«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كتب هزت عرش رؤساء أمريكا.. اقرأ تفاصيلها
نشر في الموجز يوم 28 - 02 - 2019

صدر في العام الماضي عدد من الكتب التي أحدثت ضجة في العالم أجمع، حيث تنبأت بتغير النظام الدولي ولاسيما انحصار الهيمنة الأمريكية على العالم، بسبب سياسات ترامب بشكل خاص، وتغير الفكر في عدد من الدول والتحولات التي شهدها النظام السياسي الدولي، والتي لم ترضي الشعوب، وفيما يلي عرض لعدد من أهم هذه الكتب.
كتاب نار وغضب
ترامب تحدث منذ اليوم الأول عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس
خطة الرئيس الأمريكي للسلام في الشرق الأةسط تعتمد على اعطاء غزة لمصر والضفة للأردن
أثار كتاب نار وغضب ضجة كبيرة إثر صدوره في بداية العام الماضي، حيث كشف عن خبايا البيت الأبيض ، من خلال روايات لعدد من المقربين للرئيس الأمريكي ، ومسئولي البيت الأبيض.
واللافت أن مؤلف الكتاب مايكل وولف لم يكتفي فقط بكشف الكثير من الأسرار والخبايا المتعلقة بسياسات الرئيس الأمريكي ، بل أيضا نشر أمورا تتعلق بمواقف واستراتيجيات الرئيس الخارجية، وعلاقاته ببعض الشخصيات ، ولاسيما فيما يتعلق بالشرق الأوسط ، وتحديدا مصر والسعودية.
وتطرق وولف في كتابه إلى خطة السلام بالشرق الأوسط، حيث نقل عن ستيف وولف بانون كبير المستشارين الاستراتيجيين السابق بالبيت الأبيض، إن ترامب كان يعمل من أجل وضع خطة للسلام، كما كان يتحدث منذ اليوم الأول لوصوله للبيت الأبيض عن نقل السفارة الأمريكية للقدس.
ووفقا لبانون فإن ترامب كان يفكر في أن تحصل الأردن على الضفة الغربية، ومصر تحصل على غزة، ولفت الكاتب إلى أن المسئول الأمريكي قال مبتسما " اتركهم يتعاملون مع الأمر، أو تفشل محاولاتهم " مضيفا بأنه يرى أن السعودية على وشك الانهيار، وأن العرب كلهم يخافون من إيران حد الموت، ويخشون مما يحدث في اليمن، وسيناء، وليبيا، ووجد أن الأمور لا تسير على نحو جيد، حيث يرون أن روسيا هي الحل ، متسائلا هل الروس أشرار؟ وأجاب بنعم هم أشرار ،ولكن العالم مليء بالأشرار.
ورأى وولف في كتابه أن ترامب تجاهل كل شيء يحدث في المنطقة، وتعامل مع الشرق الأوسط على أنه هناك 4 لاعبين أساسيين في المنطقة وهم إسرائيل، ومصر، والسعودية، وإيران.
وتوقع الكاتب أن الدول الثلاث الأولى قد تتحد ضد الرابعة. وإذا حصلت مصر والسعودية على ما تريدان مع احترام إيران، ودون أن يتعارض ذلك مع مصالح الولايات المتحدة، فمن الممكن أن تضغطان على فلسطين لعقد اتفاقيةسلام
ووفقا لوزارة الخارجية الأمريكية كما يقول الكاتب، فإن ترامب شعر بأن الوقت مناسب، لكي يتحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن عملية السلام، كما أنه أراد التحدث مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عما يحتاجه الفلسطينيون لكي تنجح الخطة.
كما تطرق وولف إلى علاقة ترامب وعائلته بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث نقل عن احد أصدقاء جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره لشئون الشرق الأوسط، قوله انه كان هناك شيء غريب بين عائلة ترامب وولي العهد السعودي ، فالأمير الشاب مثل القيادة السعودية بأكملها، لم يتلق تعليمه خارج السعودية، وفي الماضي كان هذا الأمر يتسبب في الحد من خيارات السعودية، ولم يكن أي شخص مستعدا لاستكشاف إمكانيات ذهنية جديدة
ونتيجة لذلك وفقا لصديق كوشنر ، كان الجميع حذر من محاولة إجراء أي تغيير، إلا أن ولي العهد وترامب كانا على درجة عالية من التوافق، وفجأهم بالكثير من الأمور التي أضفت اريحية على علاقتهما، وعندما عرف بن سلمان نفسه على كوشنر بصفته حليفه في السعودية، كان الأمر أشبه بالالتقاء مع شخص لطيف في أول يوم في المدرسة الداخلية.
