خبيرة أسواق المال ل"فيتو": البورصة في فترة تصحيح وضريبة الأرباح الرأسمالية سبب تراجع المؤشرات    ما أسباب خصم الرصيد من العدادات مسبقة الدفع بالمنازل والمحال المغلقة؟ الكهرباء تجيب    محافظ الدقهلية: تطبيق المواعيد الصيفية لفتح وغلق المحال يحقق الانضباط في الشارع    وزير المالية الإسرائيلي: المبادرة المصرية تشكل خنوعا إسرائيليا خطيرا وانتصارا كارثيا لحماس    ثلاثة لاعبين في قائمة برشلونة لتدعيم خط وسط الفريق    محافظ قنا يعلن الطوارئ وغلق الطرق السريعة لحين استقرار الأحوال الجوية    هشام عباس وعلي الحجار والكابو يشاركون بحفل مصطفى قمر في الشيخ زايد (صور)    خبير: غموض موقف ضريبة الأرباح الرأسمالية يهدد بخسائر فادحة للبورصة    رئاسة COP28: نحرص على تعزيز التعاون الدولي لإنجاز عمل مناخي فعال وداعم للتنمية    الري: الإسراع في برنامج تطهير الترع استعدادا لفترة أقصى الاحتياجات    تعليم النواب: رصدنا تحصيل بعض المدارس رسوما من الطلاب لتصوير الامتحانات الشهرية    الاحتلال يمنع الفلسطينيين من صلاة الجمعة بالأقصى .. وبيان عاجل ل حماس    شركة أمبري البريطانية تعلن عن حادث قرب المخا اليمنية    مسؤول يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا.. فيديو    تكريم الطالب كريم عبد الرازق في ختام فعاليات مهرجان الأنشطة الطلابية الأول بجامعة السويس    خليفة كلوب.. ليفربول وفينورد يضعان اللمسات الأخيرة بشأن آرني سلوت    بتفوقه على الأهلي والزمالك.. بيراميدز يتوج بطلًا لدوري الجمهورية 2009 (فيديو)    موقف مفاجئ من مبابي لحسم انتقاله إلى ريال مدريد    فانتازي يلا كورة.. الثلاثي الذهبي في أرسنال    أداء الفرسان مشرف.. برلمانية: مدينة مصر للألعاب الأولمبية فخر لكل العرب    أوقاف القليوبية : افتتاح 16 مسجدا خلال 4 أشهر    "كتيبة إعدام" قتلت "جهاد".. ضبط المتهمين بإشعال النار في طفلة انتقامًا من أسرتها بالفيوم    بيان عاجل من جامعة حلوان بشأن حالة الطالبة سارة هشام    برقم غير متوقع .. مي كساب تبرز رشاقتها بهذه الإطلالة من دبي    ماجدة الرومي تبدأ حفلها بقصر عابدين بكلمة في حب مصر.. صور    بإقبال كبير.. اختتام فعاليات القافلة الثقافية بالبحيرة    خطبة الجمعة من سيناء| د. هشام عبدالعزيز: حسن الخلق أثقل ما يوضع في ميزان العبد يوم القيامة وهذه أهم تطبيقاته في الإسلام    فضل المشي لأداء الصلاة في المسجد.. لن تتخيل ماذا أعد الله للمؤمنين    الصحة: إجراء الفحص الطبي ل مليون و688 ألف شاب وفتاة ضمن مبادرة "فحص المقبلين على الزواج"    لقاح شينجريكس.. تفاصيل طرح مصل جديد للوقاية من الإصابة بالحزام الناري.. صور    بالصور- نجاح أول جراحة لتركيب مسمار تليسكوبى لطفل مصاب بالعظام الزجاجية في بني سويف    بعد غياب.. ملتقى القاهرة الأدبي في دورته السادسة يعقد مناقشاته حول المدينة والذاكرة    في ذكرى ميلاد الراحلة هالة فؤاد.. لماذا حاول أحمد زكي الانتحار بسببها؟    مواعيد الصلاة في التوقيت الصيفي بالقاهرة والمحافظات.. وكيف يتم تغيير الساعة على الموبايل؟    «مياه دمياط»: انقطاع المياه عن بعض المناطق لمدة 8 ساعات غدًا    تعرف على فضل أدعية السفر في حياة المسلم    تعرف على فوائد أدعية الرزق في حياة المسلم    المفتي: ثورة 30 يونيو كانت تحريرًا لأرض مصر من أفكار خاطئة (فيديو)    إقبال كثيف على انتخابات أطباء الأسنان في الشرقية (صور)    الخارجية الأمريكية تعلق فرض عقوبات على كتيبة "نتساح يهودا" الإسرائيلية    البيت الأبيض يواصل مساعيه للإفراج عن المحتجزين فى قطاع غزة رغم رفض حماس    بعد حادث شبرا الخيمة.. كيف أصبح الدارك ويب السوق المفتوح لأبشع الجرائم؟    مصطفى عسل يتأهل لنهائي بطولة الجونة للإسكواش ويستعد لمواجهة حامل اللقب "على فرج"| فيديو    وفد جامعة المنصورة الجديدة يزور جامعة نوتنجهام ترنت بالمملكة المتحدة لتبادل الخبرات    عاجل| مصدر أمني: استمرار الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي للوصول لصيغة اتفاق هدنة في غزة    مزارع يقتل آخر في أسيوط بسبب خلافات الجيرة    «مسجل خطر» أطلق النار عليهما.. نقيب المحامين ينعى شهيدا المحاماة بأسيوط (تفاصيل)    25 مليون جنيه.. الداخلية توجه ضربة جديدة لتجار الدولار    قافلة جامعة المنيا الخدمية توقع الكشف الطبي على 680 حالة بالناصرية    قبل شم النسيم.. الصحة توجه تعليمات شديدة الأهمية للمواطنين    سويسرا تؤيد خطة مُساعدات لأوكرانيا بقيمة 5.5 مليار دولار    منها «ضمان حياة كريمة تليق بالمواطن».. 7 أهداف للحوار الوطني    مواصفات امتحان اللغة العربية لطلاب الصف الثالث الثانوي 2024 (تفاصيل)    موعد اجتماع البنك المركزي المقبل.. 23 مايو    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    كارثة كبيرة.. نجم الزمالك السابق يعلق على قضية خالد بو طيب    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 26 أبريل 2024.. «الحوت» يحصل علي مكافأة وأخبار جيدة ل«الجدي»    لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس فى حلقات الذكر ..علاقة الرؤساء بآل البيت
نشر في الموجز يوم 07 - 12 - 2017

سلط حادث مسجد الروضة _التى راح ضحيته 310 شهيد وعشرات المصابين من المصليين_ الضوء وراء استهداف الجماعات الارهابية لمساجد الصوفيين فى مصر ومدى الاختلاف بين جماعات تكفيرية تحاول أن تلصق نفسها بالدين الاسلامى تحارب الركع السجود فى بيوت الله بداعى انتمائهم للفكر الصوفى..الحادث الأخير رغم بشاعته فتح الباب للتعمق فى الصوفية ودورها السياسي فى المرحلة الماضية وما اذا كانت مواقفها السياسية جلبت لها التكفير من بعض المتشددين.
للوهلة الاولى يبدو أن الصوفية تتعارض وبشدة مع السياسة نظرا لابتعاد المتصوفين عن مشاغل الحياة أو التكالب على الدنيا بعكس السياسة، أما قديما فكان الاصل في التصوف هو التزواج بين مفهوم الرباط الروحي التربوي ومفهوم الرباط السياسي اي الانخراط في هموم الامة والسير في مصالح الخلق والوطن، فالتصوف هو علم السلوك الى الله والسياسة تعني كذلك السعى لخدمة الغير وتدبير الشأن العام والتماس المصالح للناس ودفع المفاسد عنهم بما يعنى عدم وجود تعارض بين السياسية والتصوف.
