سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تزامنا مع الذكرى السنوية الأولى لانسحاب ترامب من الاتفاق النووي.. أدلة متزايدة على دخول واشنطن حرب مع إيران.. فورين بوليسي: سياسة ترامب هي السبب.. وتوقعات بضربة إسرائيلية مدعومة من أمريكا
* واشنطن تهدد طهران بإرسال حاملة طائرات وقاذفة قنابل إلى الخليج * البيت الأبيض لم يعيد تقييم موقفه بعد فشل حملة الضغط القصوى ضد طهران * أقرب مستشاري ترامب مستعدون لتشجيعه على إعطاء إسرائيل الضوء الأخضر لضرب إيران * "فورين بوليسي": على الإدارة الأمريكية فتح قنوات اتصال مع طهران قبل خروج الأمور عن السيطرة نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية تقريرا مطولا حول سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتبعة في إيران وكيف أنها أصبحت خطيرة لدرجة قد تصل إلى الحرب. وقالت المجلة الأمريكية إنه في 5 مايو الجاري، أصدر مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، تحذيرا صارخا لإيران أعلن فيه أن الولاياتالمتحدة ستنشر حاملة الطائرات "إبراهام لينكولن"، وقاذفات قنابل بالشرق الأوسط من أجل إبلاغ النظام الإيراني "رسالة واضحة وجلية لا لبس فيها" تفيد بأن أي هجوم على مصالح الولاياتالمتحدة أو على مصالح حلفائها سيقابل بقوة لا هوادة فيها، مضيفا أن الولاياتالمتحدة لا تسعى للحرب مع النظام الإيراني لكنها مستعدة تماما للرد على أي هجوم. وأوضحت "فورين بوليسي" أن احتمال قيام إيران بالتورط في استفزاز يثير مواجهة عسكرية أوسع نطاقا حقيقي جدا، حتى لو كانت سياسة إدارة ترامب الخاصة المتمثلة في حصار طهران هي التي زادت الخطر بشكل كبير. ويأتي تحذير بولتون على خلفية التوترات المتصاعدة بسرعة بين الولاياتالمتحدةوإيران، فقبل عام واحد، انسحب ترامب من الصفقة النووية الإيرانية لعام 2015 وأعاد فرض العقوبات المصرفية والنفطية التي ألحقت أضرارا جسيمة بموارد إيران. وأثرت العقوبات بشكل كبير على الاقتصاد الإيراني، وبالرغم من أن حملة الضغط القصوى للإدارة الأمريكية فشلت حتى الآن في إجبار طهران على التفاوض على اتفاق نووي جديد أو تقليص دعمها للإرهاب والتشدد الإقليمي، إلا أن البيت الأبيض لم يعيد تقييم موقفه، بدلا من ذلك، تفاقم الأمر. وفي محاولة للضغط على إيران حتى الانهيار، أعلنت إدارة ترامب في أواخر أبريل أنها ستنهي الإعفاءات التي سمحت للصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وتركيا بمواصلة استيراد حوالي مليون برميل من النفط الإيراني يوميًا، الهدف المعلن للإدارة هو دفع صادرات النفط الإيرانية، شريان الحياة لاقتصاد البلاد، إلى الصفر، وردت إيران بتهديدات متجددة بإغلاق مضيق هرمز، وهو ممر مائي ضيق قبالة ساحل إيران يتدفق عبره حوالي 20 في المائة من النفط العالمي المتداول. وفي محاولة أخرى للضغط على النظام، صنفت إدارة ترامب أيضا الحرس الثوري الإسلامي كمنظمة إرهابية، وهي المرة الأولى التي تصدر فيها واشنطن مثل هذا التصنيف ضد عنصر من حكومة دولة أخرى، ورد البرلمان الإيراني بإصدار قانون، وقعه الرئيس حسن روحاني الأسبوع الماضي، بإعلان جميع القوات الأمريكية في الشرق الأوسط إرهابية ووصف الحكومة الأمريكية بأنها دولة راعية للإرهاب. وأفادت المجلة الأمريكية بمع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لانسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، فإن ردود الأفعال التي بدأتها الإدارة الأمريكية للضغط أحدثت وضعا مشئوما للغاية يتزايد فيه خطر المواجهة العسكرية يومًا بعد يوم. وذكرت "فورين بوليسي" أن ما يزيد الأمور سوءا، إذا استأنفت إيران أنشطتها النووية، فيمكننا أن نتوقع العودة إلى ذلك النوع من التهديدات الإسرائيلية بالعمل العسكري الذي قامت به بين 2009 و2012. إلا أنه في هذه المرة، من المرجح أن تشجع الإدارة الأمريكية الضربات الإسرائيلية بدلا من السعي لتقييدها. فإن دعم ترامب لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ثابتا وغير مشروط. ويبدو أن أقرب مستشاري ترامب مستعدون لتشجيعه على إعطاء إسرائيل الضوء الأخضر لشن هجوم. والدليل على ذلك أنه في عام 2015، رأى بولتون أن أفضل طريقة لمواجهة التهديد النووي الإيراني كانت ضربة إسرائيلية مدعومة بالجهود الأمريكية للإطاحة بالنظام الإيراني. وأكدت المجلة الامريكية أن كل هذه الأمور تقود إلى حرب خطيرة لذا سيكون من الحكمة أن تفتح الإدارة الأمريكية قنوات اتصال رفيعة المستوى مع طهران وأن تشير إلى استعدادها للعودة إلى الصفقة النووية كنقطة انطلاق لمفاوضات جديدة، وذلك قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة. وأضافت "فورين بوليسي" أن الاحتمالات تكاد تكون منعدمة في أن تسلك واشنطن هذا الطريق إذ أنها تضاعف باستمرار من استراتيجية الوصول للحد الأقصى من التوتر، وهناك أدلة متزايدة على أنها في طريقها نحو الحرب مع إيران، سواء أدرك ترامب ذلك أم لم يدرك.