«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ساعة الصفر بين واشنطن وطهران
نشر في الموجز يوم 15 - 05 - 2019

قائد الأسطول الامريكى يحذر من هجوم إيرانى على مصالح أمريكا ..وحاملات الطائرات "أبراهام لينكولن" تصل مضيق هرمز!!
قاذفات "بى 52" تهبط فى قاعدة عيديد القطرية.. والإدارة الأمريكية تحذر سفن الشحن من "الفخ" الإيرانى!
ترامب يبدأ تطبيق المرحلة القاسية من العقوبات ويمنع ثمانى دول من استيراد النفط الإيراني
سر نشر القاذفات الأمريكية فى الخليج العربى!
ما زالت الولايات المتحدة تواصل استعراض مزيد من قوتها فى مواجهة إيران، مع مزاعم بوجود معلومات مخابراتية تشير إلى اعتزام إيران القيام بهجمات ضد المصالح والقوات الأمريكية. وليست طهران فى حاجة إلى جريدة "نيويورك تايمز" لتذكرها اليوم بما حدث منذ 27 عاماً، عندما قامت البحرية الأمريكية، فى أبريل 1988، بإغراق 3 سفن إيرانية، فى عملية سميت يومها "praying mantis" نسبة إلى الحشرة الخضراء المعروفة باسم "فرس النبي"، رداً على اصطدام حاملة الصواريخ "يو إس إس صامويل روبرتس" بلغم بحرى من صنع إيراني، بينما كانت تواكب ناقلات النفط. ولهذا فالتهديد الكلامى بإغلاق هرمز شيء، ومحاولة إشعال حرب شيء مختلف تماماً!
اليوم، قاذفات "بى 52" هبطت فى القاعدة العسكرية الأمريكية فى قطر. وظهرت طائرتان فى صورة التقطها أحد أفراد القوات الجوية الأمريكية فى قاعدة العديد ونشرها على موقع القيادة المركزية على الإنترنت. وقال الأميرال جيم مالوي، قائد الأسطول الأمريكى الخامس المتمركز فى البحرين، إن معلومات مخابراتية أمريكية تشير إلى وجود تهديد من قبل إيران، لن تمنعه من إرسال حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" عبر مضيق هرمز إذا اقتضت الحاجة. كما أصدرت الإدارة البحرية الأمريكية، تحذيراً لسفن الشحن التجارى من "خطر متزايد منذ مطلع شهر مايو من احتمال شن إيران هجمات ضد مصالح الولايات المتحدة وشركائها، بما فيها البنية التحتية لإنتاج النفط".
فى 8 مايو 2019، مرت الذكرى الأولى للانسحاب الأمريكى من الاتفاق النووى مع إيران وعودة واشنطن إلى فرض عقوبات مشددة على طهران، وقبل أيام وُضِعَت فى التطبيق المرحلة الثانية من العقوبات، وهى الأطول والأشد والأقسى، بإلغاء إعفاءات لثمانى دول كانت أمريكا قد سمحت لها مؤقتاً باستيراد النفط الإيراني. جاء القرار فى سياق حملة أمريكية هدفت إلى تصفير تصدير الخام الإيراني، ما يعنى أنه من اليوم ستفقد الميزانية الإيرانية 40%، هى إيرادات متأتية من الصادرات النفطية. والأحد الماضي، أصدر البيت الأبيض بياناً، نسبه إلى بولتون، ومفاده أن الولايات المتحدة ستنشر مجموعات من حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" وقاذفات قنابل إلى الخليج العربي. والهدف: "إرسال رسالة واضحة لا لبس فيها إلى النظام الإيرانى مفادها أن أى هجوم على مصالح الولايات المتحدة أو مصالح حلفائنا سيقابل بقوة لا هوادة فيها". وأضافت الرسالة: "إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى الحرب مع النظام الإيراني، لكننا على استعداد تام للرد على أى هجوم،. وقال مسئول أمريكى إن نشر القوات جاء ردا على "مؤشرات واضحة" على "هجوم محتمل" من قبل إيران.