واوضح وولف رأيه الشخصي حول الأمير الشاب ، حيث رأى أن المملكة كانت في حاجة إلى شخصية مثل محمد بن سلمان، وهو شخصية ساحرة إلى حد ما، متفتح، لديه رؤية اقتصادية توسعية وأحلام يريد تحقيقها، ويرغب في منح مواطنيه المزيد من الحريات.
وأضاف بأن القيادة في السعودية كان يسيطر عليها كبر السن والتقليدية، وعدم الكشف عن الهويات، والتدقيق في كافة الآراء، وهذا ما غيره بن سلمان، حيث حاول بناء جسور بين المملكة وباقي العالم.
وأشار وولف إلى العلاقة بين واشنطن والرياض ، حيث قال إن السعوديين اشتروا أسلحة أمريكية تُقدر بحوالي 110 مليارات دولار منذ مجيء ترامب، وبعد عشر سنوات ستكون المملكة اشترت بحوالي 350 مليار دولار.
وبحسب ما نقل وولف فإن ترامب أكد إن الأمريكيين والسعوديين سيعملون معا للقضاء على العنف والإرهاب، وسيكملون عملية مكافحة الإرهاب، وتعزيز سبل التعاون في مجال الدفاع، وسيؤسسون مركزا في الرياض لمحاربة التطرف، وقال وولف إن ذلك كله كان صفقة ترامب الكبيرة.
وأشار وولف أيضا إلى زيارة ترامب للرياض ، حيث قال إنه خلال جولته في السعودية، اجتمع حوالي 50 حاكما لدول عربية وإسلامية حول ترامب، واتصل الرئيس الأمريكي بأصدقائه في أمريكا لاخبارهم عن مدى سهولة وبساطة الأمر، ويؤكد لهم أن سلفه باراك أوباما أفسد الأمر تماما، كما أكد لملك البحرين حمد بن عيسي آل خليفة أن الإدارة الأمريكية الحالية لن تقترف الأخطاء ذاتها التي ارتكبتها إدارة أوباما.
كما نوه وولف في كتابه إلى المحادثات بين ترامب والرئيس عبد الفتاح السيسي حيث كتب "التقى ترامب مع عبد الفتاح السيسي، رجل مصر القوي، والذي قال له إنه شخصية فريدة من نوعها وقادرة على القيام بالمستحيل".
وبحسب وولف، فإن ما فعله ترامب كان تحولا كبيرا في السياسية الخارجية والاستراتيجيات التي تسير عليها الولايات المتحدة، وكان لها تأثير سريع.
ولفت وولف إلى أن ترامب أيضا اولى إسرائيل اهتماما خاصا ففي الجولة ذاتها ،ذهب من الرياض إلى القدس، حيث التقى الرئيس الأمريكي مع نتنياهو في بيت لحم، ثم التقى مع محمود عباس، مؤكدا أنه سيحقق السلام. ثم سافر إلى روما للالتقاء مع بابا الفاتيكان، ثم إلى بروكسل.
ويقول وولف إن ترامب ظل يؤكد أن رحلته في السعودية وجولته الخارجية حققت نجاحا كبيرا، إلا أنه في حقيقة الأمر وجد نفسه محاصرا، لاسيما وأنه لم يستطع القيام بأي شيء مجد عقب عودته إلى بلاده.
ورأى وولف إن رواية ترامب عما استطاع إنجازه يتجاوز ما حدث فعلا، إلا أن ذلك لم يؤثر على شعوره بالحماس والبهجة.
