- مارس العمل الدعوى فى بريطانيا ما دفع السلطات إلى طرده خارج البلاد لتحريضه على الإرهاب هل يجوز الجهاد من فوق الموائد العامرة بما لذّ وطاب؟! لا تبحث عن إجابة للسؤال فعند الشيخ وجدى غنيم الخبر اليقين، فالجهاد عنده خطب منبرية من قلب العاصمة القطرية، يحرض على الدم فى الشارع المصرى، بينما يستمتع بالعصائر المنعشة فى قصور آل ثانى، يدعو إلى معارك دموية بين عناصر «الإخوان» وقوات الأمن، بينما يكتفى بإشارة رابعة على موائد الشيخة موزة العامرة بأطنان اللحم الضأن، ليلخص غنيم حال قيادات التيار الإسلامى الداعمة للإخوان.. تحرض على القتل بدم بارد، وتقبض ملايين الدولارات بأعصاب حديدية، هدفها الوحيد خراب مصر، وشعارها الأبرز فتاوى جاهزة لمن يدفع أكثر. غنيم ليس فريداً بين الإسلاميين، بل يلخص موقف معظم قيادات الإخوان والقوى المتحالفة معها، التى غادرت البلاد سريعاً ولم تتهمل للدفاع عن مبادئها وما تعتقده شرعية نظام هوى، فقد ودع غنيم مصر مستقبلاً أيام العز فى دولة أمير قطر حمد بن خليفة آل ثانى، ثم خليفته الأمير الحالى، تميم ابن الشيخة موزة، المعروفة بدعمها لأنصار الإخوان. الفرار من المواجهة لا يميز الشيخ غنيم وحده بل هو طابع وطبع فى الإخوان وأنصارهم منذ المؤسس الأول، حسن البنا الذى قال عن رجاله يوماً «ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين». وجدى غنيم حصل على لقب «مجاهد الولائم» بعدما ظهر على مائدة أمير قطر، يدعم «الإخوان» رافعاً شعار «رابعة» وهو يجلس على مائدة «الكبسة الخليجى»، لتظهر عليه نعمة المال القطرى، الذى انهال عليه نتيجة تنفيذه للأوامر القطرية بالتحريض على مصر، ليخرج علينا بكلمات التحريض ضد القوات المسلحة والدعوة إلى قتالهم فى الشوارع لتزيد الشعب المصرى انقساماً وتبث فيه روح الكراهية، متابعاً فتاواه المتشددة للهجوم على النظام فى مصر والتحريض من على شاشة قناتى «الجزيرة» و«رابعة»، وغيرهما من الفضائيات الموالية للتنظيم الدولى. قام غنيم بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسى، 3 يوليو العام الماضى، بالعديد من الجولات خارج قطر فى بلدان عربية وأخرى أوروبية، تحت غطاء منظمات المجتمع المدنى، حيث توجه إلى الخرطوم والتقى بعدد من رموز العمل السياسى والدينى هناك، على رأسهم الشيخ الصادق عبدالله عبدالماجد، مراقب الإخوان بالسودان، ومنها طار إلى ألمانيا ثم النمسا، لحشد الدعم الدولى لجماعة الإخوان، بالإضافة إلى مساهماته فى تأسيس عدة قنوات فضائية منها «رابعة» و «الشرعية» و «أحرار25». أما سر مهاجمة غنيم للإخوان خلال فترة حكم مرسى، فيرجع إلى أنه ينتمى إلى التيار الأكثر تشدداً فى تحالف الإخوان، لذلك لم تعجبه قرارات الجماعة التى رأى فيها مهادنة فرضتها ظروف الحكم كمناورة للتمكين السياسى، لذلك رفض غنيم ترخيص مرسى الملاهى الليلية، والسماح بالقبض على الداعية عبدالله بدر، بتهمة سب وقذف الفنانة إلهام شاهين وخرج بتصريحات نارية، ليقول إن «الإسلام برىء منكم وتستخدمونه كلما شعرتم بالخطر يستخدم الإخوان جزرة الإسلام كل مرة يشعرون فيها بالخطر، وبمجرد زوال الأزمة واستخدام المغفلين تعود المحاربة للإسلام، الدفاع عن شرعية مرسى بدعوى المشروع الإسلامى هو إهانة كبرى وبالغة للإسلام سموها بأى شىء آخر دفاعاً عن ديمقراطية أو أغلبية أو عصبية منتنة»، إلا أن غنيم سرعان ما عاد وبلع تصريحاته تلك وعاد للدفاع عن شرعية مرسى بعد 3 يوليو، بكل ما يملك من قوة استجابة لأوامر قطر. ويروى الإخوانى المنشق عبدالحليم الديب، قصة علاقته بغنيم، والتى تعود إلى