غدًا.. المصريون بالداخل يدلون بأصواتهم في جولة الإعادة بال19 دائرة الملغاة    جامعة قناة السويس تستكمل استعداداتها لامتحانات الفصل الدراسي الأول    المستشار طاهر الخولى يكتب: الإرهاب.. حرب طويلة المدى    2026.. عام الأحلام الكبيرة    2025 عام الإنجازات | فى جميع الميادين والمجالات مصر فى 2025.. نجاحات ُمبهرة وفرص واعدة    شركة مياه الشرب بالقاهرة: عودة الخدمة للزيتون قبل موعدها ب 4 ساعات    مجلس القيادة اليمني يطلب من تحالف دعم الشرعية حماية المدنيين في حضرموت والمهرة    الدفاع الروسية: إسقاط 77 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل    جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن مهاجمة أهداف تابعة ل حزب الله في لبنان    التشكيل الرسمي لمباراة المغرب ضد مالي    الهلال يتخطى الخليج ويواصل مطاردة صدارة الدوري السعودي    وزير الرياضة: روح العزيمة والإصرار سر فوز منتخب مصر علي جنوب أفريقيا    السيطرة علي حريق نشب في سيارة ب "زراعي" البحيرة    لميس الحديدى ووزير التعليم    محكمة جنايات الإرهاب بوادي النطرون تحاكم غدا تكفيرى أسس جماعة إرهابية    جريمة فى الأعماق    تعرف على المتسابقين فى الحلقة الثالثة عشر من دولة التلاوة.. فيديو    بدءًا من 2 يناير وحتى 27 يونيو 2026 |انطلاق 36 قافلة طبية علاجية مجانية بمراكز ومدن الجيزة    التنمية المحلية تعتذر للزميلة هبة صبيح    جمارك السلوم تمنع تهريب أدوية بشرية أجنبية الصنع    وزارة «العمل» تنظم الحد الأقصى لتواجد العاملين يوميًا بمنشآت القطاع الخاص    المشير طنطاوي قال "أزمة وهتعدي".. نبيل نعيم يُفجر مفاجأة بشأن تهديدات أمريكا لمصر في 2012    المتحف القومي للحضارة يطلق فعاليات «روح ومحبة»    علي ناصر محمد: اتفاق السعودية والإمارات وإيران مفتاح حل الأزمة اليمنية    لماذا لم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم على السيدة خديجة طيلة 25 عامًا؟.. أحمد كريمة يُجيب    علي ناصر محمد: مشروع الوحدة في مؤتمر القاهرة 2011 نموذج لاستقرار اليمن والرخاء    وكيل الطب العلاجي يتابع أعمال التطوير بالسنبلاوين العام ويؤكد على سرعة الاستجابة للمرضى    خلال 3 أيام.. التفتيش على 1135 منشأة يعمل بها أكثر من 11 ألف عامل    ما هي حساسية الشتاء؟ وطرق علاجها والوقاية منها بالمنزل    مزاد علني لبيع محال تجارية ووحدات إدارية بحدائق أكتوبر    مؤتمر جوارديولا: انتصرنا في 7 مباريات متتالية لكننا لسنا في وضع جيد    بالصور.. كواليس مسلسل «تحت الحصار» بطولة منة شلبي | رمضان 2026    غرامة كبيرة| مخالفة القيادة بدون رخصة.. إحذر قانون المرور الجديد    أحدث تصوير ل مترو الخط الرابع يكشف آخر مستجدات الموقف التنفيذي للمشروع (صور)    وزير التعليم العالي يفتتح استوديو جامعة بورسعيد بتكلفة 21 مليون جنيه.. صور    أمم إفريقيا – التشكيل.. مشنجاما يقود هجوم حزر القمر وداكا أساسي مع زامبيا    رئيس جامعة كفر الشيخ يفتتح المؤتمر السنوي السادس لقسم القلب بكلية الطب    وزارة العدل الأمريكية تكشف عن أكثر من