أوروبا تُصعّد لهجتها.. دعوة لوقف النار في غزة ومراجعة العلاقة مع إسرائيل    مرموش ضد بونو مجددًا.. مواجهة مرتقبة في مونديال الأندية    الموساد بلسان إيراني: كان فعلا "أقرب إلينا من آذاننا"    الزعيم يصمد.. وسقوط جماعي للأندية العربية في كأس العالم    حالة الطقس اليوم في الإمارات    عادل إمام يتصدر تريند "جوجل".. تفاصيل    سعر الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري اليوم الجمعة    "ياحراق اللجان".. شقيق رامي ربيعة يثير الجدل بهذا المنشور بعد خروج العين من المونديال    ياسر ريان: طريقة لعب ريبيرو لا تناسب أفشة.. وكريم الديبس يحتاج إلى فرصة    المستشار الألماني يدعو لإبرام صفقة سريعا مع ترامب بشأن الرسوم الجمركية    السيطرة على حريق هائل في مصنع زيوت بالقناطر الخيرية    ضبط المتهم بالتخلص من شقيقه ونجله وإصابة جارهما في قنا    مصرع وإصابة 16 شخصا فى حادث مروع بالمنوفية    إسرائيل تعلن مقتل 11 عالما نوويا و30 قيادة عسكرية خلال الحرب على إيران    بيع فستان للأميرة ديانا في مزاد علني بمبلغ خيالي (صور)    "لازم واحد يمشي".. رضا عبدالعال يوجّه طلب خاص لإدارة الأهلى بشأن زيزو وتريزيجيه    أشرف إمام: حمزة المثلوثي زملكاوي وخرج من الباب الكبير    محافظ الجيزة يعتمد تنسيق القبول بالثانوية العامة الأحد المقبل    شروط التسجيل لاختبارات القدرات بالثانوية العامة 2025    حوار| رئيس اتحاد نقابات عمال الجيزة: الاقتصاد شهد تحسنًا بعد ثورة 30 يونيو    سطو مسلح على منزل براد بيت بلوس أنجلوس أثناء تواجده بالخارج    أطعمة ومشروبات لمواجهة التوتر والنسيان والقلق خلال الامتحانات    سعر الدولار اليوم الجمعة 27-6-2025 ينخفض لأدنى مستوياته عالميًا منذ مارس 2022    بكام طن الشعير؟ أسعار الأرز اليوم الجمعة 27 يونيو 2025 في أسواق الشرقية    فلسطين.. اندلاع مواجهات عنيفة بين فلسطينيين ومستوطنين إسرائيليين في المنطقة الشرقية بنابلس    قمة الاتحاد الأوروبي تفشل في إقرار الحزمة ال18 من العقوبات ضد روسيا    يكسر رقم أبو تريكة.. سالم الدوسري هداف العرب في تاريخ كأس العالم للأندية (فيديو)    حريق ضخم في منطقة استوديو أذربيجان فيلم السينمائي في باكو    كم فوائد 100 ألف جنيه في البنك شهريًا 2025؟ أعلى عائد شهادات في البنوك اليوم    حنان مطاوع تروي كواليس «Happy Birthday»: صورنا 8 ساعات في النيل وتناولنا أقراص بلهارسيا    مدحت شلبي يكشف قرارًا صادمًا من وسام أبو علي.. وتخوف الأهلي    «البنت حبيبة أبوها».. أحمد زاهر يوجه رسالة مؤثرة لابنته ملك في عيد ميلادها    دعاء أول جمعة فى العام الهجرى الجديد 1447 ه لحياة طيبة ورزق واسع    فضل شهر محرم وحكم الصيام به.. الأزهر يوضح    مصطفى بكري: 30 يونيو انتفاضة أمة وليس مجرد ثورة شعبية    بالصور.. نقيب المحامين يفتتح قاعة أفراح نادي المحامين بالفيوم    ملف يلا كورة.. جلسة الخطيب وريبييرو.. فوز مرموش وربيعة.. وتجديد عقد رونالدو    الورداني: النبي لم يهاجر هروبًا بل خرج لحماية قومه وحفظ السلم المجتمعي    وزير قطاع الأعمال يعقد لقاءات مع مؤسسات تمويل وشركات أمريكية كبرى على هامش قمة الأعمال الأمريكية الأفريقية بأنجولا    من مصر إلى فرانكفورت.. مستشفى الناس يقدّم للعالم مستقبل علاج العيوب القلبية للأطفال    عطلة الجمعة.. قيام 80 قطارًا من محطة بنها إلى محافظات قبلي وبحري اليوم    انخفاض ملحوظ في البتلو، أسعار اللحوم اليوم في الأسواق    لجان السيسي تدعي إهداء "الرياض" ل"القاهرة" جزيرة "فرسان" مدى الحياة وحق استغلالها عسكريًا!    الأوقاف تفتتح اليوم الجمعة 9 مساجد في 8 محافظات    هل التهنئة بالعام الهجري الجديد بدعة؟.. الإفتاء توضح    "القومي للمرأة" يهنئ الدكتورة سلافة جويلى بتعيينها مديرًا تنفيذيًا للأكاديمية الوطنية للتدريب    بحضور مي فاروق وزوجها.. مصطفى قمر يتألق في حفلة الهرم بأجمل أغنياته    طريقة عمل كفتة الأرز في المنزل بمكونات بسيطة    صحة دمياط تقدم خدمات طبية ل 1112 مواطنًا بعزبة جابر مركز الزرقا    متحدث البترول: إمداد الغاز لكل القطاعات الصناعية والمنزلية بانتظام    المفتي: التطرف ليس دينيا فقط.. من يُبدد ويُدلس في الدين باسم التنوير متطرف أيضا    حجاج عبد العظيم وضياء عبد الخالق في عزاء والد تامر عبد المنعم.. صور    حسام الغمري: الإخوان خططوا للتضحية ب50 ألف في رابعة للبقاء في السلطة    مصرية من أوائل ثانوية الكويت ل«المصري اليوم»: توقعت هذه النتيجة وحلمي طب بشري    ترامب: خفض الفائدة بنقطة واحدة سيوفر لنا 300 مليار دولار سنويا    فيديو متداول لفتاة تُظهر حركات هستيرية.. أعراض وطرق الوقاية من «داء الكلب»    إصابة 12 شخصا إثر سقوط سيارة ميكروباص فى أحد المصارف بدمياط    وزير السياحة والآثار الفلسطينى: نُعدّ لليوم التالي في غزة رغم استمرار القصف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ياسر بركات يكشف النقاب عن وثائق ومعلومات خطيرة..«أبوآدم» كلمة السر في الأيام المقبلة .. التنظيم الدولي السلفي يستعد لتكسير عظام الإخوان في 30يونية
نشر في الموجز يوم 13 - 06 - 2013

في الوقت الذي تشتعل فيه الصراعات في الداخل بين حركة تمرد والمؤيدين للرئيس قبل أسابيع من مليونية "الكارت الأحمر" التي تستعد لها تيارات المعارضة علي اختلاف توجهاتها، بدأ السلفيون يستعدون لتوجيه الضربة الكبري للإخوان وللمعارضين أيضا، حيث بدأت القيادات في إعادة ترتيب قنوات الاتصال بعناصر التنظيم السلفي الدولي والتي كانت خاملة ومتوقفة تقريبا عن النشاط في العديد من العواصم العربية والأجنبية، ويأتي ذلك بالتوازي مع عدد من التصريحات التي أدلت بها قيادات سلفية بشأن موقفهم من أحداث 30 يونيو الجاري، كما يأتي في إطار النهاية الأخيرة لشهر العسل بين السلفيين والإخوان وهو الشهر الذي امتد لأكثر من ثمانية أشهر منذ وصول الإخوان إلي الحكم قبل أن تتنكر قيادات المقطم للسلفيين وتطيح بهم خارج منظومة الحقائب الوزارية والمناصب بل ووصل الأمر إلي الإطاحة بقيادات سلفية خارج أسوار قصر الرئاسة بالإضافة إلي تعمد تشويه سمعة بعضهم!!
