- شباب الجامعات يشكلون رأس الحربة فى أحداث العنف التى يريدها الإخوان.. والاشتباك مع الأمن أصبح مقررًا يوميا فى الحرم الجامعى - «الجماعة» تستهدف وقف العام الدراسى وإظهار إدارة الجامعة والدولة كلها فى صورة «الفاشل» - جامعة الأزهر تستحوذ على العدد الأكبر من الحركات الطلابية العنيفة.. وبعض الحركات للبنات فقط والنقاب فيها إلزامى الصراع لم ينته، وكأنه أصبح مكتوبا على طلابنا أن يعيشوا العام الدراسى بأكمله فى كر وفر وكأنهم فى حرب، فقط لأن جماعة الإخوان لا تهتم بمستقبل الطلاب ولا بدراستهم ولا بإمكانية ضياع زهرة شباب هؤلاء الطلبة خلف القضبان، فى مقابل رغبتهم فى أحداث أكبر قدر من العنف والصخب فى الشارع، فى محاولات يائسة للعودة للمشهد السياسى. فى ظل الحراك الدموى الذى تقوم به جماعة الإخوان فى هذه الفترة للخروج من أزمتها السياسية، لم تجد الجماعة أفضل من الشباب «صغار السن» ممن يدرسون فى المراحل الثانوية والجامعية، ليشكلوا رأس الحربة فى حركات جديدة تم تأسيسها لضرب الموسم الدراسى الثانى بممارسات الشغب والعنف.
«الصباح» قامت بجولة داخل عدد من الجمعات المصرية من أجل الكشف عن هذه الحركات الإخوانية الوليدة بالجامعات، وذلك عقب حل معظم الحركات الإخوانية المعروفة - وليس جميعها بالتأكيد - مما ترتب عليه الحاجة لظهور حركات طلابية أخرى، فبدأنا ب«جامعة الأزهر»، وهى المكان الذى يستعصى على أى محاولات للتهدئة، فعلى الرغم من إخماد نيران الإخوان فى معظم الجامعات، إلا أن شعلة العنف لم تخمد بعد فى الأزهر، التى تحوى العدد الأكبر من هذه الكيانات الطلابية العنيفة.
أزهريون «أصبحنا كل يوم نسمع عن حركة جديدة تعلن عن نفسها»، هذا ما أكده أحمد سامى أحد طلاب كلية العلوم بجامعة الازهر، قائلًا: «إنه خلال الفصل الدراسى الأول كانت هناك حركات معلن عنها وكانت أحيانا تطالب بوقف العنف داخل الجامعة والاكتفاء بالمظاهرات خارجها، ولكن مع بداية الفصل الدراسى الثانى ظهرت حركات إخوانية جديدة على رأسها «أزهريون مع الشرعية»، تنادى بنقل الاحتجاجات إلى داخل الحرم الجامعى». «أزهريون مع الشرعية» بدأت نشاطها مع انطلاق الفصل الدراسى الثانى، وتتميز بتنظيمها الجيد فى المظاهرات وقدرتها الكبيرة على الحشد، والحركة حسب المعلومات الأولية تضم أكثر من 200 عضو، وتم تأسيسها من داخل كلية العلوم. أكثر الأشخاص البارزين فى هذه الحركة هما الطلبان كريم عباس وأشرف سنى، من كلية العلوم، وهما يمتلكان صفحة على شبكة التواصل «فيسبوك» ينشران من خلالها العبارات التحريضية والتحفيزية بينهما، مطمئنان زملاؤهم فى الحركة بأنهم سوف ينتصرون فى النهاية، كما يظنون. تظاهرات «أزهريون مع الشرعية» تتم بشكل يومى داخل حرم الجامعة، وفى البداية يكون مظهرهم سلمى وهادئ كى يجتذبوا أكبر عدد ممكن من الطلبة، ولكن بعد ذلك تتحول المظاهرة إلى اشتباك عنيف مع عناصر الأمن الموجودة داخل الجامعة، حيث يستخدمون دوما الشماريخ والأسلحة التى تضم «الشوم والجنازير والطوب» وليس لديهم أدنى مشكلة فى أن تسيل دماؤهم أو دماء رجال الأمن، فى سبيل ما تريده «الجماعة».