وعلى الرغم من أن طهران أعلنت يوم الإثنين أنها ستستأنف بعض أنشطتها النووية المعلقة إحياءً لذكرى مرور عام على تخلى الولايات المتحدة عن التزاماتها، إلا أن النظام الإيراني، من جانبه، لم يلتقط طُعم بولتون بعد. وفى الشهر الماضي، صنّفت الولايات المتحدة "الحرس الثوري" كمنظمة إرهابية، وبدورها، ردت طهران بشكل متوقع من خلال وصف جميع القوات الأمريكية فى الشرق الأوسط بأنها إرهابية. وبصرف النظر عن خطابهم، رغم ذلك، لم يتخذ الإيرانيون أى خطوات واضحة لتصعيد التوترات بين الدولتين.
فى هذه الأثناء، أشار وزير الخارجية الإيرانى "محمد جواد ظريف" فى الأسابيع الأخيرة إلى رغبة حكومته فى التفاوض مع واشنطن بشأن اتفاق نووى جديد. وتجدر الإشارة إلى أن هذا هو بالضبط الهدف الذى ذكره ترامب عندما سحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووى فى هذا الأسبوع نفسه من العام الماضي. يعد بيان بولتون هو نوع من التحذير الصارم الذى ينطوى على هدفين محتملين. الأول هو دفع خصم لتعديل سلوكه. والثانى – وهو الأكثر ترجيحا فى هذه الحالة، بالنظر إلى تاريخ بولتون الطويل فى السعى لتغيير النظام فى طهران – هو استفزاز إيران للقيام برد فعل سريع.
لا أرى سبباً كافياً لاختيار طهران المسار الأخير. ووفقاً لمجتمع المخابرات الأمريكية، ما زالت طهران متمسكة بالاتفاق النووى الذى أبرمته مع القوى العالمية فى عام 2015 وهى تعانى من العقوبات الجديدة المفروضة على اقتصادها. وعلى الرغم من أن ترامب كان دائما لديه كلمات قاسية للنظام الإيراني، قال الرئيس على تويتر فى شهر سبتمبر الماضى إنه كان متأكداً من أن رئيس إيران، حسن روحاني، كان "رجلاً محبوباً". ومن جانبه، زعم روحانى أن ترامب سعى لعقد لقاءات معه فى ثمانى مناسبات. ألا يعنى هذا الكثير؟ لا تنسوا تعليقات ترامب المستهجنة بشأن زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون التى سبقت اجتماعاتهما فى سنغافورة وفيتنام.
يوم السبت الماضى، ذكر ترامب تغريدتين يجب أن تكونا قد أثارتا قلق بولتون. فى تغريدته الأولى، فى ما يتعلق بكيم، قال ترامب إنه "يعلم أننى معه ولا أريده أن يحنث وعده معي. إن الصفقة ستتم!" وتبع ذلك تشدق ترامب عن "مكالمته الجيدة جداً" مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين حول ما وصفه الرئيس ب"الإمكانات الهائلة لعلاقة جيدة/عظيمة مع روسيا، على الرغم مما تقرؤونه أو تسمعونه فى وسائل الإعلام الكاذبة". ولكن بالنظر إلى كراهية ترامب الانخراط فى نزاعات جديدة وميله إلى أن يكون لطيفاً مع الزعماء الديكتاتوريين، فإن بولتون يعلم أن اللحظة قد تكون خاطفة. وتماما كما أشار ترامب إلى استعداده مواصلة المفاوضات مع كيم – الزعيم الفاسد للنظام الشرير على الأرض – يجب أن يخشى "بولتون" من انفتاح مماثل مع إيران. فهل يريد ترامب تغيير النظام فى إيران؟ أم أنه يحاول إبرام صفقة جديدة مع ؟ أم أنه منفتح على فكرة حرب يمكن تجنبها تماماً فى الخليج العربي؟
