تعد قضية مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني فى مصر،من أكثر القضايا التي أثارت الجدل في الآونة الأخيرة وكان لها تأثير كبير على علاقات القاهرةوروما، كما أثرت على سمعة البلاد في الخارج ،وزاد الأمر سوء بسبب الغموض الذي انتهى بالكثيرين إلى اتهام الأمن المصري بالتورط فى مقتل الشاب الإيطالي، لكن في الفترة الأخيرة تكشف خيط هام في القضية يرتبط بواحدة من أهم مؤيدي الإخوان في بريطانيا وهي مها عزام التي تطالب السلطات فى روما بالتحقيق معها حول علاقتها ب "ريجينى" ودورها الخفى فى مقتله. البداية مع وكالة أنسا البريطانية التى كشفت مؤخرا عنإرسال السلطات القضائية بروما طلبا رسميا إلى نظيرتها البريطانية في أكتوبر الماضي، لطلب التحقيق مع مها عبدالرحمن عزام الأستاذة بجامعة كامبريدج البريطانية، وأشار الطلب إلى أن الأخيرة كانت تشرف على الرسالة الخاصة بالباحث الإيطالي جوليو ريجيني الذي قتل في مصر. ونقلت الوكالة عن الصحيفة اليومية الإيطالية لا ريبوبليكا التي تتخذ من روما مقرا لها أن المدعي العام طالب أيضا بالحصول على تسجيلات هاتفها المحمول والهاتف الأرضي الخاص بها في الفترة من يناير 2015 إلى 28 فبراير 2016 لمعرفة شبكة علاقاتها. وقالت الصحيفة، في تقرير لها بعنوان "أكاذيب كامبريدج" إن هذه الخطوة تأتي لإزالة الغموض والكشف عن السهو الذي زعمته المعلمة فيما يتعلق بالتحقيقات حول تعذيب وقتل طالب الدراسات العليا الإيطالي البالغ من العمر 28 عاما، حيث قتل في مصر مطلع عام 216، كما يعتقد أنها تتعلق أيضا بالقلق الذي أعرب عنه ريجيني لوالدته "باولا" في محادثاته معها عبر "سكاى بى". وأوضحت الصحيفة، أن المدعي العام في روما، أراد توضيحات حول العديد من جوانب القضية، منها كيفية اختيار ريجيني لموضوع بحثه عن الباعة والتجار في الشوارع، وعن اختياره لمعلمته في مصر، وطريقته التي استخدمها في بحثه الأكاديمي، ومن الذي قرر أسئلته التي طرحها على الباعة والتجار، وعما إذا كان قد أعطى نتائج أبحاثه إلى معلمته خلال لقائه بها في القاهرة يوم 7 يناير 2016. ونقلت وكالة أنسا عن مصادر أمنية أن المحققين الإيطاليين طلبوا من السلطات القضائية البريطانية استجواب جميع الطلاب الذين درسوا على يد مها عزام والذين أرسلوا إلى القاهرة في الفترة من 2012 إلى 2015، وذلك لكي تعرف إذا كان هناك حالات مشابهة لريجيني. ووصفت صحيفة "لاريبوبليكا" عزام بأنها إمرأة ذات ذاكرة متقطعة وتنسى الأحداث وأحيانا تكون غير صادقة في سرد الحقائق، استنادا لشهادة وحيدة كانت قد أدلت بها أمام النائب العام، كانت خالية من التفاصيل التي تدين او تبريء أي طرف بالقضية. وأكدت الصحيفة أن صمت عزام لن يدم طويلا بعدما تقدم نائب عام روما "جوسيب بيجناتون" ونائبه "سيرجيو كولايوكو" بطلب عمل تحقيق أوروبي موجه للسلطات البريطانية بصدد تبادل السجلات القضائية بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، حيث يطالب التحقيق باستجواب رسمي لها والحصول على تسجيلات