصابته فى الكاحل حرمته من التواجد فى القائمة النهائية. فى صيف 2010 انتقل موسى إلى فريق فينلو الهولندى، لكن الاتحاد الدولى لكرة القدم الفيفا رفض التصديق على تعاقده مع الفريق الهولندى إلا بعد أن يكمل عامه الثامن عشر، ليبقى موسى بلا مشاركة حتى أكتوبر 2010. وأختير موسى كأفضل لاعب فى نيجيريا عن عام 2010 على الرغم من كونه فقط فى الثامنة عشرة من عمره. وخاض موسى مباراته الدولية الأولى مع نيجيريا فى أغسطس 2010 أمام مدغشقر فى تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2012 وهو فى سن السابعة عشرة فقط حين دخل بديلًا لجون أوبى ميكيل. وفى مارس 2011 سجل موسى أول هدف دولى له مع نيجيريا فى مرمى كينيا فى مباراة ودية. وفى إبريل 2011 أعلن نادى فينلو أنه تلقى عرضًا من نادى توتنهام هوتسبير الإنجليزى عبر فيه عن اهتمامه بخدمات موسى، كما أعلن نادى أياكس عن رغبته فى ضم موسى عبر كشافه النيجيرى تيجانى بابانجيدا، وأكد فينلو أنه سيبت فى مصير موسى بنهاية الموسم. سجل موسى هدفين فى مرمى اكبير فينوورد ليقود فينلو للفوز 3-2 ليتفادى الهبوط من الدورى الهولندى. فى ذات الشهر إبريل 2011 تلقى موسى الدعوة للمشاركة مع منتخب نيجيريا للشباب فى كأس إفريقيا تحت 20 سنة بجنوب إفريقيا، ورفض نادى فينلو فى البداية السماح له بالسفر، قبل أن يتفق النادى مع الاتحاد النيجيرى أن يتنقل اللاعب بين جنوب إفريقيا وهولندا، ويشارك مع النادى والمنتخب فى نفس الوقت، وهو ما حدث بالفعل بعد أن خاض موسى مباراة نيجيريا الأولى أمام غانا ثم سافر فى الليلة نفسها ليلحق بمباراة لفينلو فى الدورى بعدها بيومين. شارك موسى مع منتخب نيجيريا للشباب فى كأس العالم بكولومبيا 2011، وسجل ثلاثة أهداف فى خمس مباريات ليتم ترشيحه لجائزة أفضل لاعب فى البطولة. ورشحه الكاف لجائزة أفضل موهبة شابة فى عام 2011. فى يناير 2012 انتقل موسى لفريق سسكا موسكو الروسى حيث سجل معه 22 هدفًا فى موسمين ونصف الموسم، وحقق معه لقبين للدورى الروسى بالإضافة للقب لكأس روسيا ولقبًا لكأس السوبر الروسى.