- الجماعة الإسلامية تدرب عناصرها فى جبال الصعيد على استهداف السائحين فى أسوان والأقصر والبحر الأحمر.. وضرب الكنائس فى المنيا وأسيوط فى الوقت الذى تخطو فيه مصر نحو الاستقرار مع قرب إجراء أهم مرحلة فى «خارطة المستقبل» وهى الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر إجراؤها 26 و27 مايو المقبل، ومع الهدوء النسبى الذى تشهده البلاد وتراجع العمليات الإرهابية إلى معدلات محدودة للغاية، تسعى الجماعات الإرهابية الموالية لتنظيم الإخوان إلى إثارة أكبر قدر من العنف فى الشارع المصرى، بهدف التأثير سلباً على استقرار الحياة السياسية، وإشاعة الفوضى فى البلاد. الصعيد سيكون بؤرة تركيز الجماعات الجهادية فى الفترة المقبلة، حيث ستسعى بكل الطرق إلى ضرب أمنه والعبث باستقراره وإثارة العديد من المشاكل والأزمات بين أبنائه، مثل الأزمة الأخيرة التى حدثت فى أسوان وراح ضحيتها عشرات القتلى والمصابين فى أحداث دامية هى الأولى من نوعها ولم تعرفها المحافظة الهادئة من قبل، خاصة بعد أن أثبتت التحقيقات التى تجريها النيابة فى هذا الشأن أن وراء افتعال الفتنة بين أبناء قبيلتى الهلايل والدابودية، أعضاء فى جماعة الإخوان الإرهابية. أيضا لم تكن الواقعة الشهيرة التى شهدها ميدان التحرير أثناء حكم الإخوان، عندما رفع أبناء الجماعات الإسلامية ما سمى ب «علم الصعيد» من قبيل الصدفة، بل كانت خطة مدبرة من قبل وصول جماعة الإخوان إلى الحكم، وتكاد تصبح الآن حقيقة بعد إسقاط نظام الإخوان، حيث تسعى الجماعات الإسلامية فى الصعيد إلى الاستقلال بهذه المساحة الشاسعة من أرض مصر والتحكم فيها بالكامل، حيث كشفت التحريات بعد ذلك أن وراء واقعة رفع علم الصعيد أعضاء منتمين لحزب «البناء والتنمية» المنبثق عن الجماعة الإسلامية. نكشف لكم فى هذا التحقيق خطة أبناء الجماعات الإسلامية للاستقلال بمحافظات الصعيد وإعلانه دولة مستقلة وإمارة إسلامية ذات حكم ذاتى، مستغلين أن الصعيد عانى وما زال يعانى من تجاهل الحكومات المتعاقبة قبل الثورة وبعدها لمشاكله، ونقص الخدمات والإمكانيات، الأمر الذى جعل من الصعيد فريسة لأبناء التيارات الإسلامية، بقيادة صهر عاصم عبدالماجد -القيادى الهارب بقطر- والذى تولى بعد 30 يونيو الإشراف على تنفيذ مخطط إعلان الصعيد إمارة جهادية. مصدر بالجماعة الإسلامية قال ل«الصباح»: إن الجماعة تريد الرد على إسقاط جماعة الإخوان وترشح المشير السيسى فى الانتخابات المقبلة باقتطاع جزء كبير من أرض مصر، وهى تسعى بقوة إلى تدريب كوادرها وأبنائها من شباب الجماعات الإسلامية على استهداف المناطق السياحية كأسوان والأقصر والبحر الأحمر، لضرب السياحة، وبالتالى ضياع مصدر رزق للعديد من العاملين بهذه الصناعة، والتى من الأساس تعانى الركود منذ ثورة 25 يناير، وبهذا لن يكون أمام العاملين بمجال السياحة سوى الانضمام إلى الجماعات الإسلامية فى محاولة إلى الحصول على باب رزق. المصدر قال إن الجماعة تقوم بتدريب كوادرها فى جبال الصعيد على توجيه ضربات للكنائس بالمنيا وأسيوط، الأمر الذى سيدعم فكرة استقلال