مليون وثيقة مرتبطة بقضية جيفري إبستين وتأجيل الإفراج الكامل يثير جدلاً    رسميا.. أحمد سامي مديرا فنيا لمودرن سبورت    وزارة الداخلية: ضبط عنصر جنائي بالجيزة تخصص في تزوير الشهادات الجامعية وترويجها عبر مواقع التواصل الاجتماعي    عميدة طب بنات الأزهر في حفل تخرج الوافدين: كونوا نبراسًا للرحمة ببلادكم    إصابة مواطنين إثر انقلاب سيارة ربع نقل على صحراوى جنوب الأقصر    وزير النقل الألماني: خفض ضريبة الطيران لا يعني بالضرورة تذاكر أرخص    خشوع وسكينه..... ابرز أذكار الصباح والمساء يوم الجمعه    كوريا الشمالية تعلن خطة لتوسيع إنتاج الصواريخ وتعزيز قدراتها العسكرية في 2026    اتحاد السلاح يستعين بخبير بولندي لتبادل الخبرات الفنية في سلاح السيف    الصورة الأولى للفنان محمود حميدة بعد مغادرته المستشفى    رئيس وزراء السودان: اللقاءات مع الجانبين المصري والتركي كانت مثمرة    خطوات هامة لسلامة المرضى وحقوق الأطباء.. تفاصيل اجتماع اللجنة العليا للمسئولية الطبية    خناقة في استوديو "خط أحمر" بسبب كتابة الذهب في قائمة المنقولات الزوجية    دعاء أول جمعة في شهر رجب.. فرصة لفتح أبواب الرحمة والمغفرة    باكستر: جنوب إفريقيا فرصتها أكبر في الفوز على مصر.. ونجحت في إيقاف صلاح بهذه الطريقة    «شيمي»: التكامل بين مؤسسات الدولة يُسهم في بناء شراكات استراتيجية فعّالة    وزارة الخارجية ووزارة الاتصالات تطلقان خدمة التصديق علي المستندات والوثائق عبر البريد    مجلس جامعة القاهرة يعتمد ترشيحاته لجائزة النيل.. فاروق حسني للفنون ومحمد صبحي للتقديرية    مدير دار نشر: معرض القاهرة للكتاب لا يزال ظاهرة ثقافية عالمية    الكومي: صلاح أنقذ مصر أمام زيمبابوي.. وهدفنا صدارة المجموعة    وفاة الزوج أثناء الطلاق الرجعي.. هل للزوجة نصيب في الميراث؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ياسر بركات يكشف النقاب عن وثائق ومعلومات خطيرة..«أبوآدم» كلمة السر في الأيام المقبلة .. التنظيم الدولي السلفي يستعد لتكسير عظام الإخوان في 30يونية
نشر في الموجز يوم 13 - 06 - 2013

في الوقت الذي تشتعل فيه الصراعات في الداخل بين حركة تمرد والمؤيدين للرئيس قبل أسابيع من مليونية "الكارت الأحمر" التي تستعد لها تيارات المعارضة علي اختلاف توجهاتها، بدأ السلفيون يستعدون لتوجيه الضربة الكبري للإخوان وللمعارضين أيضا، حيث بدأت القيادات في إعادة ترتيب قنوات الاتصال بعناصر التنظيم السلفي الدولي والتي كانت خاملة ومتوقفة تقريبا عن النشاط في العديد من العواصم العربية والأجنبية، ويأتي ذلك بالتوازي مع عدد من التصريحات التي أدلت بها قيادات سلفية بشأن موقفهم من أحداث 30 يونيو الجاري، كما يأتي في إطار النهاية الأخيرة لشهر العسل بين السلفيين والإخوان وهو الشهر الذي امتد لأكثر من ثمانية أشهر منذ وصول الإخوان إلي الحكم قبل أن تتنكر قيادات المقطم للسلفيين وتطيح بهم خارج منظومة الحقائب الوزارية والمناصب بل ووصل الأمر إلي الإطاحة بقيادات سلفية خارج أسوار قصر الرئاسة بالإضافة إلي تعمد تشويه سمعة بعضهم!!