والتنظيم الدولي للسلفيين ليس وليد اليوم ولكنه موجود وممتد وكان رافضا تماما العمل السياسي والمشاركة في النشاطات الدنيوية، ولكن مع المتغيرات الأخيرة في دول الربيع العربي بدأ التنظيم ينشط وتولي ياسر برهامي القيادي السكندري الكبير مهمة بث الروح داخل تلك التنظيمات وإقناعها بالعمل السياسي وتأسيس أحزاب سلفية علي شاكلة حزب «النور» السلفي، ورغم تحركات برهامي المتعددة عقب الثورة وزياراته لليبيا والكويت وقطر فإن الرهان علي التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين كان يحد من هذه التحركات، حيث كان يتوقع السلفيون أن يكونوا شركاء في الحكم كما كانوا شركاء في توصيل مرشح جماعة الإخوان لمنصب الرئيس، ولكن حدث كثير من الخلافات التي لا تخفي علي الجميع بين الطرفين وأغلقت الرئاسة وسائل الاتصال معهم!!.. ووجد السلفيون أنفسهم مضطرين أن يضعوا أيديهم في أيدي قيادات جبهة الإنقاذ قبل أن تعلن قيادات سلفية سخطها التام علي مؤسسة الرئاسة خاصة في الأيام القليلة الماضية.
وبالتوازي مع هذا الموقف الذي اتضح تماما من الإخوان والرئاسة بدأت القيادات السلفية تنشط في تحركاتها الدولية وتكثف اتصالاتها بعناصر التنظيم السلفي، خاصة في ألمانيا التي تعد أكثر البؤر السلفية نشاطا في الخارج، وعاد القيادي ياسر برهامي لاستكمال ما كان قد بدأه بعد الثورة لتنشيط المكاتب الإقليمية في عدد من الدول ولذلك لم يكن مفاجئا أن يتم احتجازه بمطار برج العرب الأسبوع قبل الماضي وهي الواقعة التي أكدت أن الرئاسة وجهاز الأمن الوطني قررا وضع تحركات القيادات السلفية تحت المراقبة الدقيقة خاصة في تلك الظروف التي يحيط الرعب فيها بقصر الرئاسة.
احتجاز برهامي لم يكن هو المرة الأولي التي يتم فيها التضييق علي السلفيين، هذا ما عرفناه من نادر بكار المتحدث الإعلامي باسم حزب «النور»، الذي كتب علي حسابه علي «تويتر»: "للمرة الثانية يتم توقيف أحد قيادات حزب «النور» أو الدعوة السلفية في المطار لأن اسمهم مدرج علي قوائم ترقب الوصول بغير سبب واضح، هذه المرة كانت مع الشيخ ياسر برهامي؛ والسؤال الآن ما هي الخلفية القانونية التي يستند إليها من أطلق هذه التعليمات".. وأضاف بكار: "كل الخيارات القانونية والإعلامية مطروحة للرد علي هذا الانتهاك".
ولاشك أن الطلقة التي أطلقها نادر بكار تتضمن تحذيراً من انقلاب السلفيين وتتضمن وعيداً أيضاً للرئاسة، لكن الأهم أن تلك التصريحات تمثل بداية التحرك المضاد لمواجهة الإخوان المسلمين وهي التحركات التي يقودها ياسر برهامي وعبدالمنعم الشحات وجلال المر وغيرهم من قيادات السلفية التي بدأت تنظم وترتب صفوفها تحسبا لما سيسفر عنه الموقف في 30 يونيو، حيث يستعد التنظيم السلفي لطرح نفسه بديلاً لنظام مرسي والجماعة، وهو السيناريو الذي تحلم به قيادات السلفيين في الداخل والخارج، ولابد من وضع تصريحات ياسر برهامي الأخيرة عن مظاهرات 30 يونيو، والتي أكد فيها أنه في حالة تزايد عدد المتظاهرين فإنهم سيطالبون الرئيس محمد مرسي بالاستقالة.
