في حوارهم لبعثة »الأخبار« الي سيناء.. لفت انتباهي كلمات ذات مغزي ومعني للمهتمين بالشأن السيناوي.. الكلمات جاءت علي لسان ابناء عائلة البراهمة التي بادرت بتسليم سلاحها غير المرخص لرجالات القوات المسلحة استجابة لمبادرة وزير الدفاع.. قال أبناء البراهمة: »انتم ترون طبيعة البيئة الوعرة، والجبال التي تحتم علينا حمل السلاح، ومن الصعب أن نقوم بتسليمه بين يوم وليلة فالسلاح والسيارة للبدوي أهم من المسكن والمال والملبس«. أضافوا في حوارهم ل »الاخبار«: »المواقف السابقة لأبنائنا وأجدادنا كانت خير دليل علي مدي تعاون ابناء سيناء مع قواتنا المسلحة حين جعلوا من سيناء كتاباً مفتوحاً يقوم قادة الجيش برسم خططهم علي اساس ما كانوا يزودونهم بمعلومات مهمة عن العدو«. ويتزامن مع هذه الكلمات المهمة، حملة »نسر« للقوات المسلحة، وقوات الشرطة لتطهير سيناء من البؤر الإجرامية الإرهابية.. وللوصول الي قتلة شهداء مصر من رجالات القوات المسلحة أثناء افطارهم في شهر رمضان الكريم. وما بين رجالات البدو، وحملة »نسر«.. لابد ان يكون هناك تواصل، وتفاهم، وتنسيق.. وأظن أن الحالة تسير هكذا.. وإلا فلن يكتب للنسر النجاح!! المؤكد مهما تسلحنا بأحدث التقنيات والأجهزة فإن أهل سيناء أدري بشعابها، وجبالها، ورمالها!! لابد ان نعي ما قاله أبناء البراهمة: نحن عيون قواتنا المسلحة في سيناء.. كل خطة الجيش كان يتم وضعها بناء علي معلومات أهلنا وأحبابنا في سيناء.. إنهم - كما اعلم - خط الدفاع الاول عن حدود مصر الشرقية. ولعل الذكري تنفع المؤمنين.. فإنني اطالب قادة القوات المسلحة - واظنهم يفعلون - بتعزيز التعاون مع ابناء سيناء للقضاء علي البؤر الإرهابية والاجرامية حتي نستطيع ان ننهي سريعاً حملة »نسر«.. والا نزيد من الأعباء علي كاهل رجالات الجيش. وفي هذاالإطار - وأيضاً لعل الذكري تنفع المؤمنين.. فإنني اشير الي عدد من القضايا الملتهبة التي يجب علي مؤسسة الرئاسة وقادة الجيش التنبه إليها جيداً.. اطالبهم بسرعة هدم الانفاق ما بين الجانبين المصري والفلسطيني - اطالبهم بالتعاون مع اهلنا في سيناء لتسليم السلاح غير المرخص، ومنحهم التراخيص للسلاح الشخصي.. وفي هذا المجال انبه إلي تفعيل دور قوات الشرطة في أقسامها ومراكزها المختلفة داخل شمال وجنوب سيناء، وتزويد رجالاتها بأحدث المعدات والمركبات.. وأطالب الرئيس بسرعة التدخل لفحص ملفي أبناء سيناء الصادر ضدهم احكام عسكرية وجنائية، وسرعة الإفراج عنهم.. والسعي الجاد للافراج عن المصريين في السجون الإسرائيلية. سيناء.. تنادي بتكاتف أبناء مصر جميعهم لإنقاذها من البؤر الارهابية، وانتشالها من براثن المجرمين والسعي الحثيث الجاد لتعميرها وتنميتها وتفعيل خط ربط أرض الفيروز بأرض الوادي والدلتا. سيناء في انتظاركم يا رجالات مصر.