نجيب الريحاني واستيفان روستي وأنور وجدي وماري منيب وعبد السلام النابلسي وداليدا ووديع الصافي ووردة وشمس البارودي " بعد أن بلغ السبعين من عمره وبعد عطاء فني طويل حصل المخرج الكبير محمد خان المولود لأب باكستاني وأم مصرية على الجنسية المصرية.
والحقيقة أن خان ليس الفنان الوحيد الذي سعى للحصول على الجنسية فهناك الكثير من فناني الخمسينات والستينات الذين اشتهروا بكونهم مصريون ولكن الحقيقة تختلف عن تلك الشهرة .
حيث يعود أغلبهم إلى أصول عربية وأجنبية، ومنهم من حصل على الجنسية المصرية كمنحة من الرئاسة أو بالتبعية لآبائهم الذين هاجروا إلى مصر،هروباً من الحروب في بلادهم وحصلوا على الجنسية المصرية ومن ثم حصل عليها أبنائهم. وأيضاً من حصل عليها بناءاً على طلب رسمي لكونه يعيش على أرضها ويعتبرها موطنه الأصلي.
الأمر لم يتوقف عند الممثلين والممثلات فقط بل امتد ليشمل الساحة الطربية والأدبية أيضاً.
من أشهر الشخصيات التي حصلت على الجنسية المصرية الشاعر الشعبي "محمود بيرم التونسي" الذي ولد في الإسكندرية في عام 1893 وسمى التونسي لأن جده لأبيه تونسيا والذي عاش طفولته في حي "السيالة" الشعبي بالإسكندرية إلى أن كتب مقالة هاجم بها زوج الأميرة"فوقية"أبنة الملك "فؤاد" والتي نفى بسببها إلى "تونس" موطنه الأصلي، لكنه لم يطق العيش بها فسافر إلى "فرنسا" حتى أستطاع أن يزور جواز سفر ليعود به إلى "مصر" نظرا لعشقه الشديد لها لكنه انتقد السلطة مرة ثانية فتم نفيه إلى "فرنسا" هذه المرة، ليتم ترحيله بعدها إلى تونس إلى أن تشاء الأقدار ويعود إلى "مصر" ليقدم التماساً للقصر فيعفى عنه بعد أن تربع الملك "فاروق" على عرش البلاد ليعمل بيرم كاتبا في مؤسسة "أخبار اليوم " وبعدها إلى جريدة "المصري"، وسعى كثيراً في الحصول على الجنسية المصرية إلى أن نجح في الحصول عليها وهو في الستين من عمره حيث منحها له الرئيس الراحل"جمال عبد الناصر "في نهاية الخمسينيات".
الشحرورة
كذلك الفنانة اللبنانية الأصل "جانيت الشحرورة" والمعروفة باسم "صباح" والتي هي من أشهر الفنانات العرب اللاتي عملن في الفن حيث قدمت عشرات الأفلام ومئات الأغنيات وبالرغم من أنه كان لها العديد من الزيجات في "مصر" أمثال الراحلين "رشدي أباظة، وأحمد فراج" إلا أنها حاولت كثيراً الحصول على الجنسية المصرية في عهد الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" وكان بالفعل قد قرر منحها إياها ولكن تدخل بعض الأفراد أحال دون ذلك إلى أن منحها إياها الرئيس الراحل"محمد أنور السادات".
فريد الأطرش
بينما الفنان "فريد الأطرش" السوري الأصل الذي دخل إلى "مصر" مع عائلته كلاجئين في عام 1923 وتلقى بها دراسته وصعد فيها سلم النجاح إلى أن أصبح أحد أبرز فناني عصره ففي البداية كان يقوم بتجديد إقامته في "مصر" كأي أجنبي إلا أنه لم يعتبر "مصر" يوماً بلداً يقيم به، ولذلك قدم طلبا للحصول على الجنسية المصرية في الأربعينيات ولكن صدر القرار بحصوله على الجنسية المصرية في عام 1950.
النابلسي
في نفس اليوم الذي حصل فيه "الأطرش" على الجنسية المصرية حصل الفنان "عبد السلام النابلسي" عليها أيضاً، والذي ترجع أصوله إلى "الشام" حيث نشأ في أحدى قرى منطقة "عكار" في الشام وأرسله والده المتدين إلى "القاهرة" وهو في عمر العشرين عاماً ليلتحق "بالأزهر الشريف"ويحفظ القرآن، وتقابل بالمنتجة "آسيا" التي أدخلته مجال الفن في فيلم "غادة الصحراء" عام 1929.
