انطلقت في مدينة حلبجة بمحافظة السليمانية اليوم السبت مراسيم احياء الذكرى الخامسة والعشرين لقصفها بالاسلحة الكيمياوية في السادس عشر من مارس عام 1988 على يد النظام السابق وتستمر لمدة يويمين. وقد احتشد الالاف منذ الساعات الأولى من صباح اليوم في قاعة بالقرب من النصب التذكاري لشهداء المجزرة في قضاء حلبجة، وعدد كبير من ذوي الضحايا اضافة الى وفود عربية واجنبية وممثلين عن المنظمات التابعة للامم المتحدة والمنظمات المعنية بحقوق الانسان وممثلي عدد من وكالات الأنباء من بينهم مراسل وكالة انباء الشرق الأوسط والقنوات الفضائية العربية والاجنبية . وأقيمت بهذه المناسبة الكثير من النشاطات والفعاليات الخاصة بهذا اليوم حيث أقيم كرنفال كبير داخل النصب التذكاري لمدينة حبلجة ،كما توقفت حركة تجوال المواطنين وحركة السيارات لمدة خمس دقائق اكراما لشهداء حلبجة . كما تم بهذه المناسبة إفتتاح معارض لصور شهداء حلبجة والتي ضمت صورا لأطفال وشباب وشيوخ ونساء لتوثق اثار القصف الكيمياوي للمدينة والذي أودى بحياة آلاف الابرياء العزل من أبناء الكرد . وكانت مدينة حلبجة قد تعرضت لقصف بالسلاح الكيمياوي من قبل النظام العراقي السابق اواخر ثمانينيات القرن الماضي، ما ادى الى مقتل خمسة الاف مواطن واصابة عشرة الاف من سكانها. وأكد رئيس وزراء اقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني في كلمة له خلال الاحتفال باليوبيل الفضي لذكرى جريمة حلبجة، أن لدى الكرد رغبة جدية في التفاوض مع بغداد لحل المشاكل العالقة وانهاء الازمة التي تعاني منها البلاد بسبب عدم الالتزام بالشراكة والتوافق والفيدرالية. وقال بارزاني في كلمته إن رسالتنا واضحة الى بغداد، نحن مستعدون للتفاوض بشكل جدي لحل جميع المشاكل العالقة على اساس تمثيل حقيقي لمبادئ الشراكة والتوافق والعيش المشترك، مضيفا ،نحن لا نرضى العيش في عراق لا يحترم تلك المبادئ . وأضاف بارزاني ان العراق يعيش أزمة حقيقية أثرت على حياة مواطنيه، سببها عدم الالتزام بأسس الشراكة والتوافق والفيدرالية، مشيرا الى أن عدم تنفيذ الدستور سيفاقم الأزمة ويطيل من عمرها . ونوه رئيس حكومة اقليم كردستان إلى إن الالتزام بالدستور وأسس الشراكة والتوافق والفيدرالية، سيعيد الثقة بين العراقيين والقوى السياسية، وبعكسه يعرض البلاد إلى مخاطر عدة .وأعرب بارزاني عن استيائه من إجحاف حق الكرد في الميزانية العامة للبلاد والتي أقرت مؤخرا، موضحا أن ميزانية العراق هي تعبير عن تقسيم الثروة وفقا لمبادئ الشراكة . وأشار بارزاني في ختام كلمته الى أن ميزانية البيشمركة وتعويضات المادة 140 وحقوق الشركات النفطية، جميعها امور ما زالت عالقة لم يتم تنفيذها من قبل بغداد . ومن جانبها أكدت الامانة العامة لمجلس الوزراء العراقي في بيان لها بهذه المناسبة أن استهداف مدينة حلبجة بالاسلحة الكمياوية اضاف صفحة سوداء الى سجل النظام السابق تجاه الشعب العراقي. وقال البيان، نستذكر في مثل هذا اليوم الجريمة البشعة التي طالت المواطنين في مدينة حلبجة عام 1988 والتي استهدف بها النظام البائد اهلها الابرياء . وأشار البيان الى أن هذه الجريمة اضافت صفحة سوداء اخرى الى جرائم النظام البائد تجاه الشعب العراقي على الرغم من حجم الجرائم الأخرى التي استهدفته الا انها كانت مدعاة لوحدته ضد الظلم والدكتاتورية . وأوضح أن استهداف مدينة حلبجة بالأسلحة الكيمياوية شكل علامة فارقة في مدى الظلم والجور الذي لحق بالشعب العراقي . وتابع البيان بهذا الاستذكار تتقدم الامانة العامة لمجلس الوزراء بأحر التعازي الى عموم الشعب العراقي وبالأخص منهم عوائل شهداء مدينة حلبجة. ودعا إلى أن تكون الجرائم اللانسانية التي مارسها النظام البائد ماثلة في أذهانهم لتدفعهم نحو الوحدة والتكاتف ومنع عودة الماضي بمآسيه وذكرياته الأليمة.