والتنظيم الدولي للسلفيين ليس وليد اليوم ولكنه موجود وممتد وكان رافضا تماما العمل السياسي والمشاركة في النشاطات الدنيوية، ولكن مع المتغيرات الأخيرة في دول الربيع العربي بدأ التنظيم ينشط وتولي ياسر برهامي القيادي السكندري الكبير مهمة بث الروح داخل تلك التنظيمات وإقناعها بالعمل السياسي وتأسيس أحزاب سلفية علي شاكلة حزب «النور» السلفي، ورغم تحركات برهامي المتعددة عقب الثورة وزياراته لليبيا والكويت وقطر فإن الرهان علي التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين كان يحد من هذه التحركات، حيث كان يتوقع السلفيون أن يكونوا شركاء في الحكم كما كانوا شركاء في توصيل مرشح جماعة الإخوان لمنصب الرئيس، ولكن حدث كثير من الخلافات التي لا تخفي علي الجميع بين الطرفين وأغلقت الرئاسة وسائل الاتصال معهم!!.. ووجد السلفيون أنفسهم مضطرين أن يضعوا أيديهم في أيدي قيادات جبهة الإنقاذ قبل أن تعلن قيادات سلفية سخطها التام علي مؤسسة الرئاسة خاصة في الأيام القليلة الماضية.
وبالتوازي مع هذا الموقف الذي اتضح تماما من الإخوان والرئاسة بدأت القيادات السلفية تنشط في تحركاتها الدولية وتكثف اتصالاتها بعناصر التنظيم السلفي، خاصة في ألمانيا التي تعد أكثر البؤر السلفية نشاطا في الخارج، وعاد القيادي ياسر برهامي لاستكمال ما كان قد بدأه بعد الثورة لتنشيط المكاتب الإقليمية في عدد من الدول ولذلك لم يكن مفاجئا أن يتم احتجازه بمطار برج العرب الأسبوع قبل الماضي وهي الواقعة التي أكدت أن الرئاسة وجهاز الأمن الوطني قررا وضع تحركات القيادات السلفية تحت المراقبة الدقيقة خاصة في تلك الظروف التي يحيط الرعب فيها بقصر الرئاسة.
احتجاز برهامي لم يكن هو المرة الأولي التي يتم فيها التضييق علي السلفيين، هذا ما عرفناه من نادر بكار المتحدث الإعلامي باسم حزب «النور»، الذي كتب علي حسابه علي «تويتر»: "للمرة الثانية يتم توقيف أحد قيادات حزب «النور» أو الدعوة السلفية في المطار لأن اسمهم مدرج علي قوائم ترقب الوصول بغير سبب واضح، هذه المرة كانت مع الشيخ ياسر برهامي؛ والسؤال الآن ما هي الخلفية القانونية التي يستند إليها من أطلق هذه التعليمات".. وأضاف بكار: "كل الخيارات القانونية والإعلامية مطروحة للرد علي هذا الانتهاك".
ولاشك أن الطلقة التي أطلقها نادر بكار تتضمن تحذيراً من انقلاب السلفيين وتتضمن وعيداً أيضاً للرئاسة، لكن الأهم أن تلك التصريحات تمثل بداية التحرك المضاد لمواجهة الإخوان المسلمين وهي التحركات التي يقودها ياسر برهامي وعبدالمنعم الشحات وجلال المر وغيرهم من قيادات السلفية التي بدأت تنظم وترتب صفوفها تحسبا لما سيسفر عنه الموقف في 30 يونيو، حيث يستعد التنظيم السلفي لطرح نفسه بديلاً لنظام مرسي والجماعة، وهو السيناريو الذي تحلم به قيادات السلفيين في الداخل والخارج، ولابد من وضع تصريحات ياسر برهامي الأخيرة عن مظاهرات 30 يونيو، والتي أكد فيها أنه في حالة تزايد عدد المتظاهرين فإنهم سيطالبون الرئيس محمد مرسي بالاستقالة.
