تشهد شوارع بورسعيد بكافة احيائها هدوء حذر فى ثالث ايام النطق بالحكم فى قضية الاستاد بعد استمرار اهالى المتهمين المحكوم عليهم فى عقد الاجتماعات و اللقاءات المغلقة لبحث السبل القانونية فى اجراءات التقاضي لنقض الاحكام الصادرة ضد ابنائهم وظهر في المشهد عدد من الصادر ضدهم احكام بالإعدام ولم يسلموا انفسهم مؤكدين انهم مستمرون في الدفاع عن انفسهم واخوانهم المقيد حريتهم بالأحكام لحين اثبات براءتهم جميعا . وأكد محسن الشريف الشهير "بالقص" أحد الهاربين المحكوم عليهم بالإعدام أن إيمانه بالله كبير، وأنه يثق في البراءة من التهمه التي لفقت له وللكثيرين من أبناء مدينته بورسعيد ، وضعوا خلالها ككبش فداء لمؤامرة نفذت بإحكام على أرض بورسعيد. وأضاف المحكوم عليه الهارب " أنه ينتظر الفرصة المناسبة لتسليم نفسه لطلب إعادة الإجراءات لمحاكمته ، مؤكداً أنه لن يهدأ له بال حتى تقديم الجناة الحقيقيين فى تلك المجزرة للعدالة، وفى مقدمتهم الثلاثي إدريس وعبدنيو وكريم عادل كابوهات الاولتراس الأهلاوي وتعجب القص قائلاً: كيف لثلاثي صدر بشأنهم قرار النائب العام بالضبط و الاحضار لاتهامهم في القضية أن يجلسوا مع وزيري العدل والداخلية والنائب العام نفسه مصدر القرار دون أي مشكله ودون أن ينفذ عليهم قرار الضبط . وقال القص:" يجب أن تعلم مصر كلها أن بورسعيد وشبابها أبرياء تماماً من تلك المؤامرة، وأن الجاني الحقيقي هو من يحمي هؤلاء الثلاثة. وصرحت وزارة الداخلية بعد اتصالات مستمرة مع اللواء احمد عبد الله محافظ بورسعيد بالموافقة على زيارة استثنائية لأهالي المحكوم عليهم لأبنائهم في سجن المستقبل بالإسماعيلية قبل اعادتهم الى محبسهم ببورسعيد تنفيذ لقرار الوزير الصادر قبل الحكم وقت اندلاع احداث بورسعيد الاخيرة. واغلقت العديد من المحلات و المطاعم والكافيهات ابوابها بعد ان اعلن اصحابها الحداد لمدة 3 ايام تضامن مع شعب مدينتهم خاصة بعد تسيس احكام القضية ارضاء لاولتراس الأهلي على حد وصفهم . وقام اللواء احمد وصفى قائد الجيش الثاني الميداني بالمرور علي قوات التامين المكلفة بتامين مبني مجمع المحاكم بمدينة بورسعيد للاطمئنان علي القوات ورفع روحهم المعنوية واستمرت دوريات الشرطة العسكرية في التجول بشوارع المحافظة لتأمينها بناء على قرار اللواء احمد وصفى قائد الجيش الثاني الميداني لحين استعادة الشرطة وضعها الأمني داخل المحافظة بعد زوال الاحتقان بينها وبين المواطنين نتاج الاحداث الاخيرة . واستمر توقف الدراسة بالمحافظة رغم تأكيدات احمد عرابي مدير عام المديرية انتظامها وارتفاع نسب الحضور وهو ما اثار حفيظة اولياء الامور متهمين القيادات التعليمية بالمحافظة بإرسال بيانات خاطئة الى الوزارة واجبار المدرسين على تحضير دروس وهمية مما يتسبب بالتأثير السلبى على ابنائهم . ومن جانبه اكد عرابي مدير عام المديرية ان الطلاب منتظمين في المجموعات المدرسية و الدروس الخصوصية وان من وراء توقف الدراسة مجموعة من اباطرة الدروس الخصوصية . ونوه وكيل الوزارة ان المديرية بكامل قياداتها متضامنة مع حقوق ومطالب شعب بورسعيد الباسل منذ اللحظات الاولى ولكن التحريض على توقف الدراسة لن يجدي لحل الازمة بل سيؤثر بالسلب على الطلاب. واطلقت جامعة بورسعيد و عدد من القوى الشعبية وممثليها عدة مبادرات لاحتواء الازمة داخل المحافظة وضعت في اطار 3 مبادرات تكمل كل منهما الاخرى جاءت