ولأن الصوفية ليست حركة دينية بحتة بل ولدت من رحم السياسة، فمثلها كمثل باقى الظواهر السياسية لها من يؤيدها ويرى أن التصوف في مصر حاليا لم يعد مسألة فردية بل أخذ شكلا مؤسسيا متمثلا فى الطرق الصوفية والتى ينتمى إليها ما يقارب ال 15 مليون صوفي ينتشرون بين كافة طوائف المجتمع المصرى ما يجعل منهم قوة لا يستهان بها، أما المعارضون للصوفية فيروى أن التصوف الحالى فى مصر هو امتداد لنموذج فرعونى قديم قام واشتد عوده على اتخاذ بعض الوسائل التي تجذب الجماهير له من طقوس دينية وفلكلور شعبي يبهر المواطن البسيط والمثقف ويعمى عيونه عن جوهر الدعوة التى تقوم بها من أجل دعم النظام السياسي القائم والتمكين له ولاستقراره، ويرى أنصار هذا الاتجاه أن الصوفيين نجحوا فى جذب المواطن والحاكم إليهم لما لهم من نفوذ ديني لا يستهان به.
وبعيدا عن المؤيدين والمعارضين للطرق الصوفية يظل الثابت أن الطرق الصوفية ظلت منغمسة فى العمل السياسي، تارة تمارسها من البوابات الخلفية بعيدا عن العمل الحزبي المنظم من خلال دعم الأحزاب الحاكمة وعضوية بعض مشايخها فيها، وتارة أخرى قبولها بدور "المفعول به" من خلال استفادة الانظمة الحاكمة بشعبية الطرق الصوفية لإحداث توازنات سياسية واجتماعية لتحصيل منفعة متبادلة تتمثل بالنسبة للأنظمة فى خلق الشرعية والحفاظ على الاستقرار وبالنسبة للمتصوفين ترتبط بمصالح مادية ومكانة اجتماعية.
علاقات الصوفيين بالرؤساء شهدت على مدى الحقبة الماضية شد وجذب، لكن ظلت الطرق الصوفية فى أغلب مواقفها أقرب إلى الأنظمة الحاكمة، وهو ما جعل أي قيادة سياسية تأتي لحكم البلاد تتواصل معهم لتتعرف على آرائهم ومواقفهم حيال القضايا والمشكلات الراهنة التي يكون بعضها ديني وبعضها سياسي بحت، لذا نرصد فى السطور المقبلة أبرز مواقف الطرق الصوفية مع الرؤساء.
السيسي
يحظى بتأييد جارف من الصوفيين بعد نجاحه فى تخليص مصر من شر جماعة الإخوان
بعد ثورة 30 يونيه وقف الصوفيون بكل قوة وحسم من أجل تغيير الخارطة السياسية المصرية حتى لا يتكرر سيناريو وصول الجماعات المتشددة الى سدة الحكم مثلما أتت ثورة يناير بجماعة الإخوان إلى سدة الحكم ورئيسها المعزول محمد مرسى، لذا كانت الحركة الصوفية فى مقدمة التيارات التي أيدت ترشح مؤيدة المشير عبدالفتاح السيسي للانتخابات الرئاسية بل وساندته وجعلت أبناءها يخرجون عن بكرة أبيهم لمساندته فهى تنظر إليه على أنه من خلص مصر كلها من شر جماعة الإخوان.
وقبل الانتخابات الرئاسية التى أجريت منتصف عام 2014، أعلن مشايخ الطرق الصوفية وقوف جميع أعضاء الطرق الرفاعية المسجلين الى جانب المشير عبد الفتاح السيسى فى انتخابات الرئاسة، مشدد على أنهم سيتوجهون لصناديق الانتخابات، لتأييد السيسى رئيسا للبلاد، ومؤكدا على أن السيسى محب للطرق الصوفية لأنه صوفى الأصل "على حد قوله".
ومع تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم، لم يتوقف دعم الطرق الصوفية له ولنظامه الحاكم فى مواجهة المخاطر التى دأبت قوى الشر على زرعها إمامه، فطالب اتحاد القوى الصوفية، بإخراج زكاة عيد الفطر وزكاة المال لصندوق تحيا مصر دعما للرئيس وللدولة المصرية التى تواجه مخاطر عدة، وقال الدكتور عبدالله الناصر حلمي أمين اتحاد القوى الصوفية، إنه وجه أعضاء الاتحاد من قيادات ومريدي الطرق الصوفية، لإخراج الزكاة لصندوق تحيا مصر، مطالبا جميع المصريين بفعل الأمر نفسه، مشدد على أن دعم الاقتصاد واجب علينا جميعًا وبات علينا استنهاض قدراتنا الذاتية كأحد أهم الأدوات لبناء الوطن في ضوء ما يواجهه من تحديات علي كافة المستويات ولا سيما على الصعيد الإقتصادي، خاصة وأن الصندوق بالكامل تحت الإشراف المباشر من رئيس الجمهورية".
