إن نموذج الثورات العربية، وفي مقدمتها وعلى رأسها الثورة في مصر، نموذج ثوري جديد، قد يكون متشابها مع ثورات شرق أوروبا، ولكنه يظل متميزا عنها بحكم اختلاف الهوية الحضارية العربية عن مثيلاتها لشعوب أوروبا الشرقية، أضاف هذا النموذج لعلم الثورة فقرة هامة جديدة، يجب أن يهتم بها ويدقق فيها كل الساعين إلى حرية الشعوب والإنسانية عموما من النشطاء والباحثين وأساتذة العلوم السياسية، فقد تعلمنا من الأدبيات التقليدية لعلم الثورة ودراسة التجارب الثورية القديمة والمعاصرة، الإسلامية واليسارية، أن الثورة هي تغيير جذري شامل لكافة الأوضاع في المجتمع أو الدولة، بحيث يتم الانتقال من مجتمع أو دولة اللا حرية واللا عدالة واللا كرامة، إلى مجتمع أو دولة الحرية والعدالة والكرامة، أو بالمجمل مجتمع التمكين للحرية، وتعلمنا أيضا من هذه الأدبيات التقليدية أن الثورة وبناء النظام الثوري – نظام التمكين للحرية التي خلق الله الإنسان مفطورا عليها – يمر عبر ثلاث مراحل ثورية مترابطة ومتكاملة، المرحلة الأولى هدفها التحضير للثورة ببناء أداتها،أي بناء التنظيم الثوري المرتبط عضويا بجماهير الثورة الباحثة عن وسائل الانعتاق من الاستبداد والظلم والاستغلال، والمرحلة الثانية هي مرحلة تفجير الثورة وإسقاط المؤسسات السياسية للنظام اللإنساني القائم، وهي مرحلة تتسم بالصبغة الجبهوية، لأن دراسة كل التجارب الثورية أثبتت أن الثورة لا يقدر على تنفيذها فصيل واحد، إنما يقدر عليها كل الفصائل الثورية، وشرط انتصار هذه الفصائل مربوط بارتباطاتها الجماهيرية وقدرتها على تعبئة الجماهير وتحريكها ثوريا للسير على طريق اسقاط النظام الملفوظ والمكروه منها، والمرحلة الثالثة هدفها البناء الثوري، بناء النظام الثوري الإنساني، نظام التمكين المستمر للناس لتتشبع بشكل مستديم بنسيم الحرية والعدالة والكرامة. إن الجديد الثوري، أن الثورات العربية ومنها الثورة المصرية، أخذت من العلم والأدبيات التقليدية للثورة مفهومها وتعريفها، ولكنها قلبت عناصر المعادلة الثورية، كانت المعادلة التقليدية ما بينا في الفقرة السابقة باختصار هي: التنظيم أو الجبهة الثورية (طرف أول) والجماهير أو القوى أو الطبقات الاجتماعية المظلومة (طرف ثان)، أي أن وجود التنظيم ضروري أولا لتعبئة وتثوير الجماهير، وعندما يتم تثوير الناس وتعبئتهم وتنظيمهم يقوم التنظيم الثوري (الجبهة الثورية) بتحديد اللحظة التاريخية للانفجار الثوري لإسقاط نظام التبعية والاستغلال والفساد الذي اصبح متغلغلا بشكل عنكبوتي في كل مؤسسات المجتمع والدولة، هذا هو التقليدي في الثورة،لكن، انتظرت الجماهير العربية وفي القلب منها الجماهير المصرية طويلا طويلا لكيتوفر النخبة الشروط التقليدية لقيام الثورة واعتاقها من النظم العملية التي استولت على كل مقدرات الأمة ونهبتها ووضعتها تحت تصرف الإمبريالية والصهيونية، لكن، خذلت النخب الجماهير المشتاقة لبزوغ نور الحرية، فلم يوفر الطرف الأول – التنظيم أوالجبهة الثورية - اللازم لبناء المعادلة الثورية ومن ثم تفجير الثورة، والحقيقة التاريخية اللازم ذكرها، أن النخب العربية حاولت لكنها عجزت عن بناء اداة الثورة،لأنها لطول مدة بقاء هذه النظم المستبدة غير الإنسانية، وشدة قسوة الملاحقات الأمنية لها تكيفت مع هذه النظم المستبدة، وعاشت بجوارها أو بالأحرى في القلب منها،لقد حول هذا العجز للنخب من فصائل تمهد للثورة إلى فصائل تمارس المعارضة لتحسين أواجراء بعض التجميلات على نظم الاستبداد القائمة. لقد أصبحت النخب عبئا على الثورة وليست معينا لها، وأصبح جزءا كبيرا منها متعايشا مع النظام، كانت هناك استثناءات ولكنها عجزت عن تشكيل أداة الثورة، ولكن، هل تتوقف الحياة؟ ويعم الفساد في البروالبحر، ويسود الظلام ويذهب النور؟ لا، فليست هذه سنة الله في خلقه من البشر، أنسنة الله في الناس التي لا تقبل التبديل أوالتحويل هي الحرية، والحرية التي انفطرالناس عليها صبغة اجتماعية وليست فردية، بمعنى أن الحرية ذات مدلول قومي (قبيلة أوعشيرة أو أمة) وليست ذات مدلول فردي أو فئوي أو طبقي على حساب الغالبية العظمى من الناس في المجتمع، يقول الله تعالى في سورة الرعد الآية 11: " لَهُ مُعَقِّبَات ٌمِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِنوَالٍ "، والمقصود أنه إذا كان الناس (القوم) يعيشون في نظام سياسي واجتماعي يسلبهم حريتهم، فإن الناس مفطورة على القدرة على استبدال هذا النظام بآخر يحقق لهم الحرية،بشرط أن يتحلى الناس بروح الثورة والإرادة العامة بأن يغيروا ما بأنفسهم من خوفوضعف. هذا ما حدث في مصر وعدد من الأقطار العربية، انطلق الناس وتحلوابالثورة وامتلكوا إرادة التغيير وفجروا بأنفسهم الثورة وأسقطوا نظام البؤس والخيانة والنهب، إن ما حدث أمر جد مهم، لأنه غير من أماكن طرفي المعادلة الثورية، ومن أهميةكل طرف منهما، فأصبح الشعب المقهور هو الطرف الأول في المعادلة وأصبح التنظيم أوالأداة الثورية هو الطرف الثاني فيها، وليس ما حدث مجرد تغيير في المكان من المعادلة، ولكنه – وهذا هو الأهم – تغيير في الدور الذي يؤديه كل طرف في العملية الثورية، أصبحت مهمة الشعب تفجير الثورة وإسقاط العصابة الحاكمة، وتهيئة المناخ اللازم لتوفير الشروط اللازمة لتشكيل الأداة الثورية، وأصبح دور الأداة الثوريةالتي يجب أن تتشكل من ميادين الانفجار الثوري هو استكمال الثورة وتطهيرها، ووضع رؤية واضحة واستراتيجية محددة تبين لنا طريق الثورة، وشكل وماهية النظام الثوري المطلوب بنائه. 2 - إن هذا التغيير الذي حدث في "عملية الثورة" جعل طريقها مليء بالحفر والمطبات، الحفرة الأولى تتمثل في طبيعة السلطة السياسية الجديدة، والحفرة الثانية تتمثل في فلول النظام السابق وقوى الثورة المضادة،والثالثة تتمثل في "البلطجية"، والرابعة تتمثل في قوى الثورة ذاتها، بالنسبة للحفرةالأولى التي يجب تخطيها وهي السلطة السياسية الجديدة هي الحفرة الأخطر والأعمق،لأنها في جوهرها "إعادة إنتاج" السلطة السياسية القديمة بشخوص جديدة كانت هي الاقوىفيها، إنه كما قال د. محمد عبد الشفيع في مقاله بالشروق "انقلاب قام به حسني مبارك على نفسه لكي يحفظ بقاء النظام ويضمن خروجا آمنا ومعه هيئة أركانه"، هذه المشكلة أوالحفرة وجدت بسبب عدم وجود مجلس لقيادة الثورة وعدم وجود مجلس لقيادة الثورة نتج عنه غياب الأداة الثورية، والنتيجة أن الثورة افتقدت رأسها أو عقلها، وركبتها سلطة غير ثورية انتماؤها موضوعيا للنظام القديم وظيفتها تعطيل الثورة واحتواؤها واعتقالها وتحويلها إلى ثورة مضادة، وأي مكاسب ثورية يتم الحصول عليها من بين مخالبها تكون تحت ضغوط وتحركات ثورية وشعبية في الميادين وبالقرب من مؤسساتها،وسقوط المئات من الشهداء والجرحى من شباب الثورة، بسبب استخدام هذه السلطة الإنقلابية لعنف يتساوى في أسلوبه ودرجته مع العنف الذي كانت تمارسه الشخوص القديمة لهذه السلطة . هذه هي سيرة هذه السلطة الانقلابية خلال العام الأول من عمر الثورة،ولنتذكر "البالون" و"ماسبيرو" و"محمد محمود" و"مجلس الوزراء" واستاد بورسعيد واستادالقاهرة وسرقات البنوك والشركات، وعمليات الخطف وقتل الناس في الشوارع، إن الهدف من هذه الجرائم الممنهجة والمنظمة هو عزل الثورة عن الشعب، واحتوائها