أحفاد الصحابة وهى حركة ظهرت منذ فترة وجيزة، يطلقون على أنفسهم «أحفاد سيد قطب» ويهتفون فى الجامعة بعودة ما يسمونه «الشرعية»، يقومون دوما بالاستعانة بعناصر أجنبية (من دول مثل أفغانستان والشيشان وباكستان) وببلطجية من خارج الجامعة، وأسلوبهم فى تنفيذ العمليات هو أنهم يقومون بالتظاهر أولا ثم يقومون بإشعال النيران فى السيارات المتواجدة داخل الجامعة وتحطيمها، يلى ذلك الاشتباك مع قوات الأمن بالأسلحة المتاحة لهم، يتكرر ذلك لأيام متتالية لأنهم لا يهتمون بالدراسة بتاتا، بل وأحد أهدافهم هو وقف العام الدراسى، مما سيعد فشلا لإدارة الجامعة وللدولة إجمالا. حركة «أحفاد الصحابة» يتم تمويلها بشكل واضح، حيث إنهم يقومون بجلب معدات بناء كثيرة لتكسير الأرض والسلالم والبلاط طوال الوقت، وقاموا قبل ذلك بمحاصرة مكتب الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر، ومحاصرة مكاتب بعض العمداء غير المنتمين للتيار الإخوانى، وأيضا يمتكلون دوما خريطة مفصلة بالأماكن التى تصلح لتهريب البلطجية بعد أن يقوموا بالاشتباك مع رجال الأمن، ثم يعاودون الدخول إلى الجامعة وقت الظهيرة وبالتحديد وقت انعقاد المحاضرات. جدير بالذكر أن بعض أفراد الحركة تم فصلهم من الجامعة، لكنهم لا يزالون يترددون على الحرم غير مبالين بقرار الفصل.
«أزهريون ثائرون ضد الانقلاب» وتتميز هذه الحركة بأنها لا تضم طلابا فقط من جميع الكليات، بل تضم كذلك آباؤهم الذين هم أعضاء فى حزب الحرية والعدالة، مثل حالة الطالب على إمام ووالده الدكتور أحمد إمام عضو حزب الحرية والعدالة عن الجيزة، ومعهم أيضا إسراء شقيقته. أعضاء «أزهريون ثائرون ضد الانقلاب» ينظمون تظاهرات يومية تطالب بعودة مرسى وشرعيته المزعومة، ودائما يحملون معهم صور لشهداء الإخوان ولافتات مناهضة للنظام الحاكم، ثم يقومون عقب ذلك برشق قوات الأمن ومبنى المجمع بالطوب، وعندها يبدأ الاشتباك بين الأمن والطلاب الذين غالبا ما يكلف الجامعة الكثير على هيئة خسائر مادية ومعنوية لطلبة سيصعب عليهم تلقى العلم فى هذه الأجواء الحربية. ويفتخر بعض أعضاء الحركة بامتلاك أسلحة بيضاء يرفعونها فى لحظات الاشتباك، مثل المطاوى والجنازير، ويشابههم فى الوضع والاسم «حركة أزهريات ضد الانقلاب» وهى منبثقة عن الحركة الأم لكنها تضم الأخوات فقط، وعضواتها يتميزن بارتدائهن زى موحد أسود اللون والنقاب، وتحمل لافتاتهن عبارات تؤكد أنهن جيل الأخوات القادم للجماعة.
باطل وهذه الحركة شعارها «الشارع لنا» و«نعم للخلاص» وهى تركز اهتمامها على العناصر صغيرة السن التى تعتبر فى المراحل الأولى الجامعية، ونشاطها يمتد ليشمل كلية الهندسة وكلية الطب بشرى وكلية العلوم الإسلامية والشرعية، كما تتميز بأنها تضم اعضاء من هيئة التدريس متعاطفون مع الجماعة الارهابية، ويقومون بتوزيع نشرات أخبارية تزعم أنه لابد من انهاء العام الدراسى ووقف العملية التعليمية لانها تتم تحت سلطة الانقلاب كما يزعمون، ويطلقون على أنفسهم أشبال الاخوان.
