الجانى: منذ طفولتى شعرت كالطفل المتبنى.. وعندما فشلت فى الانتحار قررت قتلهم جريمة بشعة هزت محافظة قنا بأكملها، عندما استيقظ أهالى نجع جمادى على قيام شاب بقتل والده ووالدته وشقيقته فى جريمة غير معتادة فى مجتمعنا. جثث الضحايا كان قد تم العثور عليها قبل ذلك أسابيع، وظلت الجريمة غامضة بدون جانٍ حتى كاد رجال المباحث ان ييأسوا من حل لغزها، لكن كانت المفاجأة التى أثارت الجدل هى ظهور حقيقة أن الفاعل هو نجل ضحيتين وشقيق الثالثة. المتهم «محمد.م» يقول: فى اعترافاته أن علاقته بوالده كانت سيئة جدًا لأنه كان يعامل أشقاءه أفضل من معاملته، فمنذ طفولته كان يشعر بأن أباه وأمه يفضلان إخوته عليه، حتى والدته كانت لاتعامله معاملة حسنة، مما جعله يشك أحيانا بأنه ليس ابنهما. ويكمل المتهم: «ظننت أن معاملتهم ستتغير بعد أن أكبر، إلا أن المعاملة أصبحت أسوأ من ذى قبل، وعندما أعجبت بإحدى الفتيات وطلبت من والدى أن يتقدم معى لخطبتها رفض، لأنه لم يكن يريد أن يساعدنى على متطلبات الزواج، بعدها شعرت بأن الحياة معهم أصبحت مستحيلة، لأنهم لو تبنوا طفلًا من الشارع لكانت معاملته أفضل من ذلك». المتهم حاول أن يعرف سببًا واحدًا لمعاملتهم السيئة تلك إلا أنه لم يجد، فبدأت حالته النفسية تسوء يومًا بعد يوم وفكر فى الانتحار إلا أنه فشل فى ذلك، لأن شعوره بالخوف جعله يتوقف عن استكمال خطته فى شنق نفسه. الطريقة التى استطاع بها استكمال حياته كانت أن يخرج من المنزل يوميًا ولا يرجع قبل منتصف الليل حتى لا يشاهده أحد من أهله، إلا أنهم صاروا يوبخونه لعودته متأخرًا كل ليلة، فقرر فى لحظة غضب بعد إحدى المواجهات إنهاء حياتهم، فتوجه إلى مطبخ المنزل وانتظر إلى أن تأكد من استغراق الجميع فى النوم وقام بذبحهم واحدا تلو الآخر، بعدها أبلغ الشرطة متظاهرًا بالذعر، وقال إنه عثر على والده ووالدته وشقيقته غارقين فى دمائهم. أنهى المتهم كلامه بأنه لم يعلم كيف ترك شيطان الغضب يفعل ذلك به، وأنه لم يكن فى وعيه لحظتها، وأنه نادم عل ما ارتكبه ويطلب من السلطات شيئًا واحدًا هو أن يسرعوا فى إعدامه.
كان مأمور مركز شرطة نجع جمادى قد تلقى بلاغًا من المتهم يفيد فيه بأنه عثر على 3 جثث لأبيه وأمه وشقيقته فى بيتهم غارقين فى دمائهم، وبانتقال رئيس المباحث إلى محل البلاغ، وبعد إجراء التحريات وجمع المعلومات تبين أن الجثة الأولى لرجل يبلغ من العمر 60 عامًا، والجثة الثانية لزوجة الأول والثالثة لشقيقة المتهم. وبإجراء التحريات تبين أن نجل الأول المبلغ عن الحادث هو وراء ارتكاب الواقعة، حيث قالت التحريات أنه يعانى من اضطراب فى حالته النفسية لسوء معاملة أهله له. تم القبض على المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة فتحرر محضر إحالة اللواء محمد كمال مدير أمن قنا إلى النيابة العامة التى تولت التحقيق.