القى السيد ريتشارد ديكتس خطاب المنسق المقيم للأمم المتحدة في جمهورية مصر العربية خطابا بمناسبة الاحتفال بيوم الأممالمتحدة جاء فيه أصحاب السعادة، السيدات والسادة، يشرفني أن أكون هنا اليوم مع معالي السفير إيهاب فوزي مساعد وزير الخارجية للشئون متعددة الأطراف والأمن الدولى للإحتفال بيوم الأممالمتحدة. يصادف يوم الأممالمتحدة هذا العام الذكرى السنوية الثالثة والسبعين لدخول ميثاق الأممالمتحدة حيز التنفيذ ونحتفل بكل ما تمثله الأممالمتحدة وما حققته منذ إنشائها في عام 1945. تحدد ديباجة الميثاق الأهداف الأساسية للأمم المتحدة:نحن شعوب الأممالمتحدة وقد آلينا على أنفسنا أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب التي في خلال جيل واحد جلبت على الإنسانية مرتين أحزاناً يعجز عنها الوصف، وأن نؤكد من جديد إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية، وأن نبيّن الأحوال التي يمكن في ظلها تحقيق العدالة واحترام الالتزامات الناشئة عن المعاهدات وغيرها من مصادر القانون الدولي،وأن ندفع بالرقي الاجتماعي قدماً، وأن نرفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح.وفي سبيل هذه الغايات اعتزمنا أن نأخذ أنفسنا بالتسامح، وأن نعيش معاً في سلام وحسن جوار وأن نضم قوانا كي نحتفظ بالسلم والأمن الدولي وأن نكفل بقبولنا مبادئ معيّنة ورسم الخطط اللازمة لها ألاّ تستخدم القوة المسلحة في غير المصلحة المشتركة وأن نستخدم الأداة الدولية في ترقية الشؤون الاقتصادية والاجتماعية للشعوب جميعها.واليوم أيضًا فرصة للنظر إلى الشراكة بين مصر والأممالمتحدة. مصر عضو مؤسس في الأممالمتحدة، وإحدى الدول الرئيسية المساهمة في حفظ السلام، كما انها كانت عضوًا غير دائم في مجلس الأمن خمس مرات. مصر مقر لحوالي 32 من مكاتب الأممالمتحدة ويمكن اعتبارها أحد المراكز الرئيسية للمنظمة.هذه الشراكة لها تاريخ طويل من العمل المشترك لإجاد حلول لتحديات التنمية متعددة الأبعاد. كما أنها تبرز الالتزام الموحد نحو حياة أفضل للجميع. إنه لشرف لي أن أخدم الأممالمتحدة في مسيرتها نحو دعم السلام والازدهار والعدالة لجميع الطوائف والأفراد، كما أنه شرف عظيم أن أفعل ذلك في مصر، الدولة التي تساهم بفخر في الأممالمتحدة في زمن يتسارع فيه نسق التغيير المحمل بالتحديات والفرص، تحتل مصر موقع الصدارة في الاستفادة من مقدراتها، مثل عدد سكانها المتزايد من الشابات والشباب المفعمين بالحيوية والقدرات والابداع، ومواردها الطبيعية الهائلة مثل الأراضي الزراعية في دلتا النيل وتراثها التاريخي الثري والمتميز. ولقد خطت مصر خطوات جريئة وضرورية لإنعاش اقتصادها – مما اسفر عن ارتفاع معدل النمو الي 5.4 بالمئة في 2018 – و توسيع نطاق التماسك الاجتماعي، خاصةً من خلال برنامج الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي وشبكات الأمان الاجتماعي. تستمر الأممالمتحدة في دعمها للإصلاح الاجتماعي والاقتصادي في مصر،كما أنها تتصدي لأكبر أوجه عدم المساواة في المجتمع عن طريق تدابير الحماية الاجتماعية بالشراكة مع الحكومة المصرية والمجتمع المدني.