ارتفاع حالات التحرش نهاراً.. والأهالي: مالناش مكان ببلاش غيره أحد الأهالي: تآكل المساحات الخضراء واحتلال الكافتيريات لأكثر من نصف الكورنيش دمر المتنزه -------------------------------------------------------------------------------------------------- تسيطر حالة من الغضب والاستياء على مواطني المنيا بعد أن تحول مدينتهم، والذي يعد أطول ثان كورنيش على مستوى محافظات الجمهورية، وأكبر المتنزهات بالمحافظة، إلى إسطبل خيول كبير، بعد أن استحوذ عدد من الأشخاص القادمين من مراكز مختلفة على مساحات كبيرة لتأجير تلك الخيول للعب نظير مبالغ مالية ، دون مراعاة لجلوس آلاف الأسر والأطفال على الأرض. أهالي مدينة المنيا أعربوا عن استيائهم من تكرار الإصابات التي يتعرض لها الكثير من المارة خاصة الأطفال، نظرًا لركوب غير المؤهلين من المواطنين تلك الخيول والركض بها بالجزء المخصص للمشاة ، ما تسبب في إصابة البعض خلال الأعياد المختلفة، والفترات الماضية خاصة بعد تزايد أعداد تلك الخيول . يقول حسن العمدة ، 65 سنة وموظف سابق بالإدارة التعليمية، إن كورنيش النيل يعد متنفساً للغالبية العظمى من المواطنين نظراً لطوله الذي يزيد عن 6 كيلو مترات واتساع مساحته ومروره بغالبية الأحياء بالمدينة دون أي رسوم للتنزه به ، ورغم ذلك فقد تحول في العامين الماضيين إلى ملتقى كبير للباعة الجائلين ومؤخراً لأصحاب الخيول الذين يقومون بتأجيرها نظير 3 و 5 جنيهات للمواطنين ، ما تسبب في خوف كبير للأسر والأطفال بسبب ركض تلك الخيول بالمناطق المخصصة للمشاة وفي بعض الأحيان وسط المقاعد والمناضد، رغم أن مستقليها لا يعلمون جيداً كيفية التعامل معها رغم خطورتها. وأضاف العمدة أن تلك الخيول تسببت خلال أيام عيد الفطر الماضي في إصابة عدد كبير من الأطفال والمارة، بسبب تكدس المواطنين وتدافع العديد من أصحاب تلك الخيول واحتلالهم مساحات كبيرة ، دون مراعاة السيدات والأطفال واصطدام سيقان الخيول بهم ما أدى إلى إصابة البعض بكدمات ، وسقوط البعض من أعلاها ، مناشدًا بتخصيص مكان صغير لتجميع كافة الخيول به كنوع من الألعاب للراغبين وعدم تركها تتجول بكافة الكورنيش شمالا وجنوبا . في نفس السياق حذر الدكتور أمجد صابح، أحد المواطنين، من أن تواجد الخيول بأعداد كبيرة وسط المواطنين وفي ظل درجة حرارة الشمس المرتفعة بموسم الصيف قد يتسبب في إصابة البعض بالبكتريا والأمراض الجلدية والحساسية، مؤكدًا أن غالبية تلك الخيول تعمل في عربات الحنطور والكارو، وأنها غير نظيفة، إذ يتم استغلالها في المكاسب المادية دون النظر إلى مستقليها، ناهيك عن تلويثها للبيئة بسبب الروث وبقايا الأطعمة التي تقدم لها ما تساعد في تجمع الحشرات والميكروبات. وأشار صابح أنه يتوجب على لجان الطب البيطري التابعة لمديرية المنيا فحص تلك الحيوانات قبل السماح لها بالتجول والتواجد وسط المواطنين لفترات طويلة، مشيرًا إلى أن منح أصحابها موافقات للتواجد بالكورنيش من قبل الوحدات المحلية نظير إيجارات يومية يعد من الأخطاء الشائعة ويجب التعامل معها بحرص. من جانبه قال فتحي جاب الله، أحد أصحاب الخيول، إن تأجير الخيول للمواطنين يعد "باب رزق" كبير له ولغيره ، خاصة بعد عزوف غالبية المواطنين عن ركوب الحنطور، واقتصار أعمالهم على توصيل التلاميذ خلال مواسم الدراسة، مشيراً إلى أنهم يحصلون على موافقات مسبقة من الوحدات المحلية لتأجير بعض المناطق بتخصيصها للخيول مقابل ما يقرب من 150 جنيهاً في اليوم الواحد في الأعياد، ومن 25 جنيه إلى 50 جنيه في الأيام العادية، مؤكدا أن كل شخص يستقل الخيل يكون معه أحد التباعين لضمان السيطرة على الخيل في أي حالة اضطرارية –حسب ذكره - . من جانب آخر أعرب الكثير من المواطنين عن استيائهم من انتشار الباعة الجائلين بأعداد كبيرة ، وكذلك استحواذ عشرات الكافتيريات على مساحات شاسعة وتشغيلها للأغاني الشعبية بصوت عالٍ، ما جعل الكورنيش إلى ملتقى للضجيج والكثير من المشكلات. وناشد حسين فرج الله ، موظف ، الوحدات المحلية بعدم منح مزيد من التراخيص للكافتيريات الكبيرة بالكورنيش بحجة توفيرها متطلبات الأهالي من مقاعد ومشروبات، مؤكداً أن الكورنيش بطول امتداده يملؤه المقاعد الخرسانية والخشبية، والعديد من المحلات تحيط به، وأن تلك الكافتيريات تسببت في تقليص مساحة الكورنيش إلى النصف تقريباً. وطالب علي محمد ، مدرس ثانوي عام، بضرورة انتشار الدوريات الأمنية بشكل ملحوظ بالقرب من الكورنيش مع وجود الأفراد السريين لضبط الخارجين عن القانون، خاصة بعد تعرض عشرات الفتيات لحالات تحرش في وضح النهار، ومضايقتهن من قبل عشرات الشباب القادمين من المراكز الأخرى، وكذلك بعض الباعة الجائلين. وأشار إلى أنه عزف مثل كثيرين عن الخروج إلى الكورنيش الذي صٌرف عليه مئات الملايين من قبل المحافظة منذ أكثر من 15 عامًا ، بسبب تدهور حالته وعدم الاعتناء به إلا في المنطقة الواقعة أمام ديوان عام المحافظة.