علي الرغم من أنهم أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من استلام وحداتهم إلا أن المستفيدين من مشروع "دار مصر" أبدوا انزعاجهم الشديد من المشكلات العديدة التي فوجئوا بها أثناء زياراتهم للشقق قبل استلامها. وأكدوا أن مسئولي وزارة الإسكان لم يلتفتوا لمطالبهم، التى تعالج بعض المشكلات الفنية والإنشائية للحفاظ علي سلامة المباني ومن ثم سلامة أرواحهم. وأكد مؤمن أحمد أحد الحاجزين بمشروع "دار مصر" أنه ذهب لزيارة موقع الإسكان المتوسط حيث المرحلة الأولي بالشروق، ودخل بعض الوحدات التى قاربت علي الانتهاء من تشطيبها، ولاحظ مرور صرف غسالة الملابس من خلال "طرقة" غرفة النوم الرئيسية، معلقا أنه لم يري في حياته مواسير صرف تمر من طرقة إلي حمام آخر، مشيراً إلي أن ذلك قد يؤدي لمشكلة كبيرة إذا تم عمل أي تعديل أو صيانة في المستقبل، لأن ذلك سيتطلب تكسير "الحمامين والطرقة"، إلي جانب مشكلة تسريب المياه وعزل الأرضيات. وأوضح أيضاً أنه لا يوجد التزام بالأصول الفنية عند تنفيذ طبقة المونة لحماية أعلى مواسير الصرف إن وجدت حيث يتم إزالتها بالقدم وهو ما يعرضها للكسر خلال فترة التنفيذ. وأضاف أنه لاحظ أيضا عدم وجود طبقة حماية أسمنتية أعلي شرائح العزل بالحمامات، مما يعرضها للتلف والثقوب، أما الكهرباء فيتم استخدام مواسير (مواسير سوسته) فى التمديدات الكهربائية، متسائلاً.. هل هذا معتمد وتمت الموافقة عليه؟. وأشار إلى أنه يتم مد خراطيم الكهرباء بالأرض فى الطرقات ما بين الوحدات وكذلك المطابخ، لافتاً إلي عدم وجود تنسيق بين أعمال الصرف الصحى والكهرباء حيث لوحظ وجود تداخل لدرجة أنه يتم ربط الجزء الرأسي من مواسير الكهرباء والتى تم تمديدها بأرضية المطبخ بقائم صرف غسالة الأطباق (كهرباء بجانب ماء). وكان حاجزو مشروع "دار مصر" قد أصدروا بياناً أعربوا خلاله عن استيائهم من عدم تنفيذ وعود مسئولي وزارة الإسكان لهم بتلافي المشكلات التى ظهرت خلال المرحلة الأولي ، الخاصة باستبعاد شركات المقاولات التى لم تلتزم بمعدلات التنفيذ المقررة، ومن بينها ظهور العيوب الفنية والإنشائية لأعمال تلك الشركات في المرحلة الأولي، رغم الشكاوى المتكررة منها، مما أدي لتكرار نفس المشاكل بالمرحلة الثانية، مشيراً إلي أن تلك الشركات تفتقد للخبرة والكفاءة مما يؤثر علي سلامة المبانى. وأبدوا انزعاجهم من إلغاء المساحات الخضراء بالمشروع لزيادة أماكن الانتظار، والتصاق العمارات. وطالب حاجزي دار مصر وزارة الإسكان بسرعة استبعاد الشركات المخالفة وإزالة تلك المخالفات التى تسببت بها، وإعادة التنفيذ وفقا للمعايير الفنية الحديثة، إلي جانب المطالبة بعقد لقاءات دورية بين حاجزي الوحدات ومسئولي الوزارة للوقوف علي كافة المشكلات وإزالة أى معوقات. وشددوا أيضا علي ضرورة متابعة بعض العمارات بمدن القاهرة الجديدة والعبور حيث يتم عمل غرفة كهرباء بين العمارات، مطالبين بسرعة التدخل تجنبا لحدوث أى أضرار. وخلال الفترة الأخيرة ترددت أنباء عن بدء تسليم وحدات "دار مصر" مطلع مايو المقبل في 6 مدن جديدة، حيث استلمت هيئة المجتمعات العمرانية 40 عمارة أى 960 وحدة سكنية، إلي جانب معاينة 40 عمارة أخري بنفس عدد الوحدات بخمس مدن هي العبور وبدر والشروق والعاشر من رمضان ودمياط الجديدة. كما تم الانتهاء من تشطيب حوالي 80% من وحدات المرحلة الأولى بمشروع دار مصر، وبدأت الهيئة أيضا في استلام العمارات عقب الإنتهاء من تنفيذ ال"لاند سكيب" ورصف كافة الطرق الداخلية، بالإضافة إلي الانتهاء من تنفيذ كافة الخدمات داخل المشروع فى المدن الجديدة، لتمكن المواطن من العيش فى الوحدة فور استلامها وتوفير حياة متكاملة. وأعلن المهندس عبد المطلب عمارة المشرف علي قطاع تنمية وتطوير المدن بهيئة المجتمعات العمرانية، عن بدء تسليم المرحلة الأولي من مشروع دار مصر للإسكان المتوسط نهاية شهر إبريل الجاري، مشيرا إلي أنه سيتم الانتهاء من تسليم وحدات المرحلتين الأولي والثانية بإجمالي 56 ألف وحدة مطلع شهر ديسمبر القادم.