سيطرت حالة من الاستياء والقلق الشديديّن بين الكشافين ومحصلى الكهرباء بعد الأنباء التى ترددت فى الآونة الأخيرة بوسائل التواصل الاجتماعى بشأن اتجاه وزارة الكهرباء والطاقة للاستغناء عن 12 ألف عامل بإدارات الكشف والتحصيل بمجرد الانتهاء من تركيب العدادات الذكية، والتوسع فى تركيب العدادات مسبوقة الدفع التى تجاوز عددها حتى الآن 8.6 مليون عداد، والتى لا تحتاج إلى العاملين بهذه الإدارات نظراً لاعتمادها على كارت الشحن، وذلك من خلال دمج الإدارتين والاستفادة منهم فى النواحى التجارية. وأشار عدد من المحصلين إلى تخوفهم من استغناء الوزارة عنهم بعد الانتهاء من تركيب العدادات مسبوقة الدفع والكودية، خاصة فى وجود شركة "شعاع" التى تقوم مهمتها على قراءة العدادات وتطبيق برنامج القراءة الموحد. ما زاد الأمر سوءً ما تداولته عدد من وسائل التواصل الاجتماعى، حول التأكيد بأن العدادات مسبوقة الدفع تسببت فى زيادة نسبة الفقد بالشبكة القومية للكهرباء، وذلك بسبب سرقات التيار الكهربائى بشركات التوزيع، بعد أن استغل البعض عدم مرور الكشافين على مستخدمى العدادات مسبوقة الدفع لاعتمادهم على شحن رصيد العداد، ما نتج عنه لجوء البعض إلى عمل توصيلات غير شرعية خلف العداد بسبب غياب المحصل عن ممارسة عمله الشهرى. وصرحت مصادر مسئولة، بأن وزارة الكهرباء والطاقة، تدرس حاليًا عدد من الخطط والحلول لتفادى هذه العيوب، منها الاستغناء عن الكشافين، والاكتفاء باستخدام العدادات الذكية أو مسبوقة الدفع المرتبطة بنظام اتصال مباشر بالمركز الرئيسى للشركة لمراقبتها عن بعد، وهذا نتيجة العيوب التى تم اكتشافها فى العدادات مسبوقة الدفع المرتبطة بالشركة من خلال الكارت فقط. من ناحيته، أكد الدكتور أيمن حمزة، المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أن الوزارة ليس لديها نية للاستغناء عن الموظفين بشركات الكهرباء التسع عقب التوسع في ميكنة سداد الفواتير وشحن كروت عدادات الكهرباء وتحصيل الفواتير وتركيب العدادات الذكية، وإنما سيتم الاستعانة بهم فى التحصيل لضمان وصول فاتورة صحيحة إلى المشترك تعبر عن استهلاكه الحقيقى والقضاء على أخطاء الفواتير المتكررة، إضافة إلى مراجعة الحسابات والتفتيش لجميع الفواتير والبيانات وغيرها بما يخدم شركات الكهرباء. وأوضح أن عدد العاملين بجميع شركات التوزيع ال9 على مستوى الجمهورية، يصل إلى 3981 قارئ كشاف، و7272 محصلا، وهذا العدد لا يكفى لجميع المناطق، وبالتالى الوزارة بحاجة ماسة إلى زيادة هذا الرقم للحد من العجز سواء في القراءة أو التحصيل بالوقت الحالى، لافتًا إلى أنهم يحتاجون إلى 20 ألف كشاف جديد لتغطية العجز الموجود في شركات التوزيع. وأضاف "حمزة" أن عدد المشتركين الآن سواء فى عدادات الكهرباء القديمة أو العدادات الكودية مسبوق الدفع يتعدى 37 مليون مشترك على مستوى الجمهورية، مشيرًا إلى أن شركة "شعاع" المتعاقد معها ينحصر عملها فى الكشف فقط على حالة العدادات وقراءتها، للقضاء على شكاوى المواطنين من تأخر الكشافين والقراءات الخاطئة، إضافة إلى التغلب على العجز الموجود بالقطاع فيما يتعلق بمحصلى وقارئى الكشاف . وقال المتحدث باسم الكهرباء إن هذا يثبت أنه لن يتم إلغاء دور المحصلين، وسيتم العمل بالتنسيق بينهم وبين مندوبى شركة "شعاع" حتى بعد تركيب العدادات الذكية، حيث سيتم تدريبهم بشكل جيد ودورى من خلال دورات تنظمها الوزارة بهدف إعادة توزيعهم على الوظائف الأخرى داخل قطاع الكهرباء، مشيرًا إلى أن أماكن أخرى فى القطاع تحتاج إلى موظفين، وسيتم إعادة توزيع العمالة حسب الاحتياج فى كل قسم. أما بالنسبة لعيوب كروت شحن العدادات مسبوقة الدفع، فأفاد بأن وزارة الكهرباء قررت توجه المحصلين بالمرور على منازل المشتركين ب"لعدادات مسبوقة الدفع" كل 3 أشهر، كدورة كشف لتغطية كل عدادات الشركة بالكامل بغض النظر عن كون المشترك يقوم بالشحن أم لا، وذلك للاطمئنان على المنظومة بالكامل وتحصيل أموال الدولة، والوقوف على أى نقاط تحتاجها المنظومة للتحسين ومنعا لسرقة التيار.