قدمت أهداف التنمية المستدامة التي اعتمدتها الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2015 منصة مشتركة لتطوير جيل جديد من العمل المشترك. كانت مصر واحدة من أوائل الدول التى تبنت أهداف التنمية المستدامة من خلال استراتيجيتها الوطنية للتنمية المستدامة "رؤية مصر 2030″، وفي الوقت ذاته تقدمت مصر مرتين بتقرير المراجعة الطوعية الوطنية حول تنفيذ أهداف التنمية المستدامة للمنتدى السياسي الرفيع المستوى للأمم المتحدة. وقد دفعت أهداف التنمية المستدامة أيضا إلى إصلاح نظام الأممالمتحدة الإنمائي للتأكد من أن الأممالمتحدة تخرج من صوامعها وأننا نستفيد من قوة وقدرات المنظمة بشكل متناسق. تضع رؤية مصر 2030 الأهداف العالمية في سياق التحديات الاجتماعية والبيئية والاقتصادية المصرية، ومما مكننا من الاتفاق على إطار شراكةأأاطار ااااااا من أجل التنمية يركز على الازدهار والناس والأرض والمرأة. يتطلب هذا الإطار أن تعمل وكالات الأممالمتحدة وصناديقها وبرامجها معاً لتوفير الدعم المتكامل بطريقة غير مسبوقة.لقد اتفقنا مع وزارة الاستثمار والتعاون الدولي على تفعيل هيكل جديد مبني علي المشاورات المستمرة – تتشارك في رئاسته الحكومة المصرية والأممالمتحدة. لن يمكِّنا هذا الهيكل من تحقيق انسجام متسق بين دعم الأممالمتحدة والخطط والأولويات الوطنية فحسب، بل سيكون ايضاً بمثابة آلية مساءلة متبادلة. تحتاج الموارد المحدودة للأمم المتحدة إلى الاستفادة من أعلى تأثير ممكن لتسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحفيز التفكير بشكل جديد. لذلك ستقوم الحكومة المصرية والأممالمتحدة بتطوير جيل جديد من البرامج والمشاريع التي تتعامل مع الطبيعة المترابطة لأهداف التنمية المستدامة لتحقيق التنائج والاستثمار في المستقبل.إن لدى الأممالمتحدة ومصر إمكانية القيام بتعاون رائد ومؤثر. تتصدر مصر دورا ًرائدا ًنتيجه لتبنيها أهداف التنمية المستدامة مبكرا لاسيما من خلال رؤية مصر 2030. من المتوقع قريباً أن تتطلع إلي مصر دول أخرى تواجه تحديات مماثلة للاستفادة من التجربة المصرية، لذلك نريد أن نكون على استعداد لعرض سبل التعاون المثالي الذي يهدف لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. ونأمل أن تستمر الأممالمتحدة في كونها أحد شركاء مصر الاستراتيجيين الرئيسيين لتحقيق أهدافها الوطنية.وعندما ننظر إلى الأعوام الخمسة الماضية، 2013 -2017، وإطار الشراكة السابق، نرى أن الأممالمتحدة وشركاؤها الوطنيون والدوليون، إلى جانب الحكومة المصرية، قد حققوا العديد من الإنجازات في معالجة أولويات التنمية الوطنية. وبالإشارة إلى الأرقام التي سبق عرضها، أثرت الأممالمتحدة وشركاؤها بشكل مباشر في حياة أكثر من 40 مليون شخص. وعلاوة على ذلك ، ركزت أكثر من 65 بالمائة من مجموع أنشطة الأممالمتحدة في المناطق الريفية في محافظات الوجه البحري والقبلي حيث أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر الوطني ، مما يبرز أهمية مبدأ عدم ترك أي أحد خلف الركب.أود أن أتقدم بالشكر لجميع زملائي العاملين في الأممالمتحدة على جهودهم الدؤوبة من أجل الوصول إلى مستقبل مستدام في مصر والعمل من أجل عدم ترك أي أحد خلف الركب. فلولا عملكم وتعاونكم المستمر مع الشركاء الوطنيين ، لما كنا قادرين على الوصول إلى مثل هذه الأرقام وهذا التغيير. وأشكر معالي وزير الخارجية لكونه شريكا قويا للأمم المتحدة