هذه هى الحالة التى تعيشها الثورة فى مصر، تقابلها حالة مغايرة تمامًا تعيشها الثورة المضادة لها، فقوى الثورة المضادة كلها سواء فى الداخل متمثلة فى نزيل المركز الطبى العالمى و نزلاء طره المرفهون وجهاز المباحث الجنائية وجهاز مباحث أمن الدولة ورجال المجلس العسكرى وفلول الحزب الوطنى ورجال الأعمال الفاسدين منهم والبلطجية زراع البطش والإرهاب لهذه القوى، وسواء فى المحيط الإقليمى العربى، متمثلاً فى عدد من الدول المرتبطة بإسرائيل وأمريكا والغرب، وسواء فى المحيط الدولى متمثلة فى أمريكا والصهيونية والدول الغربية، هذه القوى المضادة للثورة المصرية، التى لا تنشغل ب "سفاسف الأمور"، وإنما تنشغل بهدف واحد كبير وخطير وهو إسقاط الثورة المصرية واعتقالها وتحويلها إلى حالة من الفوضى والثورة المضادة التى تؤدى إلى هدم الوحدة المجتمعية لمصر ومن ثم تفتيت مصر وتحويلها إلى مجموعة من الدويلات الطائفية و العرقية، إن كان هذا الكلام عصى على التصديق، فتذكروا أن حسنى مبارك، قال: "أنا والفوضى" ووصف الصهاينة بأنهم "أخوة"، ووصفه للمقاومة بأنهم أعداء يريدون سيناء، وتذكروا ودققوا فى كل الجرائم والمذابح التى ارتكبت على مدار العام السابق من الثورة، والتى تواجهها بعمليات السطو المسلح المكثفة ومذبحة بورسعيد، إن كل هذا يدل بوضوح أن قوى الثورة المضادة أصبحت تشكيل عصابيًا كبيرًا له استراتيجية تستهدف تقويض مصر وإسقاطها، هذه الاستراتيجية يتوفر لها وحدة التخطيط والهدف والقيادة. إن ما ذكر فى الوثيقة الصهيونية عن استراتيجية الكيان الصهيونى فى الثمانينات والتى تحدثت تفصيلاً عن تفتيت مصر والدول العربية ودول الجوار الإسلامى وكذلك وثيقة الأمن القومى الأمريكى لعام 2003 والتى أكدت على ما جاء فى الوثيقة الصهيونية من تفتيت البنية التحتية للمجتمعات العربية تحت مسمى الفوضى الخلاقة، التى هى على صلة نسب بالأناركية التى يرفعها البعض، كل هذا يؤكد على ما نقول فى وحدة قوى الثورة المضادة ووحدة استراتيجيتها وهدفها، إن البلطجية واللصوص وأمن الدولة والأمن الجنائى والفلول ورجال الأعمال وعصابة طره والمركز الطبى العالمى وعدد من رجال المجلس العسكرى وأمريكا وإسرائيل وأطراف عربية وغربية، كل هؤلاء يصطفون و يتوحدون على اعتقال الثورة و مصر وإسقاطها، وسوزان ثابت هى مسئولة الاتصال الرئيسية. إن هذا الخلط والتمازج والارتباط بين الأفكار والنظريات والاستراتيجيات الثورية والثورية المضادة وهذا التمازج بين قوى الثورة وقوى الثورة المضادة، يحتم علينا أن نحدث ثورة فى الثورة لنطهرها وننقيها من كل النجاسات العالقة بها، فتحدد منهجها الثورى وقواعد بنيان نظامها السياسى و الاقتصادى والاجتماعى والثقافى والتربوى والتعليمى والإعلامى، الذى يحقق التقدم لبلدنا وشعبنا فى إطار من الحرية والعدالة والكرامة والشفافية والطهارة، لتعود مصر قلبًا لأمتها ودرعًا لعقيدتها، حاملة رسالة التحرر والحرية ومقاومة كل أشكال الاستكبار والهيمنة والاغتصاب وأن تكون سياستها الإقليمية والدولية انعكاسًا أمينًا لكل ذلك. وأوجه نداءً لكل من يريد أن ينقذ الثورة بالتواصل والاتفاق على لقاء للبدء فى التنفيذ، إننا نعلم علم اليقين أن الثورة قد تم سحبها بعيدًا عن الطريق الثورى وتم وضعها على الطريق الإصلاحى، الذى يؤخر ولا يقدم، وهذا بسبب التداخل والتمازج بين قوى الثورة التى تريد إسقاط النظام بالتمام و الكمال والقوى الإصلاحية التى تريد بقاء النظام وإدخال بعض التحسينات عليه.. إن الحل فى عمل ثورة فى الثورة وتشكيل الجبهة الثورية.