رسائل السلفيين للأمريكان
الخلافات بين السلفيين والإخوان ورغم أنها وصلت إلي حد التراشق والاتهامات ومحاولات التشويه بين الطرفين فإن حادث وضع الدكتور ياسر برهامي علي قوائم ترقب الوصول، وسحب جواز سفره في مطار برج العرب فتح الباب علي مصراعيه أمام تكهنات حول أسباب القرار واعتبره البعض عقاباً "إخوانياً" لبرهامي علي مواقفه الأخيرة خاصة "ما تردد" عن زياراته إلي الولايات المتحدة، وسط تسريبات عن طرح حزب «النور» لنفسه بديلاً إسلاميًا لحكم الإخوان، هذه التسريبات أو التكهنات أكدها جدل كبير بين الدكتور سعدالدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون و"ياسر برهامي" حول حقيقة زيارته للولايات المتحدة الأمريكية لطرح البديل "السلفي" لحكم الإخوان، وهو ما نفاه برهامي بشدة، واستنكرته الدعوة السلفية!!.. إلا أن الوقائع تشير إلي أن تلك التحركات الدولية لتنشيط مكاتب التنظيم السلفي في العواصم العربية والأجنبية صاحبتها أيضاً تحركات استراتيجية للتنظيم الصاعد والذي يطرح نفسه بديلاً للإخوان، ولا بد هنا من الوقوف طويلا أمام تصريحات الدكتور سعدالدين إبراهيم التي أكد فيها سفر بعض القيادات السلفية للولايات المتحدة الأمريكية في محاولة منهم للتقرب من الإدارة الأمريكية، فلاشك أن قصر الرئاسة ومكتب الإرشاد بالمقطم تعاملا مع تلك التصريحات بتخوفات شديدة، ولاشك أن المعلومات التي قالها سعدالدين إبراهيم كانت بمثابة الصدمة للجماعة التي ربما شعرت بأن السلفيين قد عرفوا إحدي الطرق الرئيسية للوصول إلي السلطة، خاصة بعدما نشر عن علاقة أمريكا بجماعة الإخوان قبل الثورة، وكان الدكتور سعدالدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون قد كشف أن وفداً من الدعوة السلفية التي يتزعمها الدكتور ياسر برهامي، التقاه قبل سفره للولايات المتحدة الأمريكية الشهر الماضي، وحمّله رسالة فحواها أنهم ينوون الاستقلال عن الإخوان ويريدون خلق قناة للتواصل مع أمريكا والغرب، وتقديمهم كبديل لهم، وقال إبراهيم: فوجئت قبل سفري بيوم واحد بزيارة شخصين من الدعوة، وبسؤالهما عن أسباب الانقلاب علي الإخوان، قالا إن السلفيين أكثر عدداً من الإخوان، وإن تخبطهم في السياسة يرجع إلي أنهم ظلوا مدة طويلة يعتقدون أن الخروج علي الحاكم "رجس من الشيطان"، وأن السياسة "دنس"، وأنهم تركوا الإخوان يقودونهم، وأنجحوهم في البرلمان والرئاسة، وعلي الرغم من ذلك، فإنهم لم يأخذوا منهم إلا الفتات، وتابع إبراهيم: إن الشخصين قالا إن شبابهم بدأوا يتمردون عليهم ويطلبون منهم إعادة النظر في علاقتهم مع الإخوان، ولذلك يحاولون تأسيس قنوات مستقلة مع الغرب خاصة أمريكا بعيداً عن تنظيم الإخوان، وطالبوني بتوصيل هذه الرسالة إلي من يهمه الأمر في واشنطن والدول الغربية، وأضاف مدير مكتب بن خلدون: "بالفعل وأنا في أمريكا أوصلت رسالتهم لمن التقيت بهم من مستشاري الرئيس باراك أوباما، والخارجية الأمريكية والكونجرس والإعلام، مثل جريدتي "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز"، وعن رد فعل المسئولين الأمريكيين علي طلب السلفيين، قال إبراهيم، إن أمريكا لا يهمها إلا مصالحها فقط، خصوصاً أن الأمريكان بدأوا في إعادة النظر في علاقتهم مع الإخوان.
أبوآدم.. وأسرار تنظيم ألمانيا
يوم الجمعة الماضي، منعت سلطات مطار القاهرة الدولي، الداعية الألماني "سيفين لو" من دخول البلاد لدي وصوله من هولندا وتم ترحيله إلي حيث أتي، تنفيذا لتعليمات جهاز الأمن الوطني بوضع اسمه علي قوائم الممنوعين من دخول البلاد، وقالت مصادر مسئولة بالمطار: إنه في أثناء إنهاء إجراءات جوازات ركاب الطائرة الهولندية القادمة من أمستردام، تقدم الألماني "سيفين لو" وهو داعية سلفي معروف باسم "أبوآدم" لإنهاء إجراءات وصوله، وأضافت أنه بوضع بيانات الألماني المذكور علي جهاز الحاسب الآلي الخاص بالجوازات، تبين وجود اسمه علي قوائم الممنوعين من الدخول تنفيذا لقرار من الأمن الوطني بوضع اسمه علي القوائم وتم إبلاغ "لو" بالقرار واحتجازه بصالة الترانزيت لحين ترحيله إلي خارج البلاد.
