قام عدد من المواقع الإيرانية ومن بينها الموقع الرسمي للأمانة العامة لمجلس التخطيط التابع لمدارس العلوم الدينية لأهل السنة بإيران، بنشر أخباراً كاذبة عن ترجمة كتاب للرئيس المصري محمد مرسي، بإيران. وجاء بالأخبار أن إحدى الكتب التي كتبها "مرسي" الرئيس الحالي لجمهورية مصر العربية تم ترجمته للفارسية في إيران، كما أنه يتم توزيعه وبيعه في المكتبات الإيرانية، ويحمل الكتاب عنوان "پدر ومادر بهترين مربيان دنيا" أو "الأب والأم أفضل معلمين في العالم" ترجمه للفارسية أيوب پوزش، مشيراً إلي أن الكتاب يحمل طابعاً تربوياً ولهذا السبب قررت بعض المدارس الاستعانة به في برامج التعليم وتربية النشيء. وأشار إلي أن بعض مدارس أهل السنة في محافظة "كردستان" الإيرانية قررت تدريس الكتاب بدءا من العام الدراسي الجديد . المفارقة أن عنوان الكتاب المترجم للفارسية باعتباره من تأليف الرئيس "مرسي" كتب علي غلافه اسم الكاتب محمد سعيد مرسي، والمعروف أن الأول اسمه الحقيقي كاملاً محمد محمد مرسي عيسي العياط ، ربما يعتقد الكثيرون أنه خطأ في ترجمة ليس إلا، نظراً لكثرة المواقع التي لها ثقلها والتي نشرت الخبر، لكن بالبحث عن حقيقة الأمر حصلت img src='Images/favicon.ico' alt="الصباح" title="الصباح" / علي نسخة من الكتاب الذي ترجم للفارسية وفي الصفحات التمهيدية ذكر المترجم أن الكتاب الأساسي يحمل عنوان "كيف تكون أفضل مربي في العالم: أحدث الأسباب التربوية الفعالة للآباء والأمهات"، والمفاجأة أن الكتاب الأصلي من تأليف شخص لا علاقة له بالرئيس "مرسي" من قريب أو بعيد ، لكن تشابه الأسماء هو الذي دفع البعض للتسليم بهذا الأمر. حيث أن المؤلف يعمل ككاتب ومستشار تربوي ومحاضر متخصص في فن تربية الأطفال له أكثر من 40 مؤلفاً مثل "فن تربية الأولاد في الإسلام، عظماء الإسلام ، فن التعامل مع الآخرين ، كل شيء عن اليهود، دروس من قصص، كبرى المعارك والفتوحات الإسلامية وغيرها". القاسم الوحيد المشترك بين المؤلف والرئيس "مرسي" لم يكن تشابه الأسماء فحسب بل إن الاثنان ينتميان إلى جماعة الإخوان المسلمين . أما عن أسباب ترجمة هذا الكتاب تحديداً ربما يعود لانتماء المؤلف للإخوان، فمن المعروف أن الجماعة لها تنظيم دولي وهو ما يمكن أعضاءها بالتواصل مع العديد من دول العالم ، لكن مالا يعرفه الكثيرون أن الجماعة لها فرع في إيران . فنشاط جماعة الإخوان المسلمين في إيران بدأ في أعقاب الثورة الخمينية 1979 علي يد بعض الدعاة ممن ينتمون إلي أهل السنة ،لكنها أطلقت علي نفسها اسم "جماعة الدعوة والإصلاح". وكما اتخذت حركة "حماس" وهي إحدى أفرع الإخوان شعاراً ورموزاً مختلفة عن الجماعة في مصر، اتخذت رمزاً مختلفاً إلا أنها ابقت علي شعار "الله أكبر ولله الحمد" الشهير . وتمارس الجماعة نشاطها في عدداً من المحافظات الإيرانية منذ ذلك التاريخ وحتي الآن بشكل شبه رسمي ،وتلتزم بتعاليم الإخوان المسلمين كاملة ولا تحيد عنها علماً بأن أعضاءها يتمتعون بالجنسية الإيرانية . وتعلن الجماعة موقفها الرسمي عبر صفحتها الرسمية علي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وتقول أنها جماعة مستقلة مشهرة بشكل رسمي وتتمسك بالمنهج الوسطي كما أنها تعي وتحترم التفاوت الثقافي والمذهبي في المجتمع الإيراني، وأنها لا تهدف للصدام أو الصراع مؤكدة علي أنها لا تتبع سوي دولة إيران نظراً لكونهم مواطنين إيرانيين في المقام الأول، مشيرة إلي أن الصحوة الإسلامية الإيرانية استهمت أفكارها من القرآن الكريم .
يذكر أن محمد سعيد مرسي، حصل علي ليسانس لغة عربية ودراسات إسلامية من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة ،ثم دبلوم التربية من معهد الدراسات التربوية بجامعة القاهرة ، كما قام بالالتحاق في عدد من الدورات التدريبية في مجال التربية وكذلك التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية بالمعهد الكندي للبرمجة العصبية الذي كان يرأس مجلس إدارته الدكتور إبراهيم الفقي . ويعرف "مرسي" نفسه عبر صفحته الشخصية علي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بأنه محاضر تربوي وباحث في العلوم الاجتماعية، قدم العديد من الأبحاث في عدداً من المجالات التربوية والاجتماعية والشرعية أيضاً . قدم العديد من الكتب التربوية أولها "فن تربية الأولاد" ،الذي يقول عنه أنه كان واحداً من أكثر الكتب مبيعاً في الوطن العربي، ثم موسوعة "كيف تكون أحسن مربي في العالم" ، وكتاب "مرشد الآباء والأمهات لعلاج أصعب مشكلات الأبناء" . وعن مؤلفاته يقول: إنها ساهمت بشكل فعال في إيقاف سلوكيات الأطفال السيئة وعلاج مشكلات تربية الأبناء لدى كثير من الأسر التي طالما عانت من مشكلات أبنائها وترددت على مكاتب الاستشارات التربوية والعيادات النفسية ، علي حد تعبيره . كما قدم العديد من المقالات والرسائل والبحوث التربوية ومنها " خطأ الآباء مع الأبناء ، كيف نجعل التعليم متعة ، أبناؤنا ..كيف نبنيهم ونحميهم، أبناؤنا والتخطيط ، كيف نربي أبناءنا في رمضان؟ " . كما أنه نشر أكثر من 40 مؤلفاً إسلامياً منها " عظماء الإسلام ، إلي عشاق رمضان، دروس من قصص القرآن، مائة موقف من حياة العظماء، المبشرون بالجنة يتحدثون عن أنفسهم ، كبري المعارك والفتوحات الإسلامية ،موسوعة المسابقات الثقافية " . تم الكشف عن حقيقة الأمر بالبحث والحصول علي نسخ من أصل الكتاب المترجم للفارسية الذي كشف عن هوية المؤلف الحقيقية، كما أن الكاتب الحقيقي ليس له علاقة بترويج مثل هذه الشائعة لكن تشابه الأسماء والاتجاه الإسلامي هو ما تسبب في انتشار هذه الشائعة.