هاتفية لها، من هاتفها المحمول والتليفون الثابت، في الفترة بين يناير 2015 و28 فبراير 2016. وكشفت لا ريبوبليكا عن مفاجأة مدوية وهي أن موضوع بحث ريجيني لم يكن من اختياره بل من اختيار عزام، حيث جرت محادثات بين ريجيني وأمه "باولا" عبر سكاي بى في 26 أكتوبر 2015 تسلط الضوء على إجبار ريجيني على موضوع البحث المتخصص في النقابات المستقلة ومطالبة مها له بإجراء البحث عن طريق أسلوب البحث التشاركي الذي يستند إلى الناس والمجتمع المحلي موضوع البحث وهو الدافع وراء سفر ريجيني إلى مصر لإستكمال بحثه، والجدير بالذكر أن ريجيني لم يكن يرغب في بحث هذا المجال وكان يفضل دراسة التطور في مصر بشكل أوسع.حيث قال ريجيني لأمه عبر محادثة سكاي بى إن عزام تصر على موضوع البحث. وبإطلاع الصحيفة الإيطالية على المحادثات الخاصة بين ريجيني وأحد أصدقاءه، تبين شكواه من اختيار مها, لرباب المهدي أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، للإشراف على بحثه في مصر وقال عنها إنها تصنف على أنها ناشطة وليست أكاديمية بالمعنى الخالص وأبدى ريجيني خوفه من أن إعتراضه على اختيار مها لرباب في الإشراف على بحثه قد يثير حفيظتها ويعرضه للمخاطر . وتساءلت الصحيفة الإيطالية عن أسباب الصمت المريب لجامعة كامبريدج وعدم تعليقها على الحادث ،حيث أكدت في تقريرها، أنها حصلت على وثائق إنابة قضائية مرسلة للندن مكونة من 12 صفحة تكشف عن تفاصيل ستجبر السلطات البريطانية سواء الحكومية أو الأكاديمية على مواجهة نقطة تحول في القضية. ومن بين تلك الحقائق التي حصلت عليها ريبوبليكا أن الباحث الإيطالي كان قد سلم عزام ملفا مكون من 10 تقارير بحثه عن النقابات المستقلة في 7 يناير 2016، أي قبل ثمانية عشر يوما من اختطافه. ونقلت الصحيفة تصريحات عن رئيس الوزراء الإيطالي السابق، ماتيو رينزي، حول اتهام الإخوانية مها عبد الرحمن الأستاذة بجامعة كامبريدج البريطانية بالتستر على حقيقة قضية الطالب الإيطالي جوليو ريجيني. وقال رينزي في تصريحاته معلقاعلى مطالبة النائب العام في روما بتوقيف عزام، إنه لا يريد إلا الحقيقة، وأن أستاذة كامبريدج تخفي شيئا في قضية ريجيني. ومن جانبها طالبت صحيفة إل جورنال الإيطالية الحكومة البريطانية , البحث عن الدور الخفى للمرجعيات الأكاديمية فى جامعة كامبرديج البريطانية التى أرسلت الباحث الإيطالى جوليو ريجينى للقاهرة، وقالت إن المخابرات البريطانية تعرف مها عزام التى ساعدت ريجينى فى بحثه، وعلى علم بنشاطها ضد النظام المصرى وقربها من الإخوان. وأضافت الصحيفة أن بريطانيا ظلت على اتصال وثيق بإيطاليا، وقدمت المساعدة فى محاولة للحصول على نتيجة مرضية لأسرة ريجيني، وكانت تصريحات بريطانيا قد نتجت عن الموقف الرسمى من العريضة التى جمعت أكثر من 10 آلاف توقيع على موقع البرلمان البريطانى. وكانت صاحبة فكرة العريضة "هانا واديلوف" الباحثة فى جامعة وارويك، والمتخصصة فى الجماعات الإرهابية فى أفريقيا، والتى عملت 3 سنوات لمركز الاستشارات المتخصصة