يستعد دير الأنبا بيشوي بوادى النطرون، خلال الفترة القادمة لإنتاج أول مسلسل كنسي يتناول حياة البابا شنودة الراحل بما فيها من أحداث تاريخية هامة، ويحمل العمل اسم "بابا العرب"، ويتكون من 34 حلقة، تتراوح مدة الحلقة من 30 دقيقة إلي 45 دقيقة، وقد أعد المادة التاريخية للمسلسل المؤرخ الكنسي نشأت زقلمة، بينما كتب الحوار الدكتور عطا الله توفيق. من جانبه، أكد القمص بموا الأنبا بيشوى، وكيل دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، أن الكنيسة حصلت على موافقة رقابة المصنفات الفنية على المسلسل، إضافة إلى موافقة وزارة الثقافة، بشرط عرضه على القنوات الفضائية العامة، وعدم قصره على القنوات القبطية فقط، لافتاً إلي أن هذه الخطوة جاءت بعد إنتاج الكنيسة لعدد كبير من الأفلام القبطية التى تناولت قصص الشهداء والقديسين المصريين على مدار الأعوام السابقة. وأشار إلى أن المسلسل يتناول 3 مراحل فى حياة البابا وهي الطفولة والشباب ثم الرهبنة والباباوية ثم النياحة، مضيفاً أن ميزانية المسلسل تتراوح بين 50 و80 مليون جنيه.. وتابع "الكنيسة لا تستطيع أن تتحمل هذه التكلفة بمفردها ولذلك قمنا بفتح حسابات فى البنوك من أجل استقبال التبرعات من داخل مصر أو من أقباط المهجر، ومن المتوقع أن تساهم عدد من القنوات التي ستعرض المسلسل في الإنتاج". وأوضح القمص بموا أن عدداً كبيراً من أبطال المسلسل أقباط، حيث يقوم بدور البابا ثلاثة فنانين طبقا للمراحل العمرية المختلفة، أما الشخصية الرئيسية فيجسدها الفنان ماجد الكدوانى، حيث سيكون ظهوره من بداية مرحلة الرهبنة وحتي النياحة. وأشار إلى أن العمل حالياً في مرحلة الإعداد، وقد يستغرق التصوير 4 أشهر، والمونتاج 3 أشهر.. موضحاً أن التصوير لن يكون في مصر فقط ولكن أيضاً في أمريكا وألمانيا وعدد من البلاد الأخرى. أفلام سابقة وأوضح الأنبا بموا أن الكنيسة أصدرت أكثر من فيلم يتناول حياة البابا شنودة منها "الراعي" الذي يعد أول فيلم عرض حقبة غير معروفة من حياته والتي تسبق الرهبنة، والعمل كان مأخوذاً عن كتاب "مصباح الرهبنة المنير" للكاتب نشأت زقلمة. أما فيلم "المزار" فكان تسجيلياً تناول حياة البابا الراحل منذ مولده وحتى وفاته ودفنه بمزاره بدير الأنبا بيشوى بوادي النطرون، وتضمن العديد من المشاهد النادرة، منها مشهد القبض على البابا فى سبتمبر 1981عقب قرارات سبتمبر التي أصدرها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، واحتوى الفيلم أيضاً على شهادات عدد كبير من المعاصرين للبابا شنودة، وركّز علي مواقفه السياسية والشعبية والوطنية الموثقة بالصوت والصورة. وأضاف، هناك أفلام أخري أصدرها دير الأنبا بيشوي خاصة بالبابا الراحل، ولكن مدتها كانت قصيرة وعُرضت علي القنوات القبطية فقط، ولكن المسلسل الذي يتم الإعداد له الآن يختلف بشكل كلي عن هذه الأفلام، ولذلك يحرص دير الأنبا بيشوي علي أن يظهر بشكل أفضل من الأعمال السابقة. نفس الاسم ولا يعد هذا المسلسل هو العمل الوحيد الذي يحمل اسم "بابا العرب" حيث يتم الإعداد الآن لإنتاج فيلم يحمل نفس الاسم، وهذا ما كشفت عنه الشركة المنتجة للفيلم في أبريل الماضي بعرضها إعلان تشويقي للفيلم علي "يوتيوب"، وأكد البير مكرم مخرج الفيلم وقتها ان الإعلان لم يجذب المسيحيين فقط بل نال إعجاب وشغف المسلمين المصريين والعرب ككل، وقال "الفيلم يتناول تاريخ مصر من خلال قصة البابا شنودة منذ ولادته حتى نياحته، وعلى الرغم من كونها مرحلة طويلة تصل إلى 89 عاماً إلا انه تم التركيز على أبز اللحظات في كل مرحلة، وبالتحديد اللحظات