الاولى بدعوى من 6 رجال من المحافظة ليس لهم انتماءات سياسية و اطلق عليها مبادرة السته لاحتوائها على 6 مطالب هامة تبناها المهندس على درة عضو مجلس الشعب السابق و ياسر يحيى نائب رئيس مجلس ادارة النادي المصري . وجاءت الاخرى بدعوى من الشيخ حافظ سلامة منسق لجنة الدفاع الشعبى عن بورسعيد وطلق عليها مبادرة " 100 " لاحتوائها على 100 عضو من كافة التيارات والاحزاب السياسية والاولتراس وأهالي الشهداء والمصابين والمحبوسين والمستثمرين . ثم جاءت مبادرة الجامعة التى اطلقها اعضاء هيئة التدريس برئاسة الدكتور عماد عبد الجليل رئيس الجامعة باعتبارها مؤسسة علمية على ارض بورسعيد تحت عنوان "بورسعيد تنادى.. فهل من مجيب قبل فوات الأوان". وأكد الدكتور عماد عبد الجليل رئيس الجامعة ان المبادرة جاءت بعد النجاح الذى تحقق على الأرض للمبادرة التي أطلقتها جامعة بورسعيد مع قيادات وشباب ألتراس النادي المصري ببورسعيد وما كان لها من أثر أكثر من رائع فى الوفاء بالوعد والتعاون البناء وإعلاء لمصلحة البلد، فإن جامعة بورسعيد باعتبارها مؤسسة علمية بعيدة كل البعد عن المعادلة السياسية فى البلاد تخطوا الخطوة الثانية على طريق لم شمل الإخوة من أبناء الوطن الواحد لا تبغى بذلك إلا مرضاة الله تعالى ومصلحة بلدنا الحبيب بورسعيد وأمنا الغالية مصر. واضاف عبد الجليل ان التفكير الجاد جاء من منطلق اعتبار جامعة بورسعيد جزء أصيل من النسيج البورسعيدي ومنارة للعلم والمعرفة لا يمكن أن تعمل بمعزل عن أهالي بورسعيد البواسل الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل إعلاء كرامة الإنسان المصري ودفاعا عن حرية الوطن. ونوه رئيس الجامعة ان المبادرة تقوم على 3 اسس اولها الوطن فوق الجميع، والثاني تفويت الفرصة على أعداء الثورة في الداخل والخارج، والاخير تلافى الانهيار الأمني والاجتماعي والاقتصادي الذى قد يعم بلدنا الحبيب بورسعيد من استمرار الأزمة. وعن اليات تنفيذ المبادرة اكد رئيس الجامعة انها تقوم على 4 محاور الاول منها إعلان نوايا من مؤسسة الرئاسة والحكومة من جهة، ومن أهالى بورسعيد الشرفاء من جهة أخرى ممثلين في أهالي الشهداء وقيادات ألتراس النادي المصري وائتلاف التجار والقوى الوطنية بالمحافظة للبدء فى حوار مجتمعي في رحاب جامعة بورسعيد وفى حضور القيادات السياسية والأمنية بالمحافظة، ويكون إعلان النوايا من خلال وسائل الإعلام أو عن طريق الاتصال المباشر بمكتب رئيس جامعة بورسعيد. والمحور الثاني الإعلان عن بدء جلسات الحوار المجتمعي فى رحاب جامعة بورسعيد بغرض الوصول إلى صيغة مرضية لإنهاء الأزمة الحالية. اما المحور الثالث دراسة الصيغة النهائية لما يتوصل إليه الحوار المجتمعي فى جامعة بورسعيد لتحديد ما يمكن تنفيذه منها من خلال القيادات السياسية والأمنية بالمحافظة، وما هو يمكن أن تتبناه الجامعة لدى القيادة السياسية للبلاد لاتخاذ الإجراءات المناسبة حيالها. واكد رئيس الجامعة ان المحور الرابع يعتمد على عقد مؤتمر فى جامعة بورسعيد يحضره السيد الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء والسادة الوزراء المعنيين بالأزمة لاستصدار القرارات الفورية التى من شأنها إحداث انفراجه فورية فى الأزمة. ثم يأتي المحور الخامس والأخير لترتيب لزيارة يقوم بها السيد رئيس الجمهورية إلى محافظة بورسعيد بعد انتهاء الأزمة وعودة الحياة الطبيعية إلى بورسعيد.