تمر اليوم الذكر 109 لإنشاء المتحف القبطي الذي يتردد عليه عاشقو التاريخ سواء من المصريين والأجانب لزيارته والتعرف على محطات التاريخ المسيحي في مصر. أين يقع المتحف؟ يقع هذا المتحف في مصر القديمة داخل حدود حصن بابليون والذي توجد بقاياه خلف مبنى المتحف، وقد بدأ تشييده أيام الفرس ولكن حدثت عليه العديد من الإضافات في عهد الإمبراطوريين الرومانيين أغسطس وتراجان ثم أضاف إليه من جاء بعدهم من أباطرة الرومان. ما هي المراحل التي مر تأسيس المتحف؟ لعب العالم الفرنسي (ماسبيرو) دوراً هامة في نشأة المتحف إذ عمل على جمع أعمال الفن القبطي وتخصيص قاعة لها في المتحف المصري. بعد ذلك طالب مرقس باشا سميكة عام 1893م بأن تضم مجموعة الآثار القبطية إلى اهتمامات لجنة حفظ الآثار والفنون. وقد جاهد هذا الرجل طويلاً حتى تمكن من إقامة المبنى الحالي للمتحف الذي افتتح عام 1910 وعين هو أول مدير له. أما أول دليل للمتحف فتم نشره عام 1930. ما هي أقسام المتحف الرئيسية؟ يعد هذا المتحف أكبر متحف في العالم لآثار مصر من المرحلة القبطية وهو يضم قسم الأحجار والرسوم الجصية وقسم تطور الكتابة القبطية والمخطوطات وقسم الأقمشة والمنسوجات وقسم العاج والأيقونات وقسم الأخشاب وقسم المعادن وقسم الفخار والزجاج. كم عدد مقتنيات المتحف وما هي أهمها؟ يبلغ عدد المقتنيات بالمتحف القبطي حوالي 16000 مقتنى وقد رتبت مقتنيات المتحف تبعا لنوعياتها إلى اثني عشر قسما، عرضت عرضاً علمياً روعي فيه الترتيب الزمني قدر الإمكان. ومن أهم مقتينات المتحف شاهد قبر من الحجر الجيري يظهر التداخل بين علامتي الصليب والعنخ (نهاية القرن 4م) وقطعة نسيج عليها بعض الرموز المسيحية (القرن 6م) ونقش علي مشط من العاج يظهر بعض معجزات السيد المسيح (القرن 7م) وتاج عمود من الحجر الجيري مزين بشكل عناقيد العنب (القرن 7م) ومسرجة من البرونز لها مقبض علي شكل الهلال والصليب (القرن 13م). ويضم الجناح القديم للمتحف مجموعة من قطع الأثاث الخشبية والأبواب المطعمة. وجدير بالملاحظة أنه يضم الباب المصنوع من خشب الجميز الخاص بحامل أيقونات كنيسة القديسة بربارة. والألواح يمكن تمييزها حيث قاموا بتركيبها في العصر الفاطمي أثناء القرن الحادي عشر والثاني عشر. وتستقر المجموعة في الجناح الجديد الذي يظهر مختلف الأنواع والطرز والموضوعات، مثل التصميمات الهندسية، لفائف نبات الاكانتس وأوراق العنب، وافريزات مزدانة بأرانب، طواويس، طيور، والانشطة الريفية، مرورا بالتراث الهيللينستى والقبطي حتى الصيغ الفنية الإسلامية في مصر. ويضم المتحف القبطي مخطوطات للكتاب المقدس تعود لآلاف السنين وهو عبارة عن تحفة معماري. ماذا عن الأرض المشيد عليها المتحف؟ لقد شيد المتحف على أرض "وقف" تابعة للكنيسة القبطية التي قدمها عن طيب خاطر تحت تصرف مؤسسه البابا كيرلس الخامس (توفى عام 1927 وأعقبه الأنبا يؤنس التاسع عشر في 1929). وقد ظل المتحف القبطي تابعاً للبطريركية القبطية حتى عام 1931 ثم أصبح تابعاً لوزارة الثقافة، ويتراوح متوسط عدد الزائرين اليومي من 200 إلى 250 فرد من جنسيات مختلفة.