طلاب 18 وهذه الحركة لم تهتم بطلبة الجامعة، بل الجديد فيها ان معظم اعضائها من طلاب المدارس الثانوية القريبة من جامعة الأزهر فى منطقة مدينة نصر.. جميع اعضاء هذه الحركة تحت السن القانونى، وينفذون مخطط الفوضى على أكمل وجه لأنهم لا يعقلون ما يفعلونه لصغر سنهم، وهم يظنون أنهم بهذا العنف ينصرون الإسلام، ولا يعرفون أنهم لا ينصرون إلا بعض القيادات الجشعة التى ترفض ترك السلطة دون دماء. حركة «طلاب 18» تتبنى الكثير من الأعمال العنيفة التى شهدتها مصر فى الآونة الأخيرة، وقد وصل عدد معجبيها على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» ما يقترب من 60 ألفا، وهم يحاولون التشبه ب«بلاك بلوك» الذين ظهروا فى عهد مرسى، سواء فى الملابس أو أسلوب العمليات، وينظمون أنفسهم بطريقة الأولتراس، ويعلنون عن استهدافهم للشرطة بشكل صريح، معللين ذلك بأنها هى من تبدأ بالعنف تجاههم، كما قال أحد المشاركين فى الحركة، والذى يتخذ لنفسه الاسم الحركى «محمد صادق». الفكرة التى تقوم عليها هذه الحركة نظرا لصغر سن أعضائها هى الانضمام لجميع التظاهرات والمسيرات الكبيرة بهدف تقديم الدعم العددى لهم من ناحية، ومن ناحية أخرى تستغلهم العناصر الإخوانية الكبيرة الموجودة داخل التظاهرة كقرابين فى حالة حدوث هجوم على المسيرات، وذلك وفقا لما قاله أحد المنشقين عن جماعة الإخوان المسلمين، والذى أوضح أنه من السمات الراسخة للفكر الإخوانى هو استغلال الشباب الصغار للمبارزات العنيفة وحماية القادة الكبار، وهو نفس النهج السياسى الذى تتخذه الجماعة منذ «30 يونيو». تواصلنا مع أحد أعضاء هذه الحركة الذى قال إنهم لا يتلقون أى تمويل، وأوضح أنهم يجمعون من بعضهم البعض الأموال التى يحتاجونها لتنظيم المسيرات أو التظاهرات، فهم يعتمدون على التمويل الذاتى ولا يقبلون أن تساهم أى جهة فى مصروفاتهم حتى لا يُحسبون على جهة بعينها، خاصة أن أعمالهم فى الأساس لا تحتاج إلى الكثير من الأموال، فكل ما يفعلونه هو المشاركة فى المسيرات فقط، ولا يحتاجون إلى مشتروات تكلفهم مالا، بل إنهم ينفون دائما وجود أى علاقة بينهم وبين جماعة الإخوان، ويعترفون أنهم يهاجمون الشرطة بغض النظر عن رجوع مرسى من عدمه.
طلاب ضد الانقلاب بعد أن انتهينا من جامعة الأزهر التى تمتلئ بالحركات الطلابية العنيفة، انتقلنا إلى جامعة القاهرة، وأشهر حركاتها هى «طلاب ضد الانقلاب»، والتى على الرغم من أنها ليست بالجدية الكافية والعنف المتزايد الذين رأيناهم فى جامعة الأزهر، إلا أن نشاطها يزداد داخل الجامعات يوما بعد الآخر، وكان آخر أنشطتهم غير الدراسية ما فعلوه داخل كلية الآثار بجامعة القاهرة، فبعد نشوب الاشتباكات بينهم وبين طلاب الكلية الذين حاولوا منعهم عن جر الجامعة إلى مستنقع الصراع السياسى، أخرجوا الجنازير ورفعوا الألواح الخشبية، تلى ذلك تحرك بعض الأعضاء إلى كلية الإعلام مباشرة فى محاولة للاعتصام، لكن أمن الجامعة نجح فى إحباط هذه المحاولة.
بناء «جامعة الإسكندرية» تعقب جامعة الازهر فى درجة الاشتعال، حيث يروى لنا أحمد سلامة، طالب بالفرقة الرابعة بكلية التربية بجامعة الإسكندرية، أن أهم الحركات الفاعلة فى مدينة الثغر هناك هى «حركة بناء» التى تضم العديد من الطلاب داخل المجمع العلمى، وتعلن عن نشاطتها بوقاحة أمام الجميع غير مهتمة بالعواقب، وهى تضم ما يقرب من 500 عضو، ويقومون دوما بإشعال المظاهرات داخل الحرم الجامعى، والغريب أن هناك عددا من أعضاء هيئة التدريس قاموا بالمطالبة بحل الحركة، ولكن رئيس الجامعة رفض.
«طلاب بورسعيد ضد الانقلاب» تعتبر حركة طلاب بورسعيد ضد الانقلاب هى الحركة الأم داخل الجامعة، وهى تسيطر على عدد كبير من الطلبة سواء فى مجمع بورسعيد أو مجمع بورفؤاد، ومسئولية طلبتها الأولى هى بنشر الفوضى والعنف داخل أروقة الجامعة، لذلك فهم يأتون إلى الحرم الجامعى حتى يوم الجمعة، كى يجتمعون ويتفقون على ما سوف يفعلونه خلال الأسبوع التالى. جدران جامعة بورسعيد وأبواب مكاتب العمداء والأساتذة غير المنتمين لتيار الإخوانى ممتلئة بعبارات مكتوبة تسىء لقيادات الجيش وللنظام الحاكم الحالى ولجهاز الشرطة، بل إن أعضاء الحركة يعلقون لافتاتهم الدعائية على أبواب قاعات المحاضرات، ويقومون أثناء المظاهرات بالتعدى على عناصر قوات الأمن الموجودة داخل الجامعة.