تلك هي كل المعلومات التي ذكرتها وكالات الأنباء العالمية، ووكالة الأنباء الرسمية، ولم نعرف أي تفاصيل عن سبب وضع اسم "أبوآدم" في قوائم الممنوعين من دخول البلاد.
لكن الوقائع من داخل ألمانيا تشير إلي وجود أكبر تنظيم سلفي في ألمانيا لدرجة أن الصحف الألمانية اهتمت اهتماما كبيرا بتلك الظاهرة، كما سنكشف، "لو" أو "أبوآدم" لم يكن سوي جزء من هذا التنظيم الألماني التابع دوليا لتنظيم السلفيين، ومنذ مارس 2010 بدأت تلك الخلايا النائمة تنشط داخل ألمانيا واهتمت الصحف الألمانية بأخبار عن وجود خلية من الشباب الألماني المنتمي لفكر السلفية الجهادية في محافظة مرسي مطروح، كما أكدت نقلا عن مصادر بالمخابرات الألمانية هجرة 60 سلفياً ألمانياً إلي مصر، وأن غالبيتهم يتمركزون في حي المندرة بمحافظة الإسكندرية.
هذه الأخبار دفعت "تاكيس فورجر" المحقق بمجلة "دير شبيجل" كبري المجلات الألمانية، إلي المجيء إلي مصر والبحث في تلك الظاهرة حيث رتب الاتصال مع أحد هؤلاء الأشخاص السلفيين الألمان المقيمين في مصر وكان هذا الشخص هو "راث كامب" 24 عاما، واصطحبه هذا الشاب الألماني ذو اللحية الطويلة ذات اللون الأحمر التي تشبه حلقة النار حول وجهه ذي الملامح الأوروبية إلي منزله الكائن بحي المندرة، وفي أحد أركان المنزل، شرع "كامب" في أداء صلاة الظهر، وما إن انتهي من صلاته حتي بدأ يحكي ل"فورجر" ملابسات هجرته من ألمانيا وقدومه إلي مصر، وكيفية تحوله من المسيحية إلي الإسلام، وكانت المفاجأة الكبري هي اللقاء الذي تم بين هذا الصحفي وقيادي سلفي آخر هو "سيفين لو" أو كما يحب أن يلقب ب"أبوآدم"، وكشف الصحفي الألماني في تحقيق نشرته "ديرشبيجل، معلومات غاية في الخطورة عن "أبوآدم " الذي كان جندياً سابقاً في الجيش الألماني، وتحول إلي الإسلام منذ 14 عاماً، وأن المخابرات الألمانية تضعه تحت المراقبة منذ ذلك الوقت!!
وفي التحقيق وصف "فورجر" الجالية السلفية الألمانية في الإسكندرية بالمنظمة والمترابطة، موضحا أن "أبوآدم" -بوصفه قياديا في الجماعة- يقوم بتوفير حجرة في مسكنه لكل مهاجر من ألمانيا، حتي يستطيع الأخير توفير مسكن خاص به، يصلح بيتا للزوجية، بعدما ينجح "أبوآدم" في تزويجه من فتاة مسلمة ألمانية تأتي إليه في الإسكندرية، وأشار "فورجر" إلي أن هؤلاء السلفيين الألمان، جاءوا إلي مصر لمجرد أنهم يحسون بالاضطهاد في ألمانيا، علي خلفية اتهام العديد منهم بالضلوع في عمليات إرهابية في كل من ألمانيا و بريطانيا، لذا هربوا من ألمانيا إلي مصر وبالتأكيد لحقهم من يؤمنون بأفكارهم وأيديولوجيتهم.
ولاشك أن تلك المعلومات تكشف لنا جانبا غير معروف عن شخصية أبوآدم الذي تم توقيفه في المطار ومنعه من دخول البلاد وهو الإجراء الذي يؤكد ما بدأنا في هذا المقال حول التحركات السلفية الداخلية والخارجية في الفترة الأخيرة ومدي ترقب الرئاسة وحصارها لكل هذه التحركات، فالمعلومات التي نشرتها "ديرشبيجل" تؤكد أن سيفين لو أو أبوآدم، كان مقيما في مصر سنة 2010، وهناك تفاصيل أخري تؤكد أنه أحد أبرز عناصر قيادات "التنظيم الدولي للسلفيين"!!