ووفقا للخبراء ساهم هذا الكتاب على الرغم من الانتقادات للمصادر التي اعتمد عليها في تشكيل صورة للرئيس الأمريكي كشخص غير مستقر عديم التأهيل ويفتقد الخبرة اللازمة لإدارة المنصب، كما أن قراراته مفاجئة وغير قابله للتنبؤ، بالإضافة للفوضى الضاربة في أرجاء البيت الأبيض في عهده ،حيث كشف الكتاب بعض ملامح شخصيته من خلال عائلته ، لافتا إلى وجود خلافات عميقة بين ترامب والسيدة الأولى ميلانيا دفعتها للبكاء يوم فوزه بالرئاسة، كما أكد أن ترامب يعيش على وجبات ماكدونالدز خوفا من دس السم له بالطعام داخل البيت الأبيض.
كما أكد وولف أن إيفانكا ترامب تخطط للمنافسة على منصب الرئيس فى المستقبل لتكون أول رئيسة للولايات المتحدة ،مشيرا إلى أن طموح إبنة الرئيس الأمريكي وزوجها جاريد كوشنير دفع بانون لتسميتهما بجارفانكا وحذر من نفوذهما.
وكشف وولف أن إيفانكا كانت دائمة السخرية من تسريحة والدها وأخبرت أصدقاءها أنه خضع لعملية زرع شعر.
والأمر الذي كشف عنه وولف وأثار الكثير من الجدل هو أن ترامب يقيم علاقات جنسية مع زوجات أصدقائه بعد الإيقاع بين الأزواج ب"تسجيلات" تثبت خيانتهم.
حكم ترامب: فساد الجمهورية الأمريكية
ترامب فهم السياسة الأمريكية ولكنه فشل بسبب اللامبالاة وعدم الكفاءة وتعظيم مصلحته الشخصية والعائلية
فساد حكم ترامب كان نتيجة لفساد سابقيه
الجمهوريون تجاهلوا أكبر عملية تجسس روسية في البلاد بتدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية
بعد مرور عام على تولي ترامب للرئاسة الأمريكية ،صدر كتاب " حكم ترامب: فساد الجمهورية الأمريكية"، الذي لفت أنظار العالم إلى وجودأزمة في الديمقراطية عالميا، وبوجه خاص في أمريكا، وزاد تفاقم هذه الأزمة وصول ترامب للحكم ،الذي تجاهل الكثير من القوانين، الأمر الذي جعل النظام الأمريكي عرضة للفساد، وفقا لمؤلف الكتاب السياسي الجمهوري ديفيد فروم
وفي كتابه لفت فروم إلى أن أزمة الديمقراطية الغربية ارتبطت بظاهرة عدم المساواة الاقتصادية، وهو ما أشار إليه الاقتصادي الفرنسي توماس بيكتي، حيث حذر من أن يتحول النظام الديمقراطي إلى نظام أوليجاركي، نتيجة عدم المساواة المتنامية، أي أن يتحول أصحاب رءوس الأموال إلى مالكين للثروة والسلطة معا، بما يعني نهاية الديمقراطية كنظام سياسي.
ولذلك يعتبر البعض أنه بصعود دونالد ترامب إلى الرئاسة في الولايات المتحدة؛ يتنامى قلق كبير حول أزمة الديمقراطية الغربية، ومن هنا يرتكز الموضوع الرئيسي لهذا الكتاب حول تناول المشكلات الهيكلية العميقة للولايات المتحدة بشكل عام، وطبيعتها المحافظة بشكل خاص، والتي أنتجت وجود ترامب في السلطة.
ويذكر فروم أن مؤسسي الجمهورية الأمريكية قد تأثروا بأحد أهم المفكرين السياسيين، وهو مونتسكيو، فيلسوف فرنسي وصاحب نظرية فصل السلطات، الذي رأى أن المجتمع الحر يجب أن يتم حمايته ليس فقط ضد الجرائم التي يرتكبها القادة، ولكن أيضا من الإهمال والأخطاء، والمثال على ذلك أن يتم معاقبة الفساد المترتب على تجاهل القانون، وليس فقط مخالفته.
