تركيا تستبق نتائج "برلين 2" وتؤكد استمرار تدخلها العسكري في ليبيا

تم توجيه اللوم مرارًا إلى حكومة الوحدة الوطنية الجديدة في ليبيا ورئيس وزراءها عبد الحميد دبيبة بسبب موالاته لتركيا، ورعايته التوسع الاقتصادي التركي في المنطقة، لتعود العقود المربحة إلى أنقرة، بالاضافة الى إبرام اتفاق عسكري يتضمن نشر القوات التركية في ليبيا.
لذلك، لم تعد الحكومة التركية بحاجة إلى انتظار نتائج مؤتمر برلين الثاني للإعلان عن قرارها النهائي بإبقاء المرتزقة السوريين والجيش التركي في ليبيا.
وهذا ما تؤكده تصريحات وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، خلال زيارته الأخيرة المفاجئة لطرابلس. حيث قال أن العلاقات بين ليبيا وتركيا كانت دائمًا قيّمة ووثيقة بشكل خاص، وأن الاحتلال العثماني لم يكن احتلالًا على الإطلاق.
وشدد أكار أيضًا على أنه لا ينبغي أن ينظر الليبيون إلى الأتراك على أنهم أجانب، وبالتالي فإن قرار انسحاب جميع القوات الأجنبية من ليبيا لا ينطبق على وحدات القوات التركية.
هذا وقد وصل وزير الدفاع التركي، الجمعة الماضية، إلى مطار معيتيقة في زيارة غير متوقعة. وصول أكار إلى طرابلس لم يكن بالتنسيق مع الحكومة الليبية. لتأتي زيارته بعد زيارة إحدى قواعد الناتو في صقلية بإيطاليا، واتضح أنه لم يُعر إهتماماً للتنسيق مع الأجهزة الأمنية الليبية بشأن زيارته إلى البلاد، ليصبح هذا الموقف مفاجأة كبيرة للسياسيين الليبيين.
بغض النظر عن الأهداف الخفية والمعلنة، فإن رسالة الوفد التركي تنقل بوضوح فكرة أن حكومة أنقرة لن تسحب قواتها ومرتزقتها السوريين، حتى على الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي بحظر الأسلحة، والمشروع الفرنسي الذي طرحه الرئيس إيمانويل ماكرون، ومؤتمر برلين الثاني. مثل هذا الموقف يهدد بتعطيل وتخريب العملية الانتخابية في ليبيا، إذ يستحيل إجراء انتخابات في بلد لا يتمتع بالسيادة الوطنية. وهذا يهدد الاستقرار في ليبيا ويعد بتهديدات جديدة للمجتمع الدولي.
يمثّل الوجود العسكري التركي وتعزيز النفوذ التركي في ليبيا مشكلة حقيقية، لذلك على رئيس الوزراء الدبيبة تحمل مسؤولية هذا. ولكن حتى وصول حكومة منتخبة حديثًا إلى السلطة في طرابلس في انتخابات ديسمبر المقبلة، يبدو التغيير نحو الأفضل غير مرجح.
اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وليبيا، والتي رفضتها كل من مصر واليونان، هي قضية مهمة أخرى. حيث يصر دبيبة على أن الاتفاقات مع تركيا "قانونية"، لكن التزامه المباشر بتحقيق المصالح التركية يُثير قلق البلدان الأخرى ويخيب آمال الشعب الليبي بشكل متزايد.
تابعنا علي اخبار جوجل