رحل عن عالمنا صباح اليوم القمص صليب متى ساويرس كاهن كنيسة مارجرجس شبرا الجيوشى وعضو المجلس الملى والذي عرف عنه اهتمامه وعمله على ترسيخ الوحدة الوطنية. تخرج ساويرس في كلية التجارة عام 1964، وحصل على دراسات في إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية وتم تعيينه بمديرية الزراعة مفتشًا ماليًا وحسابيًا إلى أن تمت رسامته قسًا في 3 أكتوبر 1969 على يد البابا كيرلس السادس، وحصل على القمصية في 3 أكتوبر 1971، وبعد ذلك رجع إلى العمل الحكومي بناءً على ترشيح قداسة البابا شنودة كواعظ بالسجون، الأمر الذي استمر لمدة 30 عاما، إلى أن أحيل إلى المعاش في 2004 على درجة مدير عام الوعظ المسيحي بقطاع السجون، وبعدها صدر قرار وزاري بالاستمرار في العمل إلا أنه رفض بسبب كبر سنه. اشتهر القمص صليب بالعديد من التصريحات النارية التي عمد خلالها علي الحفاظ علي نسيج الأمة في مواجهة الفتن والإرهاب وكان آخر تصريح له قبل وفاته منذ يومين خلال مداخلة هاتفية لأحد القنوات الفضائية للتعقيب على حديث الرئيس السيسي، في كلمته بمؤتمر ميونخ للأمن والتي قال ساويرس فيها "نرسل التحية والشكر لربنا أنه أرسل لنا هدية عظيمة من السماء، وهو الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي قاد مصر عقب ثورة 30 يونيو، ورسخ فيها المواطنة، وهو شئ جميل يعيد مصر لمصر الحضارة، ومصر التى علمت الدنيا التسامح والحب". حرص ساويرس علي كشف المخططات الخارجية التي تستهدف الدولة المصرية وزعزعة استقرارها ،حيث صرح في أحد لقاءته قائلاً"التفجيرات أصبحت مكشوفة ومعلوم الهدف الذى ورائها ومدفوعة الأجر وتخطط لها مع الأسف دول مخابراتية لإثارة القلق لكنها لا تستطيع أن تزعزع علاقتنا بوطننا مصر، والأمر ليس في مصر فقط ". لم تقتصر معارك القمص الراحل علي القضايا الوطنية فقد حمل علي عاتقه مهمات أخري مثل اظهار موقف المسيحية من الانتحار وذلك عقب تداعيات مقتل الأنبا ابيفانيوس رئيس دير ابو مقار بوادي النطرون. وقال وقتها ساويرس إن المسيحية تحرم الانتحار وقتل النفس بشكل قاطع، تقوم الحجة على أساس وصية "لا تقتل" الواردة في (إنجيل متى :18:19)، كذلك فكرة أن الحياة هبة منحها الله لا ينبغي أن نرفضها، كما أن الانتحار يخالف "نواميس الكون"، وبالتالي يتعارض مع خطة الله للعالم أجمع. وأضاف القمص، إن الكنيسة لا تصلى على المنتحر، وعلى مر التاريخ في الكنيسة كان الأشخاص الذين يحاولون الانتحار يحرمون كنسيًا، فالمنتحر مات دون أن يتوب عن جريمة القتل.