لذلك فإن الخوف من رئاسة ترامب ليس متعلقا فقط بالإطاحة الصريحة بالقانون، وإنما بالركود الخفي للحكم. أي ليس بتحدي القانون، وإنما بإفساد المعايير والقواعد المتراكمة على مدار السنوات. ويوضح "فروم" أن استخدامه مصطلح " ترامبوقراطية" يعني أنه يسعى لدراسة حكم الرئيس ترامب وليس شخصيته في حد ذاتها، حيث إن موضوع دراسته هو سلطة الرئيس الحالي وكيف اكتسبها؟ وكيف يستخدمها؟ ولماذا لم تستخدم بشكل فعال؟
ويعتبر فروم أن ترامب تمكن من فهم نقاط الضعف في النظام السياسي الأمريكي، وفي الثقافة السياسية الأمريكية أيضا، ولكنه فشل ليس فقط بسبب اللا مبالاة وعدم الكفاءة، ولكن لأنه منذ البداية تحول من خدمة العامة إلى تعظيم مصلحته ومصلحة أسرته الممتدة، ولهذا فإن جوهر حكمه هو أن تدير البلد كما كنت تدير الأعمال العائلية الخاصة بك، فتقوم بتعيين الناس الذين لديك معهم علاقات شخصية قوية والأقارب وغيرهم.
ورأى فروم أن الفوضى التي تميزت بها حملة ترامب الانتخابية أصبحت هي السمة المميزة لفترة رئاسته، محذرا من التهديدات التي يمثلها للولايات المتحدة وللديمقراطية الليبرالية وأوروبا.
واعتبر فروم أن إدارة جورج دبليو بوش ساعدت بشكل غير مباشر على إفساح المجال لصعود ترامب، فقد كانت هناك علاقة ملحوظة بين ضحايا الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة في عهد بوش الابن وبين دعم ترامب.
ولفت فروم إلى أن الفساد الذي ظهر مع مجيء ترامب للحكم إنما هو نتاج فساد أوسع في الطبقة الحاكمة الأمريكية. وضرب على ذلك عددا من الأمثلة، منها ما جعل بيل وهيلاري كلينتون من الأثرياء جراء عملهم العام، ومنها ما يتعلق بقيام باراك وميشيل أوباما بالتفاوض على صفقة تبلغ 65 مليون دولار مقابل نشر كتاب عن سيرتهم الذاتية.
وخلال الكتاب أعرب فروم عن انزعاجه لمحاباة ترامب التي ظهرت جليا عندما شملت تعييناته لموظفي البيت الأبيض حارسه السابق كيث شيلر، وأيضا عندما جعل ابنته إيفانكا ترامب ،تجلس في مقعده في اجتماع مجموعة السبعة، ومنحها هي وزوجها مناصب قيادية في البلاد، وهو ما أعطى انطباع بأن الدولة الكبرى في العالم انحدرت إلى مستوى ممتلكات الأسرة.
ووبناء على ذلك رأى فروم أن ترامب يذهب بالولايات المتحدة نحو حكم الكليبتوقراطية وهو نوع من الحكم يتكون من قادة فاسدين يستخدمون سلطتهم لاستغلال الشعب والموارد الطبيعية في أراضيهم من أجل توسيع ثرواتهم الشخصية وقوتهم السياسية. ويستدل على ذلك بحكم قانوني حصل عليه الرئيس الحالي بأن البيت الأبيض خارج نطاق القوانين الاتحادية لمكافحة المحاباة، كما قام بتعطيل عمل الحكومة الفيدرالية ضد الفساد، مما يعرب عن استخفافه بفكرة أن القانون يجب أن يكون معزولا عن السياسة.
والمفاجأة ان فروم أدان من خلال كتابه الجمهوريين؛ لأنهم كما يعتقد تجاهلوا الأدلة الضخمة التي تُثبت أن روسيا قد تدخلت من أجل ترامب في انتخابات 2016 ،كما اعتبر الكاتب أن ذلك التدخل الروسي يعتبر أنجح محاولة تجسس ضد الولايات المتحدة في تاريخها، وهو ما يدركه الحزب جيدا، لذا يعمل على حماية الرئيس ونفسه من التحقيق والعواقب المترتبة على ذلك.