وفى ظل الحرب الضروس التى تخوضها الدولة المصرية ضد الإرهاب فى سيناء وفى كافة ربوع المحروسة، لم يتوانى قيادات الطرق الصوفية عن اعلان تأييدهم للسيسي، حيث بعث الدكتور عبد الله الناصر حلمي الأمين العام لاتحاد القوى الصوفية، برسالة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، ذكر فيها أن الاتحاد العام لاتحاد القوى الصوفية: يقف بكل ما اؤتى من قوة الى جانب الرئيس عبدالفتاح السيسي ضد الإرهاب".
وتعليقا على الحادث الاخير الذى استهدف مسجد الروضة بشمال سيناء والذى يعد معقلا للصوفيين، قال الدكتور عبد الهادى القصبى رئيس لجنة التضامن بمجلس النواب وشيخ مشايخ الطرق الصوفية فى مصر،فى تصريحات له، أن القضية ليست فى استهداف مسجد صوفى، ولكنها استهداف للمصريين بالكامل، وما يحدث لأبناء القوات المسلحة يحدث لأبناء الداخلية وأهل التصوف ويحدث أيضا لأخواننا الأقباط، مشدد على المسألة ليست موجهة ضد فئة محددة ولكن المستهدف فى الحقيقة مصر بالكامل وبالتالى ونحن فى لحظات الألم الشديد ندعو كل المصريين للاصطفاف خلف القيادة السياسية المتمثلة فى القائد عبد الفتاح السيسى الذى فوضناه لمواجهة الإرهاب، وقطعنا شوطا طويلا فيه وتماسك المصريين وعدم حدوث أى نوع من أنواع الفتنة يؤدى إلى القضاء على الإرهاب".
وحذر شيخ مشايخ الطريقة الصوفية ،من استخدام مثل تلك الحوادث الإرهابية لاستدراج أى فئة من فئات المجتمع، مشددا على أنه يجب على الجميع أنه لا يوجد مخطط ضد فئة بعينها، ولكن المستهدف الحقيقى هى مصر ويجب أن نضع أيدينا فى أيدى كل المصريين لمواجهة الإرهاب حتى نتخلص منه نهائيا.
وعن الانتخابات الرئاسية المقبلة، أيدت الطرق الصوفية ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية مقبلة، حيث أعلن اتحاد القوى الصوفية، أنه بدء فى جمع توقيعات لدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الفترة الرئاسية الثانية، من خلال حملة "مع السيسي للحصاد".
عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، ورئيس لجنة التضامن بمجلس النواب، هو الأخر أكد إنه أعلن تأييده للرئيس عبدالفتاح السيسي من منطلق الإحساس الوطني والمسؤولية وباعتباره مواطن مصري في المقام الأول، موضحا أن أبناء الطرق الصوفية مواطنين مصريين لديهم استيعاب كامل لما يدور في المنطقة، كما أنهم أكثر المواطنين انتماءً لهذا الوطن، فضلا على أنهم يمتلكون قدرًا كبيرًا من الثقافة يتيح لهم امتلاك قراراتهم بأيديهم دون تدخل من أحد.
على الجانب السياسي، شاركت الطرق الصوفية فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي من خلال عدد من المنتمين لها بعد ثورة 30 يونيه في الانتخابات البرلمانية سواء على قائمة في حب مصر والتي كان يمثل الصوفية فيها الدكتور عبدالهادي القصبي شيخ مشايخ البيت الصوفي وقائمة التحالف الجمهوري التي كان يمثل الصوفية فيها الدكتور عصام محي الدين القيادي الصوفي.
