هي عين مصر ونافذتها للعالم الخارجي في الداخل والخارج .. دبر لها البعض المكائد الذين فأرادو تدميرها لتغض البصر عن عملها حتي ضلت طريقها .. وظلت تحتضر سنوات طويلة ومع ذلك لم تلتقط أنفاسها الأخيرة .. وجاءت ثورة الخامس والعشرين من يناير ليكشف أبناؤها النقاب عن محاولات عديدة لاغتيالها ووأد رسالتها السامية في ظل هيمنة رجال الرئيس السابق حسني مبارك علي كل كبيرة وصغيرة فيها.. وها هي اليوم تبدأ عصرا جديدا .. إنها الهيئة العامة للاستعلامات التي حملنا أقلامنا للدفاع عنها ونجحنا علي مدار حلقات متتالية دامت شهورا في الكشف عن العديد من ملفات الفساد التي تورط فيها عدد من مسئولين رحلوا عنها .. و " الموجز " تحاور رئيسها الجديد السفير الدكتور محمد بدر الدين زايد الذي أكد أنه لن يتهاون في اتخاذ الإجراءات القانونية ضد من أفسدوا وأهدروا أموال ومقدرات الهيئة إذا أثبتت التحقيقات ذلك مشددا علي ضرورة احترام كلمة القضاء .. كما وجه رئيس الهيئة الجديد دعوته للجميع بسرعة طي صفحة الماضي بكل ما فيها من أخطاء وفساد حتي يتمكن من بناء مستقبل يعيد به للهيئة أمجادها التي غابت شمسها عنها خلال عقود ماضية .. كما فجر رئيس الهيئة في حواره العديد من المفاجآت التي نعرضها خلال السطور التالية . هل كان توليكم لرئاسة المنصب مفاجأة بالنسبة لكم خاصة أنك لا تنتمي إلي الهيئة ؟ في البداية أود توضيح ما يخفي علي البعض خاصة أن الجميع يري أنه لا توجد أي علاقة من قريب أو بعيد لي بالهيئة العامة للاستعلامات ولم أعمل في أحد مكاتبها الخارجية وعلي الرغم من ذلك فهذه ليست المرة الأولي التي يتم فيها ترشيحي لرئاسة الهيئة حيث إن الوزير الأسبق الدكتور ممدوح البلتاجي عندما تولي حقيبة وزارة الإعلام عرض المنصب علي وقتها في 2005 لكنني رفضت نهائيا وبشكل قاطع وكنت وقتها سفيرا لمصر في اليمن الشقيق.. وأتذكر أنني بررت موقفي الرافض للمنصب لظروف عائلية.. إلا أنني كنت أرفض وبشدة الدفاع عن أوضاع هي في الأصل خاطئة أو أن أفعل ما لا يطيق صدري.. وبمرور السنوات لم يخطر ببالي أن المنصب الذي رفضته من قبل ما زال يحاصرني ويوقعني في شباكه خاصة في فترة هي الأكثر صعوبة في تاريخ مصر التي يتردد فيها أي مسئول عند اختياره لمنصب ما إلا أنني لبيت نداء الوطن بعد زوال ما كنت أخشاه آملا أن أتمكن من أداء مهمتي علي أكمل وجه من خلال التعاون المثمر مع زملائي وأبنائي في الهيئة. يري البعض أن الهيئة ضلت طريقها منذ تولي أبناء السلك الدبلوماسي رئاستها حيث إنهم متهمون بتسييس الهيئة وتمرير ملف توريث الحكم داخل مصر.. فهل تجد أن الإصرار علي تعيين الدبلوماسيين يثير التساؤلات العديدة ؟ كوني دبلوماسيا لا يعيبني لتولي هذا المنصب وكل له رؤيته فمنذ أن قبلت المنصب و أعتبر نفسي ابنا من أبناء الهيئة العامة للاستعلامات وأحد جنودها الموكلين بأداء واجب وطني يحتم عليهم بذل الجهود من أجل تحسين صورة مصر أمام العالم الخارجي من خلال المكاتب الإعلامية التابعة للهيئة في الدول الأخري " العربية والأجنبية " وأيضا المساهمة في رفع حالة التوعية للمواطن المصري في القضايا المصيرية المتباينة من خلال مراكز النيل والإعلام الداخلي التي تنتشر داخل محافظات مصر والبالغ عددها نحو 95 مركزا إعلاميا.. وإن كنت بعيدا عن الهيئة لكنني أعشق العمل الإعلامي وسبق لي أن قمت بنشر العديد من المقالات الصحفية وبعض المؤلفات مما يجعلني صاحب فكر أراه جيدا لإعادة أمجاد الهيئة التي أنشئت من أجلها. منذ أن آلت تبعية الهيئة للرئاسة اختلط الأمر علي البعض متوقعين حدوث تصادمات بينكم وبين المتحدث الرسمي للرئيس ؟ لا يوجد تعارض بين الهيئة والمتحدث الرسمي باسم الرئيس محمد مرسي الدكتور ياسر علي لأننا جهاز إعلامي يخدم الدولة ولسنا في خدمة الرئيس ، كما أننا لسنا معنيين بتبرير أو تفسير القرارات السياسية الصادرة عن أعضاء الحكومة.. وأظن أن غالبية الوزارات قامت بتعيين متحدث رسمي لها لتنفيذ هذا الغرض ، أما نحن فمهمتنا تحسين صورة مصر في الخارج وكذا إرساء تقاليد العمل المؤسسي الوطني الشامل.. وأتمني أن تتيح لي الأقدار الفرصة اللازمة لتحقيق الرؤية الإعلامية الجيدة. يوجد بالهيئة مكتب يخص وزير الإعلام.. هل ستئول خصوصيته إلي رئيس الديوان رفاعة الطهطاوي؟ القانون الذي أنشئت به الهيئة جعل تبعيتها لوزارة الإعلام واليوم فوجئ الجميع بقرار الرئيس مرسي بنقل تبعيتها وهي أحد الأجهزة والهيئات التابعة للوزارة التي سيتم إلغاؤها يوما ما.. وأظن أن رئيس ديوان رئيس الجمهورية ليس لديه وقت للتواجد في مكتب الوزير بالهيئة. أكدنا خلال حملتنا الصحفية علي الفساد داخل الهيئة أنه تم الاستعانة بأقارب ورجال رؤوس النظام السابق لرئاسة مكاتب الهيئة بالخارج للتخديم علي ملف التوريث مما أفقد تلك المكاتب هيبتها حيث انشغلت في تقديم فروض الولاء والطاعة للرئيس السابق والمقربين منه.. فإلي متي ستظل أحوال هذه المكاتب هكذا أم أن لديكم خطة لتطوير العمل الإعلامي فيها ؟ بالطبع لدينا خطة لتطوير الأداء الإعلامي بجميع المكاتب الخارجية التابعة للهيئة ونحن الآن بصدد تقييم النشاط الخارجي للهيئة.. وأوضح أن الهيئة غير ممثلة في بعض الدول الأجنبية وهذا من الممكن أن يخلق فجوة كبيرة بين البلد الأجنبي ومصر.. وأري أنه لا بد من المراجعة الدقيقة لأوضاع تلك المكاتب خاصة أن هناك ضرورة وحتمية لزيادة التواجد في عدد من الدول خاصة حوض النيل التي لا يوجد بها مكاتب إعلامية للهيئة باستثناء أثيوبيا التي يوجد بها مكتب إعلامي واحد.. وأعلنتها منذ اليوم الأول لرئاستي للهيئة أنه سيتم إعادة النظر في عمل المكاتب الخارجية وتسخيرها للترويج لمصر وانتهاء علاقتها بخدمة السلطة أو أشخاص بأعينهم. قمنا بنشر العديد من ملفات الفساد التي دارت أحداثها علي أرض الهيئة بعد ثورة يناير وتقدم عدد من العاملين في الهيئة ببلاغات عديدة للنائب العام إلا أنه وحتي الآن لم تظهر نتيجة واحدة حول هذه البلاغات.. ما السبب؟ جميع ملفات الفساد التي تقدم بها البعض لي والتي سبق لجريدتكم نشرها قبل أن أتولي منصبي كرئيس للهيئة يتم مراجعتها قانونيا الآن وفي حالة التأكد من وجود مخالفات أو اختلاسات أو غيرها من الجرائم فلن أتهاون في مسألة إحالتها إلي جهات التحقيق المعنية بداية بالرقابة الإدارية.. وهذا لأنني لست جهة تحقيق ونحن الآن في أمس الحاجة لإعلاء كلمة القضاء.. وهنا دعوني أن أتحدث كمواطن مصري وصاحب رؤية خاصة تتمثل في ضرورة تفويض السلطة القضائية في إجراء التحقيقات اللازمة في الوقائع المختلفة ، ولا يصح لنا أن نشكك في ذمة كل الجهات الموجودة في الدولة ، وعلينا احترام القانون وأن نؤمن بمبدأ أن الجميع سواسية أمام القانون. وأري أن مسألة عدم الإعلان عن نتائج التحقيقات في بعض وقائع الفساد التي تم تقديمها للنائب العام أنه لا يتم فتح التحقيق إلا بعد التأكد من وجود شبهة جنائية وأوراق سليمة تؤكد الجرائم الموضحة في البلاغ وفي حالة عدم ثبوت ذلك فتفقد تلك البلاغات قيمتها.. وأردد أنه لا بد من احترام كلمة القضاء الذي لا يدرك طريقا للمجاملات. الجميع ينتظر نتائج التحقيقات حتي ينال العابثون بمقدرات الدولة جزاءهم ليصبحوا عبرة لمن تسول له نفسه تكرار الجرائم.. والتأخير في إعلان النتائج يثير الاتهامات بالتواطؤ مع مرتكبي تلك الوقائع.. ما قولك؟ أطالبكم وأنتم أصحاب حملة صحفية نشرت وقائع عديدة داخل الهيئة أن نطوي تلك الصفحة القديمة التي لم أشارك في حرف واحد من كلماتها وأن نعمل من أجل الارتقاء بمستوي الهيئة علي الصعيدين الداخلي والخارجي.. وأكرر أن الماضي انتهي بصورة مؤقته منذ أن تم تعييني في المنصب وما أعلمه عن هذا الماضي أن هناك بلاغات أمام جهات التحقيق لم تنته منها بعد ، كما أنني قمت مؤخرا بإحالة إحدي وقائع الفساد إلي جهات التحقيق.. وعلينا الآن أن ننظر إلي ما يمكن تحقيقه في ظل الظروف العاتية التي تمر بها البلاد. تضاربت الأقاويل منذ أن تم الإعلان عن ترشيحك رئيسا للهيئة.. فمن الذي قام بترشيحك للمنصب؟ في حقيقة الأمر لا أعلم من الذي جاء بي إلي الهيئة لكنه في الغالب أن وزارة الخارجية هي صاحبة الاختيار في هذا المجال خاصة أنها الأكثر دراية بدبلوماسيها وكنت أشغل منصب مساعد وزير الخارجية للشئون الأسيوية ومن قبلها سفيرا لمصر لدي جنوب أفريقيا وسبق أن توليت منصب مساعد الوزير للشئون العربية بعد عودتي من اليمن حيث شغلت منصب السفير المصري في اليمن. الكل يخشي من ألا تري الهيئة ومكاتبها في الداخل والخارج أي تطوير وتظل كما هي تعمل بعدد من رجال مبارك وحاشيته؟ هذا ليس صحيحا وسوف نعمل من أجل التطوير وأن نسعي للبحث عن سبل تستطيع بها الهيئة مواكبة المجتمع المصري في ظل الدولة المصرية الديمقراطية المدنية وتحسين صورة مصر في الخارج من خلال مواجهة بعض الحملات التي تستهدف النيل من مصر وأما داخليا فرأيت أن هناك ضرورة لأن يتحول دور الهيئة إلي جهاز تنموي يقدم التوعية للمواطنين خاصة أن للإعلام دورا كبيرا في تسيير قطار التنمية بالاشتراك مع كافة الهيئات المختلفة لعبور الأزمة التي تمر بها البلاد.. وأوضح لكم أن هناك ثوابت وجهنا الاهتمام نحوها وهي البيئة وكيفية الحفاظ عليها نظيفة بلا مخلفات وكذا الصحة والسبل الوقائية اللازمة للمواطن التي ينجو بها من مخاطر الأمراض المختلفة وأيضا السياحة والطرق اللازمة لتنشيطها لتدر من العملة الصعبة ما يساهم إنعاش خزينة الدولة.. وقد قمت بالفعل بعقد مباحثات مع الوزراء الثلاثة المختصين ، وتم التوصل معهم إلي اتفاق لتشكيل فريق تفاوضي للوقوف علي رؤية مشتركة لكيفية صياغة الأداء الإعلامي للقضايا المتعلقة بالمحاور الثلاثة باعتبارها محل اهتمام المواطن المصري في إطار علمي تنموي ليتم فيها توظيف مقرات مراكز النيل والإعلام المصري التي تغطي محافظات مصر لخدمة تلك القضايا.. وأطالب كافة القوي السياسية ومؤسسات المجتمع المدني أن تتكاتف من أجل الارتقاء بالقضايا الهامة خاصة أن مصر تحتاج إلي موقف شامل تتوحد فيه القوي المختلفة علي إعلاء اسم مصر. مبني الهيئة القديم في منطقة طلعت حرب يمثل قنبلة موقوتة من الممكن أن تتسبب في وقوع كارثة مروعة.. هل قمت بزيارته؟ نعم توجهت في اليوم الثاني من تعييني رئيسا للهيئة إلي المبني القديم الكائن في 24 شارع طلعت حرب.. وسوف نضع خطة لتحسين الأوضاع إلا أنني أعلنها صراحة أن الاعتمادات المالية غالبا ما تكون هي العائق الوحيد أمام التطوير خاصة أن ظروف البلد الاقتصادية تكاد تكون صعبة للغاية ونتمني عبورها بأمان وسلام.. وأؤكد أننا قمنا بالفعل بإجراء بعض الإصلاحات المحدودة في أجزاء من المبني القديم وجاري بحث أحواله للوقوف علي مدي صلاحيته.. وأعلنها من خلالكم أنني سوف ألتقي بجميع العاملين في المكاتب الإعلامية في المحافظات خلال الفترة المقبلة لبحث سبل الارتقاء بالأداء الإعلامي. يقال إن مركز القاهرة الدولي ممتلئ بوقائع الفساد والإضرار بالمال العام ولا يؤدي الدور الذي أنشئ من أجله.. هل سينال المركز جزءًا من اهتماماتكم؟ أردد أن كل شيء سيتغير في منظومة الهيئة ومثل هذا المركز الإعلامي المتوقف - علي حد قولكم أو صاحب النشاط الموسمي - سوف يعمل وبكفاءة عالية وسيقدم خدماته التي تم إنشاؤه من أجلها للمراسلين الأجانب.. ونحن الآن بدأنا في وضع فلسفة متكاملة داخل الهيئة ليتم من خلالها مراجعة كافة الأوضاع المتعلقة بالعناصر البشرية والمنشآت التابعة للهيئة لنبدأ في تفعيلها وتشغيلها علي أكمل وجه. تعاقبت علي الهيئة قيادات استبدلت أنشطتها بما لا يليق حتي شعار الهيئة لم يسلم من بطشهم.. هل ستفكر في إعادة الشعار الدال علي عمل الهيئة مرة أخري؟ ما يشغل بالي الآن هو كيفية النهوض بأداء الهيئة التي أنشئت من أجله علي يد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.. وفي حالة التطوير إن وجدنا حتمية لتغيير شعار الهيئة الذي يراه البعض دليلا علي عسكرتها فلن نتراجع عن تغييره بما يوضح للآخرين مهمة الهيئة. ماذا تقول عن ميزانية الهيئة الأخيرة التي تحتوي علي مصروفات تخص 52 مكتبا إعلاميا في الخارج بالمخالفة للواقع؟ أشكك في هذه الواقعة فالهيئة تمتلك فعليا 32 مكتبا إعلاميا في الخارج ، وأظن أنه لا يوجد عاقل يستطيع أن يتلاعب في هذا العدد ليصبح 52 مكتبا ويتم تخصيص رواتب بالمخالفات.. وإن كان قد حدث هذا - باعتبار أن الواقعة صحيحة وأنا لا أعلم عنها شيئا - فأين كانت الأجهزة الرقابية والجهاز المركزي للمحاسبات.. ولو أن الأمر في يدي وتأكدت من صحته لأسرعت بإحالة الواقعة إلي نيابة أمن الدولة وليست النيابة الإدارية.. وعن نفسي فأري أن هذا الكلام ليس واقعيا وهذا مستحيل حدوثه مهما بلغت قوة وحجم مسئولي الفترة الماضية.. ولو أن هناك بلاغات بهذا الأمر وتحقيقات فلندع لها الطريق ولا نشوش علي الإجراءات خاصة أنه لا بد من الاستناد إلي حقائق بعينها في أمور عديدة. كشفنا خلال الشهور الماضية واقعة إهدار مال عام داخل مكتب الهيئة ببروكسيل والتي قام فيها مسئولوه بإنهاء خدمة سكرتيرة محلية وصرف مستحقاتها بالمخالفة القانونية.. إلي أين وصلت هذه الواقعة؟ منذ أن وطأت قدماي الهيئة وعلمت بالواقعة التي شهدها المكتب الإعلامي في بروكسيل وأكدتها إدارة الشئون القانونية قمت بتحويلها إلي الجهات القضائية المختصة وسننتظر حتي انتهاء التحقيق فيها. وهل ستعيد استراحة الهيئة بمدينة الطور والتي استولي عليها مدير الإعلام في سيناء؟ وهذه الواقعة أيضا لا أعلم عنها شيئا ، وأؤكد لو أن مواطنا سبق له العمل في الهيئة واستولي علي شبر من أراضيها أو قام بصرف أموال ليست من حقه فسوف أحيل الأمر إلي النيابة فورا وبلا تردد.. ومن خلال نافذتكم الصحفية أوضح أنني تلقيت معلومات مؤكدة من الرقابة الإدارية بشأن التحقيقات التي أجريت من قبل بخصوص وقائع فساد بالهيئة بأنه لم يتم التأكد من وقوع هذه الوقائع خاصة أن بها ما هو مرسل. الحركة الإعلامية الأخيرة شابتها وقائع التزوير والمجاملة.. وتم تسفير عدد من غير الكفاءات لتمثيل مصر بالخارج.. هل هناك نية لإلغاء تلك الحركة؟ علي مسئوليتي أؤكد للجميع أن عصر الوساطة انتهي بلا رجعة وسوف ترون ما هو جديد حيث سيتم الالتزام بتطبيق معيار الكفاءة ولن نترك المجال لأحد لممارسة ضغوط علينا لترقية هذا أو تسفير ذاك.. وأكرر أن ما يشغلني الآن كيفية تصحيح الأوضاع السابقة علي أن يتم تصعيد أبناء الهيئة في الوظائف القيادية وعندما يحتم الأمر الاستعانة بأشخاص من الخارج فسوف نقوم بتحقيق مبدأ الشفافية والكفاءة المهنية.. ولأنني لا أعلم عن تلك الحركة شيئا حيث تم الإعلان عنها منذ أشهر ماضية ولا علاقة لي بها ، وعن إمكانية إلغائها كاملة فلن يحدث ، ولكن إذا كانت هناك طعون مقدمة ضد من شملتهم الحركة فسوف نحيلها إلي التحقيق وفي حالة ثبوتها سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية مع أصحابها وهذا قد يترتب عليه إلغاء سفر البعض.. كما أدعو المتابعين لدور الهيئة في حالة اكتشاف أوجه للتقصير في أداء المكتب الإعلامي أن يتقدم بشكوي وسوف نتحقق منها بما يساعدنا في خطتنا المرتقبة لتطوير العمل في المكاتب الخارجية التي تعمل في إطار تحسين صورة مصر ومتابعة ما تثيره بعض وسائل الإعلام عنها وإعداد الخطط اللازمة للدفاع عنها من خلال إنشاء شبكة من العلاقات البناءة مع وسائل الإعلام بالدول المختلفة. أهدر بعض رؤساء الهيئة السابقين الأموال في شراء مطبوعات لا فائدة منها في محاولة للتقرب إلي رجال مبارك.. ما هو مصير تلك المطبوعات وبالتحديد مجلة ديوان التي تخص زوجة زكريا عزمي؟ مصير مجلة ديوان وغيرها من المطبوعات سيتم تحديده خلال الفترة المقبلة بعد توضيح الهدف الرئيسي من المطبوعة ولمن سيتم توجيهها.. ولا أخفي أن إصدارات الهيئة في حاجة للتطوير لتحقيق الأهداف المرجوة منها.. وبالفعل يوجد لدينا الآلاف من الإصدارات المختلفة التي لا جدوي منها وسوف نعمل علي ترشيد هذا الكم الهائل لتحقيق الهدف الأكبر والمتمثل في خدمة المجتمع وتحسين الصورة الخارجية المصرية بالماضي ساهمت الهيئة علي يد مسئوليها في الترويج لملف التوريث لجمال مبارك.. هل يمكن أن تكرر الهيئة التجربة وتروج لجماعة الإخوان المسلمين للاستمرار في السلطة؟ لن أتجمل عندما أؤكد أن الهيئة لن ترعي تنفيذ مشروع توريث جديد ولن تروج لجماعة بعينها وإنما سوف نعمل في خدمة هذا الوطن والشعب المصري وتحقيق الصالح العام ، وهذه الأهداف شددت عليها مؤسسة الرئاسة، ومسألة خدمة مصر لها عدة محاور من وجهة نظر الهيئة أهمها المشاركة في التوعية التنموية وتحسين صور مصر في الخارج وتكوين جهاز معلوماتي يوفر خدماته لمؤسسات الدولة دون استثناء. واجهت الهيئة اتهامات سابقة بأنها المنفذ الرئيسي لمرور الجواسيس وتسهيل مهمتهم.. ما قولك في هذا؟ لا علاقة لنا بالجواسيس ومسألة الكشف عنهم وإلقاء القبض عليهم لا دخل لنا فيها وإنما تخص أجهزة الأمن القومي، والمخابرات العامة، والأمن الوطني.. والجاسوس من الممكن أن يكون صحفيا أو دبلوماسيا أو حتي سائحا أو طالبا والهيئة تتعامل مع المراسلين الأجانب علي أنهم يمثلون كيانات دولية ولا نتولي متابعتهم التي تؤول بطبيعة الأمر إلي الأجهزة السيادية.. ونحن نمثل المركز الثاني أو الثالث علي مستوي العالم في استقبال المراسلين الأجانب حيث يقصد مصر نحو 5 آلاف مراسل وهدفنا زيادة هذا العدد بما يسهل من مهمتنا القومية. سبق أن أكد لنا البعض تلقي بعض العاملين في الهيئة الرشاوي مقابل تسهيل مهمة الجواسيس الذين يرتدون أقنعة المراسلين الأجانب؟ أرفض الحديث بهذه الكلمات وأطالب من لديه وقائع حقيقية أن يتقدم بها لي مباشرة للتحقيق فيها وكما أكدت من قبل في حالة ثبوتها سوف أحيلها إلي الجهات التحقيقية.. ومنذ أن توليت رئاسة الهيئة لم ترد لي أي شكاوي في هذا المجال وأجريت حوارا مع كبير المراسلين ولم يشكو من شيء في هذا المجال. في العهد القديم تمسك المسئولون بقيادات تخطوا عامهم الستين.. هل سيتم المد لمن بلغ سن المعاش؟ من بلغ عامه الستين من قيادات الهيئة فسوف يخرج إلي المعاش ولن يتم التجديد لأحد خاصة أن الأمر ليس مطروحا الآن.. فقد انتهي عصر الوساطة والمحسوبية ولن نبقي إلا علي أصحاب الكفاءات والمقصرين في أداء عملهم والمتورطين في وقائع فساد لا مكان لهم بيننا ، ومن اليوم أعلنها أن المستقبل ينادي أصحاب الكفاءات الذين يعملون من أجل النهوض بالهيئة وتعزيز دورها في الداخل والخارج. هل توجد نية لديكم لتعيين من تثق فيه من أصدقائك مستشارا لك داخل الهيئة؟ لن أستعين بالأصدقاء في عملي ولن أفكر في ذلك حتي لا أكلف خزينة الهيئة أعباء فوق أعبائها. بصفتك رئيسا لهيئة الاستعلامات في عهد رئيس ينتمي إلي جماعة الإخوان المسلمين هل تؤيد من يؤكدون أن مصر أصبحت إخوانية؟ في الحقيقة ليس من مهمتي أن أتحدث في القضايا السياسية ولكنني لست مؤيدا لهذه الآراء خاصة أن مصر بلد للجميع وعلي المؤسسات المختلفة أن تعمل في خدمة الجميع ومن موقعي هذا أتعهد بأن نعمل بشكل وطني لا يرجح كفة هذا علي ذاك