الخوف: ترامب في البيت الأبيض
ترامب يتصف بالكذب وعدم الاتزان وعدم الثقة في الآخرين
موظفي البيت الأبيض: ترامب سريع الغضب وكثير التفوه بالعبارات البذيئة ومندفع في اتهاذ القرارات
وكان من بين الكتب الأكثر مبيعا وأهمية خلال عام 2018 كتاب " الخوف: ترامب في البيت الأبيض " للكاتب الصحفي الشهير الذي فجر فضيحة ووتر جيت بوب وورد، حيث اعتمد في كتابه على نقل شهادات لمساعدي ترامب ومقربين منه، والذي أكدوا أنه يتصف بالكذب وعدم الاتزان وعدم الثقة في الآخرين، الأمر الذي تسبب في انتشار الفوضى بالبيت الأبيض، وظهور ما اسماه الكاتب بالانقلاب الإداري ، الذي يهدف إلى تحجيم أضرار انفراد الرئيس الأمريكي بالسلطة، من خلال اخفاء الوثائق عنه لمنعه من توقيعها، ووصل الأمر إلى مهالفة أوامره، حتى لا تصل البلاد إلى حافة الهاوية والجنون الشامل بحسب تعبير موظفي الإدارة الأمريكية التي نقلها الكتاب.
والملاحظ أن الكاتب اهتم بشكل خاص بنقل انطباع موظفي البيت الأبيض عن ترامب، حيث وصفوه بأنه شخص سريع الغضب، كثير التفوه بعبارات بذيئة، ومندفع فى اتخاذ القرارات.
وكل هذه الصفات جعلت من البيت الأبيض في ظل رئاسة دونالد ترامب غارق فى انهيار عصبي دائم، حيث يسعى الموظفون باستمرار للسيطرة على زعيم يمكن أن يتسبب جنون الارتياب لديه وغضبه بشل العمل لأيام.
ويسرد الكتاب أمثلة لبعض القرارات غير المحسوبة لترامب، والتي خالفها موظفيه خوفا على البلاد، ومنها طلبه من وزير دفاعه السابق جيمس ماتيس هاتفيا أنه يريد اغتيال رئيس النظام السورى بشار الأسد بعد الهجوم الكيميائى على بلدة خان شيخون بريف إدلب، يوم 4 أبريل 2017، ونقل الكاتب عن ترامب مخاطبته لماتيس بالقول "دعنا نقتله، لنذهب إلى هناك ونقتله حيث هو، دعنا نقتل عددا كبيرا منهم"، واوضح الكتاب أن ماتيس رد على ترامب بالموافقة على طلبه، لكن بعد انتهاء المقابلة مع ترامب أكد ماتيس لأحد مساعديه إنه لن ينفذ شيئا مما طلبه الرئيس الأمريكي.
كما نقل الكاتب عن ماتيس وصفه لمدى إلمام ترامب بالقضايا الخارجية بأنه يعادل معرفة طالب في الصف الخامس أو السادس الابتدائي، وهو ما يعكس عدم رضائه على قرارات الرئيس الأمريكي المتعلقة بالأمن الخارجي للبلاد.
وجاء في الكتاب أيضا أن المستشار الاقتصادي لترامب جاري كوهين وسكرتير البيت الأبيض روب بورتر أخفيا بعض الاوراق عن طاولة ترامب لمنعه من التوقيع عليها، حيث أنهما تخوفا من قراراته الخاطئة وتأثيرها على مستقبل البلاد.، وووفقا لوورد فإنه لو وقع ترامب عليها لكان ذلك قد أدى إلى انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية المعروفة باسم "نافتا" و الانسحاب من اتفاقية التجارة مع كوريا الجنوبية.
كما نقل وورد عن بورتر وصفه الوضع في البيت الأبيض في ظل وجود ترامب بقوله "إننا نعيش وضعا وكأننا نسير على حافة الهاوية".
واتفق مع بروتر جون كيلي الذي أكد لوورد أنهم يعيشون لجنون الشامل ، وأنه يعتبر أن هذه أسوء وظيفة تولاها في حياته.
بينما وصف المحامي السابق لترامب جون دود ترامب بالكذاب ،فيما شبه رئيس موظفي البيت الأبيض السابق رينس باريبوس ترامب بجرذ لا يتوقف عن الجري.
