بعد تحذيرات السيسي ودعم الدول له.. رد فعل إثيوبيا: سنحل الخلافات سلميا

بعد تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة بشأن سد النهضة، وتحذيراته من المساس بحق مصر في مياه نهر النيل، وذلك في ضوء تعنت إثيوبيا على استكمال بناء السد وتشغيله دون التوصل بالمفاوضات مع مصر والسودان، إلى اتفاق قانوني مُلزم بشأن ملء وتشغيل السد.
وهو الأمر الذي جعل عدد من الدول العربية تؤكد تأييدها ودعمها لمصر والسودان في الدفاع عن أمنهما المائي.
وخوفًا من تصعيد الأمر والوصول به إلى طريق مسدود لن تكون نهايته إلا حربًا تنجم عنها حالة من عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بأكملها، بحسب تصريحات السيسي، خرجت إثيوبيا، أمس الأربعاء، بتصريح تؤكد فيه أنها ستسعى إلى حل الخلافات سلميًا، على لسان السفير الإثيوبي بالقاهرة "ماركوس ريكي".
وقال "ريكي"، إنه سيتم استئناف المفاوضات مع مصر والسودان قريبًا بشأن ملف سد النهضة، مؤكدًا أنه سيتم التوصل إلى اتفاق مرضٍ لجميع الأطراف برعاية الاتحاد الأفريقي.
وحول اقتراح السودان برفع دور اللجنة الرباعية (الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة) من المراقبة إلى الوساطة المباشرة، للمساهمة في حل أزمة سد النهضة، قال السفير الإثيوبي إنه لم يتم التواصل مع بلاده رسميًا في هذا الشأن، مُضيفًا: "سمعنا عن الوساطة الرباعية من وسائل الإعلام فقط".
وكانت الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه تحذير شديد اللهجة بشأن استكمال إثيوبيا لسد النهضة دون التوصل لاتفاق قانوني حول ملء وتشغيل السد الذي يُعد أحد التحديات الكبرى الي تواجه مصر حاليًا، في وقت تعاني فيه مصر من شح مائي حاد يقابله وفرة مائية في إثيوبيا.
وقال الرئيس: "العمل العدائي قبيح وله تأثيرات كبيرة تمتد لسنوات طويلة، والشعوب مبتنساش دا.. معركتنا معركة تفاوض.. وكل اللي بنطلبه أمر لا يخرج عن القوانين والمعايير الدولية المعمول بها في التعامل مع هذه الموضوعات".
واسكمل قائلًا: "خلال الأسابيع القادمة هيبقى في تحرك إضافي حول موضوع التفاوض.. وأتمنى أن نصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل السد"، مؤكدًا: "بقول للناس كلها محدش هيقدر ياخد نقطة ميه من مصر.. احنا مبنهددش حد واللي عايز يجرب يجرب".
وأضاف السيسي: "احنا عمرنا ما هددنا ودايمًا حوارنا رشيد جدًا وصبور، لكن محدش هيقدر ياخد نقطة ميه من مصر وإلا هيبقى في حالة من عدم الاستقرار في المنطقة لا يتخيلها أحد، ومحدش يتصور إنه يقدر يبقى بعيد عن قدراتنا.. وبقول تاني مية مصر لا مساس بيها، والمساس بيها خط أحمر، وهيبقى رد فعلنا في حالة المساس بيها أمر هيأثر على استقرار المنطقة بالكامل".
وقد أعربت كلٍ الكويت والبحرين والسعودية وعمان، عن تضامنهم مع مصر والسودان في مساعيهما لحل أزمة سد النهضة.
وأكدت المملكة السعودية أن أمن مصر والسودان المائي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي، مؤكدةً دعمها لأي مساعٍ تسهم في إنهاء أزمة سد النهضة، ومُشددةً على ضرورة استمرار المفاوضات بحسن نية للوصول إلى اتفاق عادل ومُلزم بخصوص السد بما يحفظ حقوق دول حوض النيل كافة في مياهه، ويخدم مصالحها وشعوبها.
ومن جانبها دعت الإمارات، إلى حوار بناء لإنهاء الخلاف حول سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا.
يُشار إلى أن القاهرة والخرطوم طالبا إثيوبيا بالتعهد بوقف الملء قبل استئناف المفاوضات. ومن المُتوقع أن تجري القاهرة مفاوضات خلال أيام مع الاتحاد الأوروبي حول سد النهضة.