رسائل السلفيين للأمريكان
الخلافات بين السلفيين والإخوان ورغم أنها وصلت إلي حد التراشق والاتهامات ومحاولات التشويه بين الطرفين فإن حادث وضع الدكتور ياسر برهامي علي قوائم ترقب الوصول، وسحب جواز سفره في مطار برج العرب فتح الباب علي مصراعيه أمام تكهنات حول أسباب القرار واعتبره البعض عقاباً "إخوانياً" لبرهامي علي مواقفه الأخيرة خاصة "ما تردد" عن زياراته إلي الولايات المتحدة، وسط تسريبات عن طرح حزب «النور» لنفسه بديلاً إسلاميًا لحكم الإخوان، هذه التسريبات أو التكهنات أكدها جدل كبير بين الدكتور سعدالدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون و"ياسر برهامي" حول حقيقة زيارته للولايات المتحدة الأمريكية لطرح البديل "السلفي" لحكم الإخوان، وهو ما نفاه برهامي بشدة، واستنكرته الدعوة السلفية!!.. إلا أن الوقائع تشير إلي أن تلك التحركات الدولية لتنشيط مكاتب التنظيم السلفي في العواصم العربية والأجنبية صاحبتها أيضاً تحركات استراتيجية للتنظيم الصاعد والذي يطرح نفسه بديلاً للإخوان، ولا بد هنا من الوقوف طويلا أمام تصريحات الدكتور سعدالدين إبراهيم التي أكد فيها سفر بعض القيادات السلفية للولايات المتحدة الأمريكية في محاولة منهم للتقرب من الإدارة الأمريكية، فلاشك أن قصر الرئاسة ومكتب الإرشاد بالمقطم تعاملا مع تلك التصريحات بتخوفات شديدة، ولاشك أن المعلومات التي قالها سعدالدين إبراهيم كانت بمثابة الصدمة للجماعة التي ربما شعرت بأن السلفيين قد عرفوا إحدي الطرق الرئيسية للوصول إلي السلطة، خاصة بعدما نشر عن علاقة أمريكا بجماعة الإخوان قبل الثورة، وكان الدكتور سعدالدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون قد كشف أن وفداً من الدعوة السلفية التي يتزعمها الدكتور ياسر برهامي، التقاه قبل سفره للولايات المتحدة الأمريكية الشهر الماضي، وحمّله رسالة فحواها أنهم ينوون الاستقلال عن الإخوان ويريدون خلق قناة للتواصل مع أمريكا والغرب، وتقديمهم كبديل لهم، وقال إبراهيم: فوجئت قبل سفري بيوم واحد بزيارة شخصين من الدعوة، وبسؤالهما عن أسباب الانقلاب علي الإخوان، قالا إن السلفيين أكثر عدداً من الإخوان، وإن تخبطهم في السياسة يرجع إلي أنهم ظلوا مدة طويلة يعتقدون أن الخروج علي الحاكم "رجس من الشيطان"، وأن السياسة "دنس"، وأنهم تركوا الإخوان يقودونهم، وأنجحوهم في البرلمان والرئاسة، وعلي الرغم من ذلك، فإنهم لم يأخذوا منهم إلا الفتات، وتابع إبراهيم: إن الشخصين قالا إن شبابهم بدأوا يتمردون عليهم ويطلبون منهم إعادة النظر في علاقتهم مع الإخوان، ولذلك يحاولون تأسيس قنوات مستقلة مع الغرب خاصة أمريكا بعيداً عن تنظيم الإخوان، وطالبوني بتوصيل هذه الرسالة إلي من يهمه الأمر في واشنطن والدول الغربية، وأضاف مدير مكتب بن خلدون: "بالفعل وأنا في أمريكا أوصلت رسالتهم لمن التقيت بهم من مستشاري الرئيس باراك أوباما، والخارجية الأمريكية والكونجرس والإعلام، مثل جريدتي "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز"، وعن رد فعل المسئولين الأمريكيين علي طلب السلفيين، قال إبراهيم، إن أمريكا لا يهمها إلا مصالحها فقط، خصوصاً أن الأمريكان بدأوا في إعادة النظر في علاقتهم مع الإخوان.
أبوآدم.. وأسرار تنظيم ألمانيا
يوم الجمعة الماضي، منعت سلطات مطار القاهرة الدولي، الداعية الألماني "سيفين لو" من دخول البلاد لدي وصوله من هولندا وتم ترحيله إلي حيث أتي، تنفيذا لتعليمات جهاز الأمن الوطني بوضع اسمه علي قوائم الممنوعين من دخول البلاد، وقالت مصادر مسئولة بالمطار: إنه في أثناء إنهاء إجراءات جوازات ركاب الطائرة الهولندية القادمة من أمستردام، تقدم الألماني "سيفين لو" وهو داعية سلفي معروف باسم "أبوآدم" لإنهاء إجراءات وصوله، وأضافت أنه بوضع بيانات الألماني المذكور علي جهاز الحاسب الآلي الخاص بالجوازات، تبين وجود اسمه علي قوائم الممنوعين من الدخول تنفيذا لقرار من الأمن الوطني بوضع اسمه علي القوائم وتم إبلاغ "لو" بالقرار واحتجازه بصالة الترانزيت لحين ترحيله إلي خارج البلاد.
