مبادرة ليست بالجديدة ولا بالغريبة على «الشراقوة» الكرماء، أطلقها بدو الشرقية لحماية الاستفتاء على الدستور بالرجال والسلاح، والوقوف ضد أى أعمال عنف تقوم بها جماعة الإخوان لتعطيل عملية التصويت. وتأتى أهمية هذه المبادرة فى أن المحافظة هى واحدة من معاقل الإخوان وأكثر المحافظات التى تضم عددًا كبيرًا من أنصار الجماعة، فهى مسقط رأس الرئيس المعزول محمد مرسى. كما شهدت الشرقية فى الفترة الأخيرة تزايدًا ملحوظصا فى أعداد التكفيريين من أعضاء جماعة «أنصار بيت المقدس»، فضلًا عن العديد من الجماعات الإرهابية، ما أثار الذعر فى نفوس «الشراقوة» بالنسبة للذهاب إلى الاستفتاء، والتى قرر على إثرها عدد من مشايخ القبائل تأمين عملية الاستفتاء ونقل المواطنين بسيارات خاصة يؤمنها عدد من شباب القبائل بالمحافظة . وأكد الائتلاف فى بيان له مؤخرًا أن «شباب البدو سيقفون بجانب الجيش والشرطة والمصريين حتى عبور هذه المحنة التى تمر بالبلاد، وأنهم سيساهمون فى دفع عجلة الأمن والاقتصاد بشكل فعال خلال الفترة المقبلة». وقال الشيخ محمد سليمان هزاع رئيس «ائتلاف شباب البدو» ، «إن شباب القبيلة سيقومون بنقل المواطنين إلى مقار الاستفتاء بسيارات خاصة مؤمنة بعدد كبير من الرجال وسيتصدون لأى محاولات من جماعة الإخوان لعرقلة عملية التصويت على الدستور الجديد». وأضاف هزاع أن «المبادرة التى أطلقها عدد من مشايخ القبائل تهدف إلى إنجاح خارطة الطريق التى وضعها الجيش المصرى العظيم، وما سيقوم به شباب هذه القبائل هو واجب وطنى وليست مبادرة فردية، وإنما هناك العديد من القبائل العربية فى الشرقية، وفى سيناء ستقوم بنفس الأمر، وستحمى المواطنين جنبًا إلى جنب مع الجيش والشرطة ضد أى محاولات لافتعال أعمال عنف أو مؤامرات خارجية» . وأشار هزاع إلى أن «مشايخ القبائل وجهوا دعوات لأهل الشرقية من أجل الذهاب إلى صناديق الاستفتاء دون خوف من أى تصريحات يدلى بها عناصر الجماعة ، فالجميع سيكون يدًا واحدة ضد كل ممارسات الإرهاب التى يمارسها أعضاء الجماعة، والتى لن تنجح فى تعطيل العملية ومهما كان الثمن». ومن جانبه، قال الشيخ عيد حسن حمدان شيخ قبيلة «الحويطات»، «إن عملية الاستفتاء فى الشرقية، وفى سيناء وفى كل المناطق التى يعيش فيها البدو ستتم كنوع من التحدى من البدو وقوفًا مع الجيش والشرطة فى التصدى لأى أعمال عنف تنوى الجماعة القيام بها، وقد تم الإعداد والتنسيق بين مشايخ وشباب القبائل لتأمين يومى الاستفتاء، وجرى اتخاذ كل الإجراءات والاحتياطات اللازمة لتأمين العملية ». واعتبر الحمدان أن «هذا اليوم هو يوم العبور إلى مرحلة جديدة تهدف إلى الاستقرار وسيادة القانون وعودة الأمن إلى الشارع مرة أخرى واستعادة الاستقرار الاقتصادى» . ومن جهته، تحدث الشيخ محمد البريان شيخ قبلة «البريان» قائلاً «إن ما يفعله البدو اليوم ليس غريبًا بالطبع فهو ما تعود عليه أبناء القبائل البدوية منذ قدم التاريخ، وسيظل الشباب فى دعم جيشه ضد أى محاولات خارجية لا يفطن لها إلا أبناء هذه القبائل لاطلاعهم على كل مجريات الأمور». وأخيرًا يقول الصحفى محمد عاشور «إن جميع أهالى الشرقية وقبائل العاشر والملاك والصالحية أكدوا فى اجتماعهم الأسبوع الماضى أنهم سيدعمون خارطة الطريق حتى بعد الاستفتاء لتعود مصر إلى مكانتها مرة أخرى»، لافتًا إلى أن هناك بعض الشخصيات التى ستشارك فى تأمين الاستفتاء، ومنها الشيخ مسعد معيوف العيادى، والشيخ حمدى محمد شنب، والشيخ إبراهيم عبد المعطى والأستاذ عبد السلام محمد الأقرع، والأستاذ محمد حسن منصور، والأستاذ صلاح حسن، والحاج هانى فلول، والحاج إبراهيم حسن العيسوى، والأستاذ عبد المنعم أمين عاشور والحاج كرم الصادق وغيرهم.