ويشير الكتاب أيضا إلى أن الرئيس الأمريكي اختلق مشاكل عدة مع موظفي إدارته ،بسبب شكه المتزايد وانعدام ثقته في الآخرين ،حيث نقل وورد قول ترامب لوزير التجارة الأمريكي ويلبر روس بأنه لا يثق به بقوله "لا أريد منك أن تقود أية مفاوضات بعد الآن. لقد أضعت فرصتك".
كذلك أكد وورد أنه لم تعد علاقة وزير الخارجية السابق ريكس تليرسون مع الرئيس إلى طبيعتها بعد ان انتشرت تقارير جاء فيها أن تليرسون وصف ترامب بأنه أرعن.
الوهم العظيم : الاحلام الليبرالية والواقع الدولي
واشنطن تفشل في تصدير النموذج الليبرالي لدول العالم
سياسة أمريكا تسببت في نشر الفوضى والحروب في العالم ولاسيما الشرق الأوسط
سياسة واشنطن تسببت في دخولها في حالة حرب لمدة سنتين كل ثلاث سنوات
اعترف الكاتب جون ميرشماير أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو ،في كتابه الوهم العظيم : الأحلام الليبرالية والواقع الدولي، بأن معضلة السياسة الأمريكية ترجع إلى عقود مضت حاولت خلالها واشنطن تصدير النموذج الليبرالي الأمريكي للخارج دون جدوى، بل وتسببها في نشر الفوضى وعدم الاستقرار في بعض أقاليم العالم على الرغم من الهيمنة على النظام الدولي بعد نهاية الحرب الباردة، وهو ما يرتبط بصعود القومية السياسية، وعسكرة السياسة الأمريكية، وافتقادها المعرفة الكافية بتعقيدات الخريطة العالمية، واوصى الكاتب من خلال كتابه بضرورة التخلي عن الهيمنة الليبرالية ومراعاة الواقعية في السياسة الخارجية الأمريكية
ورأى ميرشماير أنه منذ انتهاء الحرب الباردة، انتهجت السياسة الخارجية الأمريكية المنظور الليبرالي في توجهاتها دون النظر إلى توازنات القوى الدولية، والهوية القومية التي تحكم بعض الدول، مما أدى إلى نتائج عكسية جلبت مزيدا من الحروب للعالم بدلا من أن تساهم في تحقيق السلام والأمن الدوليين.
واكد ميرشايمر في كتابه أن السياسة الخارجية الأمريكية خلال الفترة من 1993 حتى 2017، تسببت في تحولات في نظرة العالم للولايات المتحدة من التفاؤل بقوة عظمى قادرة على قيادة النظام الدولي في أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي السابق، إلى التشاؤم من عدم قدرتها على الحفاظ على السلام والاستقرار الدوليين.
كما أشار إلى أن الهيمنة الليبرالية الأمريكية خلال إدارات بوش الأب وبل كلينتون و بوش الابنء باراك أوباما فشلت في تحقيق أهدافها، حيث لعبت واشنطن خلال تلك الفترة دورا رئيسيا في زرع الموت والدمار في معظم أقاليم العالم، على حد تعبير الكاتب، مثل الشرق الأوسط على سبيل المثال الذي وصل إلى حالة من الفوضى ليس من المحتمل انتهاؤها قريبا.
كما أورد الكاتب عدة أمثلة أخرى على فشل الليبرالية الأمريكية، منها السياسة الأمريكية تجاه الأزمة الأوكرانية، والتي تحركت بدافع من المنطق الليبرالي، بما أفرز الأزمة السياسية الحالية بين روسيا والغرب. كذلك منذ عام 1989، وظهور النظام أحادي القطبية، خاضت الولايات المتحدة سبعة حروب مختلفة في العديد من مناطق العالم في العراق وأفغانستان وسوريا وفيتنام وغيرها، حيث دخلت في حالة حرب لمدة سنتين كل ثلاث سنوات.