تلك هي كل المعلومات التي ذكرتها وكالات الأنباء العالمية، ووكالة الأنباء الرسمية، ولم نعرف أي تفاصيل عن سبب وضع اسم "أبوآدم" في قوائم الممنوعين من دخول البلاد.
لكن الوقائع من داخل ألمانيا تشير إلي وجود أكبر تنظيم سلفي في ألمانيا لدرجة أن الصحف الألمانية اهتمت اهتماما كبيرا بتلك الظاهرة، كما سنكشف، "لو" أو "أبوآدم" لم يكن سوي جزء من هذا التنظيم الألماني التابع دوليا لتنظيم السلفيين، ومنذ مارس 2010 بدأت تلك الخلايا النائمة تنشط داخل ألمانيا واهتمت الصحف الألمانية بأخبار عن وجود خلية من الشباب الألماني المنتمي لفكر السلفية الجهادية في محافظة مرسي مطروح، كما أكدت نقلا عن مصادر بالمخابرات الألمانية هجرة 60 سلفياً ألمانياً إلي مصر، وأن غالبيتهم يتمركزون في حي المندرة بمحافظة الإسكندرية.
هذه الأخبار دفعت "تاكيس فورجر" المحقق بمجلة "دير شبيجل" كبري المجلات الألمانية، إلي المجيء إلي مصر والبحث في تلك الظاهرة حيث رتب الاتصال مع أحد هؤلاء الأشخاص السلفيين الألمان المقيمين في مصر وكان هذا الشخص هو "راث كامب" 24 عاما، واصطحبه هذا الشاب الألماني ذو اللحية الطويلة ذات اللون الأحمر التي تشبه حلقة النار حول وجهه ذي الملامح الأوروبية إلي منزله الكائن بحي المندرة، وفي أحد أركان المنزل، شرع "كامب" في أداء صلاة الظهر، وما إن انتهي من صلاته حتي بدأ يحكي ل"فورجر" ملابسات هجرته من ألمانيا وقدومه إلي مصر، وكيفية تحوله من المسيحية إلي الإسلام، وكانت المفاجأة الكبري هي اللقاء الذي تم بين هذا الصحفي وقيادي سلفي آخر هو "سيفين لو" أو كما يحب أن يلقب ب"أبوآدم"، وكشف الصحفي الألماني في تحقيق نشرته "ديرشبيجل، معلومات غاية في الخطورة عن "أبوآدم " الذي كان جندياً سابقاً في الجيش الألماني، وتحول إلي الإسلام منذ 14 عاماً، وأن المخابرات الألمانية تضعه تحت المراقبة منذ ذلك الوقت!!
وفي التحقيق وصف "فورجر" الجالية السلفية الألمانية في الإسكندرية بالمنظمة والمترابطة، موضحا أن "أبوآدم" -بوصفه قياديا في الجماعة- يقوم بتوفير حجرة في مسكنه لكل مهاجر من ألمانيا، حتي يستطيع الأخير توفير مسكن خاص به، يصلح بيتا للزوجية، بعدما ينجح "أبوآدم" في تزويجه من فتاة مسلمة ألمانية تأتي إليه في الإسكندرية، وأشار "فورجر" إلي أن هؤلاء السلفيين الألمان، جاءوا إلي مصر لمجرد أنهم يحسون بالاضطهاد في ألمانيا، علي خلفية اتهام العديد منهم بالضلوع في عمليات إرهابية في كل من ألمانيا و بريطانيا، لذا هربوا من ألمانيا إلي مصر وبالتأكيد لحقهم من يؤمنون بأفكارهم وأيديولوجيتهم.
ولاشك أن تلك المعلومات تكشف لنا جانبا غير معروف عن شخصية أبوآدم الذي تم توقيفه في المطار ومنعه من دخول البلاد وهو الإجراء الذي يؤكد ما بدأنا في هذا المقال حول التحركات السلفية الداخلية والخارجية في الفترة الأخيرة ومدي ترقب الرئاسة وحصارها لكل هذه التحركات، فالمعلومات التي نشرتها "ديرشبيجل" تؤكد أن سيفين لو أو أبوآدم، كان مقيما في مصر سنة 2010، وهناك تفاصيل أخري تؤكد أنه أحد أبرز عناصر قيادات "التنظيم الدولي للسلفيين"!!
