محمد حمدان ابوالعبد تباينت أراء مشايخ وأبناء قبائل شمال سيناء حول دعوة الرئيس محمد مرسي بتسليم الأسلحة غير المرخصة التي بحوزتهم للأجهزة الأمنية حيث أكد شيوخ وأبناء بعض من القبائل البدوية التي تسكن شمال سيناء أنهم مضطريون لحمل السلاح لتأمين أنفسهم وممتلكاتهم من البلطجية والخارجين عن القانون وطالبوا بمد جسور تعاون بينهم وبين القوات المسلحة باعتبارهم الخط الأول في الدفاع ضد أي اعتداء خارجي.وكانت الفترة الأخيرة شهدت توتراً غير مسبوق بسبب انتشار السلاح بين الأهالي خاصة بعد سقوط نظام القذافي في ليبيا حيث تحولت سيناء إلي ممر لتهريب كافة أنواع الأسلحة الخاصة بالجيوش النظامية. البراهمة القدوة وتختلف الأوضاع في وسط سيناء عن المدن والقري الممتدة علي الشريط الساحلي حيث كانت عائلة البراهمة المقيمة بمدينة رفح قامت بتسليم كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر للقوات المسلحة منذ عدة أشهر كمبادرة من أولي العائلات في شمال سيناء تقوم بتسليم السلاح غير المرخص للأمن لمساعدة الجيش والشرطة في استعادة الأمن بالمنطقة. وقال الحاج محمد حمدان" ابو العبد " كبير عائلة البراهمة برفح إن شعورنا بأن مرسي هو رئيس الجمهورية أمر يطمئننا ويجعلنا مقتنعين بأن عودة الاستقرار مرتبط بتسليم السلاح وكل ما يهمنا الان هو قيام عائلات وقبائل سيناء بتسليم السلاح كما قمنا بذلك عقب مبادرة الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع بتسليم السلاح العام الماضي حتي تستقر الاوضاع في سيناء مرة اخري. بينما أدلي أحد أبناء القبائل طلب عدم ذكر اسمه برأيه للأخبار في مسألة تسليم الأسلحة فقال انه من قبائل وسط سيناء وأنتم ترون بأعينكم طبيعة البيئة الوعرة والجبال التي تحتم علينا حمل السلاح ومن الصعب أن نقوم بتسليمه بين " يوم وليلة " فالسلاح والسيارة بالنسبة للبدوي يعتبر أهم من المسكن والمال والملبس. التهديد مازال قائما وأضاف: اذا افترضنا مثلا وقوع عدوان علي الحدود المصرية في سيناء أو عودة العدو إلي أرضنا مرة آخري من سيقوم بالدفاع عنا في ظل اتفاقية كامب ديفيد التي تنص علي تحديد أعداد قوات الأمن .. مؤكدا أن البدوي لم يكن أبدا خائنا كما يروج البعض أو يريد عودة العدو الصهيوني مرة آخري إلي أرض سيناء .. وقال لنا " منذ أكثر من 38 عاما بعد حرب أكتوبر بشهور قامت قوات العدو الصهيوني بمحاولة تجنيد العديد من أبناء سيناء كعملاء مزدوجين لديهم ولكننا قمنا بإبلاغ المخابرات المصرية للتنسيق معهم لبحث كيفية كشف العملاء الذين تم تجنيدهم بالفعل وكيفية الحصول علي المعلومات المطلوبة للمخابرات المصرية من العدو الصهيوني .. مؤكدا أن محاولات التجنيد لا تزال مستمرة ولكن أبناء سيناء لديهم من الحس الوطني ما يكفي لنبذ هذا التصرف .. ودلل علي حديثه ذلك قائلا " ألا تتفقون معي أن المتهمين عملية الفخ الهندي والجاسوس عزام عزام لم يكونوا من أبناء سيناء " .. وأضاف أن أبناء قبائل وسط سيناء علي استعداد تام لتسليم السلاح ولكن لابد من توفير الأمن والأمان لهم أولا .. مؤكدا أن الجماعات المسلحة التي تسكن سيناء تحمل جميع أنواع الأسلحة ولابد لنا من حمل السلاح لكي لا نقع فريسة وغنيمة لهم فيقومون بالهجوم علينا واحتلال بيوتنا وأخذنا كرهائن مشيرا إلي أن السيناوي ورث السلاح أبا عن جد. عرف القبائل فيما أكد شاب آخر من أبناء سيناء لبعثة " الأخبار " أن عرف القبائل السيناوية يحتم علي أبنائها حمل الأسلحة ولابد لنا من أن نتبع عرف القبيلة مشيرا إلي أن السلاح لدي البدوي يساوي حياته ولا يمكننا أن نفرط فيه .. وليس كل من يحمل سلاحا يكون إرهابيا أو متطرفا فالأجهزة الأمنية لديها قائمة بأسماء من يحملون السلاح دون تراخيص ويعلمون جيدا أن لدينا سيارات دون أوراق رسمية وتركونا ولم يتعرضوا لنا لأننا مسالمون ونتعاون معهم في الإرشاد عن العملاء وأصحاب الفكر الجهادي المتشدد . من جانبه قال الشيخ سلامة نصير من قرية الشهداء وينتمي لقبيلة المساعيد أنه مقتنع بفكرة تسليم السلاح ولكنه في نفس الوقت تقدم بطلب لوزارة الداخلية للحصول علي ترخيص لشراء سلاح منذ 10 سنوات وإلي الآن لم يحصل علي الموافقة .. وتساءل سالم القرش البياضي من بئر العبد قبيلة البياضية عن مصير من يسلم سلاحه هل سيتم تقديم تعويض مادي للسلاح الذي سوف يسلمه لأنه قد اشتراه بمبالغ ضخمة تصل إلي أكثر من 12 ألف جنيه .. فهل ستقوم الدولة بتعويضه ؟ وقال عماد البلك "ناشط سياسي" إن انتشار السلاح مع المواطنين يشكل خطورة ويهدد السلام الاجتماعي بين القبائل. ولذا فان عملية تسليم وجمع السلاح تتطلب جهدا كبيرا من جانب الدولة ورموز القبائل في خطوة تعيد الامن والاستقرار الي سيناء . وارجع امتلاك الاهالي للسلاح الي ان انتشار السلاح في سيناء" ليس تمرداً من أهلها ولا خروجا علي القانون، ولكن بسبب تردي الاوضاع الامنية. وأضاف محمود عياد من الشيخ زويد " ناشط سياسي" ان توتر الاوضاع في ظل غياب أمني اتاح الفرصة امام المواطنين لامتلاك السلاح كي يشعروا بانهم قادرون علي حماية انفسهم. وهذا بدوره ادي الي تغيير موازين القوة بين الشرطة والأهالي، وكذلك طريقة إنهاء الخلافات بين القبائل والعائلات باستخدام السلاح من اجل الترويع وبالتالي يعد الأمر تهديدا لامن المواطنين ، وازديادا لحالات القتل. خاصة ان السلاح موجود مع صغار السن ولم يكن يستخدم السلاح من قبل الا في حالات الدفاع عن العرض والارض . وقال خالد عرفات منسق حزب الكرامة بشمال سيناء ان حمل السلاح أصبح ضرورة باعتباره وسيلة للدفاع عن النفس فالمواطن المسالم يريد ان يشعر بالامان ولن يتوافر ذلك في غياب سيادة الدولة عن سيناء ووجود فراغ أمني.