فور الإعلان عن إرسال حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" وعدد من السفن الحربية إلى الشواطئ الإيرانية، رداً على ما قيل إنه مخطط إيرانى يستهدف المصالح الأمريكية فى المنطقة، تهاوى سعر العملة الإيرانية، وبات الدولار الواحد يساوى 145 ألف تومان، فى حين نقلت وكالات الأنباء أن النظام الإيراني، بدأ يوزّع القسائم على المواطنين للحصول على الغذاء. لكن المعادلة التى بدأت منذ بداية فرض العقوبات فى 4 نوفمبر الماضي، مستمرة فى تصاعد فصولها، فكلما ازداد الضيق الإيراني، ارتفعت تهديدات طهران التى وصلت يوم الأربعاء الماضي، إلى الإعلان عن العودة إلى بعض بنود النشاط النووي، وهو ما ردّ عليه الأوروبيون سريعاً بأنه سيعيد عقوباتهم أيضاً على إيران، فى حين رد ترامب خلال ساعات بأنه أصدر أوامر تنفيذية لفرض عقوبات جديدة على إيران تشمل، بعد النفط، الحديد والصلب والألمنيوم والنحاس، وهناك مزيد من العقوبات فى الطريق، إلى أن تغيّر إيران سلوكها جذرياً! ولكن السؤال؛ هل يستطيع النظام الإيراني، الذى ذهب بعيداً فى تدخلاته الإقليمية المزعزعة للاستقرار، أن يغيّر من سلوكه، وأن يبقى منضبطاً داخل حدوده، وهو الذى جاء وقت راح يزعم فيه أنه بات يسيطر على 4 عواصم عربية؟
الغريب هو "الحرس الثوري" الإيرانى أعلن انه مقترحاً للرئيس الأمريكى دونالد ترامب للتفاوض مع طهران، مستبعداً وقوع أى هجوم أمريكى وسط صمت من حكومة حسن روحاني، وانتقد خطيب جمعة طهران محمد جواد حاج على أكبرى رد الدول الأوروبية على قرار طهران بتجميد جزء من التزاماتها النووية، وهدد خطيب جمعة أصفهان بشن هجوم صاروخى على الأسطول البحرى الأمريكى فى حين طالب خطيب جمعة مشهد بتنحى مسئولين ليسوا قادرين على قيادة الحرب. وقال "الحرس الثوري"، إن طهران لن تتفاوض مع واشنطن رداً على دعوة دونالد ترامب على إجراء محادثات بشأن التخلى عن برنامج طهران النووى وقال إنه لا يستطيع أن يستبعد مواجهة عسكرية.
وكالة "تسنيم" نقلت عن مسئول دائرة الشئون السياسية فى "الحرس الثوري" يدلله جواني، قوله "لن نجرى محادثات مع الأمريكيين... لن يجرؤ الأمريكيون على القيام بعمل عسكرى ضدنا... أمتنا... ترى أن أمريكا لا يعتد بها". وقال: إن إدارة ترامب "توقعت اضطراباً" بإيران فى 2018، يجبر بلاده على قبول مباحثات هرباً من الانهيار. واتهم القيادى القوات الأمريكية بتبنى "أدبيات حربية" لتصنيفها قوات "الحرس" على قائمة الإرهاب وإرسال قواتها إلى المنطقة". وأعرب جوانى عن ارتياحه بشأن قرار مجلس الأمن القومى تجميد الالتزامات بشأن الاتفاق النووي، وقال تعليقاً على تصريحات ترامب "إنهم يعتقدون إذا أضافوا أدبيات عسكرية على العقوبات والضغوط الاقتصادية سيرهب الشعب الإيرانى ويجبر رجال الدول فى إيران على قبول المفاوضات، وهو ما أعلنه ترامب فى تصريحاته الأخيرة بشأن تلقيه اتصالاً من المسئولين الإيرانيين للتفاوض".
هذا أول تعليق من القادة العسكريين الإيرانيين منذ إعلان فريق ترامب إرسال قوات إلى الشرق الأوسط لردع تهديدات إيرانية. وقبل أسبوعين، قال حسن روحاني: إن "واشنطن ليست مستعدة للتفاوض"، وقال: "ليس الأمر كذلك إطلاقاً؛ البعض يدّعى أن الجانب الأمريكى مستعد للتفاوض، إنهم ليسوا مستعدين للتفاوض". ورغم ذلك، قال حينها إن "المفاوضات ممكنة فقط عند رفع الضغوط كافة واعتذارهم عن تصرفاتهم غير القانونية، والاحترام المتبادل"، ونوه بأن بلاده "كانت دوماً أمة تَفاوض ودبلوماسية، كما كانت أمة حرب ودفاع". وتزامن موقف روحانى مع زيارة وزير الخارجية محمد جواد ظريف إلى نيويورك، حيث أرسل إشارات كثيرة عن رغبة للتفاوض، من بوابة تبادل السجناء بين الجانبين، وذلك فى إشارة إلى استعداد إيرانى للتفاوض حول "إطلاق سراح السجناء الأمريكيين" وهو أحد 12 شرطاً وضعتها الإدارة الأمريكية العام الماضى للتوصل إلى اتفاق شامل.