وارجع ميرشماير ذلك إلى فشل الولايات المتحدة في فهم حدود الليبرالية، وعدم إدراك طبيعة علاقتها بالقومية والواقعية، لذا حينما اصطدمت بها انهزمت أمامها، لأن واشنطن في النهاية لم تستطع نشر نموذجها الديمقراطي في دول مثل العراق وأفغانستان بل تركتها في حالة فوضى أدت في النهاية إلى ظهور جماعة مثل تنظيم داعش الإرهابي، وذلك لعدم إدراكها للطابع القومي المكون لتلك الدول. ناهيك عن فشلها السياسي أمام الواقعية الروسية في الأزمة الأوكرانية التي ما زالت تعاني أوروبا من آثارها حتى الآن.
ومن ثم، يؤكد الكاتب أنه على عكس الحكمة السائدة في الغرب، فإن السياسة الخارجية الليبرالية لا تشكل صيغة للتعاون والسلام، بل وسيلة للصراع وعدم الاستقرار. لذا ينبغي على صناع السياسة في الولايات المتحدة الأمريكية إعادة تقييم استراتيجيتهم الليبرالية بهدف تحقيق أفضل النتائج الخارجية واستعادة الاستقرار العالمي.
جحيم النوايا الحسنة: نخبة السياسة الخارجية الأمريكية وانحدار التفوق الأمريكي
ترامب ينتهج سياسة ليبرالية جديدة تعتمد على الصفقات لمصلحة أمريكا
حالة الفوضي في إدارة ترامب أدت إلى تراجع هيمنة أمريكا وانخصار ثقة الحلفاء في واشنطن
اتفق الكاتب ستيف والت استاذ الشئون الدولية بكلية جون كنيدي للعلوم الحكومية بجامعة هارفارد من خلال كتابه ،جحيم النوايا الحسنة مع ميرشماير في ضرورة تخلي امريكا عن الهيمنة الليبرالية والتي جاءت بنتائج عكسية، ولكنه ركز أيضا في كتابه على دور ترامب في تطبيق هذه السياسة ومدى نجاحه او فشله؟
وتساءل والت في كتابه عن دوافع تبني الولايات المتحدة لتلك الاستراتيجية على الرغم من فشلها المتكرر، وهو ما أجمله الكاتب في عدة أسباب. يتمثل أولها في الغطرسة الأمريكية، بمعنى اكتشاف الأمريكيين النموذج العملي الوحيد للمجتمع الحديث، والسبيل الوحيد الممكن لنظامٍ عالميٍ دائمٍ وسلمي، ويكمن ثانيها في قوة الولايات المتحدة الهائلة وموقعها الجيوسياسي المواتي، على نحو مكّنها من توظيف استراتيجية كبرى لفترة طويلة، دون تعرضها لخطر الإفلاس أو الغزو الأجنبي. ويتمثل ثالثها في الجمع بين القوة الضارية من ناحية، والأمن الحر، أي التدخل دون عقاب على حد وصف المؤرخ "سي فان وودوارد" من ناحية أخرى. أما رابعها فيكمن في رفاهية الولايات المتحدة في التدخل والانسحاب وقتما تشاء.
وبجانب الأسباب السابقة، أشار الكاتب إلى قيام الولايات المتحدة بتضخيم التهديدات الأمريكية لإقناع الرأي العام بأن العالم مكان خطير، وأن أمنهم يعتمد على المشاركة الخارجية النشطة. فيبالغ المؤيدون في فوائد الهيمنة الليبرالية، بحجة أنها أفضل طريقة لنزع فتيل الأخطار المحتملة، وتعزيز الرخاء، ونشر القيم السياسية. كما حاول المسئولون الحكوميون تعتيم تكاليف سياستهم الخارجية، لإقناع الأمريكيين بجدواها.
وأشار والت إلى أنه بعيدا عن صلاحيته للمنصب، أصاب خطاب ترامب المعنون أمريكا أولاجوهر استراتيجية الهيمنة الليبرالية التي تبناها كل من كلينتون، وبوش، وأوباما. وعوضا عن النظر إلى الولايات المتحدة بوصفها الدولة التي لا غنى عنها ، والمسئولة عن الأمن في العالم، ونشر الديمقراطية، ودعم النظام العالمي الليبرالي ،نادى ترامب بسياسة خارجية ادعى أنها ستجعل الأمريكيين أقوى، وأكثر ثراء وأقل التزاما في الخارج
وأشار والت إلى أن سياسة ترامب الخارجية تعكس الانسحاب الجذري من الأجندة الدولية التي هيمنت عليها الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب الباردة. كما قدم الرئيس الأمريكي نموذجا قائما على القومية والتمحور حول الذات، وتصورا مختلفا عن فكرة الاستثنائية الأمريكية، فلن تكون الولايات المتحدة الأمة التي لا غنى عنها ،أو الشرطي العالمي ،بل ستدير علاقاتها مع الدول الأخرى من منطق أفضل الصفقات، لإجبار الآخرين على تحمل أكبر الأعباء.