مرسي
العدو الأول للصوفية و تحول إسقاط نظامه ل"واجب شرعى" لكل صوفى
الخلاف الفكرى بين الطرق الصوفية وجماعة الاخوان المسلمين يمتد لسنوات عدة، لكن ومع تولى الرئيس المعزول محمد مرسي مقاليد الحكم بعد ثورة يناير توارت الطرق الصوفية بعيدا عن الانظار كى لا يتم الصدام بين أتباعها وأتباع جماعة الاخوان المسلمين.
وكمثل باقى طوائف الشعب المصرى، ساهمت الطرق الصوفية فى إسقاط نظام جماعة الإخوان، حيث رأى الصوفية أن إسقاط الرئيس المعزول محمد مرسي واجب شرعي على جميع المنتمين للبيت الصوفي الاشتراك فيه وخاصة أن منهج جماعة الإخوان يرفض المنهج الصوفي ويصفه بالمنهج الكفري المليء بالبدع والخزعبلات مما جعل المتصوفة يخرجون على بكرة أبيهم إلى ميدان التحرير لإسقاط نظام جماعة الإخوان.
لكن وقبل أيام من عزل الرئيس الإخوانى، أعلنت الطرق الصوفية أنها ستسعى لإسقاط الرئيس مرسي وجماعته، عقب مواقفه الأخيرة تجاه بناء سد النهضة، كما أصدر ائتلاف الطرق الصوفية وأغلب مشايخ الطرق الصوفية تعليمات لعدد كبير من المتصوفين لجمع التوقيعات لصالح حملة «تمرد» لسحب الثقة من مرسي وجماعته، وبالفعل سعى الائتلاف الى جمع لما يقرب من 2 مليون استمارة لرفض استمرار مرسى فى الحكم.
وكان لموافقة الرئيس المعزول على بناء سد النهضة، الاثر الأكبر فى غضبة الصوفيين تجاه الرئيس الاخوانى، حيث هاجم قادة اتحاد القوى الصوفية مرسي وخطواته الغير محسوبة وتفريطه المتعمد فى حصة مصر من مياة النيل، مؤكدين أن مبارك دمّر العلاقات المصرية الأفريقية، لكن مرسي دمّرها أكثر بتصريحاته المرفوضة.
تاريخ الاشتباك السياسي بين الطرق الصوفية وجماعة الاخوان المسلمين خلال عام حكمهم مر بالعديد من المواقف المناهضة لاستمرار المعزول مرسي فى سدة الحكم، حيث دعت الطرق الصوفية أتباعها لرفضا التعديلات الدستورية في الاستفتاء العام الذى جرى 19 مارس 2011، كما دعمت مرشحين سابقين ضد الرئيس المعزول فى السباق الانتخابى وشارك مشايخ الطرق الصوفية في معظم المهرجانات والمؤتمرات الانتخابية التي عقدها المرشحين المنافسين للاخوانى محمد مرسي , وأعلنوا بصراحة أنهم ضد انتخاب الدكتور محمد مرسي رئيسا للجمهورية.
وبعد إعلان تولى محمد مرسي رئاسة البلاد, استمرت الطرق الصوفية على رفضها للجماعة ومندوبها بقصر الرئاسة، حيث دعمت جبهة الإنقاذ وحركة "تمرد" وشاركت فى حملات التوقيع على استماراتها التي تطالب بتنحي الرئيس المعزول مرسي، كما دعم حزبي " البيت الصوفي" و" النصر الصوفي", إضافة الى "ائتلاف الطرق الصوفية" و"اتحاد القوى الصوفية وتجمع آل البيت", بيان القوات المسلحة الذى انحاز للمطالب الشعبية بعزل الرئيس محمد مرسى.
وقدم عدد من قيادات الطرق الصوفية بلاغًا للنائب العام يتهمون علماء وقيادات السلفية بإثارة الفتن الطائفية وإهانة الرموز الدينية والتحريض على هدم الكنائس والأضرحة.