فى المقابل، اعتبر قائد "فيلق القدس" الذراع الخارجية ل"الحرس الثوري"، أن المفاوضات "ذل واستسلام"، ووصفها رئيس البرلمان على لاريجانى ب"الخطأ الاستراتيجي". وبدوره، شدد مجلس الأمن القومى على لسان متحدث باسمه، أمس، على عزم إيرانى للمضى قدماً فى المسار الجديد بشأن التزاماتها الاتفاق النووي، وقال إنه "سيكون على مراحل ومن دون توقف". وأفادت "فارس"، وكالة "الحرس الثوري"، عن كيوان خسروى قوله: إن قرار إيران الجديد سينفذ من دون توقف، وأضاف أن القرار "يهدف إلى إعادة الأطراف الخاطئة إلى سكة الالتزام فى الاتفاق النووي"، موضحاً أن خطوة طهران تخاطب الولايات المتحدة بالدرجة الأولى والدول الأوروبية بالدرجة الثانية. ورهن ختام المسار الحالى بسلوكهما. ولفت خسروى إلى أن مسار الاتفاق الذى حمل شعار "الربح للأطراف كافة" تحول إلى خسائر لبلاده عقب الانسحاب و"حركة أوروبا على هامش القرار الأمريكي".
إيران احترفت المخاطرة ولم تجرب العواقب. والمرات التى خاطرت فيها إيران باشتعال الحروب معها كثيرة. أبرزها وأشهرها وأولها الهجوم الذى نفذه أتباعها على مقر المارينز الأمريكيين فى بيروت 1983، وعمليات الخطف والقتل لعدد من الشخصيات الغربية والعربية فى بيروت من قبل وكيلها المولود حديثاً؛ "حزب لله" فى الثمانينات. وكانت هناك مضاعفات لحرب العراق - إيران التى دامت ثمانى سنوات، مثل هجومها على ناقلات النفط الكويتية. ومحاولة الهجوم على السعودية بأربع مقاتلات فانتوم سنة 1984، وكذلك عندما أسقطت الدفاعات الأمريكية طائرة مدنية فوق مياه الخليج سنة 1988 وقيل إنها عن خطأ، فى ظروف متوترة. ثم تفجير مقر المارينز فى مدينة الخبر السعودية سنة 1996 وثبت أن إيران وراءه. وكذلك تحديها للتهديدات الأمريكية المتكررة بقصفها المفاعلات النووية وتخصيبها اليورانيوم لأغراض عسكرية، ثم عندما زاد تحديها وقامت بالتخطيط لعمليات داخل الولايات المتحدة، إضافة إلى الحروب التى شنتها، أو كانت وراءها، فى سوريا ولبنان والخليج واليمن.
مع بدء اكتمال الاستعدادات الأمريكية وبعد عبور حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" وقوتها الضاربة، قناة السويس، ووصول القاذفات الاستراتيجية من طراز "بى - 52 ستراتوفورتريس" إلى قاعدة العديد فى قطر، اتخذ رد الفعل الإيرانى أشكالاً وأساليب عدة، بينما وصفت طهران فى البداية أن نبأ وصول حاملة الطائرات هو خبر قديم، وقد تم الإعلان عنه اليوم فى إطار ما سمته ب"الحرب النفسية". وقال مندوب إيران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانتشى فى مقابلة مع محطة "إن بى سي" الأمريكية إن "الادعاءات بوجود تهديدات ذات صدقية عن احتمال قيام بلاده بالهجوم على القوات الأمريكية فى المنطقة"، هى "مخابرات كاذبة"، وتشبه ما تم تداوله قبيل اجتياح العراق عام 2003. ونفى أن تكون بلاده قد أعطت الضوء الأخضر لوكلائها وحلفائها فى المنطقة لمهاجمة القوات الأمريكية، متهماً المسئولين الأمريكيين باستخدام "معلومات وهمية"، على حد قوله. وقال روانتشي: "كل هذه المزاعم يصدرها الأشخاص أنفسهم الذين قاموا بالشيء نفسه فى الفترة التى سبقت الهجوم الأمريكى على العراق، خلال عهد الرئيس جورج بوش".