ويرى والت أن نهج ترامب يعد رفضا مباشرا للنظرة العالمية التي وجهت السياسة الخارجية للولايات المتحدة لأكثر من ستين عاما. وظاهريا تعارض سياساته العولمة بجميع أشكالها، فقد ادعى الرئيس الأمريكي أن واشنطن تفاوضت على "اتفاقيات تجارية سيئة" مع دول أخرى، بدء من اتفاقية التجارة الحرة لدول أمريكا الشمالية (نافتا)، وغيرها. ووفقا له، أضاعت الأغنية الكاذبة للعولمة ملايين الوظائف الأمريكية، وأضعفت الاقتصاد الأمريكي. كما شجعت العولمة سياسات الهجرة التي لا معنى لها، والتي هددت الهوية الأمريكية، وسمحت للمجرمين الخطرين والمتطرفين العنيفين بدخول الولايات المتحدة.
وعلى نفس القدر من الأهمية، أدت سلسلة طويلة من الإخفاقات في السياسة الخارجية في عهد الرؤساء السابقين إلى تعزيز رسالة ترامب المناهضة للإيواء. وفي الواقع، لم يكن الدفاع عن السياسة الخارجية الأمريكية منذ نهاية الحرب الباردة أمرا يسيرا، وهو أمر لا يمكن للناخبين الأمريكيين فهمه، فقد امتلأت السنوات التي أعقبت الحرب الباردة بالإخفاقات الواضحة، وخلت من الإنجازات الكبرى.
وواكد والت أن بعض لمبادرات بعيدة المدى مثل قرار توسيع حلف الناتو لم تجعل أمريكا أكثر أمنا أو ازدهارا، ولم تنجح الولايات المتحدة في نشر قيمها السياسية المفضلة، بل وتخلت عن بعض قيمها. ففي السنوات التي تلت 11 سبتمبر 2001، أَذن كبار المسئولين في الولايات المتحدة بالتعذيب، وارتكبوا جرائم حرب، وواصلوا دعم عدد من الأنظمة الاستبدادية الوحشية.
واوضح والت أنه مع اقتران مواقف ترامب بأسلوب الإدارة الفوضوي والقرارات المتهورة، تآكلت صورة الولايات المتحدة العالمية. كما أثار سلوكه الخاطئ والمتناقض غضب الحلفاء الرئيسيين، وألقى بظلال من الشك على إمكانية الاعتماد على الولايات المتحدة.
وشدد والت على أهمية وضرورة الحفاظ على توازن القوى في ثلاث مناطق رئيسية، هي أوروبا، وشرق آسيا، والخليج العربي. ومن ثم تنطوي تلك الدعوة على رفض الانعزالية، لكنها تعتمد في المقام الأول على الأطراف الإقليمية للحفاظ على موازين القوى. وفي هذا السياق، تلتزم الولايات المتحدة بالتدخل بقواها الخاصة في حالات التهديد القصوى فحسب.
ولا يمكن للتغيير الجذري في السياسة الخارجية الأمريكية أن يحدث بمعزلٍ عن ظهور حركةٍ إصلاحية سياسية يمكنها خلخلة التوافق النخبوي على الهيمنة الليبرالية، وتوليد نقاشات بنائية مستديمة، وهو أمر يستحيل على الرئيس بمفرده القيام به، خاصة الرئيس الحالي. ومن ثم، يدعو الكاتب إلى أهمية وضرورة إحداث التغيير على صعيد مؤسسات السياسة الخارجية، مما يتطلب بناء مصادر جديدة من القوة السياسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.