بعد ثلاثة أسابيع من تنصيب نفسه رئيسا لفنزويلا، فشل رئيس الجمعية الوطنية أو البرلمان الفنزويلي خوان جوايدو في استمالة جيش بلاده له، والحصول على دعمه ضد الرئيس نيكولاس مادورو، حيث لا تزال المؤسسة العسكرية في البلاد ترى في الأخير الرئيس الشرعي الذي يجب طاعته. وفي ذات الوقت أعلنت الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب دعمها لجوايدو، مهددة بالتدخل العسكري، الأمر الذي دفع الجيش الفنزويلي بإجراء مناورة عسكرية ضخمة، ردا على هذا التهديد الأمريكي. وخلال هذه المناورة خاطب مادورو الجنود المشاركين قائلا" نحن شعب مسالم، ولكن لا يجربنا أحد، فليخرج دونالد ترامب من فنزويلا، فلتخرج تهديداته، هنا قوات مسلحة وشعب مستعد للدفاع عن الوطن" ويبدو أن واشنطن ترى أن الجيش الفنزويلي سيكون له الكلمة الفصل في هذا الدفاع السياسي بالبلاد، فقرر اختراق هذه المؤسسة ،حيث كشف مسئول أمريكي أن بلاده تتواصل مع قيادات داخل الجيش لاقناعهم بالانشقاق، ولكن يبدو أن هذه المحاولات باءت بالفشل حتى الآن. ومؤخرا رفض الجيش الفنزويلي إدخال مساعدات أمريكية للبلاد، تعبيرا عن رفضه لتدخل واشنطن في الشئون الداخلية الخاصة بهم، لكن جوايدو حذر المؤسسة العسكرية من مغبة منع المساعدات الأجنبية للبلاد ، مهددا بأن هذا الأمر يعد جريمة ضد الإنسانية. وأضاف جوايدو بأن على النظام أن يدرك أن هناك مسئوليات لابد من تحملها، وهاجم قيادات الجيش قائلاإن العسكريين يتحولون إلى جلادين ومسئولين عن أعمال إبادة عندما يغتالون شبانا متظاهرين، وعندما يمنعون دخول مساعدات إنسانية إلى فنزويلا. وتتكدس أطنان من المواد الغذائية والأدوية المرسلة من الولاياتالمتحدة منذ الخميس الماضي في مخازن ببلدة كوكوتا في كولومبيا قرب جسر تيانديتاس الذي يربط البلدين، والذي أغلقته القوات العسكرية الفنزويلية التي أعلنت ولاءها للرئيس الشرعي مادورو. ويعتبر الرئيس مادورو إرسال واشنطن، التي تفرض على بلاده عقوبات قاسية، مساعدات تسميها إنسانية استعراضا سياسيا، ويرى أن النقص في الأغذية والأدوية سببه الأول والأخير العقوبات الأمريكية على بلاده.