التي تخص مصر، فبينما يُعتبر البابا رجل دين مسيحي إلا أن حياته ممتلئة بالمواقف الدينية والاجتماعية والروحية، التي تنفع البشرية من كل الأديان". وأضاف أنه من المتوقع عرض الفيلم بالأسواق فى يناير 2020، حيث تم البدء في الإعداد له في مطلع العام الجاري ويشهد تحضيراً كبيراً من أماكن وديكورات وملابس لكونه الفيلم الأضخم إنتاجا فى تاريخ الشخصيات الدينية المسيحية، مشيرا إلى أن فكرة العمل طُرحت منذ 2012 بينما كانت الأوراق بشركة الإنتاج منذ عام 2016 . وأكد مكرم أنه تم اختيار ممثل جديد، لأداء دور البابا شنودة الثالث، للوصول إلى أقرب تشابه جسدي وصوتي، ولن يتم الكشف عنه إلا مع قرب الانتهاء من التصوير بهدف تسويق الفيلم وتشويق الجمهور، مضيفاً أن الجمهور اعتقد أن الأداء الصوتي بالإعلان خاص بالبابا الراحل بينما هو من أداء الممثل الذي يتشابه صوته بنسبة 95% مع البابا الراحل. وأشار إلى أنه لم يتوقع ذلك الاستقبال الكبير والاحتفاء بالإعلان التشويقي من المسلمين قبل المسيحيين، وهذا مؤشر على نجاح التجربة مع بدء طرحها بالأسواق، مشيراً إلى أنه من هذا المنطلق تم اختيار اسم الفيلم "بابا العرب" مٌقتبسا من اللقب الذي أطلقه مفتي لبنان على البابا الراحل، لكونه اسما محايدا يلمس جميع طوائف المجتمع ومختلف البلدان. وأوضح أنه تم تحويل مادة الفيلم الوثائقي عن البابا تحت عنوان "المزار"، والذي أنتجه دير الأنبا بيشوي وبمراجعة الأنبا صرابامون، أسقف ورئيس الدير، إلى دراما تتجسد فى فيلم "بابا العرب"، للتأكيد على صحة المعلومات وتوثيقها كنسياً. ولكن في منتصف العام الجاري انتشرت الكثير من الأخبار التي تؤكد توقف تصوير الفيلم الذي يخرجه ألبير مكرم، فأصدرت الكنيسة بياناً أكدت فيه توقف التصوير بالفعل حيث قال الأنبا مارتيروس، رئيس لجنة المصنفات الفنية بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن الكنيسة يسعدها ظهور فيلم عن البابا شنودة، لكن لوحظ للجنة التوغل في الجانب السياسي لشخصيته على حساب الجانب الروحي والرعوي، لذا تم التواصل مع مخرج العمل الذي أبدى تجاوباً كبيراً لحل كل هذه الإشكاليات وفق حلول مرضية تحفظ لشخصية البابا شنودة روحانيتها وعمقها".. عقب هذا التصريح لم يُنشر أي أخبار عن استكمال تصوير الفيلم مرة أخري. أعمال درامية أخرى وكانت الكنيسة قد رفضت عام 2016 أي عمل درامي يتناول حياة البابا شنودة، وجاء ذلك على خلفية إعلان الكاتب والسيناريست مدحت العدل عن كتابته لفيلم سينمائي عن حياة الراحل يحمل اسم "بابا العرب"، حيث قال في تصريحات له آنذاك أن حياة البابا شنودة تصلح لكتابة عمل درامي أو سينمائي لأنها مليئة بالأحداث الدرامية، فقد درس التاريخ الفرعوني والإسلامي وكذلك التاريخ الحديث، كما أنه كان شاعرًا محبًا لكتابة وقراءة الشعر، ثم أصبح ضابطاً بالجيش وحارب سنة 194، ودخل السجن لأسباب سياسية، كما أنه ولد يتيمًا فقد توفيت والدته أثناء ولادته ومن أرضعته كانت امرأة مسلمة ويعد أهم بابا للمسيحيين فهو تركيبة إنسانية، وتستحق أن تخلد من خلال عمل درامي. ولكن تصريحات "العدل" دفعت الكنيسة لإصدار بيان أكدت فيه رسمياً رفضها لأى عمل درامي يتناول حياة البابا شنودة دون عرضه عليها، وأوضح البيان أن حياة البابا ملك الكنيسة ولا يحق لأحد تناولها دون الحصول علي إذن كتابي من الكنيسة التي تخشي من صدور عمل لا يليق بشخص البابا. كما نفت الكنيسة قيام أحد رهبان دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون بإنتاج فيلم عن حياة البابا الراحل، مؤكدة أن الدير لا علاقة له بأي فيلم.