نجيب الريحاني
أما الفنان "نجيب الريحاني" فقد حصل على الجنسية المصرية بعد ولادته بالقاهرة لأب عراقي الأصل كان يعيش في "القاهرة" ،حيث تعرف على والدته المصرية المسيحية التي ترجع جذورها إلى محافظة "بني سويف"، ولد الريحاني في حي "باب الشعرية" بالقاهرة وكان مواطناً مصرياً من الدرجة الأولى ولم يشعر أحد يوماً أنه عراقي الأصل حيث كان مهموما بهموم المواطن المصري البسيط
استيفان روستي
كما حصل الفنان "إستيفان روستي" على الجنسية المصرية من خلال أمه "الإيطالية" الأصل والتي تزوجت أبيه الذي كان يعمل سفيرا للنمسا في "القاهرة" فوقع في غرامها مما أغضب السلطات عليه وأقالوه من منصبه ليرحل تاركا أبنه وزوجته التي رفضت ترك "القاهرة"والذهاب للإقامة في "النمسا"، وعاشت الأم مع أبنها في "شبرا" وتمكنت من الحصول على الجنسية المصرية وأبنها واندمجا تماما بعادات وتقاليد المجتمع المصري وعلمت أبنها في المدارس المصرية، وظل في "مصر" إلى أن رحل موصياً بدفنه فيها مؤكداً أنه "مصري حتى النخاع".
أنور وجدي
أما الفنان "أنور وجدي" فقد ولد في حي الوايلي بالقاهرة في عام 1904 ولم يكن مصري الأصل حيث ولد لأب سوري وأم مصرية ولكن حصول والده على الجنسية المصرية جعله يحصل عليها منذ نشأته بالتبعية، وبدأ مشواره الفني في عام 1927 كفنان مصري ولم يعرف الكثيرين أنه مصري التجنيس والمنشأ وليس مصري الأصل.
مارى منيب
أما الفنانة الكوميدية "مارى حبيب سليم" الشهيرة باسم "مارى منيب" التي عرفت على أنها مصرية الجذور، فقد كانت سورية الأصل والمنشأ حيث ولدت في دمشق عام 1905 وجاءت مع أسرتها إلى القاهرة وتوفى والدها وهي في عامها الثاني عشر فعملت في مجال الفن كراقصة وتعرفت بالفنان المصري "فوزي منيب" ونشأت بينهما علاقة حب سرعان ما توجت بالزوج لتحصل "مارى منيب" على الجنسية المصرية من زوجها وكذلك على أسم "منيب" الذي اقترن باسمها ليصبح أسم الشهرة لها, ومن ثم انفصلا لتتزوج بالمحامى "فهمي عبد السلام" زوج شقيقتها بعد وفاتها حتى تتولى مسئولية تربية أبناء شقيقتها المتوفية وأعلنت إسلامها في ذلك الوقت.
زينات صدقي
كذلك الفنانة الكوميدية "زينب محمد مسعد" الشهيرة باسم "زينات صدقي" والتي ولدت في حي الجمرك بالإسكندرية وحصلت على الجنسية المصرية بالتبعية من والديها ولكنها ذات أصول تركية ولم تكن جذورها مصرية.
نجوى سالم
أيضاً الفنانة "نجوى سالم" التي ولدت في "القاهرة" عام 1925 لأب لبناني وأم إسبانية وحصلت على الجنسية المصرية بالتبعية من والدها الذي أستطاع الحصول عليها، وكانت من أصل يهودي وأعلنت إسلامها وتزوجت من الناقد الفني المعروف آنذاك "عبد الفتاح البارودي"، وتعد هي الفنانة الوحيدة التي حصلت على "درع الجهاد المقدس" تقديراً لدورها الإنساني للترفيه عن جنود الجبهة أثناء حرب الاستنزاف حيث كانت تقيم حفلا على خط النار الأمامي كما قدمت عروض فرقتها المسرحية لصالح ضحايا العدوان الإسرائيلي على "مصر".