وداخل ألمانيا التي يعيش بها أكثر من 3 ملايين مسلم، تم تربية كوادر سلفية لها نشاطات واسعة في الشارع وكان أبوآدم يقود معظم هذه النشاطات، وخلال الشهور الماضية، شهدت ألمانيا حملة توزيع نسخ مترجمة للقرآن مجانا في الشارع مما لفت أنظار الرأي العام الألماني، كما ساهمت المنظمات السلفية وبعض الدعاة بدور كبير في دخول عدد كبير من المواطنين الألمان إلي الإسلام، من خلال تصوير أفلام قصيرة توثق عملية اعتناق بعض الأوروبيين للإسلام، ونشرها علي موقع "يوتيوب"، وقد كشف كل ذلك عن أن الجماعات السلفية ليس لها منظمة واحدة في ألمانيا، بل توجد جماعات محلية مرتبطة ببعضها البعض. وهذه الجماعات تضم نحو 45000 عضو، وفق تقديرات هيئة حماية الدستور الألمانية، بينما لا يزيد عدد المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين في ألمانيا عن 3 آلاف عضو تحت اسم "رابطة المسلمين في ألمانيا"IGD ودورهم هو الترويج لجماعتهم وهناك معلومات غير مؤكدة حتي الآن حول تهجير عدد من الألمان، الذين أسلموا علي أيدي السلفيين إلي سيناء بعد أن غيروا أسماءهم!!
وبالتالي ووفق تقديرات خبراء وباحثين فمصر ستجد نفسها خلال الفترة المقبلة أمام نوعين من الجحيم وأمام خضوع تام لتنظيمين دوليين يتخذان الدين ستارا لممارسة اللعب السياسي، ولا تقل خطورة أحدهما عن الآخر خاصة أن قوانين اللعبة بالنسبة لهما تخضع لمدي الولاء للأمريكان وكما قال سعدالدين إبراهيم فإن الإدارة الأمريكية ستحافظ علي من يقدم لها الولاء ويضع نفسه تحت تصرف البيت الأبيض، ولاشك أيضاً أن المواجهات الإخوانية لتحركات السلفيين تؤكد خطورة الموقف وتشير إلي أن الرئاسة ومن فوقها مكتب الإرشاد بدأت تتخوف من انقلاب الأصدقاء القدامي الذين تعرضوا علي أيديهم للكثير من عمليات الإقصاء والاستبعاد فقد ظنت القيادات السلفية أن نصيبهم من كعكة الحكم محجوز وأن الإخوان لن يتراجعوا عن وعودهم، ولكن كشفت الأيام عن خلافات لا حدود لها بين التيارين وقد تصل النهاية إلي بحر من الدماء خاصة في ظل تحركات السلفيين وتنظيم صفوفهم في الداخل والخارج تحت قيادة ياسر برهامي وعبدالمنعم الشحات والقيادي أشرف ثابت الذي نجح في توطيد علاقاته بالخارج هو الآخر، ومن الملاحظ أن السلفيين في الكويت وقطر والسودان وليبيا هم الأكثر تفاعلا مع قيادات القاهرة، كما أن قيادات محافظات الإسكندرية وأسيوط والمنيا تقدموا بطلبات متعددة لوقف التعاون مع جماعة الإخوان والبحث للتنظيم السلفي عن إطار سياسي مواز، وفي حالة استمرار تحركات التنظيم الدولي السلفي ستكون مصر علي موعد مع تنظيمين كبيرين يبحث كلاهما عن حماية استراتيجية من الخارج ويترقب أحدهما سقوط الآخر في حين يبحث الشارع المصري عن بدائل للحكم لا تخضع للإدارة الأمريكية ولا تتخذ من الدين منهجاً لإدارة وطن متعدد التوجهات والتيارات كما أن تجربة الإسلاميين بدأت تتكشف بعد الفشل الذريع الذي تواجهه دولة محمد مرسي في مصر وتواجهه أيضاً دولة أردوغان في تركيا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.