تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الأربعاء عددا من القضايا المهمة. ففي عموده "هوامش" بجريدة "الأهرام" ، اعتبر فاروق جويدة أن كل الأمراض التي طفحت علي وجه الواقع السياسي المصري بعد الثورة حملتها الأجيال القديمة التي اعتادت علي مناخ القهر والاستبداد . وقال جويدة: كان الخوف ابرز سمات تكوين هذه الأجيال .. الخوف من السجون والخوف من الخوف ولهذا اختارت هذه الأجيال ان تعمل في الظلام حتي لا يرصدها احد. وأضاف: بعد الثورة لم تستطع الأجيال القديمة ان تحتمل غضب الشباب لأنه جاء خارج السياق. وتابع: ان مشكلة الأجيال القديمة انها مازالت تفكر بنفس الأساليب التي كان يفكر بها اجدادنا رغم ان الزمن تغير. ودعا جويدة الأجيال القديمة الى أن تحترم وعي الأجيال الجديدة وجسارتها واسلوبها في الحياة وان تعترف بهذه المسافة البعيدة في التفكير والمواقف. وفي مقاله (وجهة نظر) بصحيفة "المصري اليوم" ، علق الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة على جلسة إعادة محاكمة مبارك وظهوره كأنه نجم سينمائي، قائلا "ما إن وقعت عيناي على هذا المشهد المثير حتى هتفت قائلا: يا إلهي ! هل هذا هو الرجل الذى ثار شعب مصر ضده وأسقطه ، تذكرت على الفور تلك اللحظة التاريخية التى دخل فيها مبارك قفص الاتهام لأول مرة منذ ما يقرب من عامين ، حيث بدا أقرب إلى جثة هامدة وحزينا ومكتئبا. وتساءل الكاتب عن سر هذه الابتسامة التي ظهرت أخيرا على وجه الرئيس المخلوع، هل هي ابتسامة الشامت في شعب ثار ضده وندم ، أم ابتسامة متهم أصبح مطمئنا إلى حصوله على البراءة أو على كل الضمانات اللازمة لإطلاق سراحه تمهيدا للعفو عنه؟ ورأى أن هذه الابتسامة تعكس شعورا عميقا بالطمأنينة في حصوله على براءة أو عفو شامل في نهاية المطاف.. مبينا أن العلاقة بين الإخوان والنظام القديم ظلت دائما ملتبسة ، وقامت على مزيج من الحب والكراهية في آن واحد ، واتسمت بإدراك متبادل من جانب الطرفين بعدم قدرة أي منهما على الاستغناء عن الآخر. وقال "لذا لا أستبعد أبدا أن تكون تلك العلاقة التاريخية الملتبسة والمعقدة بين النظام القديم والجماعة قد صنعت بينهما أرضية مشتركة تسمح بتبادل المصالح في أحلك الظروف". وخلص إلى القول ب"إن الشعب أكثر وعيا من أن يقع في شرك المصيدة المنصوبة له، من خلال إقناعه بأنه لا سبيل أمامه سوى الاختيار بين الإخوان والنظام القديم (أو الإخوان والعسكر) ، فالشعب يدرك أن مصر في أمس الحاجة إلى تأسيس دولة مدنية حديثة يديرها نظام ديمقراطي كامل، ولا يخالجني شك في أنه سينجح في تحقيق هذا الهدف إن آجلا أم عاجلا ". بدوره، سلط وائل قنديل في عموده بجريدة (الشروق) الضوء أيضا على جلسة إعادة محاكمة مبارك ، وقال "سيطر فلول مبارك على المشهد في محيط المحكمة وعلى شاشات الفضائيات وحين جاء قرار المحكمة بإخلاء السبيل للمخلوع تلفتت أسر الشهداء حولها لتجد نفسها في العراء وحدها". ورأى الكاتب أن البعض قد روج لوهم تثوير الفلول، بإدماجهم في الكتلة الثورية غير أن ما جرى يكشف أن العكس تحقق وذابت الكتلة الثورية في محيط الفول والثورة المضادة. وكتب تحت عنوان "تثوير الفلول أم تفليل الثورة" يقول :"وجدنا محسوبين على الثورة يتبادلون أنخاب الشماتة والتشفي فيما أصاب الشهداء وأسرهم ورأيناهم جميعا في أوركسترا منظمة تعزف لحن احترام القضاء وأحكامه وقراراته وإدارته واستقلاله. وأضاف "إذن فقد نجح الفلول في اصطياد الثورة وترويض الكتلة الثورية ، وصعدت الثورة المضادة وهبطت الثورة الحقيقية". وأكد أن ما حدث ببساطة هو إهدار لحق الشهيد وتلويث للمعنى الأصيل للثورة ، حين قبلنا أن تنظر قضية غير عادية لجرائم غير طبيعية في فترة غير عادية أمام القضاء العادي ، قضاء تشكل وترعرع على عين مبارك ونظامه ولم نحارب كما يليق بجلال قيمة الاستشهاد من أجل تشكيل محكمة ثورة تعفي الجميع من هذا التيه المخيف. وخلص الكاتب إلى القول بأننا نظلم الثورة والشهداء والقضاة حين نستسلم لما فرضوه علينا من محاكمات معلوم مسبقا أنها لن تروي ظمأ الثورة لعدالة وقصاص يمنح الناس ثقة في أن الدماء والتضحيات لن تضيع في دروب وعرة شقها الأشرار.. مبينا أن الحل يكمن في المادة 150 من الدستور الجديد ودون ذلك الجميع متواطئون ضد الشهيد وثورته.