وسط حالة التخبط التى سيطرت على الإدارة الأمريكية تجاه الأزمة الليبية المتفاقمة منذ بضع سنوات، حذرت وسائل إعلام أمريكية من تنامي النفوذ الروسي في ليبيا بعد توطُّد علاقتها بشكل كبير باللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي يحاول السيطرة على العاصمة، التي تخضع لسلطة حكومة الوفاق المعترف بها دولياً بقيادة فايز السراج، وشددت على أن التدخل الروسي هو ما ينبغي أن يثير مخاوف جادة في واشنطن؛ ذلك أنَّ روسيا قد اعترضت منذ وقت قريب، سبيل قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو حفتر والجيش الوطني الليبي، إلى وقف تقدمهم ناحية طرابلس. وسائل الإعلام الأمريكية قالت انه وفي غياب التحرك الأمريكي، فإنَّ روسيا مستمرة في بناء نفوذ بهذا البلد ذي الأهمية الإستراتيجية وإمكانية الإنتاج القياسي للنفط، وقال تقرير حديث لصحيفة The Telegraph إنَّ شركة عسكرية روسية خاصة تدعي Wagner Group، تدعم حفتر ب300 جندي في بنغازي، وزودت جيشه بالمدفعية والدبابات والطائرات من دون طيار والذخيرة. ووفقاً للTelegraph، فإنَّ جنود غير ليبين يحاولون تأمين ميناءي طبرق ودرنة للمياه العميقة من أجل الأسطول الروسي. وحذر الموقع الأمريكي، من وقوف واشنطن مكتوفة الأيدي أمام الصراع المحتدم بين القوات المتنافسة فى ليبيا في حين تزيد موسكو من نفوذها خاصة أنَّ التداعيات على الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي قد تكون كارثية وتابعت " إذا لم يتوقف النزاع وإذا لم تُجبر الأحزاب السياسية على العودة إلى مفاوضات تقودها الأممالمتحدة، فإنَّ موجة جديدة هائلة من اللاجئين سوف تضرب الشواطئ الأوروبية ومن شأن امتداد الأزمة أن يخلق اضطراباً في سوق النفط ويرفع الأسعار بشكل كبير". كما حذر الموقع من أن يتكرر النموذج السورى وسيطرة موسكو على كل صغيرة وكبيرة فى دمشق وطالب إدارة ترامب بعدم تكرار أخطاء الماضي، والتدخل بقوة فى الصراع الدائر بين الفضائل الليبية بما يضمن تمثيل الجميع فى حكومة واحدة لتحقيق الاستقرار بالبلاد، حرصا على ألا تزيد َّ منطقة النفوذ الروسية على نحو كبير. الضغط الإعلامى الامريكى حرك المياه الراكضة داخل جدران البيت الأبيض، فمنذ ما يقرب لشهر فقط استقبل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج في العاصمة طرابلس، الجنرال توماس والدهاوسير قائد القيادة العسكرية الأميركية فى إفريقيا (أفريكوم)، والسفير بيتر بودي سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية لدى ليبيا، وعددا من كبار ضباط القيادة لبحث مستجدات الأوضاع في ليبيا والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وخلال الاجتماع شكر "السراج" الولاياتالمتحدة على دعم حكومة الوفاق الوطني والمسار الديمقراطي في ليبيا. وجدد السفير الأمريكي دعم الولاياتالمتحدة لحكومة الوفاق الوطني، وما اتخذه من خطوات في اتجاه التوافق، كما أشاد الجنرال والدهاوسير بجهود حكومة الوفاق لتحقيق الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب، مشيرًا إلى متابعة ورصد قوات " افريكوم " لفلول تنظيم " داعش " واستهدافها عسكريا بالتنسيق مع حكومة الوفاق في إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. واتفق الجانبان فى نهاية الاجتماع على دعم خطة المبعوث الأممي غسان سلامة لترسيخ المسار الديموقراطي من خلال انتخابات تشريعية ورئاسية يمهد لها مؤتمر وطني جامع، مؤكدين بأنه لا حل عسكري للازمة الليبية الراهنة، كما بحث الجانبان، عددًا من البرامج المتفق بشأنها للمساعدة في تأهيل المؤسسات الأمنية، وتطوير قدرات القوات المسلحة الليبية، وما يمكن ل " أفريكوم " تقديمه في مجالي التدريب وتبادل المعلومات. الرئيس الأمريكى وعندما مالت كفة المشير خليفة حفتر لإنهاء الصراع فى ليبيا تناسي التواجد الامريكى فى العاصمة طرابلس وراح يجرى، منذ أيام قليلة ، اتصالا هاتفيا بقائد الجيش الوطني الليبي أثنى خلاله على الجهود التي يبذلها "حفتر" في محاربة الإرهاب وتأمين المصادر النفطية الليبية"، كما حرصا الطرفين على مناقشة تحول ليبيا إلى نظام سياسي مستقر وديمقراطي". بيان البيت الأبيض الخاص بهذا الأنصال لم يتطرق إلى العمليات التي يقوم بها الأخير ضد حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج وهو ما فسره البعض بأنه تحولا مخالفا لموقف واشنطن المُعلن مطلع الشهر الجاري والذي جاء على لسان، وزير الخارجي الأمريكي، مايك بومبيو، والذى قال حينها : "أوضحنا أننا نعارض الهجوم العسكري لقوات خليفة حفتر على الحكومة في طرابلس ونحث على وقفها فورا.." وفي رد على سؤال حول المكالمة بين ترامب وحفتر، قال باتريك شاناهان، القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي إن البنتاغون و"السلطة التنفيذية متوازيان حول ليبيا.." مؤكدا على أن "الحل العسكري ليس ما تحتاجه ليبيا".