وداخل ألمانيا التي يعيش بها أكثر من 3 ملايين مسلم، تم تربية كوادر سلفية لها نشاطات واسعة في الشارع وكان أبوآدم يقود معظم هذه النشاطات، وخلال الشهور الماضية، شهدت ألمانيا حملة توزيع نسخ مترجمة للقرآن مجانا في الشارع مما لفت أنظار الرأي العام الألماني، كما ساهمت المنظمات السلفية وبعض الدعاة بدور كبير في دخول عدد كبير من المواطنين الألمان إلي الإسلام، من خلال تصوير أفلام قصيرة توثق عملية اعتناق بعض الأوروبيين للإسلام، ونشرها علي موقع "يوتيوب"، وقد كشف كل ذلك عن أن الجماعات السلفية ليس لها منظمة واحدة في ألمانيا، بل توجد جماعات محلية مرتبطة ببعضها البعض. وهذه الجماعات تضم نحو 45000 عضو، وفق تقديرات هيئة حماية الدستور الألمانية، بينما لا يزيد عدد المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين في ألمانيا عن 3 آلاف عضو تحت اسم "رابطة المسلمين في ألمانيا"IGD ودورهم هو الترويج لجماعتهم وهناك معلومات غير مؤكدة حتي الآن حول تهجير عدد من الألمان، الذين أسلموا علي أيدي السلفيين إلي سيناء بعد أن غيروا أسماءهم!!
وبالتالي ووفق تقديرات خبراء وباحثين فمصر ستجد نفسها خلال الفترة المقبلة أمام نوعين من الجحيم وأمام خضوع تام لتنظيمين دوليين يتخذان الدين ستارا لممارسة اللعب السياسي، ولا تقل خطورة أحدهما عن الآخر خاصة أن قوانين اللعبة بالنسبة لهما تخضع لمدي الولاء للأمريكان وكما قال سعدالدين إبراهيم فإن الإدارة الأمريكية ستحافظ علي من يقدم لها الولاء ويضع نفسه تحت تصرف البيت الأبيض، ولاشك أيضاً أن المواجهات الإخوانية لتحركات السلفيين تؤكد خطورة الموقف وتشير إلي أن الرئاسة ومن فوقها مكتب الإرشاد بدأت تتخوف من انقلاب الأصدقاء القدامي الذين تعرضوا علي أيديهم للكثير من عمليات الإقصاء والاستبعاد فقد ظنت القيادات السلفية أن نصيبهم من كعكة الحكم محجوز وأن الإخوان لن يتراجعوا عن وعودهم، ولكن كشفت الأيام عن خلافات لا حدود لها بين التيارين وقد تصل النهاية إلي بحر من الدماء خاصة في ظل تحركات السلفيين وتنظيم صفوفهم في الداخل والخارج تحت قيادة ياسر برهامي وعبدالمنعم الشحات والقيادي أشرف ثابت الذي نجح في توطيد علاقاته بالخارج هو الآخر، ومن الملاحظ أن السلفيين في الكويت وقطر والسودان وليبيا هم الأكثر تفاعلا مع قيادات القاهرة، كما أن قيادات محافظات الإسكندرية وأسيوط والمنيا تقدموا بطلبات متعددة لوقف التعاون مع جماعة الإخوان والبحث للتنظيم السلفي عن إطار سياسي مواز، وفي حالة استمرار تحركات التنظيم الدولي السلفي ستكون مصر علي موعد مع تنظيمين كبيرين يبحث كلاهما عن حماية استراتيجية من الخارج ويترقب أحدهما سقوط الآخر في حين يبحث الشارع المصري عن بدائل للحكم لا تخضع للإدارة الأمريكية ولا تتخذ من الدين منهجاً لإدارة وطن متعدد التوجهات والتيارات كما أن تجربة الإسلاميين بدأت تتكشف بعد الفشل الذريع الذي تواجهه دولة محمد مرسي في مصر وتواجهه أيضاً دولة أردوغان في تركيا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.