أحذر عدوك مرة وأحذر ممن يحاول إقناعك أنه صديقك ألف مرة.. فالطعنات الغادرة لا تأتى إلا ممن يرتدون ثوب الاوفياء الذين ما أن اتيحت لهم أنصاف الفرص أفرغوا سمومه بين اضلاعك .. عبد المنعم ابو الفتوح رئيس حزب مصر القوية والقيادى السابق بجماعة الاخوان المسلمين، واحدا من بين هؤلاء، تميز بكونه أحد ابرز من احترفوا فى السنوات الاخيرة مهنة الراقص على كل الحبال السياسية سعيا وراء مصالحه الشخصية. "رئيس حزب مصر القوية" وفى سبيل سعيه الدؤوب وراء طموحاته وافق على التعايش مع كافة الايدلوجيات أملا فى الوصول الى مبتغاه، لكن ولحسن طالعه دائما ما يصعد الى نهاية السلم ليتهاوى سريعا نحو القاع.. فتاريخه يشهد له بقدراته الفائقة على تبديل لونه السياسي أسرع من تبديل ملابسه الشخصية، فهو من عاش فى كنف الإخوان لعقود طويلة تربى خلالها بين قياداتها وشب حتى شاب على معتقداتهم وعند استشعر أن الجماعة لن تكون سفينته الى كرسي الرئاسة قفز منها فى 2012 وقرر خوض الانتخابات الرئاسية مستقلا عنها. وعندما فشل مشروعه فى الوصول الى الاتحادية فى أول تجربة انتخابية بعد ثورة يناير، أسس لنفسه حزبا جديدا وقرر الانضمام شكليا الى صفوف المعارضين للإخوان فى ظل تعالى وتيرة المعارضة وقتها، وعندما سقط مرسي هرول "ابو الفتوح" للجلوس مع القيادات السياسية من اجل رسم خارطة طريق ما بعد الإخوان، وما أن لفظه الشارع السياسي قرر الانتقام من النظام الحاكم الذى باعد بينه وبين حلمه القديم. الأيام الماضية استفاق المصريون على نبا التقاء "ابو الفتوح" بعدد من قيادات الجماعة الارهابية بلندن كان من أبرزهم إبراهيم منير، نائب المرشد و راشد الغنوشى رئيس حركة "النهضة" التونسية، فى أطار سلسلة من الاجتماعات التى يعقدها رئيس حزب مصر القوية مع قيادات الجماعة بالخارج لتباحث فى مستقبل الجماعة فى مصر. الغريب لم يكن فى زيارة "ابو الفتوح" لقيادات الجماعة وسعيه الدؤوب للتقرب اليهم فالأصل أنه لم يبعد عن أحضانها حتى يعود اليها من جديد، لكن الغريب هو ردود الأفعال التى صاحبت الزيارة والتى تصورت أنها السقطة الأولى ل"ابو الفتوح"، متغافلين عن ما كان منه خلال الأعوام الثلاثة الماضية وتصريحاته الدائمة التى يؤكد خلالها على افكاره الاخوانيه وسعيه الحثيث لتنفيذ أوامرهم وإسقاط اى نظام حكم فى مصر على عكس هواهم، مستغلا فى ذلك بضع السنوات التى ادعى فيها انفصاله عن الجماعة ليثبت للعوام أنه على خلاف معها. "المتلون" وبعد يأسه فى اقناع الشارع السياسي به وبأفكاره بعد ثورة يونيو، راح يرتمى من جديد فى أحضان جماعته القديمه أملا فى استعادة حلمه القديم مع قدوم الانتخابات الرئاسية، وراح يبدى استعداده لكبيرها بلندن على قبوله بالسمع والطاعة من اجل الوصول لمراده. حلم "أبو الفتوح" فى الوصول الى الاتحادية فى 2018، كان واضحا ومحددا، حيث لم يتوانى عن التأكيد عن نوايه فى خوض الانتخابات القادمة، مؤكدا انه لن يتردد حينما تكون هناك فرصة لخدمة وطنه في أي موقع، ومن أجل الوصول الى غايته حاول رئيس حزب مصر القوية استجلاب شباب الجماعة مرة أخرى من خلال مغازلتهم برفضه لأحكام الإعدام الصادرة بحق قادة جماعة الإخوان وشبابها، وتأكيده على أن هذه الأحكام لن تنفذ ولا يجوز أن تنفذ، واصفا تنفيذها بالجريمة الكبيرة، وداعيا شباب الجماعة وقياداتها للتوحد والاصطفاف، مؤكدا أنه لا مصلحة لمصر فى تتشرذم الجماعة وانقسامها، متناسيا أنه أول من قفز من سفينة الجماعة عندما اختلفت سياساتها مع طموحاته وأنه كان من أوائل من حضر اجتماع الرئيس المؤقت عدلي منصور في 5 يوليو 2013 بالقصر الجمهوري بعد زوال حكم الجماعة. "أبو الفتوح" ولتقديم فروض الطاعة للجماعة الارهابية، راح يهاجم من الحين الى الأخر النظام الحالى متهما اياه بالتسبب فى التردى الأقتصادى الذى تعيشه البلاد، متغافلا عن ما تقوم به الجماعات الارهابية من أعمال تخريبية ليل نهار وتأثيره على جذب الاستثمارات الاجنبية. ولتكتمل سقطات "أبو الفتوح" داخليا وخارجيا، اصر رئيس حزب مصر القوية على حضور المؤتمر العربي الإسلامي في لبنان الداعم لحزب الله الشيعى والمدعوم من ايران وفى حضور ممثلين عن الرئيس السورى بشار الأسد، ليضيف الى تناقضاته واحدة جديدة فهو الرافض بشده ما يدور فى اليمن من انقلاب على السلطة الشرعية بدعم من ايران ومع ذلك راح يقف بجانب حزب الله المدعوم من ايران أيضا كذلك قبل بحضور المؤتمر المدعو له ممثلين عن نظام الاسد الذى يبيد الشعب السورى جهارا نهارا على حد قوله.