• الأنبا أنطونيوس عزيز أسقف الجيزة: هذا ليس زواجًا.. وإنما هو «شذوذ» مرفوض شكلًا وموضوعًا • «البياضى»: لا علاقة لنا بأى كنيسة فى العالم تنادى ب «زواج الشواذ».. ولن يكون لنا علاقة بها أبدًا أثار قرار المحفل العام للكنائس المشيخية الأمريكية بإباحة «زواج المثليين»، أى الشواذ جنسيًا، بدعوى احترامها للمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، ورسامة هؤلاء المثليين كقساوسة على منابر الكنيسة فى أمريكا، الكثير من ردود الأفعال المؤيدة والمعارضة، كما أشعل الصراع بين الكنائس الإنجيلية فى مصر. و«الزواج المثلى» هو أن «يتزوج» الشخص بآخر من نفس جنسه، أى أن يقترن الرجل برجل مثله، والمرأة كذلك، وهو أمر يبدو غريبًا على مجتمعاتنا الشرقية، ولكن الغرب يراه باعتباره «حرية شخصية»، بل «حق من حقوق الإنسان»! وكانت 17 دولة على مستوى العالم، آخرها اسكتلندا، أقرت هذا النوع من الزواج «المثلى» ووضعت له قوانين مدنية تنظمه كالزواج العادى المتعارف عليه تماما، فيما علق البابا «فرنسيس» بابا الفاتيكان، على هذا الأمر قائلا: إنه «ينبغى على الكنيسة الكاثوليكية ألا تنبذ مثليى الجنس»، معتبرًا أنه «ينبغى عليها توسيع نطاق رسالتها لتتخطى تأنيب الناس على ذنوبهم»، حسب تعبيره. وأضاف البابا «فرنسيس» أنه «لا يمكننا أن نُصر فقط على القضايا المتعلقة بالإجهاض وزواج مثليى الجنس، واستخدام وسائل منع الحمل، فهذا ليس ممكنًا، وأنا لم أتحدث كثيرًا عن هذه الأمور، وتم تأنيبى لذلك ولكن عندما نتحدث عن هذه القضايا فعلينا أن نتناولها فى سياق معين». وكان بابا الفاتيكان صرح فى وقت سابق قائلا: «إذا كان الشخص مثلى الجنس ويسعى لنيل رضا الله ولديه حسن نية، فمن أنا لأحكم عليه؟»، وأثار هذا التصريح الغريب ردود أفعال واسعة. من جانبه قال الأنبا أنطونيوس عزيز أسقف الجيزة للأقباط الكاثوليك فى تصريح ل «الصباح»: إن «الكنيسة الكاثوليكية فى كل العالم كله ترفض هذا الأمر، ومن المعلوم أن قرار الكنيسة موحد على مستوى العالم كله، وهذا فى تقديرنا لا يعتبر زواجًا، وإنما هو شذوذ مرفوض شكلًا وموضوعًا، لكن تصريحات البابا فرنسيس حول هذا الأمر تتعلق بعدم مقاطعة الخُطاة، بل يجب التعامل معهم على أساس أنهم إخوة فى الإنسانية، من منطلق أن الخير موجود فى البشر ويجب التركيز عليه، وعدم التركيز على السلبيات فقط». من جهته، قال القس الدكتور صفوت البياضى رئيس الطائفة الإنجيلية فى مصر، إن «قوانين الولاياتالمتحدةالأمريكية تقبل هذا الأمر وتطبقه فى 19 ولاية، وهو ليس أمرًا دينيًا ولكنه مسألة اجتماعية فى المقام الأول بالنسبة لهم». وأوضح البياضى ل «الصباح» أن «الكنيسة الإنجيلية فى مصر طلبت من كنائسها فى الولاياتالمتحدة الانفصال عن الكنائس التى تبيح هذا الأمر، لأنه أمر غير مقبول اجتماعيًا أو دينيًا أو حضاريًا، ونحن لا علاقة لنا بأى كنيسة تنادى بذلك ولن يكون لنا علاقة بها أبدًا». وكان «البياضى» أرسل خطابًا إلى رعاة الكنائس الإنجيلية فى جميع أنحاء الولاياتالمتحدة، يطالب فيه رعاة الكنائس العربية ذات الأصل المصرى بالانسحاب من المحفل العام للكنيسة الإنجيلية الأمريكية، على خلفية قبول المحفل الأمريكى ل «زواج المثليين». وقال رئيس الطائفة الإنجيلية فى بيان له صدر مؤخرًا «لقد وصلنى ما اتخذه المحفل العام للكنائس الإنجيلية الأمريكية من قرارات بالموافقة على زواج المثليين، وتركه القرار لضمير كل راع فى رفض إجراء مثل هذه المراسيم، ولكننى أطلب من الكنائس العربية ذات الغالبية المصرية فى الولاياتالمتحدة ومن رعاتها أن يتخذوا معًا موقفًا حازمًا وجازمًا بالانسحاب من المحفل الأمريكى مهما كانت النتائج المادية أو المعنوية، لأن تلك القرارات تتناقض مع عقيدتنا وإيماننا الإنجيلى». وأضاف: «أصلى لكى يرشدكم الرب لاتخاذ القرار المناسب والمتفق مع إيماننا وحياة شعبنا كما نصلى أن يعطى الرب حكمة وجرأة ومواجهة للحق وبالحق الذى هو كلمة الله». فيما قال الدكتور القس أندريه زكى نائب رئيس الطائفة الإنجيلية، إن «زواج المثليين هو كلام مرفوض جملة وتفصيلا، وهذا الأمر فى رأينا غير حضارى ولا علاقة له بالدين، وكنائس مصر ضده وترفضه بالإجماع». وكانت الكنيسة الأرثوذكسية أعلنت فى اجتماع المجمع المقدس المنعقد فى عام 2003، برئاسة الراحل البابا شنودة الثالث، عن رفضها وإدانتها لمسألة «زواج المثليين» لما فيها من «تجاوز لتعاليم السيد المسيح والكتاب المقدس»، وهو القرار الذى وافقت عليه باقى الكنائس فى مصر.
وقال القس يوأنس كمال كاهن كنيسة جنوبالجيزة، «لابد أن يكون للزواج هدف، وهو الحفاظ على الجنس البشرى، أما هذا الموضوع فهو يعد نوعًا من أنواع الشذوذ ولا يمكن أن يطلق عليه لفظ زواج بأى حال من الأحوال».