الصعيد، لأن بعد التضييق على الأقباط وتهجيرهم لن يعود أمامهم سوى المطالبة بدولة مستقلة لهم هى الأخرى تضمن أمن الأقباط. ويدعم هذا التوجه حالات الاعتداء التى يشهدها الأقباط منذ ثورة 25 يناير على أيدى متطرفين منتمين للجماعات الجهادية المتأسلمة، مثل الواقعة التى حدثت فى قنا عند قيام أحد المنتمين للجماعة الإسلامية بقطع «أذن قبطى»، وأيضا حالات الاختطاف التى يشهدها الأقباط كثيرا فى المنيا على أيدى العصابات التى يشرف عليها صهر عاصم عبدالماجد بعد مقتل زعيمها، ويدعمها بالمال والسلاح والمخابئ فى جبال الصعيد. الكاتب والباحث مأمون فندى لا يستغرب أنه فى ظل التجاهل الحادث من قبل الحكومات المتعاقبة لما يحدث فى الجنوب المصرى أن تلعب أطراف خارجية بمقدرات مصر الوطن، ليس بهدف زعزعة استقرار مزعوم، ولكن لتفكيك بنية الدولة المصرية بحدودها القديمة منذ فجر التاريخ. محذرا أن الظن بأن هذا الأمر غير وارد حدوثه قد يدفع للتراخى، لكن الحقيقة المرة هى أنه فى لحظات غياب قدرات الدولة تبدأ الأمور باحتجاجات جهوية ومناطقية، ثم ما تلبث أن تتحول إلى نزعة انفصالية، كما حدث لجنوب السودان أو لغربه فى كردفان ودارفور. موضحا أن 25 يناير 2011 وقيام أهالى الصعيد بقنا عند تعيين محافظ قبطى لهم، بقطع الطرق والاعتصام على الطريق للمطالبة بالاستقلال، لم تكن وليدة الحظة، بل هو دافع قديم تنميه وتعمل عليه الجماعات الإسلامية بالصعيد. من جهة أخرى، كشف اللواء أسامة عبد الحميد، الخبير الأمنى، ل«الصباح»، أن الجهات الأمنية ترصد وتراقب الجماعات الإسلامية بالصعيد، وأن مخططهم فى السيطرة على الصعيد معروف منذ التسعينيات، لكن الآن دعمتهم بعض الظروف والمستجدات السياسية، خاصة وقت وصول جماعة الإخوان وأحزاب الإسلام السياسى إلى سدة الحكم، ما أعطى لهم الضوء الأخضر لتنفيذ مخططهم فى وقتها. اللواء عبد الحميد كشف لنا أن جهاز الأمن الوطنى رصد تحركات أبناء الجماعة الإسلامية لضرب المدن السياحية وخطف الأقباط تمهيدا لسيطرتهم على الصعيد والانفراد به، لكن كل هذه الخطط ستبوء بالفشل لأن قوات الشرطة والجيش أكثر يقظة مما يظنون، ويحاربون على أكثر من جبهة من أجل الحفاظ على أمن مصر واستقرارها وضرب أيدى العابثين والمخربين. أما الشيخ نبيل نعيم، القيادى السابق بتنظيم الجهاد، فيؤكد أن مخطط الجماعة الإسلامية لإعلان الصعيد إمارة إسلامية بدا تنفيذه بالفعل على أرض الواقع من خلال إثارة المشاكل الطائفية والنعرات القبلية بين أبناء الصعيد بهدف الوصول للفوضى الشاملة، موضحا أن ما حدث فى أسوان هو أول طريق الجماعة الإسلامية للاستقلال بالصعيد.
وكشف نعيم أن الجماعة الإسلامية فى انتظار الضوء الأخضر من جماعة الإخوان، باعتبار الجماعة الإسلامية هى الذراع المسلحة للإخوان، لإعلان الصعيد إمارة إسلامية، كاشفا أن جماعة الإخوان عند فشل الضغط على الدولة للمطالبة بالتصالح وضياع كل أوراقها السياسية هباء ستلجأ إلى الجماعة الإسلامية لتنفيذ مخطط الاستقلال، كوسيلة ضغط أخيرة تمارسها على الدولة المصرية، للجلوس على مائدة المفاوضات.