تحل اليوم 17 يونيو ذكرى رحيل الشيخ الكبير محمد متولي الشعراوي والذى استطاع أن يصل لمكانة كبيرة لدى المصريين حيث يعد من أشهر مفسري معاني القرآن الكريم في العصر الحديث، ولقبه البعض بإمام الدعاة. ولد محمد متولي الشعراوي في 15 أبريل عام 1911 بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر، وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، ثم التحق بالأزهر الشريف واشترط على والده أن يشتري له كميات من أمهات الكتب في التراث واللغة وعلوم القرآن والتفاسير وكتب الحديث النبوي الشريف، لتزيده من العلم، والتحق بكلية اللغة العربية سنة 1937، وانشغل بالحركة الوطنية والحركة الأزهرية، وكان يلقى الخطب ضد الإنجليز مما عرضه للاعتقال أكثر من مرة وكان وقتها رئيسًا لاتحاد الطلبة سنة 1934م، وتزوج وهو في الثانوية بناء على رغبة والده الذي اختار له زوجته، ووافق الشيخ على اختياره، وأنجب ثلاثة أولاد وبنتين، ثم تخرج عام 1940، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943، وبعد تخرجه عين في المعهد الديني بطنطا، ثم انتقل بعد ذلك إلى المعهد الديني بالزقازيق ثم المعهد الديني بالإسكندرية وبعد فترة خبرة طويلة انتقل الشيخ الشعراوي إلى العمل في السعودية عام 1950 ليعمل أستاذاً للشريعة في جامعة أم القرى. اضطر لدراسة مادة العقائد رغم تخصصه في اللغة وهذا في حد ذاته يشكل صعوبة كبيرة إلا أن الشيخ الشعراوي استطاع أن يثبت تفوقه في تدريس هذه المادة لدرجة كبيرة لاقت استحسان وتقدير الجميع، في عام 1963 حدث خلاف بين الرئيس جمال عبد الناصر وبين الملك سعود، وعلى أثر ذلك منع الرئيس جمال عبد الناصر الشيخ الشعراوي من العودة ثانية إلى السعودية، وعين في القاهرة مديراً لمكتب شيخ الأزهر الشريف الشيخ حسن مأمون. سافر الشعراوي إلى الجزائر رئيساً لبعثة الأزهر هناك ومكث بالجزائر حوالي سبع سنوات قضاها في التدريس وأثناء وجوده في الجزائر حدثت نكسة يونيو 1967، وعندما عاد الشيخ الشعراوي إلى القاهرة عين مديراً لأوقاف محافظة الغربية فترة، ثم وكيلاً للدعوة والفكر، ثم وكيلاً للأزهر ثم عاد ثانية إلى السعودية، حيث قام بالتدريس في جامعة الملك عبد العزيز، وفي نوفمبر 1976 اختار السيد ممدوح سالم رئيس الوزراء آنذاك أعضاء وزارته، وأسند إلى الشيخ الشعراوي وزارة الأوقاف وشئون الأزهر، وظل بها حتى أكتوبر عام 1978. يعتبر "الشعراوي" أول من أصدر قراراً وزارياً بإنشاء أول بنك إسلامي في مصر وهو بنك فيصل حيث أن هذا من اختصاصات وزير الاقتصاد أو المالية الذي فوضه آنذاك، ووافقه مجلس الشعب على ذلك، وفي سنة 1987 اختير عضواً بمجمع اللغة العربية، وتولى عدة مناصب منها مدرساً بمعهد طنطا الأزهري ثم معهد الإسكندرية، ثم معهد الزقازيق، ووكيلاً لمعهد طنطا الأزهري سنة 1960، ومديراً للدعوة الإسلامية بوزارة الأوقاف سنة 1961، ومفتشاً للعلوم العربية بالأزهر الشريف 1962، ومديراً لمكتب الأمام الأكبر شيخ الأزهر حسن مأمون 1964م، وغيرهم من المناصب العديدة، عرضت عليه مشيخة الأزهر وأكثر من منصب في عدد من الدول الإسلامية لكنه رفض وقرر التفرغ للدعوة الإسلامية. قالم الشيخ الشعراوي بكتابة عدد كبير من المؤلفات، والتى قام عدد من محبيه بجمعها وإعدادها للنشر، وأشهر هذه المؤلفات وأعظمها تفسير الشعراوي للقرآن الكريم، وغيرها مثل خواطر الشعراوي، خواطر قرآنية، معجزة القرآن، الإسراء والمعراج، الإنسان الكامل محمد صلى الله عليه وسلم وغيرهم. توفى "الشعراوي" فى 17 يونيو من عام 1998 عن عمر يناهز 87 عامًا.