مبارك
أعتمد عليهم لإنتاج خطاب مضاد لخطاب الجماعات الإسلامية المتطرفة بعد اغتيال السادات
تقرب نظام مبارك من الطرق الصوفية وأحسن استغلال شعبيتهم لصالحه، بعد أن سعى أرباب الطرق إلى التقرب من السلطة على خلفية واقعة اغتيال الرئيس الراحل انور السادات، فنظام مبارك الذى اشهر عصاه الامنية الغليظة فى وجه جماعات الإسلام السياسي منذ قدومه للحكم حاول ايضا التقرب من جماعات دينية وسطية ووجد ضالته فى الطرق الصوفية.. فالنظام الحاكم أعتمد على الطرق الصوفية في إنتاج خطاب مضاد لخطاب الجماعات الإسلامية المتطرفة،التي يمارس بعضها الإرهاب، ويعتبرها طرحاً دينياً له مكانته لدى المصريين ليحسن صورته أمام الرأي العام بأنه يعرف حدود الدين، في وجه جماعات تحاول أن تنعت السلطة بالكفر أو الفسق، والصوفية تحتمي بالسلطة من جماعات الإسلام السياسية المتطرفة التي تهدد الصوفية بحرق وتدمير الأضرحة.
واستطاعت الطرق الصوفية خلال عهد مبارك التغلغل في النسيج الاجتماعي تحت اعين النظام، لكن ومع اندلاع ثورة يناير تلاشى تاثير الحركات الصوفية على ارض الواقع، وحاولت كباقى الحركات والأحزاب استغلال حالة الحراك السياسي بعد الثورة لصالحها، حيث شكلت الحركة الصوفية العديد من الائتلافات والأحزاب السياسية منها "ائتلاف شباب الصوفية "على غرار "ائتلاف شباب الثورة"، وقد انخرط هذا الائتلاف في العديد من الاستحقاقات الانتخابية بعد ثورة 25 يناير ولعبت الحركة الصوفية رأس الحربة في ثورة 30 يونيو 2013 بجانب القوى السياسية المدنية لإسقاط حكم جماعة الإخوان المسلمين.
وسعت الطرق الصوفية بعد إزاحة مبارك وفقا لما جاء على لسان "علاء أبو العزايم"شيخ الطريقة العزمية الصوفية، للوقوف أمام مساعي جماعة الإخوان المسلمين والجماعات السلفية التى سعت فى هذا التوقيت لانخراط في العمل السياسي الرسمي الذي يهدد التسامح الديني، موضحا ان هذا الأمر دفع الصوفيين بأن ينحوا المنحى نفسه وخاصة مع التطرف والتشدد الذي يعتنقه السلفيون كما أنه كان هناك تخوف عند الصوفيين من إلغاء مشيخة الطرق الصوفية في حال تقلد السلفيون أو الإخوان زمام الحكم لذا سعت الطرق الصوفية لتأسيس أحزاب سياسية تتبعها.
السادات
عين أبناء الصوفية فى المناصب القيادية فاستحق لقب "الرئيس الصوفي"
وفي عهد الرئيس أنور السادات ظهرت الطرق الصوفية على الساحة ظهورًا كبيرًا وخاصة أن الصوفيين كانوا ينظرون إلى السادات خلال فترة حكمه على أنه الرئيس المؤمن نظرًا لتعلقه الشديد بالصوفية وحبه لهذا المنهج الروحاني مما جعله يحضر الكثير من الاحتفالات والموالد الصوفية التي كانت تتم في مسجد سيدنا الإمام الحسين أو يوفد مبعوثًا رسميًّا من رئاسة الجمهورية لحضور هذه الاحتفالات وتقلد الكثيرون من أبناء البيت الصوفي في عهده المناصب القيادية سواء الوزارية أو الدبلوماسية أو غيرها من المناصب المختلفة.
ولقبت الصوفية الرئيس السادات بالرئيس الصوفي نظرًا لقيامة بإعطاء أوامر بإنشاء مقر للمشيخة العامة للطرق الصوفية بالإضافة إلى توفير نفقات مالية تصل إلى 30 ألف جنية من أجل طباعة مجلة التصوف الإسلامي التي تعد لسان حال الصوفيين في مصر .
