ما بين الحدائق والمتنزهات ومدن الملاهى والشواطئ، والمقابر أيضا، تتوزع اتجاهات أوقات المصريين خلال أيام العيد المبارك، فى المحافظات المختلفة. لكل منطقة طقوسها، وتقاليدها، ولكل فئة طريقتها فى الاحتفال بالعيد. فى الفيوم، المعروفة بأنها بلد سياحة اليوم الواحد، يتوزع الأهالى ما بين حديقة الحيوان والحدائق والنوادى وبين بحيرة قارون، والممشى السياحى الجديد المجاور لسواقى الهدير السبع. ويفترش المئات منهم شواطئ البحيرة بين الأهل والأصدقاء، بينما يفضل آخرون أن يمكثوا فى البيوت تحاشيا لزحام شديد متوقع. ولا يكتمل العيد لدى غالبية أهالى القليوبية إلا بزيارة القناطر الخيرية. فى فسحة لا تكلف الفقراء إلا جنيهات بسيطة، فالساندويتشات يصنعونها فى البيوت، والحدائق مجانية، أما الطبقة الوسطى فتقصد النوادى المطلة على النيل للاستماع بالحفلات الغنائية، والرحلات الجماعية أحيانا، أو السينما، بينما يفضل البعض قضاء يوم ترفيهى فى القاهرة، ما بين المسارح أو المعالم الأثرية. فى الصعيد يختلف الأمر، ففى قنا، تخصص معظم النساء يوم العيد الأول لزيارة موتاهن، تبدأ الزيارة عقب صلاة العيد مباشرة، ويجلسن معهم لقراءة الفاتحة، «حتى لا يشعر الموتى بالغربة»، كما يبررن الأمر، ثم يقمن بتوزيع «الرحمة» على فقراء المقابر المتمثلة فى الفاكهة والنقود والملبن، وهذه عادة موروثة يحرص عليها الجميع. ومن العادات أيضا التى يحرص عليها أبناء القرى فى هذا اليوم، قيام كبار كل عائلة بزيارة العائلة الأخرى بداخل ديوانها والجلوس معهم لشرب الشاى بالكحك ثم تقوم العائلة الثانية برد الزيارة للعائلة الأولى، وهكذا حتى تزور كل العائلات فى القرية بعضها. أما فى المدن فيحتشد الآلاف من المواطنين بالمتنزهات والحدائق العامة والكورنيش، وتفترش الأسر الطرقات بعمل موائد يتناولون فيها وجبة الفسيخ مع المشروبات وهى أيضا من العادات التى يحرص عليها معظم المواطنين فى الصعيد. فى محافظة البحر الأحمر يفضل السكان التوجه إلى الشواطئ العامة ونزول البحر خاصة أن العيد يتزامن مع الطقس الحار فى معظم مدن المحافظة: الشلاتين والقصير وسفاجا والغردقة ورأس غارب. فيما تتميز الغردقة بممشاها السياحى، والذى يمتلئ بالآلاف مساء يوم العيد. وفى هذا السياق، قال اللواء مجدى حبيب، رئيس مدينة الغردقة، إن المدينة استعدت للعيد بتنظيف الشواطئ العامة لاستقبال المواطنين وزوارهم من محافظات أخرى، مؤكدا أن الوجود الأمنى المكثف سيكون مستمرا لتأمين الزائرين، موضحا أن بعض الشواطئ سوف تفتح مجانا وشواطئ أخرى بأسعار رمزية. وتتميز محافظة المنيا بأكثر «كورنيش نيل» اتساعا فى مصر، وهو ما يعطى احتفالات الأعياد فيها طابعا خاصا، ومبكرا بدأ عدد من أصحاب النفوذ السيطرة على مساحات من الكورنيش، للاستفادة به من خلال تأجيره للبائعين الجائلين، وأصحاب الكراسى. وفيما يتوجه أهالى قرى الشرق إلى المقابر لزيارة موتاهم وقضاء صباح أول أيام العيد هناك، يتعمد سائقو سيارات الأجرة إلى الشرق رفع تعريفة الركوب للضعف، أما داخل المدينة فيشتد زحام الأهالى للفوز بقطعة من كورنيش النيل لقضاء العيد بعيدا عن رسوم النوادى المرتفعة. وفى سوهاج، تشهد المقابر زحاما شديدا، لتوجه مئات السيدات لزيارة موتاهن، وقراءة الفاتحة على أرواحهم، كما يتوافد الآلاف من الشباب على الحدائق والمنتزهات وأدوار السينما وكذلك على كورنيش النيل الغربى. لكن، ومع ندرة المتنفسات الطبيعية والترفيهية فى محافظة الغربية، لا يجد مواطنوها سبيلا للاحتفال بالعيد إلا التوجه إلى حديقة الأندلس فى طنطا، والتى يطلق عليها الأطفال حديقة الحيوان رغم أن ما تضمه من حيوانات لا يتعدى قردين وحمارين مخططين وبعض الطيور، إلا أنها تعد المكان الوحيد المغلق بالمحافظة. ويتوجه آخرون إلى حديقة الطفل التى أقيمت مؤخرا بمنطقة الاستاد، ومدينة الملاهى بجانبها، وفى كفرالزيات يصبح ما يطلقون عليه «كورنيش النيل» المتنفس الوحيد للأهالى، ويكتفى البعض بالاستمتاع به من الخارج، هربا من أسعار الكافتيريات المقامة على النيل مباشرة. ميشيل عبدالله وحمادة عاشور وكمال الجزيرى وحسن صالح وماهر عبدالصبور ومحمد عبده وعلاء شبل