قام الفنان الفلسطيني سفيان ذياب في معرضه الأول "عزف على الريشة" الذي يتواصل عرضه في النادي الثقافي العربي في الشارقة، بتقديم أكثر من ثلاثين عملاً، تختلف مدارسها الفنية وتشترك في الرؤية الواحدة للعمل الفني . وتتباين الأعمال المعروضة لتعكس مراحل تجربة الفنان نفسه في التعامل مع اللون والتكوين والموضوع، إذ يؤكد ذياب أن الأعمال المعروضة رسمها على مراحل وجاء المعرض بعد سنوات من ممارسة الرسم، ومتابعة المعارض والحراك الفني . كما تتباين الأعمال وتختلف في المدارس الفنية التي تنتمي إليها، فمنها أعمال واقعية، وأخرى تعبيرية، وانطباعية، وغيرها، وحول ذلك يوضح ذياب أنه يتنقل بين المدارس الفنية ليقدم ما يعبر عنه، وما يعكس حالته من دون التمسك بقالب واحد من الفنون، مشيراً إلى أن تقنيات اشتغال اللوحات تختلف أيضاً، فمن أكريليك على قماش وأخرى جاءت بالزيت على القماش . يقول: "إن موضوع الأعمال اختلف بتباعد الفترات الزمنية التي أنجزت فيها اللوحات، إلا أنه يوجد الانشغال بالهم الكوني المتمثل بالطبيعة وضرورة الحرص على مفرداتها، وذلك يتبدى في العديد من الأعمال" . ويضيف ذياب أنه يستعد، بعد أن عرض أعماله ولقيت استحسان الجمهور، للعمل على معرض يوظف فيه جماليات الخط العربي، لافتاً إلى أنه بدايته الفنية كانت مع الخط حيث يجيد اليوم عدداً من الخطوط العربية . ويرى الناقد والفنان التشكيلي أحمد حيلوز في قراءته لتجربة الفنان، أن ذياب بدأ بداية قوية من حيث عدم الوقوع في الأخطاء التي تصيب بدايات الفنانين، والمتعلقة في الزوايا والمنظور، والأبعاد، إضافة إلى الظل والنور، مشيراً إلى أن الفنان يوظف الظل والنور بخبرة وحساسية عالية باللون والضوء . ويؤكد أن تنقّل الفنان بين المدارس الفنية ما هو إلا مرحلة طبيعية يمر بها الفنان في بدايته، ليرسوا في نهاية المطاف إلى مدرسة واحدة وتكنيك واحد، يميز عمله، ويجعل له هويته الخاصة، ويصبح من السهل على المتلقي التعرف إلى صاحب العمل بمجرد النظر إليه . ويشير حيلوز إلى أن التسلسل الزمني للوحات يعكس المراحل التي مر بها الفنان، ويظهر النهوض الحاصل في تجربته ما بين الأعمال الأولى والأخيرة، منوهاً إلى أن ذلك يؤكد اشتغال الفنان على نفسه وتطويره المتواصل لأدواته . ويلفت إلى أنه كالعديد من البدايات الفنية لا بد أن يقع الفنان ببعض الهنات البسيطة التي يسهل تجاوزها، موضحاً أن ذياب انشغل في بعض الأعمال بالتكوين الرئيسي ونسي الخلفيات، فظهرت فقيرة لونياً أو تحتاج إلى إشغالات لتزيد من متانة العمل، وفي بعض الأعمال حدث العكس . سفيان ذياب من مواليد غزة عام ،1959 حاصل على البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة مهران عام ،1987 وبكالوريوس في الصحافة والعلوم السياسية من جامعة بنجاب، والماجستير في العلوم البيئية من أكاديمية العلوم في باكو .