انتظر القبض على القيادى الإخوانى لتصفية حساباته معه بعد أن اتهمه بمساعدة الداخلية فى الاعتداء على المتظاهرين فى الثورة سر العلاقة بين نخنوخ والبلتاجى.. وحقيقة مشاركته فى القبض عليه بالجيزة تتابع الأحداث والتطورات التى تشهدها مصر فى الفترة الحالية، وتتدخل الأقدار فى جمع رموز نظام الإخوان إلى جوار رموز نظام مبارك فى محبس واحد وداخل قفص اتهام يحمل نفس التهم تقريباً، ربما لايستطيع أكبر كتاب الدراما والخيال أن يتصوروا أن تجتمع تلك المشاهد بهذا الشكل أو أن يصل خيالهم إلى أن يحدث هذا فى أرض الواقع. فى هذا السياق الحدثى، فوجئنا بعد القبض على محمد البلتاجى أحد رؤوس الإرهاب والتحريض عليه فى تنظيم الإخوان الخميس الماضى، أن تجمعه الأقدار داخل سجن طرة المحبوس فيه أيضاً صبرى نخنوخ، أحد أبرز خصوم البلتاجى. وكان نخنوخ قد صدر حكم ضده من محكمة جنايات الإسكندرية بالسجن المؤبد لحيازته أسلحة نارية وغرامة 10 آلاف جنيه، بالإضافة إلى 3 سنوات لحيازته مواد مخدرة. هذه المفارقة لم تغب عن متابعة مواقع التواصل الاجتماعى الذين ربطوا بين الاثنين، وتساءلوا ما إذا كان نخنوخ سيثأر من البلتاجى بعد أن وشى به لدى الداخلية من أجل القبض عليه ومحاكمته. لكن مصادر مقربة من أسرة نخنوخ قالت إن رجل الأعمال صبرى نخنوخ لن ينسى خصومته مع البلتاجى وما فعله معه، وأن نخنوخ يترقب فرصة لرؤية البلتاجى، خاصة أنه سبق أن حاول الاعتداء عليه، عندما حضر البلتاجى إلى محكمة جنايات الإسكندرية فى إحدى جلسات محاكمة نخنوخ للإدلاء بالشهادة، فحاول الخروج من القفص للاعتداء على البلتاجى وسبه بعد أن اتهم نخنوخ بأنه «مورد بلطجية على مستوى الجمهورية نقلاً على لسان قيادات من وزارة الداخلية ». وإذا كان نشطاء مواقع «فيس بوك» و«تويتر»، أطلقوا لأنفسهم عنان تخيل الطريقة التى يمكن أن يثأر بها نخنوخ من البلتاجى، لكن نخنوخ لن ينسى أن البلتاجى وراء حبسه، وأنه لن يترك حقه منه ومن جماعته. مصادر أخرى مقربة من نخنوخ تروى أن بداية الأزمة بين البلتاجى ونخنوخ كانت قبل ثورة 25 يناير، حيث قام أنصار نخنوخ بخطف البلتاجى لحساب إحدى الأجهزة الأمنية ليلة الترتيب لمظاهرات الثورة من داخل ميدان التحرير رغم إعلان الإخوان عدم مشاركتها فيها. فى نفس الوقت تروى المصادر أن سمة علاقة بين البلتاجى ونخنوخ أثناء الثورة، حيث اتهم نخنوخ البلتاجى بالاستعانة به لجمع بلطجية تقوم بالاعتداء على المتظاهرين فى ميدان التحرير وميادين الثورة، وأن نخنوخ قدم مستنداً للنيابة أثناء التحقيق معه يوثق حقيقة اتهامه للبلتاجى. لكن فى المقابل اتهم البلتاجى نخنوخ أثناء الشهادة عليه فى المحكمة بأنه وراء أحداث الانفلات الأمنى الذى حدث فى البلاد عقب الثورة، وذلك لمساعدة العادلى وأعضاء الحزب الوطنى المنحل لإجهاض الثورة، وإعادة النظام السابق مرة ثانية. وقال البلتاجى إن نخنوخ كان يساعد وزارة الداخلية فى الانتخابات المزورة، وأنه لم يلتق بنخنوخ ولم تربطه أية علاقة شخصية. ولم تتوقف حملات التلاسن بين البلتاجى ونخنوخ حتى بعد رحيل مرسى واعتصام رابعة، حيث وقف البلتاجى على منصة الاعتصام أثناء تردد الأخبار عن قيام وزارة الداخلية بفض الاعتصام قائلاً: « ننتظر إرسال الداخلية نخنوخ لفض الاعتصام بالبلطجية». فى المقابل وأثناء هروب البلتاجى من أجهزة الأمن بعد فض اعتصام رابعة العدوية، زعمت مصادر مقربة من نخنوخ بأنه رصد مكافأة مالية لمن يرشد على مكان البلتاجى، لكن ما عائلة نخنوخ تركت تلك المهمة لأجهزة الأمن منعاً من وقوع أحداث عنف جديدة فى البلاد. المفارقة فى قضية البلتاجى أنه كان أول الهاربين من ميدان رابعة عند فض الاعتصام رغم صراخه فى البسطاء بالصمود أو الشهادة فى مواجهة الداخلية وأجهزة الأمن، وظل همزة الوصل مع منفذى العنف الداخلى، ومع الإرهابيين فى سيناء، بدليل تصريحه البارز « العنف فى سيناء سيتوقف فى اللحظة التى يعود فيها مرسى للسلطة ». البلتاجى الذى ألقى القبض عليه فى عملية أمنية لم تستغرق سوى 20 دقيقة، وبعد مقطعين فيديو له إذاعتهم الجزيرة، يواجه تهماً بالتحريض على القتل والإرهاب فى أحداث فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، والتحريض على العنف فى أحداث بين السرايات.