سنواتهما الأولى فى الإسكندرية قائلاً: «غنيم لم يكن على وفاق مع الإخوان قبل ثورة يناير، لأنه كان يريد دمج السلفيين والإخوان فى كيان واحد، وهو ما رفضته الجماعة بشدة»، مضيفاً: «لم تعود العلاقات إلى قوتها بين غنيم ومكتب إرشاد الجماعة، إلا بعد أن حصل على الجنسية القطرية، واستقراره هناك». ويبدو أن غنيم فى حاجة إلى زيارة مصحة نفسية، وفقاً لرأى الإخوانى المنشق، ثروت الخرباوى، الذى أكد أن تصرفات غنيم وتصريحاته لا تخرج إلا من شخص مريض نفسى ومجنون ويحتاج إلى إعادة تأهيل، مضيفاً: «ألتقيت بغنيم فى عدة مناسبات إخوانية، ورأيت فيه شخصية لا تتورع عن استخدام أقذع الألفاظ فى وصف معارضيه، والأغرب أنه يسعى إلى إيجاد مبررات دينية مصطنعة لكل أفعاله المخالفة لصحيح الإسلام، فهو وغيره استغلوا الإسلام، فأضروه أكثر مما نفعوه». جدير بالذكر أن وجدى غنيم من مواليد محافظة الإسكندرية حى العصافرة عام 1951، متزوج ولدية 7 أولاد، وتربى فى صفوف الفكر السلفى داخل مساجد الدعوة السلفية، المنتشرة فى الإسكندرية، وقتها كان على عداء مع تنظيم «الإخوان»، لاتهامه للجماعة بعقد صفقات مع الأمن وخيانة المشروع الإسلامى، إلا أنه عاد وارتمى منذ نهاية التسعينيات فى حضن تنظيم الإخوان للاستفادة من الدعم الذى تقدمه جماعة «الإخوان»، لعناصر السلفية فى مسعى الجماعة للسيطرة على التيارات السلفية، فأنتجت له العديد من شرائط الكاسيت التى تضم خطب غنيم. وعندما صدر قرار قضائى بمنعه من دخول مصر عقب عودته من السعودية فى 2001، قرر استكمال فتاويه الغريبة، فى عدة دول عربية، ولم يتوقف عن دعم «الإخوان»، فتوجه فى بادئ الأمر إلى الولاياتالمتحدة ليعمل كداعية فى عدة مساجد لمدة 4 سنوات من 2001 إلى 2004، وخرج منها بعد غزو العراق متجها إلى البحرين، وعاش تحت جناح جمعية الإصلاح ذراع الإخوان بالمنامة، ثم أخرج منها عام 2008 بسبب موقفه من الكويت فى غزو العراق وهجومه الدائم والمتجدد عليها، فانتقل بعدها للعمل فى جنوب إفريقيا وهناك تعرض لعملية نصب عرضته لأزمة مالية فسافر إلى لندن، كعبة الإسلاميين فى العالم. فى بريطانيا، مارس غنيم العمل الدعوى مستخدما لهجته التحريضية للقيام بأعمال إرهابية، ما دفع السلطات البريطانية إلى اتخاذ قرار فورى بإبعاده عن البلاد، بتهمه التحريض على الإرهاب، فتنقل بين عدة بلدان فمن اليمن إلى ماليزيا، قبل أن يستقر به الحال فى إمارة قطر، الراعى الرسمى للإرهاب فى العالم العربى، وهناك حصل على الجنسية القطرية لينعم بالاستقرار فى أحضان آل ثانى، ليكون أحد الدعائم التى تساند حكمهم، وتهاجم من يهاجمهم، وخرج بين الحين والآخر ليحرض على مصر وشعبها وكأنه لم يكن مصرياً يوماً، وخلال السنوات العشرة الأخيرة كان ممنوعاً من دخول الأراضى المصرية، إلا أن الرئيس «الإخوانى» محمد مرسى أصدر عفواً رئاسياً عن وجدى غنيم. غنيم فضل عدم العودة إلى مصر، مفضلاً الاستمتاع باللحظة التى وصلت فيها جماعة «الإخوان» إلى الحكم، وبدا أن خياره بمغادرة السلفية والارتماء فى حضن الجماعة قد آتى أُكُله، لكن الفرحة لم تدم كثيراً سرعان ما هب الشعب المصرى ليطيح بمرسى ومشروع الإخوان وأحلام غنيم جميعاً، فى صورة ثورة شعبية رائعة فى «30 يونيو» فتهاوت أحلام التكفيريين سريعاً، وأصيب غنيم بلوثة بعد ضياع حلمه فى العودة إلى مصر بعد صبغتها بصبغة الإرهاب، فخرج فى تصريح يكشف انحيازه الصريح للمال ليقول إن حياته فى قطر أفضل من حياته فى مصر وإن قطر بلده الأول، ليكون هذا التصريح خير ختام لرجل يجيد الأكل على جميع الموائد، ويخدم بإخلاص من يدفع أكثر.