داليدا
أما المطربة الإيطالية الأصل "يولاندا كرستينا" والمعروفة باسم "داليدا" والتي هاجرا والداها الإيطاليان إلى "مصر" في بداية القرن العشرين هرباً من المعارك الطاحنة في بلادهم آنذاك وحصلا على الجنسية المصرية والتي حصلت عليها أبنتهما بالتبعية حيث ولدت في حي "شبرا" وحصلت على لقب ملكة جمال مصر في عام 1954، وسافرت للعمل في "فرنسا" حيث كانت تبحث عن الشهرة وعندما توفيت منتحرة حدث خلاف بين "مصر وفرنسا" حول مكان دفنها وقال أحد المسئولين الفرنسيين "لو أعطتنا مصر منارة الإسكندرية التاريخية مقابل دفن "داليدا" في "مصر" لرفضنا هذا الطلب".
فايزة أحمد
يعتقد الكثيرون أن الفنانة "فايزة أحمد" مصرية ولكنها سورية لبنانية ولدت في عام 1934 بمدينة "صيدا" بلبنان لأب سوري وأم لبنانية، قدمت مئات الأغنيات و6 أفلام في "مصر" واستطاعت الحصول على الجنسية المصرية في عام 1965.
وردة
أما الفنانة "وردة محمد فتوكى" الشهيرة باسم "وردة الجزائرية" التي ولدت في "فرنسا" لأب جزائري وأم لبنانية، وبدأت حياتها الفنية في "مصر" مبكراً عندما استعان بها المخرج "حلمي رفلة" للقيام ببطولة فيلم "ألمظ وعبده الحامولي" بعدما سمع صوتها وأعجب به كثيراً، بل إن مشاركتها في أوبريت "وطني الأكبر" كانت بناءاً على طلب من الرئيس المصري الراحل "جمال عبد الناصر" الذي طلب إضافة مقطع غنائي لها في الأوبريت، وتزوجت من الموسيقار المصري "بليغ حمدي" وتطلقا عام 1979 وحصلت على الجنسية المصرية بعدها بعام واحد، فقد اعتقد الكثيرون أنها لم تحصل على الجنسية المصرية ولكن شهرتها باسم "الجزائرية" جعل الكثيرين لا يعرفوا أنها حاصلة على الجنسية المصرية خاصة وأنه تم دفنها في موطنها الأصلي التي لم تعيش فيه كثيراً.
وديع الصافي
وكذلك حصل الفنان اللبناني الأصل "وديع الصافي" على الجنسية المصرية الذي منحها إياه الرئيس الأسبق "محمد حسني مبارك" بعدما غنى لمصر أغنية "عظيمة يا مصر" نظراً لحبه الشديد لها.
ويعد المايسترو "سليم سحاب" ضمن تعداد الفنانين الغير مصريين ولكنهم استطاعوا الحصول على الجنسية حيث أنه لبناني الأصل وكانت أولى حفلاته في "مصر" عام 1988 حيث أعتبر المايسترو هذا التاريخ هو تاريخ ميلاده الفني وأن "مصر" قدمت له الكثير وأن دراسته الحقيقية العربية والعالمية كانت هنا بسبب الإمكانيات الموسيقية الهائلة في البلاد والموسيقيين الهائلين الذين ساعدوه على الإبداع أمثال "محمد عبد الوهاب وأم كلثوم".
شمس البارودي
الفنانة "شمس الملوك جميل البارودي" والمعروفة باسم "شمس البارودي" والتي هي من جذور سورية حيث ولدت لأب وأم سوريان، لكنها نشأت ودرست في "مصر" وتزوجت من الفنان المصري "حسن يوسف" وأنجبت منه أربعة أبناء وحصلت على الجنسية المصرية.
الجيل الحالي
ومن الجيل الحالي توجد العديد من الفنانات العرب التي حصلن على الجنسية المصرية بالتبعية نتيجة لزواجهن من رجال مصريين ومن أشهرهن الفنانة المغربية الأصل "سميرة سعيد" والتي حصلت على الجنسية المصرية لزواجها من الموسيقار "هاني مهني" في منتصف التسعينات.
والفنانة التونسية "هند صبري" الحاصلة على الجنسية المصرية من زواجها المصري أيضاً، وكذلك اللبنانية "هيفاء وهبي" والتي ولدت لأب لبناني وأم مصرية لكنها حصلت على الجنسية من زوجها السابق رجل الأعمال المصري "أحمد أبو هشيمة".
وأيضاً العديد من الفنانات المتزوجات حديثاً من مصريين ويسرن في إجراءات استخراج شهادة الجنسية المصرية ومنهم: الفنانة اللبنانية الأصل "كارول سماحة، ومواطنتها "رزان مغربي"، وكذلك السورية "وعد البحري".