فى الدول المضطربة والمعرضة للمخاطر المرتفعة بأوكسفورد أناليتكا، مثل ريجيني، قبل أن تتحول إلى العمل فترة قصيرة لدى "AKE" الشركة المتخصصة فى الخدمات الأمنية، والتى يشرف عليها ويديرها عملاء سابقون للمخابرات البريطانية والقوات الخاصة البريطانية، ولكن رغم ظهور علامات على علاقة المرجعيات الأكاديمية بسفر ريجينى لمصر وتحركاته فيها، إلا أنها محمية من قبل وسائل الإعلام بطريقة غير عادية. وأوضحت الصحيفة الإيطالية أن عزام من التابوهات الحكومية، ورفض الإعلام والجهات المختصة فى لندن، التركيز على دورها المحتمل فى مأساة الطالب الإيطالى، وعلى وجه التحديد دورها بجامعة كامبريدج وعلاقة ريجينى بها قد يكون هو الدافع وراء النهاية المروعة للباحث الشاب، حين رفض قبل موته التعامل معهم و كشف عدة أمور خاصة بالجماعة الإرهابية في مصر والتي كانت تدين مسئولين كبار في لندن تورطوا في عمليات مشبوهة مع الإخوان في صفقات سلاح، وكان سيقدمها للسلطات المصرية. وكان الخبير العسكرى الإيطالى كارلو جان قد قال في تصريحاته للصحف الإيطالية إن هناك احتمالا أن مها عزام أستاذة الطالب الإيطالى جوليو ريجينى فى كامبريدج، تعمل لصالح المخابرات الإنجليزية أو الأمريكية ، مشيرا إلى أن هناك احتمالين حول عزام، الأول هو أنها تعمل لصالح الإخوان الإرهابية لنشر الفوضى وحالة من عدم الاستقرار لمساعدة الإخوان للانتقام من الرئيس عبد الفتاح السيسى، أو أنها تعمل لحساب المخابرات الأمريكية أو الإنجليزية وفى تصريحات لصحيفة السوسيس دياريو الإيطالية، قال الخبير الإيطالي إن قضية ريجينى تخفى حقيقة غير مريحة للعديد من البلدان، وبدا ذلك واضحا بعد توجيه أصابع الاتهام إلى الدكتورة مها عزام المسئولة الأولى فى إرسال ريجينى إلى مصر لعمل البحث عن النقابات العمالية المستقلة. وأكد الخبير الإيطالي أن اتهام عزام لا يعفى إيطاليا من المسئولية، أو حتى جامعة كامبريدج، إلا إذا كانت الجامعة الإنجليزية كانت على علم بما تقوم به عزام من إرسال ريجينى للقيام لبحث من الممكن أن يستفاد به جماعة الإخوان التى تنتمي إليها عزام وردا على سؤال عن دور ريجينى فى خطة عزام، سواء كانت تابعة للإخوان أو تعمل لصالح المخابرات الامريكية أو الإنجليزية، قال جان من المستبعد تماما أن يكون الطلاب يستفيدون من ذلك بشكل واضح، وإذا كان على علم بمخطط عزام فى مصر فإنه رمى نفسه فى الخطر. ورأى جان أن وراء هذه القصة اثنين فى مصر، أى لم يكن ريجينى بمفرده من كان يعمل لصالح عزام وأشار جان إلى أن سبب تأخر التوصل إلى الحقيقة حتى الآن، هي أستاذة ريجينى ، كما أن السبب وراء اخفاء حقيقة مقتله، هي إيطاليا، بسبب خطأ سحب السفير من مصر فى هذا الوقت. بينما كشفت صحيفة كورييرا ديلا سيرا أن الدكتورة بجامعة كامبريدج مها عزام المشرفة على بحث الطالب الإيطالى جوليو ريجينى فى القاهرة ، اختفت لمدة عام بعد حادث مقتل ريجينى، وذلك لأنها كانت تعانى من حالة اكتئاب حاد، أو ربما كانت ترغب فى أن تكون مختبئة عن العيون