كشفت تقارير أثيوبية عن سر مساندة روسيالأديس أبابا في أزمة سد النهضة مشيرة إلي أن روسيا تسعي لتوسيع نفوذها في القرن الأفريقي وذلك في إطار الحرب الباردة مع أمريكا. وقال موقع "والتا إنفو" الإثيوبي، أن إثيوبيا باتت أحدث نقطة اشتعال في الحرب الباردة الجديدة بين الولاياتالمتحدةوروسيا، حيث يتنافس كلاهما على النفوذ في البلد الذي يعاني من الصراع، بسبب إقليم تيجراي. وقال الموقع الإثيوبي إن الولاياتالمتحدة كانت تدعم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي على مدار العشرين عاما الماضية. وأوضح الموقع أن موسكو تدعم الحكومة الإثيوبية، بينما تفرض الولاياتالمتحدة عقوبات وقيودا على التأشيرات على مسؤولي الحكومة الإثيوبية، ذاكرا أن هناك قلقا متزايدا من أن الولاياتالمتحدة يمكن أن تتدخل بقوة، بالنظر إلى تاريخها في إظهار التعاطف مع الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي. وتابع أن هذا يسمح لروسيا بالانخراط بعمق في إثيوبيا، بينما تشعر أديس أبابا أن دعم موسكو يمكن أن يساعدها في مقاومة التدخل الأمريكي. وكان المتظاهرون المؤيدون للحكومة في إثيوبيا يحتجون بالفعل ضد الولاياتالمتحدة منذ مايو الماضي، عندما فرضت واشنطن قيودا على المساعدات الاقتصادية والأمنية بسبب نزاع تيجراي. وفي مسيرة مؤيدة للحكومة نظمتها وزارة الشباب الإثيوبية في مايو الماضي، قال عمدة أديس أبابا، أدانيش أببي: "لن نركع أبدا"، مضيفا أن "الشروط المسبقة وقيود السفر من قبل الولاياتالمتحدة وحلفائها غير مقبولة على الإطلاق ويجب تصحيحها"، على حد تعبيره. وفرضت الولاياتالمتحدة قيودا على التأشيرات تستهدف مسؤولين حكوميين إثيوبيين وإريتريين وأعضاء بقوات الأمن الإثيوبي وأعضاء بالجبهة الشعبية لتحرير تيجراي. وفي هذا الصدد، قال السفير الأمريكي السابق لدى إثيوبيا، ديفيد شين إن "العلاقة بين الولاياتالمتحدة وإثيوبيا وإريتريا، ستمر بأوقات عصيبة في الأسابيع المقبلة ما لم يتم إحراز تقدم كبير في حل المشكلة الإنسانية في إقليم تيجراي". وأوضح موقع "والتا إنفو" الإثيوبي، أن المشكلة الأكبر لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن هي أن المعارضة ضد الولاياتالمتحدة تأخذ شكل الدعم الإثيوبي لروسيا بسرعة، حيث رفع متظاهرون في إثيوبيا وأيضا في مالي الأعلام الروسية. وأضاف الموقع، أن روسيا تعمل على تعزيز علاقات أفضل مع إثيوبيا، حيث كشف السفير الإثيوبي لدى روسيا، أليمايهو تيجينو أرجاو، أيضا أن أديس أباباوموسكو وقعتا صفقة بشأن إمدادات لقاح "سبوتنيك في" الروسي إلى إثيوبيا. وذكر الموقع الإثيوبي، أنه بينما تفقد الولاياتالمتحدة نفوذها في إثيوبيا عبر قطع المساعدات الاقتصادية والأمنية، تعمل موسكو على تكثيف وجودها من خلال المساعدة البناءة لأديس أبابا. وأشار الموقع إلى تزايد وجود روسيا في إفريقيا بسرعة، بينما تستمر الولاياتالمتحدة في مواجهة ما وصفه ب"نكسات" جراء "سياساتها التدخلية"، على حد تعبيره. وقال الموقع إن روسيا تتمتع حاليا بعلاقات متطورة مع السودان والصومال، الجارتين الرئيسيتين لإثيوبيا، مضيفا أن روسيا باتت منخرطة بقوة في إفريقيا، في حين لم يكن لها نفوذا كبيرا في القارة الأفريقية حتى عام 2017.