وتحويلها إلىثورة مضادة تستكمل إعادة إنتاج النظام القديم مع ادخال بعض التحسينات عليه، أما الحفرتين الثانية والثالثة فهما مجرد توابع للسلطة الانقلابية، وهما في حلف طبيعي معها هو حلف الثورة المضادة، الذي يشمل السلطة الانقلابية والفلول وكل القوى المضارة من هدم نظام التبعية والاستبداد والنهب والاستغلال، والبناء على أنقاضه نظام ثوري يحقق الاستقلال والحرية والعدالة والكرامة، أما البلطجية فهم جزء من النظام وجزء مهم من أدوات البطش والإرهاب التي تستخدمها المباحث الجنائية ومباحث أمن الدولة لتلفيق التهم للشرفاء في الوطن، أما الحفرة الرابعة فهي الأعقد والأكثرعمقا، لأن الطبيعة الانقلابية للسلطة التي أصبحت على رأس الثورة بسبب غياب الأداة الثورية جعلت صفوف الثورة مخترقة وغير نقية، اخترقها العديد من الفلول والرأسماليين المستغلين والبلطجية وقوى الثورة المضادة المرتبطة إقليميا ودوليا بملياراتها، يضاف إلى ذلك الاختلاط والتمازج الذي حدث بين قوى الثورة والقوى الإصلاحية أي بين أصحاب المنهج الثوري والمنهج الإصلاحي، وبين أصحاب الأخلاقيات والسلوكيات الحميدة وبين أصحاب الأخلاقيات والسلوكيات الذميمة، إن هذا الاختلاط والتمازج داخل صفوف قوى الثورة يجعلها تفتقد وحدة الهدف، وتتعدد وتتنوع أهدافها بين ثورية وإصلاحية وفوضوية، وهذا أدى إلى إضعاف قوى الثورة وإنهاكها، ويهددها خطر ابتعاد الناس عنه الضعف الانجازات الثورية وبقاء النظام التي ثاروا عليه، وهذا، بعكس حال قوى الثورة المضادة، فهي موحدة الهدف المتمثل في إسقاط الثورة وهزيمة قواها ودحرها، وهي لتحقيق هذه المهمة مازالت تملك اماكنيات الداخل المتمثلة في نظام هذه الدولة الذي لم يسقط،ودعم القوى الإقليمية والدولية المعادية للثورة، باختصار . لقد فقدت الثورة وقواها "وحدة الهدف" بعد انقلاب الدولة الذي حدث وفي المقابل ملكت قوى الثورة المضادة وحدة الهدف المتمثل في "إسقاط الثورة" وبين التعدد والوحدة في الهدف تكمن القوة والضعف في الثورة والثورة المضادة. 3 - إن قطار الثورة قد يتعطل ولكنه لن يتوقف أو يتحرك للوارء، لأن التوقف ليس من سنة الخلق من البشر، ولقد أصلح الشعب هذا العطل عندما غابت النخب والطلائع الثورية أو للدقة عندما غابت "الجبهة الثورية الوطنية" أداة الثورة، وسيعاود الشعب التعامل مع الأعطال الجديدة، لكن المشكلة تكمن في استمرار الشعب في التحرك ثوريا بدون رأس أو عقل ثوري، أو بتعبير آخر بدون منظم ثوري أو بتعبير ثالث بدون جبهة ثورية وطنية، لأن الجبهة هي المنوط بها الانتقال بالثورة من مرحلة التفجير إلى مرحلة الإنجاز والبناء الثوري لحل مشاكل الناس وإشباع حاجاتهم، فإذا غابت الجبهة الثورية غاب البناء وظل الشعب يعيش حالة البؤس والحرمان بسبب استمرار النظام الذي ثار عليه ولا عزاء للآلاف من الشهداء والجرحى، في هذه الحالة ستتحول الثورة إلى إعصار يطيح بكل التيارات التي لم ترتفع إلى مستوى الحدث الثوري، ولم تشكل الجبهة الثورية الوطنية المنوط بها أن تنظم صفوف الملايين الثائرة لاقتلاع كل النظام بالكامل وهزيمة قوى الثورة المضادة والبدء في عملية البناء الثوري، إن غياب الجبهة الثورية، وتحول الثورة إلى "إعصار الجائعين"، لن يهدد التيارات والفصائل الثورية والقزمية فقط بل سيهدد وحدة وجودنا المجتمعي ذاتهووحدتنا الوطنية..هذه هي القضية الأساسية. 