تحت عنوان " ذكريات مع التعليم".. سرد مهدى عاكف، المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين فى الحلقة الثانية من ذكريات عاكف التى تنشرها جريدة "الحرية والعدالة" الثلاثاء من كل أسبوع، ذكرياته مع زملائه من جماعة الإخوان فى مراحل التعليم ابتداء من المرحلة الثانوية وصولا بالجامعة. ففى عام 1944، كان الإخوان فى المدارس قليلى العدد، إلا إنهم كانوا يزدادون بإستمرار وظهر نشاطهم جليًا فى المدارس الثانوية الكبرى مثل: فؤاد الأول والخديوية والسعيدية، وبدأت المدارس الثانوية بالفعل تتحول الغلبة فبها من شباب الوفد لصالح شباب الإخوان المسلمين، ولذلك عندما دخلنا الجامعة فى العامين 1946 و1947 كانت أفواج الإخوان لها قدرها. ثم إشتد عود الإخوان لدرجة أن أحدًأ من طلبة الوفد على الرغم من أن منهم فتوات وبلطجية، لم يكن يستطيع الإعتداء على الإخوان، بل كانوا يحترموهم. وكانت علاقة عاكف حسنة بالجميع بصفته مسئولا عن الإخوان، مضيفا "ثم تحققت الغلبة لنا آنذاك لأننا كنا منظمين جدًا". وتحدث عاكف باستفاضة عن القسم الرياضى بالجامعة، الذى لم يقتصر على ممارسة الرياضة والتفوق فيها على غيرها، وتم تقسيمها إلى أقسام مثل القسم المخصوص الذى كانت مهمته تدريب الأطفال والشباب على التمرينات الرياضية، وكان ينقسم إلى فرق يتكون كل منها من 30أو 40 شابًا، والذى يبرز منهم ينتقل إلى القسم المخصوص الكبير، وهو العقلة والحصان والوثب العالى. وأشار مرشد الإخوان السابق إلى أن الأجواء آنذاك كانت مفتوحة وكان الأساتذة يتعاملون معه على إنه من الإخوان المسلمين، وكان لديهم أساتذة ملحدون وشيوعيون وكانوا يناقشونه، لافتًا الى إنه على الرغم من محدودية ثقافة طلاب الإخوان آنذاك إلا أن الحق والأخلاقيات والسلوكيات التى كانوا يحملوها فى المدرسة كانت تبهر الناس- على حد وصفه-. واستعاد عاكف ذكرياته، عندما استمر هذا النشاط حتى جاءت حكومة صدقى باشا وعصفت بالمعارضين من شتى الاتجاهات، وتم فصله من جميع مدارس القطر وعاد مع أبيه الى البلد، ثم عاد الى القاهرة مرة أخرى مع سقوط حكومة صدقى. وتابع عاكف إنه إلتحق بمعهد التربية الرياضية بالجامعة، وبدأ النشاط الإخوانى الحقيقى فى الجامعة عام 1945-1946، فإكتسح التيارات الموجودة، ولم يأت عام 1948 إلا والإخوان أكبر قوة فى الجامعة، واستطاعوا الحصول على اتحادات الطلاب بسهولة فى كل المجالات، لأن الطلاب إقتنعوا بفكر الإخوان ونشاطهم، مضيفًا "فى بداية دخولنا الجامعة كان الذى يذهب للصلاة يُنظر اليه على إنه إنسان متخلف، وفى نهاية الأربعينيات كان الذى لا يصلى هو الذى يُنظر اليه هكذا". وأشار عاكف أن تأثير الإخوان بلغ فى غيرهم ، حتى أن الشيوعيين أنفسهم كانوا يحفظون أناشيد الإخوان ويحرصون على قراءة منشوراتهم، موضحا أن صمت الإخوان أجبر كل الناس على إحترامهم. وأضاف أن الجامعة أصبحت بمرور الوقت منبرًا لوجهة نظر الإخوان، وكانت كلمة الأخ المتحدث تعبيرًا عن رأى الإخوان لا الرأى الشخصى لصاحب الكلمة. وروى مهدى عاكف أن الإمام حسن البنا كان يأمرهم بالذهاب للندوات، التى يعقدها كبار الكتاب والأدباء فى بيوتهم.