يُعد المتحف القبطى أحد أهم المتاحف الأثرية المصرية، لما له من رونق وطابع معمارى خاص بِه، والذى يضم مجموعة متنوعة من الآثار القبطية الفريدة تصل إلى ستة عشر ألف قطعة من أندر وأروع القطع القبطية فى العالم، والتى أسهمت بشكل كبير فى دراسة العصر المسيحى فى وادى النيل. يقع المتحف القبطى فى مكان غاية الأهمية من الناحية التاريخية، فهو يقع داخل أسوار حصن بابليون الشهير، الذى يعتبر من أشهر وأضخم الآثار الباقية للإمبراطورية الرومانية فى مصر، وتبلغ مساحته الكلية شاملة الحديقة والحصن حوالى 8000 متر مربع. وتم إنشاء المتحف على يد مرقس سميكة باشا عام 1910، وكان للعالم الفرنسى «ماسبيرو» دورًًا مهمًا فى نشأة المتحف، إذ عمل على جمع أعمال الفن القبطى عبر التاريخ، كما تخصيص قاعة له بداخل المتحف المصرى فى ذلك الوقت، حتى تم نقلها بمقرها الآن، وظل المتحف تابعًا للبطريركية القبطية حتى عام 1931 ثم أصبح تابعًا لوزارة الثقافة. وينقسم المتحف القبطى إلى 7 أقسام، وهي: قسم الأحجار والرسوم الجصية، وقسم تطور الكتابة القبطية والمخطوطات، وقسم الأقمشة والمنسوجات، وقسم العاج والإيقونات، وقسم الأخشاب، وقسم المعادن، وقسم الفخار والزجاج. ويتكون المتحف من جناحين، الجناح القديم وهو نواة المتحف والجناح الجديد، والذى تم افتتاحه عام 1947، ويضم 27 قاعة للعرض، وتم تطوير سيناريو العرض المتحفى فى عام 2006، من حيث الإضاءة داخل المتحف بما يتناسب مع المواصفات العالمية، كما تم ربط الجناح القديم بالجناح الجديد لتوحيد مسار الزيارة بهما. واحتفال المتحف القبطى بمرور 108 أعوام على إنشائه فى أبريل الماضى، حيث تم افتتاح قاعة عرض جديدة، بعد الانتهاء من أعمال تجديدها وتجهيزها لسيناريو العرض المتحفى، وحملت القاعة اسم «قاعة مصر القديمة»، والتى حوت على مجموعة مختلفة من الآثار الخاصة بكنائس مصر القديمة. كما يضم المتحف القبطى مخطوطات للكتاب المقدس تعود لآلاف السنين، والذى يُعد بمثابة تحفة معمارية، كما يعتبر «شاهد قبر من الحجر الجيرى» من أهم مقتنيات المتحف القبطى، حيث إنه يظهر التداخل بين علامتى الصليب والعنخ، ترجع للقرن الرابع الميلادى، كما يوجد بالمتحف قطعة نسيج عليها بعض الرموز المسيحية ترجع للقرن السابع الميلادى، ونقش على مشط من العاج يظهر بعض معجزات السيد المسيح، والتى ترجع للقرن السابع الميلادى، ومسرجة من البرونز لها مقبض على شكل الهلال والصليب والتى ترجع للقرن 13 الميلادى. ويضم الجناح القديم للمتحف مجموعة من قطع الأثاث الخشبية والأبواب المطعمة، كما يضم الباب المصنوع من خشب الجميز الخاص بحامل أيقونات كنيسة القديسة بربارة، والتى تم تركيب الألواح عليها فى العصر الفاطمى، كما يتضمن مجموعة تمثل التراث الهيللينستى والقبطى، وأيضًا قطع بعض الصيغ الفنية الإسلامية فى مصر.