4 - نحن الآن أمام منهجين وقوتين، منهج إصلاحي له قواته الإصلاحية، وهو للأسف الأغلبية المهيمنة داخل مجلس الشعب أول برلمان انتخبه الشعب بحرية ليشرع للحرية والثورة، ومنهج ثوري له فصائله الثورية وهم للأسف أيضا أقلية، لا يصلح المنهج الإصلاحي لإنجاز الهدف الثوري، إنما يصلح انتهاجه في نظام ثوري ديمقراطي قائم لا يشكل عائقا أمام ممارسة الشعب لحريته وإرادته، أما إذا كان النظام قائم على التبعية والطبقية والنهب فإن اتباع المنهج الإصلاحي يشكل تعويقا للثورة، وتعد قواه من قوى الثورة المضادة الساعية لإنحراف الثورة عن طريقها وتحويلها إلى ثورة مضادة لأهداف الشعب وطموحاته، إن المنهج الإصلاحي ليس من جنس المنهج الإصلاحي للرسل والأنبياء، لأن الرسل والأنبياء كان واأصحاب مذهب إصلاحي منضبط على المنهج الثوري لنقل الناس من الظلمات إلى النور ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن عصبية الجاهلية إلى الأخوة في الله، إن مهمة الرسل والأنبياء كانت الانتقال بالناس من نظام الضلال إلى نظام الهداية والنور،إنهم ثوار ربانيون، يقول الله تعالى في سورة الرعد: " إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُمَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ " والمقصود أن يغيروا مابأنفسهم من ظلم وطغيان وخوف ووهن، ويقول في سورة "المؤمنون" الآيات (27-29) : " فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلاتُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ، فَإِذَا اسْتَوَيْتَأَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَامِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ، وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلا مُّبَارَكًاوَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ" . إن المنهج الثوري هو الامتداد لهذا المنهج الثوري الرباني، وهو المنهج الصحيح الوحيد لامتلاك عقيدة ثورية وروح ثورية وقوى ثورية هدفها هدم نظام الظلمات وعبادة الطغاة المستبدين العملاء اللصوص، وبناء نظام قائم على احترام الإنسان في حريته وكرامته، لقد خلق الله تعالى الخلق كله لعبادته، ولكنه سبحانه ميز الإنسان بالإرادة والحرية والمسئولية والاختيار، الاختيار حتى في العبادة، ولكي يتحقق اختياره ويتحمل مسئولية هذا الاختيار دون إكراه، خلق له قبل أنيخلقه عناصر التمكين له، فخلق له الأرض والسماء والشمس والقمر والماء والهواء، كل مسخر له، ليتحرر من العوز ويختار عبادته بحرية، ونحن للأسف مازلنا بسبب الاستبداد الطويل نناضل من أجل نظام يحررنا من العوز على مستوى الضروريات من الغذاء والكساء والدواء والسكن والأمن والتعليم، إننا مازلنا في مرحلة الجهاد من أجل بناء النظام الذي يوفر لنا مقومات الوجود، فهل يصلح أن يكون هذا الجهاد أو النضال بمنهج تجميل الفساد أو الضلال، إنه النفاق بعينه. 5 - حتى لا تتحول الثورة الشعبية إلى إعصار يهدد وجودنا وبقاءنا كمجتمع ودولة، وحتى لا تتحول الثورة إلى نمط من أنماط الثورة المضادة الهدامة الأمريكية، فإن على القوى الثورية صاحبة المنهج الثوري أن لا تفرح كل بما لديها، وأن تنجز معا مهمتين عاجلتين: الأولى أن تقوم بتنقية وتطهير صفوفها من كل قوى الثورة المضادة، والثانية أن تسارع كل الفصائل الثورية بتحقيق الوحدة الثورية التي تجمعها كله في بوتقة ثورية واحدة تحقق بناء "الجبهة الثورية الوطنية" إطار يضم كل تيار أو فصيل أو حزب أو شخص يؤمن بالثورة وبناء النظام الثوري، إن هذه الجبهة الثورية هي التي ستصحح مسار الثورة، لأنها ستنقل الثوار من موقع الأقلية إلى الأغلبية، ومن موقع رد الفعل إلى موقع الفعل الثوري، فتتحول الثورة إلى مشروع قومي للنهوض يلتف حوله الشعب كله، ونكون قد أنقذنا وجودنا وبقاءنا، لأن الجبهة ستكون هي "المنظم الثوري" لاستمرار الثورة وبناء النظام الثوري