لمدة كبيرة بعد الحادث، إلا أنها الآن رغم كل محاولاتها وجدت نفسها أمام طلب من النيابة العامة الإيطالية من قضاة إيطاليون إلى السلطات البريطانية ، ولكن لا يزال تصرفها غير معروف. وأوضحت الصحيفة أن مها عزام الآن تواجه إجراءات قانونية، واتهامات صريحة، لا يمكن أن تتجاهلها أو ترفضها، ويجب عليها التوجه للمحكمة, وأشارت إلى أن صلة مها عزام بجماعة الإخوان الإرهابية يثير العديد من الشكوك، حول محاولاتها للانتقام من النظام المصرى. يذكر أن عزام بريطانية من أصل مصري وهي إحدى أبرز خبراء قضايا الشرق الأوسط وملف الإسلام السياسي في المعهد الملكي للشئون الدولية، في لندن تشاثام هاوس، منذ عام 2002، وفقا لتعريفها على الموقع الرسمي للمعهد ، فإن لها علاقة قوية بالحكومة البريطانية، من خلال الدكتور طارق رمضان، حفيد حسن البنا، ومستشار ديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا السابق للشؤون الدينية، وتشير مصادر إخوانية، إلى أن لها تأثير قوي مع آخرين، في تأخر صدور تقرير بريطانيا، بشأن مدى علاقة الإخوان بالإرهاب، فضلا عن ترتيبها لقاءات بين الإخوان ومسئولين في الحكومة البريطانية، لتبرئة ساحتهم من أعمال العنف. و عزام تربطها علاقة قوية بقيادات التنظيم الدولي للإخوان في لندن، أمثال إبراهيم منير ومحمد سودان وعزام التميمي وأنس التكريتي، كما أنها تتواصل مع المنظمات الحقوقية الدولية، وتستغل منصبها في المعهد الملكي، وتتواصل مع الصحفيين الأجانب، للهجوم على النظام المصري الحالي ، فضلا عن تواصلها مع عدد من المحاميين الدوليين، للدفاع عن الإخوان، ومقاضاة مصر دوليا. ودشنت عزام، عدة كيانات للدفاع عن الإخوان، ومنها حركة مصريين من أجل الديمقراطية، وتم تعيينها منسقا لها كما كثفت من نشاطها في لندن لاسيما بعد ثورة 30 يونيو وكان من بين الفاعليات، التي حضرتها للترويج ضد السلطة الحالية في مصر، حلقة نقاشية في جامعة لندن برئاسة الإعلامي بيتر أوبورن من صحيفة ديلي تليجراف حول الأحداث في مصر. وعقب ثورة 30 يونيو، دشنت عزام مع مجموعة من المؤيدين لتنظيم الإخوان ما أسموه الوفد المصري للدبلوماسية الشعبية، في العاصمة السويسرية جنيف بهدف تكوين موقف غربي مؤيد للإخوان, وفي 14 مارس 2014، خرجت تقارير إعلامية من لندن حول عزام، ووصفتها بأنها إحدى عناصر الطابور الإخواني لقطر في الدول الأوروبية. وقالت التقارير إن قطر استخدمتها ومعها آخرين، في تحريك مظاهرات داعمة لسياساتها في لندن لفك عزلتها الخليجية، بعد أن أصبحت مهددة بشبح العزلة، بسبب دعمها لتنظيم الإخوان وأوضحت التقارير أنه لفت الانتباه مشاركة الباحثة المعروفة مها عزام في مظاهرة أمام السفارة القطرية في لندن، دعما للدوحة عقب قيام دول خليجية بسحب سفرائها من قطر العام الماضي ،حيث ظهرت رافعة لافتة مكتوب عليها اسم دولة قطر، وتقف مع مجموعة من المتظاهرين، الذين يحملون لافتات لشعار رابعة، بجانب أسامة رشدي، الناشط الإسلامي المقيم في بريطانيا والقيادي بتنظيم الجماعة الإسلامية.