لا يتوانى التنظيم الدولى للإخوان المسلمين فى حملاته لتوجيه الضربات ضد مصر، ولأنهم فشلوا فى كل مخططاتهم لإسقاط مؤسسات الدولة بعد عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى فى 3 يوليو العام الماضى، ومع التصريحات الأخيرة التى أطلقها وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسى، بخصوص ترشحه للرئاسة، وأنه لن يدير ظهره للمطالبين من الشعب بترشحه لرئاسة مصر، أصيب التنظيم بصداع جعله يبحث عن مخطط جديد لمنع السيسى من الترشح بضغط من الدول الخارجية. علمت «الصباح» أن التنظيم الدولى للإخوان أجرى مؤخراً سلسلة من الاتصالات المكثفة مع بعض مساعدى أعضاء الكونجرس الأمريكى المؤيدين لجماعة الإخوان، وقاموا بدور لصالح دعم الإدارة الأمريكية والكونجرس للإخوان، وخاصة شاب يدعى «معاذ مصطفى» أحد مساعدى السيناتور الأمريكى جون ماكين، وهو «فلسطينى الجنسية» له روابط مع حركة حماس، وقد لعب دوراً رئيسياً فى التقريب بين الإخوان فى مصر خاصة نائب المرشد العام للجماعة الإرهابية «خيرت الشاطر» والسيناتور ماكين أثناء قضية تمويل منظمات المجتمع المدنى، والتى اتُهم فيها عدد من الأمريكان فى ظل إدارة المجلس العسكرى عقب ثورة يناير، وكانت هذه المحطة نقطة البداية فى انفتاح ماكين على التنظيم الدولى للإخوان، حيث أشرف معاذ مصطفى، على ترتيب زيارته إلى سوريا فى مايو الماضى، عقب موافقة مجلس الشيوخ على تسليح المعارضة السورية، ولقائه مع عدد من القيادات على رأسها اللواء سليم إدريس رئيس أركان الجيش السورى الحر، والذى انشق عن نظام بشار الأسد فى أغسطس من العام الماضى. ومعاذ مصطفى - لمن لا يعرفه - شاب ملتحٍ ويعتبر المدير التنفيذى لمنظّمتَيْن غير حكوميّتين تأسستا فى عام 2011 «فرقة عمل الطوارئ السورية SETF، ومتّحدون من أجل سوريا حرة UFS»، ولابد من الإشارة إلى أن صديقته «إليزابيث بوجى» كانت تشغل منصب مساعدةٍ له فى المنظمة الأولى، ولمعاذ تاريخ لا يعرفه الكثيرون يبدأ بمشروع «فكرة»، ويمر بأربع سنوات من العمل فى الكونجرس الأمريكى، ثم بفترة وجيزة مع المعارضة المصرية المدعومة من الولاياتالمتحدة، مرورا بسنة فى ليبيا «عمل كمدير تنفيذيٍ للمجلس الليبى فى أمريكاالشمالية LCNA، ومديرًا سياسيًا فى فرقة عمل الطوارئ الليبية LET»، وانتهاء بسوريا. المثير فى الأمر هو عمله لفترة «خبيراً» فى معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، لكن الموقع الإلكترونى للمعهد يخلو الآن من أى ذكر له بصفته تلك، وكل ما سنجده عند البحث عن اسمه فى موقع المعهد، هو مشاركة بسيطة فى ندوة سورِف Soref Symposium فى عام 2013، وهى ندوة سنوية يقيمها المعهد وتتضمن أبحاثًا متعددة، والذى حضرها كبار المسئولين هناك كوزير الدفاع الأمريكى السابق تشاك هيجل، وأنور عصمت السادات، دينيس روس، عضو الكنيست الإسرائيلى عن حزب الليكود تساتشى هانيغبى «الذى حلّ محل تسيبى ليفنى»، ومعاذ مصطفى. وفى حوار سابق لمعاذ مصطفى مع مجلة «الكابل» تولى الدفاع عن جبهة النصرة معربا عن أسفه لقيام الولاياتالمتحدة باعتبارها فرعا من تنظيم القاعدة وتصنيفها «كمنظمة إرهابية»، كما أن فرقة العمل الذى كان يترأسها «معاذ» فى حالة الطوارئ السورية قد نظمت رحلات إلى تركيا خلال مايو 2013 ضمت قادة فى لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب. ويعد «معاذ» طرفا فاعلا فى مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، وساهم فى دعم الثورة الليبية ضد معمر القذافى، كما هاجم الثورة المصرية فى 30 يونيو والإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر». كل تلك المعلومات التى جمعتها «الصباح» تقطع بما لا يضع مجالا للشك بأن «معاذ مصطفى» أحد أعضاء أو المقربين للتنظيم الدولى للإخوان المسلمين، والذين يستخدمونه بطرق غير مباشرة من خلال منظمات حقوقية ومدنية فى أمريكا وبعض الدول العربية لأغراض خاصة بهم. التنظيم الدولى سعى للتواصل مع مساعدى ماكين، وعدد آخر من قيادات الكونجرس لممارسة موجة جديدة من الضغوط الأمريكية لمنع ترشح المشير السيسى، وشن حملة إعلامية داخل الرأى العام الأمريكى، ضد قرار ترشحه واتخاذ خطوات تصعيدية، حيث رصدت تقارير أمنية مصرية – وفقاً لمركز المزماة البحثى وثيق الصلة بالأجهزة السيادية فى مصر - أن الاتصالات التى قادها إبراهيم منير أمين عام التنظيم الدولى تم خلالها إبلاغ مساعدى قيادات الكونجرس أن هناك ميزانية مقترحة بلا حدود وبلا سقف مالى للقيام بهذه المهمة، ومساندة مجلس العلاقات الإسلامية فى الولاياتالمتحدة، كأحد أذرع التنظيم الدولى لضمان نجاح تلك المهمة، كما أن تلك الاتصالات كانت وراء صدور قرار من جهات سيادية أمنية فى مصر بمنع إحدى الناشطات الأمريكيات من دخول مصر وهى «إليزابيث بوجى» صديقة معاذ مصطفى ومساعدته فى إحدى المؤسسات الأمريكية، بعد أن وصلت إليها من تركيا وتم رفض دخولها، خاصة أنها التقت مع معاذ أكثر من مرة عقب تلقيه تعليمات التنظيم الدولى. وخلال بحث «الصباح» عن «إليزابيث بوجى» وجدنا أنها أصبحت محل تساؤل الإعلام الأمريكى بعد أن ادعت حصولها على الدكتوراه من جامعة جورج تاون بما يخالف الحقيقة، كما كان لها العديد من الكتابات المطالبة بمواجهة نظام بشار الأسد فى سوريا، آخرها مقال لافت للنظر فى صحيفة «وول ستريت» حول الأسلحة الكيميائية التى يمتلكها النظام السورى. وهو المقال الذى استشهد به السيناتور جون ماكين خلال جلسات استماع الكونجرس، كما استشهد به أيضاً وزير الخارجية «جون كيرى»، فى اليوم التالى بغرض حشد دعم أعضاء مجلس النواب لمسعى الإدارة توجيه ضربة عسكرية محدودة تجاه سوريا، لذلك رفضت السلطات المصرية دخولها البلاد. كل ذلك جعل «معاذ مصطفى» على أهمية كبرى ليكون حلقة الربط بين ممثلى التنظيم الدولى، ومنظمة التعاون الإسلامى فى أمريكا لاستخدامها كأداة لحشد الرأى العام هناك ضد ما يحدث فى مصر، وضد ترشيح السيسى للرئاسة، ولذلك قامت قطروتركياوماليزيا بالتنسيق مع التنظيم الدولى لجماعة الإخوان، واتحاد برلمانات الدول الإسلامية بإندونيسيا، والمسيطر عليه جماعة الدول الإخوان بالضغط على المنظمة لإصدار قرار بتعليق أنشطة مصر فى المنظمة على غرار ما حدث فى الاتحاد الإفريقي، إلا أن غالبية الدول الأعضاء فى المنظمة رفضوا الأمر باعتبار مصر دولة مؤسسة لهذه المنظمة، ورفض محاولات هذه المجموعة حفاظاً على كيان ووحدة منظمة التعاون الإسلامى، وأن مصر بلد الأزهر الشريف لا يمكن اتخاذ هذا القرار ضدها. ومنظمة التعاون الإسلامى تكمن أهميتها فى أنها تعتبر ثانى أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأممالمتحدة، وتضم فى عضويتها 57 دولة عضوا موزعة على أربع قارات، وتعتبر المنظمة الصوت الجماعى للعالم الإسلامى، وتسعى لصون مصالحه والتعبير عنها تعزيزا للسلم والتناغم الدوليين بين مختلف شعوب العالم، وتضم مجلس وزراء خارجية الدول العربية الإسلامية، ويعتبر إياد أمين مدنى عاشر أمين عام، وقد تولى هذا المنصب فى يناير 2014 بدعم مصرى. ليس هذا فقط بل لجأوا أيضا لمراكز الدراسات فى أمريكا كمعهد «بروكنجز» والمرتبط باتفاق شراكة وتعاون مع وزارة الخارجية القطرية لإعداد وإصدار سلسلة من الدراسات والبحوث، تتضمن هجوماً على الجيش المصرى والقائد العام له المشير عبدالفتاح السيسى، فى محاولة لتأليب الرأى العام الأمريكى ضد مصر، كى يتم نشرها فى شبكة قنوات الجزيرة، وبعض الشبكات التليفزيونية الأمريكية.