قامت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بإصدار كتاب جديد بعنوان: "حكايات شعبية من مدينة العين"، من جمع وإعداد الباحثة عائشة خميس الظاهري، وذلك في إطار خطط جمع التراث المعنوي والتاريخ الشفاهي وتدوينه وتصنيفه ودراسته ونشره. يضم الكتاب الذي أصدرت إدارة التراث المعنوي في الهيئة طبعته الثانية مؤخراً، 27 حكاية شعبية، وتمت الاستعانة بحواشي في كل صفحة لسرد القصة كذلك باللغة العربية الفصحى، وذلك لتيسير قراءتها للقارئ العربي إذا ما أراد قراءتها بالنص الفصيح. وجاء ترتيب صفحاته الكتاب مبتدئا بالفهرس, ثم المقدمة ويليها "مفتاح لنطق الأحرف العربية باللهجة الإماراتية المحلية" ثم أسماء الحكايات ويأتي بعد ذلك نصوص الحكايات وقد كتبت باللهجة الإماراتية المحلية ثم نبذة مختصرة عن كل راوٍ وراوية وكذلك نص الحكاية باللغة العربية الفصحى. أما الأقوال العامية التي وردت على لسان شخصيات الروايات فقد دونت بنصها الأصلي في اللهجة العامية المحلية, ووضعتها الكاتبة بين أقواس للدلالة على دقتها وتدوينها كما سمعتها. ومع أن السرد الشفاهي يفقد شيئا من حيويته أثناء تحويله إلى نص مكتوب, إلا أن الكاتبة حاولت تدوين السرد الشفاهي لهذه الحكايات كما رويت لها بهدف الحفاظ على أكبر قدر من المصداقية للتراث الشفاهي. وتعالج بعض الحكايات مواضيع اجتماعية بشكل إيجابي، وكذلك نرى في حكايات أخرى كيف تتجسد الهواجس التي كانت تسيطر على تفكير البعض بسبب السحر والسحرة، وكيف أن سحر الساحر ينقلب عليه، وأن الإنسان المؤمن بالله وبعقيدة الخير لا بدّ أن ينتصر على كل هذه الخيالات والحيل الشريرة. وفي بعض الحكايات يبرز عامل الخير الذي هو جزء من تراثنا الإسلامي الذي نعتز به. وجاء في تقديم الكتاب أنّ العرب عرفوا منذ القدم التاريخ الشفاهي الذي يعتمد على روايات شهود العيان وتجاربهم, وهي طريقة تقليدية وحديثة في آن واحد لمعرفة تحولات الزمن وتشكل الأحداث وتتابعها في المجتمعات والبيئات المحلية, وهذه بدورها تشكل الصورة التاريخية الكبرى للمجتمع. ويأتي مفهوم "التراث الشفاهي" مفهوما أوسع من مفهوم "التاريخ الشفاهي", إذ يتمثل في كل ما أنتجه الوجدان من شعر ونثر وقصص وحكايات وغناء وموسيقى تناقلته الأجيال جيلا بعد جيل. أما التراث الشعبي فيتكون من: العادات والتقاليد والأدب الشعبي والقيم والمعارف والمعتقدات والفنون والحرف والمهارات التي أبدعها وصاغها المجتمع عبر تجاربة الطويلة والتي يتداولها أفراده ويتعلمونها بطريقة عفوية, ويلتزمون بها في سلوكهم وتعاملهم, حيث إنها تمثل أنماطا ثقافية مميزة تربط الفرد بالجماعة كما تصل الحاضر بالماضي. الباحثة عائشة خميس علي الظاهري من سكان منطقة الجاهلي - مدينة العين, خريجة جامعة الإمارات العربية المتحدة, التحقت بسلك التدريس في وزارة التربية والتعليم لمدة أربع سنوات, شدت بعد ذلك الرحال إلى الولاياتالمتحدة الأميركية وحصلت على ماجستير في التربية من جامعة "City University" في "سياتل".