بعد معركته الأولى مع السلفيين، بإصدار قرار بمنع صلاة الجمعة فى الزوايا التى تقل مساحتها عن 80 مترًا، يبدو أن الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، سيدخل فى معترك جديد مع مشاهير الدعاة من السلفيين، عندما أعلن عن مواجهة الوزارة لما سماه «التجارة»، التى تتم كل عام فى الحج، بإعلان أسماء دعوية معينة للسفر مع بعثات الحج، بهدف رفع أسعارها. وقال مختار جمعة، فى إشارة إلى استبعاد غير الأزهريين: «كان لابد من ضبط قضية التجارة بالحج من خلال أسماء دعوية معينة، ويجب أن يرى المصريون جميعًا الوجه الحقيقى والعلم مع الدعاة، خاصة أن بعثة الحج من الأوقاف كانت فى الأعوام الماضية تتضمن دعاة ضعفاء؛ مما يجعل الناس تتوجه لدعاة الفضائيات». ولفت «جمعة» إلى أن سفر الدعاة مع الحجيج كان على حساب وزارة السياحة وعددهم 16 داعية، وعلى رأسهم مفتى المجهورية د. شوقى علام، وأن الداخلية حصلت على 31 داعية من بينهم 25 من أبناء الأوقاف، ووكيل الأزهر الدكتور عباس شومان، على رأس بعثة حج الداخلية لنبين للناس العلماء والدعاة الحقيقيين. وأضاف أنه كان لابد من وجود نخبة متخصصة تفيد الناس فى إشكاليات فقهية تظهر للناس فى الحج، وطالب حجاج مصر بأن يقدموا نموذجًا مشرفًا للحجاج المصريين، وقال: «كونوا سفراء لبلادكم، فالعالم كله ينظر للمصريين، وعلينا أن نعطى مثلًا للعالم كله فى الرقى والأخلاق». وجدد وزير الأوقاف دعوته للمصريين بتوجيه أموال حج النافلة لأعمال خيرية، وقال: «نؤكد ضرورة العمل على تحقيق استقرار الدولة، وأن بناء مدرسة أو تزويج شاب أو بناء مستشفى أفضل من ألف حج وحجة بعد حجة الفريضة». من جانبها، تحاول مؤسسة بيت الأعمال الذراع الاقتصادية للدعوة السلفية أن تحصل على استثناء من وزارتى الأوقاف والسياحة بشأن هذا القرار، وقالت مصادر ل«الصباح» إن هناك محاولات وساطة بين الدعوة السلفية ووزارة الأوقاف يحاول خلالها أشرف ثابت القيادى بالحزب السلفى احتواء الأمر، ومنح شركة السلفيين السياحية استثناء حتى يتمكن قيادات الدعوة من المشاركة فى رحلات الحج، لكن الأوقاف أكدت أنها سترسل مع فوج شركة السلفيين السياحية أحد دعاة الأوقاف. من ناحية أخرى، كشفت مصادر أمنية بمطار القاهرة الدولى أن اللجنة الأمنية العليا، منعت سفر أكثر من 200 رجل وسيدة إلى المملكة العربية السعودية خلال موسم الحج من بين الذين تقدموا بطلبات الحصول على تأشيرات، ضمن حصة الشركات السياحية والجمعيات الأهلية، لكونهم يهدفون إلى ممارسة الأنشطة السياسية والدينية المتطرفة خلال الموسم، وأنه تم إدراج أسماء هؤلاء على قوائم الممنوعين من السفر. وأكدت المصادر أن اللجنة تم تشكيلها منذ فترة، وتضم ممثلين عن جهاز المخابرات العامة، والمخابرات الحربية، والأمن الوطنى، وإدارة الجوازات، وتهدف إلى منع سفر عناصر متطرفة تتضمن قيادات إخوان غير مطلوبين جنائيًا وكذلك سلفيين مشهورين تتاجر بأسمائهم شركات السياحة وترفع الأسعار، وهؤلاء يتقاضون مبالغ كبيرة من شركات السياحة، كما أن القائمة تتضمن العناصر الإجرامية، والأفراد ذوى الميول السياسية المتطرفة. وأشارت المصادر إلى أن منع السفر سيمتد لجميع العناصر التى اعتادت السفر لممارسة أعمال النشل والسرقة والتسول. كان اللواء مجدى السمان، مدير جوازات بمطار القاهرة الدولى، أكد خلال مؤتمر وزير الطيران الخاص بالإعلان عن ترتيبات سفر الحجاج، أنه تم تزويد اللجنة بعناصر متخصصة فى المعلومات.