نشرت جريدة «الشعب» الناطقة بلسان حزب «العمل الجديد» برئاسة مجدى أحمد حسين، فى عددها الصادر بتاريخ 11 سبتمبر الحالى، تقريرا مطولا بعنوان «للمرة الثانية تحريف القرآن الكريم وتحد للمولى عز وجل على يد مؤيدى السيسى» ادعت فيه الجريدة قيام «ملحدين» من «مؤيدى الانقلاب العسكرى» بتأليف سورة محرفة تحمل اسم «السيسى» فى محاكاة غير مسبوقة لآيات القرآن الكريم. وادعت الجريدة أن أنصار «السيسى» عمدوا إلى تبديل آيات سورة «يس» بكلام آخر يحمل تمجيدا للرجل، وسبا للرئيس المعزول محمد مرسى وجماعة الإخوان»، وأسموها «سورة السيسى»، فى تحد واضح لله سبحانه وتعالى وجل عندما تحدى الكفار أن يأتوا بمثل آية من القرآن. ونشرت الجريدة نص «سورة السيسى» التى ادعت أن من قام بتأليفها «ملحدون كفار» يحاكون فيها النظم البلاغى للقرآن الكريم فى سورة «الزلزلة»، ووصفوا ما افتروه على الله والناس حسب تعبير الصحيفة بأنها «ليست سورة مكية ولا مدنية ولكنها اتحادية». ووفقا للقاعدة الشرعية التى تقول بأن «ناقل الكفر ليس بكافر»، ننقل هنا نص «السورة « المحرفة من القرآن الكريم كمجرد ناقل غير مقر بما نشر فى الصحيفة، وجاء فى نص السورة المزعومة: «إذا نادت مصر شبابها وحشدت الجماعة خرفانها وقال المرشد ما لها يومئذ يسعى لخرابها، فلا أقسم بالسيسى إن عدلى لرئيسى فاخشع للجيش واركع وعن السلفيين ترفع إنه لقول موزون للثورة مرهون». ويقول وهبى أبو جاسم، وهو اسم حركى نشر على الموقع الإلكترونى لجريدة «الشعب الجديد»، وكأن القائمين على الصحيفة أرادوا توصيل رسالة معينة للقارئ البسيط الحريص على دينه، «لن أدعو على هؤلاء الملحدين ولكن أدعو على رموز الأزهر وأولهم شيخ الأزهر وأعضاء حزب (النور)، وأقول: اللهم اجعل شيخ الأزهر ورموزه الصامتين عن الحق ورموز حزب (النور) الخونة.. اللهم اجعلهم عبرة من عبر الزمان، وكل من يسمع هذه العبرة يؤمن بها ولو كان من أعتى الملحدين.. اللهم العن الساكتين عن الحق فى الأولين والآخرين، وفى الملأ الأعلى إلى يوم الدين، اللهم أطل أعمارهم وعرضهم للفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم عجل بهلاكهم واجعلهم عبرة لأنهم لم يحركوا ساكنا من أجل الدين والحق، اللهم عليك بشيخ الأزهر وعلى جمعة، اللهم عليك بحزب (النور)، إنا لله وإنا إليه راجعون.. حسبنا الله ونعم الوكيل وأفوض أمرى إلى الله». وقال خبراء إعلام فى بيان لهم صدر أمس الأول تعليقا على ما نشرته «الشعب»: «إننا ندين مثل هذا العمل الخارج عن المهنية ومواثيق نشر المعلومة الصحفية وتحرى دقة الأخبار قبل نشرها، كما نرفض مثل هذه الأفعال ونعلم أن الله أنزل القرآن الكريم وقادر على أن يحفظه، وما قامت الجريدة الزميلة بنشره ما هو إلا محض افتراء وتجبر يهدف إلى استخدام الدين فى أمور سياسية، ونطالبهم إن كان لديهم السند والدليل فلماذا لم ينشروه أو يذكروه؟ وإذا بحثنا عن هذه الآية فلم وجدناها إلا فى صحيفة من المعروف أنها تابعة لجماعة الإخوان ومعروف علاقة رئيس تحريرها بهذه الجماعة المحظورة». ومن جانبه، وصف محمد عبد العاطى النوبى، رئيس «الاتحاد الدولى لشباب الأزهر والصوفية»، قيادات الإخوان ب«الخوارج»، مشيرا إلى «فشلهم فى تربية أبنائهم، وإسهامهم فى تشويه أفكارهم وأفكار من يدينون لهم بالولاء من عموم المصريين البسطاء». وأضاف النوبى ل«الصباح» موجها كلامه إلى قيادات الجماعة: «أيها القيادات إنكم فشلتم فى تربية أبنائكم وشبابكم وعلمتموهم التكفير لا التفكير، والسب والقذف وقلة الأخلاق دون التقوى وهى شعار العلماء وأهل الله، ويكفى أنكم ضللتموهم بأن جعلتم من مات منكم دمه فى رقبة غيركم؛ وذلك بأنكم كنتم تعلمون موعد فض الاعتصام فى النهضة ورابعة قبل تنفيذه ب6 ساعات ولم تتخذوا أى فعل، بل تركتم الفتيات والأطفال والعجائز ونجوتم فقط بأنفسكم وجعلتم الشباب يقاتل جيشه وشرطته، ثم إنكم الآن تزعمون تأليف سورة باسم السيسى من أجل تشويه صورة الرجل لدى الرأى العام، وهو حلم بعيد المنال». واعتبر الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، أنه «من غير المستبعد على خوارج الإسلام أن يلجئوا إلى العنف المسلح والعنف الفكرى بنشر أفكار خاطئة ومعلومات هدفها التحريض على العنف وإدخال البلاد فى حرب أهلية، فهذه السورة المزعومة ما هى إلا نص محرف يحاكى سور القرآن الكريم لم يرد إلينا ولم نره إلا على لسان الإخوان وصحفها فحسب». ولا يستبعد الدكتور «كريمة» أن «تقوم الإخوان بمثل هذه الأفعال من أجل التحريض على المصريين المعروفين منذ قديم الزمان بأنهم أهل تدين على مر العصور، ولا يشترط أن يكون هذا التدين الفطرى ضمن إطار جماعة الإخوان أو غيرها، والله هو الأعلم ببواطن الأمور، وله الأمر من قبل ومن بعد».