نظام السادات من جانبه أستغل الطرق الصوفية لتبرير سياسة الحكومة وقراراتها وأهمها كان السلام مع إسرائيل وإبرام معاهدة كامب ديفيد وتبرير سياسة الانفتاح الاقتصادي التي بدأت عام 1974م ومعاداة النظام الإيراني الإسلامي الذي جاء عقب ثورة 1979م، والوقوف ضد التدخل السوفيتي في أفغانستان 1979، وغير ذلك من السياسات الداخلية والخارجية، .
وحين وقعت أحداث سبتمبر 1981م الشهيرة، التي تم فيها اعتقال عدد هائل من السياسيين والمثقفين من كل التيارات والاتجاهات، كتبت مجلة التصوف تقول مدافعة عن النظام "هذا الانحراف الذي جرف في تياره فريقاً من أبنائنا، ألم ننبه إلى ضرورة تبصرة الشباب بأمور دينه، ألم نحذر من خطر تسرب المبادئ الهدامة تحت شعار الدين إلى صفوف الجمعيات الدينية لتضليل الشباب؟ ألم نحذر من استغلال هؤلاء الأدعياء لجهل الشباب بالدين والتراث؟ .. إن الحل يتطلب تجنيد كل القوى المؤمنة بحق هذا الوطن في أن يعيش في سلام وأمن، وليس أقدر من كبير العائلة المؤمن السادات على أن يقوم بهذا العمل".
ناصر
استخدمهم لمواجهة جماعة الاخوان المسلمين بعد أزمة مارس 1954
"جاءت الثورة المباركة وجاءت معها روح الإيمان والتوثب وأشرق الوادي الكريم بنور الأمل وانبعث الشعب العريق للجهاد والعمل وأخذت يد الإصلاح تبني وتشيد وتبعث الطاقات المدخرة.. وما كان للتصوف الإسلامي أن يتخلف عن موكب الحياة وفجر النهضة" بهذه الكلمات عبرت المشيخة العامة للطرق الصوفية في إحدى مطبوعاتها عن ترحيبها بثورة يونيو التى أندلعت فى ظل وجود بعض مشايخها في كنف القصر ليل نهار.
منذ هذه الواقعة، وأعضاء مجلس قيادة الثورة يسعون للتقرب من الطرق الصوفية لمواجهة جماعة الإخوان المسلمين نتيجة الصراع بين مجلس قيادة الثورة وجماعة الإخوان والذي بدأ في أعقاب أزمة مارس 1954، الأمر الذى لم يرفضه مشايخ الصوفية بالعكس تغيرت مواقفهم وتحولوا الى داعمين للاشتراكية، حيث دافعوا عنها ووصفوها بأنها اشتراكية مؤمنة لا ملحدة، فاضلة لا فاجرة، ورأوا في عبد الناصر "قائد البعث العربي، موجه التاريخ، محرر الشعب من المواريث الرجعية ومن قيود الطبقية والاستغلال.
شعراوي جمعة وزير الداخلية في عهد عبد الناصر، أظهر فى أحد تصريحات مدى عمق العلاقة بين الطرق الصوفية وعبد الناصر، حيث قال "حينما مات عبد الناصر كان علينا وسط مشاهد الحزن ومشاعره الفياضة أن نعمل على وضع ترتيبات خاصة لحماية الجثمان، بعد أن وصلتنا معلومات تفيد بأن الطرق الصوفية ستتكالب على النعش وتخطفه لتطوف به مساجد وأضرحة أولياء الله الصالحين في القاهرة".
وعقب هزيمة يونيو 1967 أعلنت الطرق الصوفية مساندتها التامة لعبد الناصر، وفي ديسمبر من العام نفسه سار أكبر موكب صوفي رسمي في مصر تأييداً للقيادة السياسية، كما باركت الصوفية التوجه القومي للنظام ودعمت مجلة التصوف الإسلامي العلاقات المصرية العربية وانتقدت السعودية التي وقفت ضد سياسات عبد الناصر، وبررت قرار الأخير بالتدخل المصري في اليمن، وظهر جلياً استخدام النظام للاتصالات القومية للصوفية في حال الطريقة الجنيدية الخلوتية وهي طريقة أسسها سوري في منتصف القرن التاسع عشر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.