/ ما حدث فى مصر ليس انقلاباً.. وأعضاء كثيرون فى الاتحاد الأوروبى أكدوا حق المصريين فى تحديد مصيرهم / هناك من حاول استخدام حقل الغاز المشترك بين قبرص وإسرائيل لإحداث وقيعة مع مصر.. وعليكم مراجعة اتفاقية 2003 تاريخ طويل من العلاقات المصرية مع جيران الجانب الآخر من البحر المتوسط، ففى عهود سابقة كانت منازل القاهرة تأوى القبارصة والأتراك واليونانيين، غير أن خريطة العالم السياسية شهدت تغيراً كبيراً أطاح بقواسم مشتركة بين الشعوب، وأضاف خلافات ونزاعات وربما مصالح متعارضة.. «الصباح» حاورت سفير قبرص بالقاهرة، سوتوس ليسيديس، الذى تحدث عن الملفات الشائكة فى علاقة قبرص بمصر، ومن أهمها قضية الغاز والسياحة، وعن أطماع تركيا فى الشرق الأوسط، التى أحبطتها ثورة 30 يونيو.. وإلى نص الحوار: كيف ترى قبرص ثورة المصريين فى 30 يونيو وما موقفكم الرسمى تجاهها؟ قبرص لا تتدخل فى الشئون الداخلية للدول، غير أننا نساند ما يحقق آمال الشعب المصرى أياً كان، ونتمنى له تكملة مسيرته نحو الديمقراطية والاستقرار، فمصر دولة صديقة وقبرص تتمنى لها التقدم والازدهار. كيف ترى موقف الاتحاد الأوروبى واتهامه ووصفه لثورة 30 يونيو ب«الانقلاب»؟ قبرص لم تقل يوماً إن ما حدث فى مصر انقلاب عسكرى، وكان لنا موقف واضح، يتمثل فى حق الشعب المصرى وحده تحديد مصيره، والاتحاد الأوروبى لا يمكنه اتخاذ موقف دون الرجوع لأعضائه، ونحن من ضمن أعضاء كثيرين أكدوا على حق الشعب فى تحديد قادته ووجهته المقبلة. بماذا تفسر الموقف التركى؟ قلنا كثيرا إن تركيا تسعى للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط، ومصر تعد من أهم القواعد لتلك السيطرة وفقاً للخطة التركية، وما حدث أن إسطنبول غضبت بشدة عقب سقوط نظام الإخوان المسلمين؛ لأن شعب مصر بتلك الخطوة أفسد المخطط التركى، ونحن نرى أن مصر دولة كبيرة وأكبر من تركيا، ولها ثقل دولى وإقليمى، ولا يمكن الهيمنة عليها أو فرض وصاية على قرارها. كيف ترى مستقبل العلاقة بين مصر وقبرص؟ من أولويات السياسة الخارجية لقبرص الحفاظ على العلاقة مع الشعب المصرى والحكومة، ولدينا أرض خصبة لامتداد العلاقات، فلم يشهد التاريخ أى خلاف بين المصريين والقبارصة، ونحن نثق أن مستقبلكم سيكون أفضل كثيراً فى المرحلة المقبلة، ونرتب حالياً لزيارة وزير خارجية قبرص إلى القاهرة لبحث سبل التعاون المشترك ودعم العلاقات بين البلدين. لماذا لا نشهد نمواً للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين؟ التعاون موجود، ولكن الأزمة الاقتصادية التى تمر بها كلا البلدين تؤثر سلباً على التبادل التجارى والاستثمار المشترك، فعلى صعيد التجارة لا يمكن القول بأن حجم التبادل التجارى كبير، لكننا نسعى لتنمية ذلك الجانب، أما على صعيد السياحة، فهناك رحلات شارتر منتظمة بين البلدين، وتسير مصر للطيران رحلة أسبوعية، وستزداد الرحلات من وإلى مطار القاهرة فى الفترة القادمة بمجرد استقرار الأوضاع بمصر. ماذا عن الاتهامات الموجهة لقبرص بالاستيلاء على آبار الغاز المشتركة مع مصر بالبحر المتوسط بالاشتراك مع إسرائيل؟ وقعت مصر اتفاقية ترسيم للحدود البحرية فى فبراير 2003، ومنذ ذلك الوقت وكل منا يعرف جيداً حدوده البحرية، وما حدث أن بعض الدول أرادت إحداث وقيعة بين مصر وقبرص، بنشر شائعات حول استيلاء الأخيرة على آبار مشتركة وبيعها لإسرائيل، وهو كلام غير صحيح بالمرة. ما معدل التبادل السياحى بين مصر وقبرص؟ السفارة القبرصية منحت المصريين 12 ألف تأشيرة لدخول أراضيها فى العام الحالى، لكن لم يدخل القبارصة مصر خلال هذا العام، وربما يعود ذلك إلى اضطراب الأوضاع السياسية فى القاهرة، وما ترتب على ذلك من توقف حركة الطيران والسفن بين البلدين. هل أصدرت الحكومة القبرصية حظراً لسفر مواطنيها؟ كل ما طالبنا به رعايانا هو توخى الحذر والابتعاد عن أماكن الصراعات والعنف، مثل الميادين التى تشهد اعتصامات، وشمال سيناء التى تشهد حرباً بين الأمن المصرى والعناصر المسلحة، وطالبنا رعايانا بالبقاء على تواصل مستمر مع السفارة فى حالة دخولهم مصر بحيث يمكن للسفارة المساعدة فى وقت الأزمة. تناثرت أنباء عن استخدام دول التحالف الغربى للأراضى القبرصية كقاعدة لضرب سوريا.. هل ستوافقون على ذلك؟ لن نشارك فى ضرب أحد، فقبرص لا تمارس السياسة، ولا تمارس أى سيطرة سيادية على منطقة القواعد فى أكروتيرى الخاضغة لسيطرة الحكومة البريطانية، وهى قواعد ذات سيادة طبقا لدستور 1960 الذى أقيمت على أساسه جمهورية قبرص بعد الاستقلال، لذا فلا يمكننا المنع، ولكننا لن نشارك فى ذلك أبداً.