بدا واضحاً من تصريحات السفير الإيرانى أن جهود الدبلوماسية الإيرانية متواصلة لإظهار التناقض بين إدارة ترامب والرأى العام الأمريكي. وهو الجهد الذى بدأه وزير الخارجية محمد جواد ظريف قبل أكثر من أسبوعين، عندما أجرى العديد من المقابلات التلفزيونية مع محطات أمريكية، حاول خلالها اللعب على ما يعتقد أنه التناقضات داخل الطبقة السياسية الأمريكية، وبين الحزبين نفسيهما.
استخدام روانتشى عبارة "المخابرات الكاذبة" للتشبه باستخدام الرئيس ترامب عبارة "الأخبار الكاذبة" فى صراعه مع وسائل الإعلام التى تعارضه، إنما يستهدف النيل من صدقية الموقف الأمريكي. فى حين أن الإشارة إلى حرب العراق تستهدف تخويف الشعب الأمريكى من تبعات حرب جديدة لا يبدو أنها قد تقع، على الأقل فى هذه المرحلة، وقد لا تأخذ الشكل والمسار نفسه للحروب الإقليمية السابقة فى المنطقة.
يدرك الإيرانيون أن هناك خلافات واختلافات جدية فى واشنطن، سواء داخل الحزب الجمهورى ومع الرئيس أو داخل الحزب الديمقراطى ومع الجمهوريين. لكن هل هذه الخلافات قادرة على تغيير الموقف الأمريكى الرسمى من الملف الإيراني؟
لا شك أن الولايات المتحدة شهدت تغييرات سياسية كبيرة منذ تولى ترامب السلطة، وقيادته فريقاً سياسياً لإحداث تحول وإعادة "إصدار" سياسة خارجية أمريكية مختلفة، يعبر عنها شعار حملته "أمريكا أولاً. ولنجعل أمريكا عظيمة مجدداً". ورغم اتهام ترامب بأن مواقفه متقلبة ومتغيرة، بحسب تغريداته، فضلاً عن انتقاداته لحلفائه وأعدائه على حد سواء؛ تفقد الولايات المتحدة هيبتها وصدقيتها. لكن من قال إن تلك السياسات لا تعبر عن حقيقة ما تريده السياسة الأمريكية الجديدة؟
بحسب تصريحات مسئولين أمريكيين سابقين، آخرهم الجنرال ديفيد بترايوس، فى ندوة فى لاس فيجاس، فإن الولايات المتحدة قد تعلمت من دروسها فى حروب العراق وأفغانستان وحتى فى تدخلاتها المحدودة منذ اندلاع ما سُمى ب"الربيع العربي" الذى انتهى إلى انهيارات فى المنظومة العربية برمتها. وبالتالي، وإذا كان الثمن الذى دفعته أمريكا فى حرب العراق كبيراً، فإن الرهان منعقد من الآن فصاعداً على تغيير النظام الإيرانى لسلوكه أو انهياره من داخله. وتجمع قراءات أمريكية عدة، آخرها تقرير صدر عن معهد الدفاع عن الديمقراطية فى واشنطن، على أن سياسة أقصى التصعيد ضد إيران يبدو أنها تعمل بشكل جيد وبفعالية مؤثرة، مستشهداً بمعطيات اقتصادية ومالية واجتماعية، وبصعوباتها الخارجية، حتى مع أدواتها العسكرية. ورغم ذلك يضيف التقرير أن إدارة ترامب تستعد لاتخاذ إجراءات قانونية وتشريعية تمنع، أو على الأقل تخفف، من إمكانية تراجع أى إدارة جديدة عن القرارات التى اتخذت فى ملف إيران. وهذا ما قد يؤدى إلى إجبار الرئيس الديمقراطى فيما لو فاز فى انتخابات عام 2020، على اعتماد فرض قيود رئيسية على البرامج النووية والصاروخية والعسكرية الإيرانية، الأمر الذى قد يفاجئ الإيرانيين، الذين يعلقون آمالاً كبيرة على احتمال هزيمة ترامب.
قد يقرر الإيرانيون اللعب على الوقت على أمل ذهاب ترامب، لكن مع فرض العقوبات المتواصلة والأزمة التى تعصف باقتصادهم، قد تكون إيران مستعدة لمفاوضات دبلوماسية بهدف التخفيف من الضغوط عليها. لكن السؤال هو: متى وكيف وما الذى ستحصل عليه، أو سيتم إجبارها على تقديمه، على طاولة المفاوضات؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.