ذكرت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية أن هناك مخاوف تساور خصوم ومعارضى الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد بأن الرئيس، المنتهية ولايته، يخطط للابقاء على نفوذه من خلال الدفع بأحد حلفائه السياسيين للترشح للانتخابات الرئاسية المقررة فى شهر يونيو المقبل. وأوضحت الصحيفة - فى تحليل إخبارى أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم السبت - أنه برغم من أن العديد من المترشحين لانتخابات الرئاسة الإيرانية لم يعلنوا عن أنفسهم بعد، إلا أن الكثير من الساسة الإيرانيين لديهم شك، أقرب إلى اليقين، بأن مدير مكتب الرئاسة الإيرانية أصفانديار رحيم مشائى سيعلن قريبا عن ترشحه للانتخابات فى إطار مخطط وضعه نجاد يستهدف الإبقاء وتعزيز نفوذه بعد خروجه من السلطة. وأضافت "إذ يشبه الكثيرون مشائى، وهو صديق مقرب وكبير مستشارى الرئيس نجاد، ب"مكيافيلى" أو "زعيم عصابة"، ومن المتوقع أن يتسبب ترشحه للانتخابات فى إشعال فتيل ثورة سياسية عارمة فى إيران بالأخص من قبل معارضى نجاد الذين يعملون حاليا للحيلولة دون ترشحه فى واحدة من أشرس الصراعات السياسية التى تشهدها البلاد منذ قرون". ورأت الصحيفة البريطانية أن المعركة التى تقودها المعارضة ضد ترشح مشائى ستلقى دعما من قبل آية الله خامنئى، المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، الذى ضاق ذرعا بالعصيان المتكرر من قبل الرئيس نجاد". وتابعت "إذ يأمل آية الله خامنئى فى أن تمحو الانتخابات الرئاسية المقبلة آثار الانتخابات عام 2009 التى ساند خلالها نجاد ضد مزاعم تتهمه بالتزوير أشعلت أسوأ موجة من العنف وأعمال شغب يشهدها الشارع الإيرانى منذ إندلاع الثورة الإسلامية فى عام 1979". ونقلت (فاينانشيال تايمز) عن محللين إيرانيين قولهم "هناك ثلاثة هواجس رئيسية تسيطر على خامنئى بشأن الاستحقاق الانتخابة المقبل فى طليعتها أن تمر هذه الانتخابات فى سلام دون أن يشوبها أية أحداث عنف وأن تتم وسط إقبال شعبى كبير وأخيرا أن تأتى برئيس أمين ومخلص له". وأضاف المحللون "فمن أجل نجاح ذلك، يحتاج خامنئى إلى منافسة انتخابية نزيهة وتتمتع بمصداقية لاسيما فى وقت تتعرض فيه بلاده إلى ضغوط دولية مكثفة على خلفية برنامجها النووى". كما اعتبروا تعهد الرئيس نجاد بالوقوف ضد أية انتهاكات تحدث أثناء العملية الانتخابية بمثابة "تحذير صريح" لخصومه - الذين يضمون أعضاء من مجلس الشورى الإيرانى والهئية القضائية والحرس الثورى الإيرانى - بأنهم فى حال سعوا لعرقلة طموحاته السياسية، من خلال ترشح صديقه مشائى، فإنه سيلاحقهم علنية بملفات فساد مزعومة. ونسبت الصحيفة إلى محمد جفادى خبير إصلاحى قوله "تعد هذه المعركة الانتخابية مسألة حياة أو موت للرئيس نجاد، فهو يدرك جيدا أن خصومه قرروا فيما بينهم وضع حد لحياته السياسية بنهاية ولايته الرئاسية الثانية". ولفتت إلى أن الرئيس نجاد ومدير مكتبه الرئاسى مشائي طوروا علاقاتهما السياسية من خلال علاقة الصداقة الوثيقة التى جمعت بينهما على مدار الاعوام الماضية وتوجتها علاقة مصاهرة بعد زواج نجل نجاد من ابنة مشائى. وأضافت "رغم أن حجم الشعبية الحقيقية التى يتمتع مشائى لاتزال غير واضحة، إلا أنه يحظى بقبول الناخبين الشباب والإصلاحيين بسبب مغازلته لنجوم السينما وتسليط الضوء على نزعته القومية". ورجحت الصحيفة أنه فى حال سمح لمشائى بالترشح للانتخابات، فإنه سيعول كثيرا على الشعبية التى يتمتع بها نجاد فى المناطق الريفية من خلال مواصلته سياسيات إرسال صدقات نقدية للفقراء والمحتاجين.